ã

حفلات زواج مصرية احتفالا بأفراح بكين

عادل صبري

رنا وباهي

العروس نورهان تراجع قاعد الأفراح وأمها تختار صور عرس الزواج

العروس هيام توقع عقد الزواج في يوم 8/8/2008

 

    عندما انطلقت شرارة االلهب في الدقيقة الثامنة في اليوم الثامن من الشهر الثامن والسنة الثامنة بعد الألفين، في طريقها لإضاءة شعلة أولمبياد بكين، خطف وميض بريقها قلوب الآلاف من الشباب والشابات المصريين الذين علقوا مستقبلهم الأسرى على هذه الساعة. ورغم الفرق الزمني بين القاهرة وبكين،  5 ساعات حسب التوقيت الصيفي فقد شعر المصريون أن موعدهم مع الفرحة والمستقبل المشرق قد حان وقته. ولما لا والشباب المقبل على الزواج قد انتظر طويلا حلول هذا التوقيت الذي تصادف الثالثة وثمان دقائق عصرا في القاهرة، وعليهم أن يتوجهوا فردا وجماعات إلى قاعات الاحتفالات حيث يعدون العدة لإتمام مواكب الزفاف والعرس ولم الشمل على الطريقة المصرية التقليدية التي تجمع كل الأحبة والأصدقاء وأفراد العائلة في حفلات الزواج. وبينما كان 4 مليارات نسمة يتابعون افتتاح الأولمبياد على شاشات التلفزيون كان الشاب منهمكا في التجهيز ليوم العرس الذي خططوا له منذ عدة أشهر ليكون مواكبا لموعد اللقاء الذي جمع بين كافة دول العالم على المحبة والسلام.

 

    جاءت فكرة احتفالات الزواج في هذا التوقيت عند آلاف من الشباب المصريين، عقب الدعاية المكثفة التي وجهتها أجهزة الإعلام الصينية والعالمية عن موعد افتتاح دورة بكين منذ منتصف العام الماضي 2007. وشعر المقبلون على الارتباط  بأن رقم 8 له وقع يبعث على التفاؤل، وأن تكراره سيكون له وقع طيب على أسماعهم وذكرى جيدة سيتوقف عندها التاريخ. وظهرت دعاوى العديد منهم إلى تكوين مجموعة للتحاور حول سبل الاحتفاء بهذا اليوم على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت في مايو 2007.  وبعد أن تعثروا في إيجاد جهة رسمية تنظم حفلات عرس جماعي لهم ، سرعان ما انضم لهذه المجموعة مئات من طلاب وطالبات الجامعات وشكلوا جماعة على موقع " الفيس بوك" يحثون بعضهم بعضا على أن يكون زواجهم في هذا اليوم كأفضل طريقة للتعبير عن تفاؤلهم . وشعر الشباب أن فرحتهم ستكون ذكرى جميلة ليست في محيطهم فحسب بل في العالم بأسرة.

جنون الحب

 

   بعد أيام قليلة من تدشين الموقع على الإنترنت تفشت سيرته بين طلاب الجامعات وغيرهم من هم في سن الزواج كالحمى. