ã

ماذا تفعل لو صرت غنيا؟

 

ابتسم كل من طرحنا عليهم السؤال، سواء في الصين أو في مصر، حلقوا بخيالهم وتجاوزوا الواقع لدقائق ورسموا صورة لأحلامهم "الافتراضية، وهي أحلام لا تزيد كثيرا عن احتياجاتهم، المادية والمعنوية، وتفاوتت تمنيات الحالمين بالثراء بقدر التباين بينهم في فهمهم وتعريفهم للثروة.

((الصين اليوم)) حملت حلم الثراء وطافت به على أحد عشر فردا في الصين، ومثلهم في مصر، فكانت النتيجة تقريبا واحدة. وإلى تفاصيل هذه الرحلة المدهشة.

 

من بكين، كتب مراسلو ((الصين اليوم)):

تشا تشيان: تطوير التعليم في الجبال

السيد تشا تشيان في العقد الرابع من عمره، ويشغل منصب مدير عام فرع بكين لشركة نانلينغ العلمية والتكنولوجية. قال إنه ولد في قرية بمقاطعة آنهوي بوسط الصين، وإنه تعلم في مدرسة مبنية بالطوب اللبن، جدرانها لا تخلو من ثقوب، وربما لا توجد بنايات مدرسة من هذا النوع حاليا. قال السيد تشا: "المواصلات مازالت صعبة في المناطق الجبلية الوعرة وظروف التعليم هناك مازالت قاسية، لهذا إذا أصبحت غنيا، سيكون أول شيء أفعله هو مساعدة المناطق الجبلية الفقيرة على تطوير التعليم لها".

يعتقد تشا تشيان أن قضية العمل الخيري في الصين لم تصل بعد مرحلة النضوج، إذ يظن كثير من الصينيين أنها شأن الأثرياء فقط، وهذا غير صحيح، فالأعمال الخيرية واجب اجتماعي يقع على عاتق الجميع غنيا أو فقيرا، كل حسب قدرته.

تشا تشيان عضو بمجلس إدارة الجمعية الصينية للصليب الأحمر، ومن متطوعي البنك الصيني لنخاع العظم.

السعادة بالنسبة له تقتضي توفر أساس مادي معقول لحياة الفرد، الأسرة المتناغمة، ثم أن يؤدي الإنسان العمل الذي يحبه.

 

شي جيان قوه يحلم بمجلة

 شي جيان قوه، محرر بمجلة صينية يحلم بشراء شقة.

يعتقد السيد شي أن ثمانية ملايين يوان (الدولار الأمريكي يساوي 8ر6 يوان) مبلغ كاف لينضم إلى صفوف الأثرياء. حساب السيد شي يقوم على ما يلي: نحو 5ر1 مليون يوان للشقة، 5 ملايين يوان لتأسيس مجلة تاريخية، والباقي رصيد لأغراض أخرى قد تكون أقل أهمية.

شي جيان قوه درس التاريخ في الجامعة، ولكنه يرى أن التاريخ ليس له نصيب كبير في مجتمع الصينيين. ويدعو الشاب الذي مضت خمس سنوات فقط على تخرجه، إلى الاستفادة من التاريخ في ما نقوم به من عمل في حاضرنا. اكتشف شي جيان قوه- أو هكذا يظن- أن كثيرا من خريجي الجامعات يجهلون المعارف التاريخية لأنهم لم يتعلموها في المدارس، ويتمنى أن تكون مجلته، الافتراضية، شيقة مفيدة لقارئها.

يتمنى شي جيان قوه أن تسمح الحكومة الصينية بالاستثمار الأهلي في أجهزة الإعلام.

   

تشنغ تشنغ قوي: شقة وسيارة وشركة ودار أيتام

تشنغ تشنغ قوي الذي يعمل في شركة أجنبية براتب أكثر من موظفي الحكومة يرى أن نوعية حياته انخفضت كثيرا. قال تشنغ إنه بمجرد أن تقع الفلوس في يده سيسدد قرض الشقة، الذي زادت فوائده، في دفعة واحدة وسيجدد ديكورات البيت ويشتري سيارة فاخرة، وإلا لن ينظر إليه كإنسان ثري. بعد ذلك، يتمنى السيد تشنغ أن تكون لديه شركته الخاصة التي تعمل في مجال تخصصه وهو تطوير برمجيات الجيل الثالث 3G.

بعد تخرجه في الجامعة فكر تشنغ تشنغ قوي في إقامة دار أيتام، متأثرا بظروفه الخاصة، حيث رحل عنه والده وعمره 12 سنة، وأمضى ست سنوات، هي فترة الدراسة المتوسطة، في عاصمة المحافظة، ثم توفت أمه قبل تخرجه في الجامعة.

قال: "لو أن والديي مازالا على قيد الحياة لأخذتهما ليعيشا معي، فأنا لا أقبل بأن يمضي أبواي شيخوختهما في دار للمسنين. وإقامة دار أيتام أهم  من إقامة دار مسنين، فالأطفال هم مستقبل الوطن، ويجب الاهتمام أكثر بتعليم الأيتام."

قال تشنغ تشنغ قوي: "إذا حققت أرباحا في عملي بمجال البرمجيات سأخصص بعض أموالي لإقامة دار أيتام."

وحيث أن اللوائح الحكومية في الصين تلزم التنظيمات الاجتماعية والأفراد الراغبة في إقامة أجهزة الرعاية الاجتماعية للأيتام بالتعاون مع وحدات الشؤون المدنية للحكومات المحلية على مستوى المحافظة فما فوق، يعتزم تشنغ تشنغ قوي أن يتعاون مع الجهة المعنية في مسقط رأسه لإقامة دار أيتام.

 

ألبرت: سي خه يوان للعودة إلى الماضي

من أبناء هونغ كونع، عمره  33 سنة، تخرج في جامعة بتايوان ويعمل حاليا في شركة للعلاقات العامة ببكين.

قال ألبرت إنه في حال أن أصبح ثريا، سيشتري بيتين، واحد في هونغ كونغ، حيث توجد أسرته، وآخر في بكين على أن يكون الأخير دارا رباعية، أي سي خه يوان بالصينية. يعتقد ألبرت أن زائر بكين يتوه فيها لكثرة أزقتها الضيقة. ويحلم ألبرت بدار رباعية تقليدية مسربلة بالعراقة والأصالة يدخلها في وقت الغسق ويتناهى إلى مسامعه فيها غناء أوبرا بكين، على شاكلة ما نشاهده في أفلام الأبيض والأسود القديمة.

ولكن ثمن الدار الرباعية يصل إلى عشرة ملايين يوان، فماذا يفعل ألبرت إن لم يكن معه المبلغ؟ قال" سأزور أنحاء بر الصين الرئيسي، ولن تكون زيارات خاطفة، بل سأقيم أياما في كل مكان، لأتعرف على عادات وتقاليد وثقافة كل مكان."

 

وي جيوي بينغ: شركة أكبر وربح أكثر

وي جيوي بينغ، صاحب شركة يعمل فيها خمسة أفراد. تعتمد الشركة عليه في كل أعمالها، من التطوير التكنولوجي وتركيب واختبار الأجهزة إلى خدمة ما بعد البيع، ولذا لا وقت للراحة عنده. عندما جاء إلى بكين عمل في شركة تكنولوجية. بعد فترة، فكر في استخدام الصور المتحركة التفاعلية بأسلوب الإسقاط (projection) في الإعلانات التجارية، كوسيلة إعلانية جديدة. استقال وأقام شركة صغيرة برأسمال مائة ألف يوان فقط.

كانت البداية صعبة، لكن الشركة مازالت مستمرة. قال: "شركتي صغيرة وكثير من العملاء لا يحبذون التعامل مع الشركات الصغيرة. إذا صرت غنيا سأوظف كل أموالي في شركتي، وسأنتقل إلى مقر جديد يتسع لـ 15-20 فردا، وسأنفق أكثر على الموارد البشرية، فأنا  أحتاج عديدا من مصممي الصور المتحركة. إلى جانب ذلك، سأحسن طريقة تغليف وتعبئة منتجاتنا لتكون أكثر حداثة لجذب العملاء."

خطيبته تقلق على صحته لأنه لا يستريح، ولكنه لم يشعر بالتعب، معتقدا أنه اختار بنفسه هذا الأسلوب لحياته.

قال: "أريد شركة كبيرة وربحا كثيرا لكي أثبت أني رجل قوي وقادر". وقال أيضا: "طبعا إذا تجاوزت ممتلكاتي الخاصة عشرة ملايين يوان، سأدبر حياة والديي والآخرين من أسرته الذين يعيشون في مدينة صغيرة بعيدة عن عاصمة الصين تدبيرا جيدا، لأن لا يقلقون على الغذاء والكساء. 

 

تيان يي لونغ: إبداع موسيقى ساحرة

الفتى تيان يي لونغ ابن التسع عشرة ربيعا، جاء إلى بكين قبل سنتين قادما من شمال شرقي الصين، وفي العاصمة، حيث يعيش كمطرب هائم على وجهه، أبدع ألحانا عديدة.

في صغره، أحب الغناء والعزف على الجيتار. بعد اشتراكه في مسابقة محطة التلفزيون الصينية المركزية بعنوان "الصين في الأحلام" سنة 2005، تعاقد مع شركة للإنتاج الفني فجاء إلى بكين سعيا وراء حلمه الموسيقي.

قال: "مطالبي في الحياة بسيطة: انتشار أعمالي الموسيقية، الحياة مع فتاة تحبني وأحبها، وأن أكون قادرا على إعالة نفسي وأسرتي". "لا أتمنى أن تستمر حياتي كهذا؛ مطرب وعازف متشرد في الشوارع، أتمنى الاستقرار."

قال الشاب: "الموسيقى هي مطلبي الروحي وإيماني. إبداع الموسيقى متعب، ولكنه بالنسبة لي متعة. إذا أصبحت ثريا، سأقيم بعض العروض الموسيقية وسأساعد بعض الأصدقاء الموسيقيين. أعتقد إنه اذا فتحت أستوديو لتسجيل الصوت مساحته نحو 80 مترا مربعا سيكون كافيا لي ويمكن تأجيره لآخرين. الموسيقى ارتجال وإن لم يتم تسجيلها تضيع."

وقال: "أفكر في فتح محل للآلات الموسيقية. أعتقد أنني لن أخسر لثقتي بقدرتي على تمييز الآلات الموسيقية الممتازة. طبعا، فتح ورشة لصيانة السيارات فكرة جيدة، لأنه عمل يربح ولا يخسر. عقلي لا يناسب العمل في تجارة كبيرة".

 

تشانغ تشيوان تشي: حفيدي أولا

السيد تشانغ تشيوان تشي، المولود سنة 1936، قال: "بعد تقاعدي من العمل بمطابع شينخوا فكرت في إقامة مشروع، ولكنني حاليا أكرس نفسي لمساعدة حفيدي في الدراسة."

الحفيد يدرس في جامعة فنية ويكلف آسرته نحو 15 ألف يوان في السنة. ويعتقد السيد تشانغ تشيوان تشي أن المال لا قيمة له عنده، المهم الصحة وراحة البال.

قال: "حفيدي هو الوحيد في أسرتنا الذي التحق بالجامعة لو أن لدي نصف مليون يوان، مستعد لتخصيص 300 ألف يوان ليدرس حفيدي دراسة أفضل. التعليم هو مستقبل الشباب، يصعب على الشاب أن يحصل على فرصة عمل بدون شهادة جامعية."

يتمنى تشانغ أن يحصل حفيده على الماجستير ويسافر إلى الخارج لمواصلة الدراسة. أما إذا كانت الثروة مليونا أو يزيد فسوف يساعد حفيده في إقامة مشروع، وبمعنى آخر سيحقق حلمه في إقامة مشروع من خلال حفيده.

وقال تشانغ تشيوان تشي: "إذا أصبحت ثريا، سأقوم بالسياحة وزيارة مختلف المناطق. أتمنى أن أزور منطقة التبت. من المؤكد أن التبت ستعطيني شعورا يختلف عما أشعر به في بكين".

 

تشاو هونغ بوه: البرجوازي الصغير

تشاو هونغ بوه، 22 سنة، يدرس الماجستير بكلية الحاسب الآلي في جامعة تشينغهوا. الشاب المهتم كثيرا بهندامه والمبتسم يقلق على الحياة في بكين بعد الماجستير.

أبوه عامل بسيط في مدينة بوسط الصين. اشترى والداه شقة بقرض من البنك، ويتمنى تشاو هونغ بوه أن يستطيع سد دينهما للبنك إذا أصبح ثريا.

يعتقد الفتى أن خمسة ملايين يوان تحل مشاكله، وتحديدا سداد قروض أبويه وشراء شقة لنفسه في العاصمة الصينية.

قال"تكفيني شقة من غرفتين وصالة، حيث أجعل من إحدى الغرفتين مكتبة أمارس فيها عملي في البرمجيات دون أن أزعج زوجة المستقبل". وسأشتري سيارتين، واحدة لي وأخرى لزوجتي. وسوف أصطحب معي بعض أصدقائي للسياحة، سنسافر إلى التبت بالسيارة، للتمتع بالمناظر الطبيعية لهضبة تشينغهاي- التبت، ونعبر ممر جبل تانغقولا الذي يرتفع 5000 متر عن مستوى سطح البحر."

ويعتقد الشاب الصغير أنه إذا امتلك مقهى لن يقلق على شيء، وأن خطيبته ستسعد كثيرا بذلك، لأنهما حسب قوله ينتميان إلى جيل له ميول برجوازية.

"سأجعل جدارا بالمقهى مكتبة تضم صفوفا من الكتب الصينية والأجنبية. يمكن لأي زبون أن يجلس في المقهى ويقرأ بحرية وهو يحتسي القهوة، ويستمع إلى موسيقى الجاز أو موسيقى البيانو بدون إزعاج. القهوة في المقهى لذيذة، تفوح منها الرومانسية والمشاعر الجميلة."

 

تشانغ كه تشونغ، يزرع الفاكهة ويكتب القصة

تشانغ كه تشونغ فلاح عمره 46 سنة، يزرع الفاكهة بحقله في قرية قوقهتشوانغ بحي بينغقو التابع لبكين. في فصل الشتاء، حيث تتجمد الأرض ولا مجال للزراعة، ينشغل تشانغ كه تشونغ بمدونته الإلكترونية التي نشر بها عملا أدبيا قديما له بعنوان ((الأب)) عليه، كما ينشر تعليقات له على القضايا الساخنة. وقد بدأ يؤلف قصة جديدة بعنوان ((مقبرة قديمة)).

عندما سألناه: "ماذا تفعل لو أصبحت ثريا" قال: "لن اشترك في تأمين الشيخوخة."

تحدث عن قصة عجوز في قريته حصلت على أكثر من 900 ألف يوان تعويضا عن قطعة أرض استخدمتها الحكومة للمصلحة العامة، أعطت منها 300 ألف يوان لابنها فاشترى شقة في حاضرة بينغقو بـأربعمائة ألف يوان، واشتركت في تأمين الشيخوخة بمائة ألف يوان.

يرى تشانغ أن هذا التأمين ليس ضروريا، حيث يموت كثيرون قبل أن يحصلوا عليه ويعتقد أن الأهم هو الاعتماد على الضمان الاجتماعي وعناية الأسرة.

عن ابنه الطالب بالسنة الثانية الجامعية، قال: "على الأبناء أن يعتمدوا على أنفسهم. أنفق على دراسته الجامعية والدراسات العليا حسب قدرتي، أما ماذا يفعل بعد ذلك، فهذا شأنه". الحقيقة أن تشانغ ينفق معظم دخله على ابنه، فقد اشترى له جهاز كمبيوتر محمولا عام 2007، ويدفع رسوما دراسية سنوية أكثر من 10 آلاف يوان.

ولكن ماذا لو وجدت بين يديك مليوني يوان؟

قال الفلاح: "سأبني دفيئات (صوبات) لأشجار الفواكه."

خدم تشانغ في الجيش ثلاث سنوات، ثم عمل فنيا كهربائيا في شركة حكومية. في سنة 1995 استقال من عمله وتعاقد على قطعة أرض مساحتها 40 موا (المو يساوي 666 مترا مربعا) في قريته لزراعتها فاكهة. قال: "بهذه الدفيئات، سأزرع الفواكه في غير مواسمها. بهذا الأسلوب يمكن تناول الفواكه الطازجة على مدار السنة، وسأحقق ربحا مضاعفا." "إذا جاء ذلك اليوم، سأوظف فنيين متخصصين في زراعة أشجار الفواكه، وسيتحول أسلوب العمل مماثلا لإدارة الشركات".

 

تانغ فا يوي يريد سكة لقريته

 هو واحد ممن يسمونهم في الصين العمال الفلاحين. تانغ فا يوي البالغ من العمر  45 سنة، ترك الريف وجاء إلى المدينة قبل عشر سنوات، غير طامع في شيء إلا أن يجمع بعض المال يساعد به ابنه على إنشاء بيت.

ماذا ستفعل لو صرت ثريا؟ ضحك تانغ فا يوي ملء شدقيه مقال: "بالتأكيد سأبني طريقا لقريتي"

يربط بين قرية تانغ فا يوي وحاضرة البلدة طريق رملي طوله 3 كم، كله حفر ويصعب السير عليه في أيام المطر. في قريته عدد كبير من المليونيرات، ولكن أحدا منهم لم يفكر في بناء طريق للقرية. قال تانغ: "إذا كان معي مليون أو مليونان، سأبني طريقا إسمنتيا لقريتي حتى أستطيع العودة إليها في عيد الربيع كل سنة، ولن أحتاج إلى لبس الحذاء المطاطي."

أكد تانغ أنه يريد أن يعمل ذلك ليس من أجل الشهرة، بل انطلاقا من حبه الخالص لقريته، التي هي حسب كلامه: "مسقط رأسي حيث يعيش والداي وزوجتي، وسأعود إليها في النهاية."

وقال تانغ: "ربما إذا أصبحت غنيا أعود إلى مدينة يانغتشو التي تتبعها قريتي لفتح شركة لأعمال الديكور والتشطيبات"، مستفيدا من خبرته في هذا المجال خلال سنوات عمله الطويلة في بكين، إذ يتقن كل أعمال الديكور.

 

سوبر ماركت كانغ هوا

بعد أن أنهت المرحلة الثانوية، رحلت كانغ هوا من مقاطعة سيتشوان إلى بكين حيث عملت شغالة في بيت براتب شهري أكثر من ألف يوان. كانغ هوا ترى أن الفقر الشديد شيء سيئ حقا، ولكن الغنى الفاحش لا حاجة له، كفى المرء أن يعيش حياة عادية.

الفتاة المولودة في مدينة قوانغيوان التابعة لسيتشوان، تجد صعوبة في التفضيل بين بكين ومسقط رأسها ولكنها تعتزم العودة إلى بلدها الذي يزرع ناسه الأرز موسما واحدا ويكفيهم ما يحصدون منه للبقاء على قيد الحياة، ولكن ما في يدهم من النقود قليل. قالت كانغ هوا: "في بكين، لا أجد الإحساس الذي أشعر به في مسقط رأسي." وأضافت: "إذا أصبحت ثرية، سأستثمر مائة ألف يوان لفتح سوبر ماركت كبيرا نوعا ما في حاضرة محافظتي." وتعتقد الآنسة كانغ أن 200 ألف يوان فقط تضع الفرد في مصاف الأثرياء.

ولأنها من أبناء غربي الصين، تدرك كانغ هوا جيدا تخلف التعليم هناك. ولذا فإن توفر في يدها مائتا ألف يوان ستخصص نصفها لمساعدة شقيقتها كانغ مين، تلميذة السنة الثالثة الإعدادية، على إنهاء تعليمها، في بلد يعتقد أهله أن التميز في الدراسة هو الطريق إلى المستقبل الأفضل.

وقالت أيضا إنه إذا تيسر لها المال الكافي ستشتري بيتا في حاضرة المحافظة لإسعاد أبويها اللذين يعملان في بكين ويقيمان معها في غرفة بالإيجار.

 

ومن القاهرة، كتبت أماني صالح إبراهيم:

جنة مسعد على الأرض

مرسى أحمد، الشهير بمسعد الأشول، فلاح بسيط لديه فدان أرض يزرعه أشجار موالح وتفاح مستعينا ببعض الأنفار الأجراء. ابتسم مسعد ابتسامة عريضة عندما طرحنا عليه السؤال، وقال: " أول ما سأفعله بالثروة القادمة  شراء  جرار زراعي لأتمكن من حرث أرضى بشكل أفضل."

الاعتناء بفدانه وشراء قطعة أرض مجاورة لتتسع مزرعة الفاكهة التي يملكها هو ما يريد مسعد، ولكن أسعار الأطيان الزراعية ارتفعت إلى عنان السماء، كما قال الرجل.

غير أن أحلام هذا الفلاح البسيط لا تقف عند حدود ذاته، فالرجل يحلم بتوسيع مشروع بناء مدافن لأهل قريته بمحافظة الغربية في مصر، كي يتيح فرص عمل لعدد أكبر من شباب القرية وليشعر الكبار بالستر في الحياة وعند الموت.

يتمنى الأشول أن يشتري جهاز كمبيوتر لأبنائه الثلاثة الذين مازالوا في مراحل التعليم، وقال إنه سيخصص مبلغا لكل ابن لينفقه على احتياجاته الشخصية. أما عن زوجته، فلا شيء أفضل من حلى ذهبية، فالذهب عند فلاحي مصر أفضل وسيلة تأمين للمستقبل. ولم يطلب الرجل لنفسه أكثر من تليفون محمول.

ولكن على الرغم مما يمكن أن تفعله الثروة في حياة مسعد، إلا أن الرجل لم يفكر يوما أن يشترك في مسابقات أو يشتري شهادات الادخار المصرفية التي يمكن أن تربح الملايين. إنه فلاح يعشق الكسب من عرق جبينه.

 

التجارة أمان وشطارة

محمود محمد مصطفى تاجر وصاحب محل بقالة. بالنسبة له، التجارة شطارة وأمان وأمانة. لذلك أي مبلغ يكسبه يضعه في تجارته، لأن "النواة تسند الزير"، كما يقول المثل المصري. يقول السيد محمود مصطفى: "ألف جنيه مبلغ بسيط ولكنه كفيل بتوسيع تجارتي، فما بالك بمائة ألف أو أكثر ستكفى وتفيض لأحقق أحلاما أراها منطقية".

لا يحلم عم محمود بفيلا أو سيارة ولكن بظروف أفضل لأسرته التي تضم ولدا وأربع بنات.

بالثروة القادمة سيكمل تعليم الأبناء، سيكون قادرا على دفع فاتورة الدروس الخصوصية لابنته ياسمين لتحصل على درجات تؤهلها لكلية مميزة. إذا صار ثريا يتمنى تحويل محله الصغير الذي لا تتجاوز مساحته عدة أمتار إلى سوبر ماركت يساعده فيه عشرة عمال على الأقل، ليكون مصدر رزق لعشر أسر بالإضافة إلى أسرته. وعندما يكمل ابنه كريم تعليمه سيشارك والده في حلمه المشروع.

لا يفكر الأب في ادخار الثروة في بنك أو المضاربة في البورصة، فالتجارة بالحلال هي طريق وطريقة التاجر البسيط.

الفن لا يصنع ثروة

نورا عصمت (26 سنة) فنانة شابة في بداية الطريق، تألقت على مسرح الجامعة وفي ورشة الإبداع بدار الأوبرا المصرية، وظهرت في السينما.

تعشق نورا الفن،  ولكنها تتمسك بممارسته كهواية وليس كحرفة، لاعتقادها بأنه إذا تحول الفن إلى مصدر دخل، ينقلب العشق إلى صنعة ويضيع الصدق من أجل زيادة الرصيد في البنك.

 الثروة، إذا جاءتها، ستعفيها من أي قلق قد تأتي به مهنة في المستقبل الذي يبدو غامضا. تريد عمل معرض فني "جاليرى" للأرابسك والخزف وغيرها من الفنون التقليدية، وربما لإقامة مزرعة خارج القاهرة، تزرع فيها ما تأكله، تربى الدواجن وتخبز في الفرن. حياة بسيطة بلا تعقيدات ودون أضواء الشهرة التي تحلم بها وترهبها.

نورا ذات الوجه البريء  والقلب الأبيض، تحن إلى طفولتها، ولذلك ستخصص مبلغا من الثروة لشراء لعب أطفال وبازل وصلصال بكميات تكفيها لاستعادة فرحة غائبة. ستشترى أيضا مجموعة من الكتب لتثرى مكتبتها بعد أن أصبح شراء الكتب يحتاج إلى ثروة.

الفنانة الشابة لن تنسى أدوات الماكياج والملابس فهي رغم كل شيء أنثى تهتم بجمالها. الغريب أنها لم تفكر أن تستغل الثروة القادمة في إنتاج أعمال فنية تبرز مواهبها أو تعيد اكتشافها، والسبب كما تقول: "لا أحب أن أفرض نفسي على الناس "بفلوسي" وأفضل أن يكون عملي من خلال أشخاص مؤمنة بموهبتي."

 

مدرسة للفقراء

السيدة سميرة محمد عبد الرازق، مدرسة الرياضيات في إحدى المدارس الابتدائية الحكومية، ترى أن التدريس رسالة، وقد حرصت على استكمال دراستها حتى تكون أكثر تأهيلا لمهنتها المقدسة. تقول إن الثروة، إذا جاءت، تكون فرصة لإسعاد الآخرين. لذلك أعدت قائمة بمن ترغب في إسعادهم بثروتها التخيلية:

ستشتري صيدلية لابنتها الطبيبة الصيدلية شيماء تحمل اسم الابنة وتديرها بنفسها. ستقدم لابنها عمرو، الطالب بكلية التجارة، مبلغا ليبدأ به مشروعه بدلا من الانضمام لطابور العاطلين بعد تخرجه.

الحلم الأكبر لأبلة سميرة هو مشروع صدقة جارية يسعد الناس في الدنيا وتنتفع بثوابه في الآخرة. وبحكم تخصصها ترى أن بناء مدرسة وتجهيزها ومنحها هدية لوزارة التعليم هو المشروع المثالي في ظل ارتفاع مصاريف المدارس الخاصة وتؤكد أن المكان الأنسب لهذه المدرسة هو أحد الأحياء الشعبية الأكثر احتياجا.

أما هدية أبلة سميرة لنفسها فهي رحلتا حج وعمرة؛ تزور فيهما بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم لتستعيد أحلى مشاعر روحانية عاشتها في حياتها.

 

واجب وطموح وأبناء

المهندس أشرف صلاح الدين، مستشار موارد بشرية ونظم معلومات وصاحب شركة برمجيات، يتعامل بحكم عمله مع الأرقام لذلك يدرك تماما قيمة الثروة ومقدار ما يستطيع أن يحققه بها لنفسه والآخرين.

وبحسبة بسيطة يقسم مهندس البرمجيات ثروته القادمة بين أحلامه وواجباته كما يلي:

نصف الثروة، حق لما يراه واجبا، سيتبرع به للمرضى والمحتاجين خصوصا الأمراض المستعصية والمزمنة، وتحديدا ستذهب أمواله لبناء وتجهيز مراكز علاج أمراض الكبد والفشل الكلوي بعد أن صارت وحشا يفترس أجساد المصريين.

ربع الثروة ينمى به عمله فتتوسع شركة البرمجيات التي يديرها ويغزو بها الأسواق الخارجية ويجتذب المزيد من الاستثمارات إلى الداخل.

أما الربع المتبقي فيدخره المهندس أشرف لأسرته بعد أن حقق واجبه وسعى نحو طموحه بثلاثة أرباع الثروة. سيحرص الأب أن يستكمل أولاده الثلاثة محمود وهادى وسما تعليمهم في أفضل المدارس ليتزودوا بالعلم الذي يؤهلهم لاختيار طريقهم وشقه بأنفسهم فيما بعد. لن يملى على أحد منهم دراسته الجامعية أو مشروعه الخاص وإنما سيترك لكل منهم حرية اختيار مستقبله ومجال العمل الذي يحقق فيه بصمته. سيكون دور الأب هنا هو الاستشارة بعد أن أدى رسالته في التربية.

ويضيف المهندس أشرف صلاح الدين أن الأبناء هم الثروة الحقيقية ونجاحهم هو أثمن مكسب يمكن أن يحققه.

 

ثروة الصحفي مصادره

الثروة هي آخر ما ينتظر الصحفي الحقيقي. عندما سألنا الصحفي الكبير عبد الوهاب عدس عما سيفعله بثروة مفاجئة كانت إجابته على نفس القدرة من الدهشة.

الصحفي الذي أمضى في بلاط صاحبة الجلالة سنوات طويلة، حقق من خلالها ثروة حقيقية من المصادر والخبرات والسمعة الطيبة قال: "أصبح الثراء السريع  دون أسباب واضحة ظاهرة مجتمعية مخيفة والنتيجة زيادة التطلعات لدى الجميع ورغبة في الإثراء ولو بالتحايل والنصب." أما إذا جاءت الثروة، فالبداية ستكون شراء أرض لزراعة المانجو، الفاكهة التي يعشقها، وسوف يدير مشروعه ويشرف على كل تفاصيله من وقت البذر وحتى الجني. ولكي يمارس عمله بعناية سيبنى فيلا مزودة بحمام سباحة وملعب تنس يمارس فيهما الرياضة التي تأخذه الصحافة منها.

ومن البر تنتقل أحلام عدس إلى البحر، حيث يريد شراء يخت يمارس فيه هواية الصيد في بحيرة التمساح والبحيرات المرة بالإسماعيلية.

وتكتمل الأحلام بالاطمئنان على الأبناء من خلال بناء عمارة أو بيت كبير يجمعهم، لكل منهم شقة يتزوج بها ويحيط به أحفاد المستقبل.

ولا يفكر الصحفي المخضرم في استثمار أمواله في مجال يتعلق بالصحافة سواء إنشاء جريدة خاصة أو تخصيص مسابقة باسمه، والسبب كما يقول أن حال الصحافة الآن لا يسر عدوا ولا حبيبا، فأسمى مهنة تعانى من أسوأ مناخ.

 

أحلام فوق الستين

محمود سيد منصور، موظف على المعاش قضى نحو 40 عاما في شركة الزيوت والصابون المصرية حتى وصل إلى منصب مدير مشتريات. منذ خروجه على المعاش قبل بضع سنوات يعتبر نفسه يبدأ حياة جديدة بأحلام جديدة. لذلك يعتبر أن ثروة غير متوقعة قد تعنى تحقيق أحلامه.

 السيد محمود يريد مثلا أن يؤمن مستقبل أبنائه الثلاثة، اللذين تزوجا، والتي لم تتزوج بعد. يريد أن يرى ابنته شريهان ذات الخمسة وعشرين ربيعا عروسا. يرغب في تقديم أفضل جهاز لها وإقامة أجمل حفل زفاف. أما اللذين تزوجا، فيكفى أن يضع باسم كل منهما وديعة في البنك تساعد بإيرادها على تحسين مستوى المعيشة.

وبالنسبة لأحلامه الشخصية، يريد مزيدا من الوقت والمال لممارسة الهوايات التي يحبها؛ السفر، السياحة، صيد الطيور وتنظيم رحلات مع الأصدقاء ونزهات خلوية تجمع أصحاب زمان.

يود أيضا تكرار رحلة الحج والعمرة، وشريكته في كل خططه كما هي شريكته في الحياة زوجته. لن يخص نفسه بشيء دونها- على حد وعده.

وسيسعى إلى ادخار مبلغ في البنك  بحيث يعينه مع معاشه على توفير حياة كريمة لأسرته. ربما حتى يشترى شقة جديدة في حي أفضل وينتقل بأسرته إلى وسط جديد.

وإذا لم تأت الثروة التي لا يعول عليها السيد منصور كثيرا، فإنه استعد للأمر بالادخار منذ كان موظفا وحتى خرج على المعاش.

 

فنان وصاحب رأسمال

عضو هيئة تدريس حلم كل شاب طموح، فذلك يعني عطاء علميا ومكانة اجتماعية، ولكن من الناحية المادية أعباء ضخمة وإمكانات محدودة. لذلك ربما تشكل الثروة المعنى الناقض في حياة أستاذ جامعي شاب.

يقول د. بركات سعيد، مدرس التصميم بكلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادي، إن الأمنيات ليست كالواقع للأسف، فالأمنيات تنبع من  طموح كبير: سفر إلى الخارج وإجراء مزيد من الأبحاث والحصول على العديد من الدورات لتحسين وضعه كعضو هيئة تدريس، لكن الواقع أن دخله لا يفي حتى بالالتزامات المادية الضرورية.

لديه مصاريف الحياة  اليومية لأسرته وهناك الأدوات والخامات الفنية وكل منهما يحتاج ميزانية خاصة. ولذلك يؤكد د. بركات أنه إذ صار ثريا، سيخصص مبلغا لأسرته الكبيرة للوفاء بكل ما يخص التكافل الأسرى (علاج مريض، سداد ديون متعثرة، تحقيق رغبة الكبار في الحج والعمرة) خصوصا وأن الأسر بالصعيد معروفة بالترابط الأسرى القوى.

ولكن الحلم الأكبر له هو مشروع يطبق خلاله دراسته للتصميم باستخدام الغرافيك في نشر مطبوعات متطورة، وهو مشروع نادر في صعيد مصر، ويعلق عليه آمالا عريضة في تنمية المجتمع المحيط من خلال ما يوفره من فرص عمل واستغلال للطاقات المبدعة في مشروع غير تقليدي يغير الصورة النمطية القاتمة للصعيد ويجعلها بالألوان.

وهكذا سيستعين د. بركات بثروته المقبلة في تنفيذ مشروعه دون أن يقع تحت سيطرة وتحكم صاحب رأس المال ليجمع بين رؤية الفنان وصلاحيات الإدارة.

 

أفكار ممكنة وأحلام بعيدة

ما بين الأحلام والواقع، يتوقف طويلا عادل شعبان؛ مهندس الكمبيوتر الذي يعمل في شركة خاصة، ولكنه لم يتخلص بعد من حماسة الجامعة. بعد عام من تخرجه، بدأ الاصطدام فعلا بمرارة الواقع. عندما سألناه ماذا سيفعل بالثروة قال إن هناك إجابة كلاسيكية بحكم تخصصه وهى أن يصنع أعظم وأقوى جهاز كمبيوتر في العالم. ولكن الإجابة الواقعية  أنه سيشترى شقة في منطقة راقية وسيارة من ماركة "معقولة" على حد تعبيره، استعدادا لتكوين نفسه كشاب مقبل على الزواج.

سيحرص أيضا على أداء فريضة الحج مع والدته. وباقي المبلغ سيؤسس به شركة كمبيوتر تدخل في مصر تخصص برمجيات "الروبوت" بدلا من التخصصات التقليدية كإنشاء مواقع أو أداء خدمات مؤسسية.

وأضاف: "في مشاريع التخرج التي يعدها طلاب الحاسبات والهندسة أفكار جميلة صالحة للتنفيذ ولكنها تحتاج إلى مستثمر شجاع يفكر في الربح البعيد ويغامر لتخرج الأفكار الشابة إلى النور وهو ما أفكر فيه إذا امتلكت ثروة كافية."

ويستدرك المهندس الشاب موضحا أنه لا يعنى كثيرا بالمادة فرغم بريق الثروة ونفوذ المال لكنه يستمتع ببقية النعم الأخرى وما أكثرها؛ الصحة، راحة البال وحب الناس.

ومع ذلك هو يعي أنه بدون المال، سيحتاج منه الأمر من 7 إلى 15 سنة ليحقق أحلامه البسيطة. ولكنه عازم على المضي في طريقه، دون انتظار لضربة حظ قد لا تأتى أبداً.

 

صناعة بدلا من التجارة

في استراحة من عمله الذي يأخذ وقته وتفكيره، حدثنا حسن تمام، التاجر المتخصص في بيع وتوزيع أنابيب البوتاجاز لمدة 30 سنة. دخل حسن السوق مبكرا جدا، حيث بأعمال صغيرة ذاق معها حلاوة المكسب الحلال. عاصر السوق عندما كانت كلمة التاجر عهدا، والثقة عملة متداولة أكثر من النقود.

قال حسن تمام:"الثروة في هذه الأيام ليست بالآلاف ولا الملايين وإنما بالمليار ليستطيع الإنسان أن يحقق شيئا حقيقيا يفيد به نفسه والآخرين. أحلم بتحويل مسقط رأسي بمحافظة سوهاج إلى قرية نموذجية، بعد أن هجرها سكانها وسافروا للعمل بدول الخليج. أريد أن أعيدهم إليها واستثمر طاقات شبابها في مشاريع متكاملة: مصانع ومزارع تجعل اسم قرية المجابرة ماركة مسجلة في الصناعة كالمعاقل الكبرى بحلوان والمحلة وغيرها."

لتنفيذ مشاريعه، يحتاج حسن إلى 100 مليار يورو! على الأقل، فالصناعة، والملاك له، تحتاج استثمارات ضخمة وليست كالتجارة التي يمكن أن تبدأها بمبلغ قليل وتزيد مع اتساع رأس المال.

التاجر الكبير يحلم أيضا بقطعة أرض يبنى عليها بيت للعائلة وأن يكون البيت في مسقط رأسه. ولأنه يعلم أن سحر العاصمة مازال عصيا على المقاومة، يكتفي بأن يكون البيت في المناطق السكنية الجديدة. ولا ينسى أن يكافئ نفسه برحلة الحج مع زوجته.

 

بعيدا عن الهندسة

وسام رامى إسكندر، مهندس اتصالات في شركة أجنبية، يحلم مثل باقي الشباب ويعرف أن المال وسيلة جيدة لتحقيق الطموح. قرر الشاب، الذي يزيد على العشرين بخمس سنوات فقط،  استثمار مدخراته في البورصة وبدأ تجربة اتسعت لتشمل 95%من مدخراته، وسوف تزيد إن أتت له الثروة، فسيشترى المزيد من الأسهم وربما يؤسس مشروعه الخاص بعيداً عن مجال الهندسة، والسبب هو فشل محاولته تسويق مشروع تخرجه واكتشافه أن مجال الهندسة ملئ بالمخاطرة ويحتاج إلى خبرة وتمويل، لذلك يفضل افتتاح مشروع تجاري مربح؛  كوفي شوب أو بار أو مطعم مثلا.

المهندس الشاب يرى أن الثروة المثالية تتراوح بين مليون وعشرة ملايين جنيه مصري، 1 أو 5ر1% لأسرته سواء مبالغ نقدية أو هدايا يشتريها لهم والباقي سيكون رأسمال  مشروعه وسيكافئ نفسه بشراء سيارة حديثة.

عمل الخير لم يغب عن ذهن المليونير القادم، إذ يرغب في تخصيص 10% من ثروته لتبنى مشروع حضاري يسميه صندوق تنظيف شوارع مصر للقضاء على القمامة والحفاظ على البيئة وسيتبرع بمبلغ كبير للكنيسة لتمويل مشاريعها الخيرية وسيرحب بالمساهمة في عمل حقيقي لصالح الفقراء، يكفيهم شر السؤال.

وسام  يدرك أن الثروة ليست حدثا متوقعا في حياته ولكنه يحاول الاستفادة من يومه أقصى استفادة، فهو يعمل ويدرس ويخرج مع الأصدقاء. أما غده فيدخر له ويعرف أن رهانه على الأفضل بعد غد، عندما ينعم بدروس اليوم ومدخرات الغد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn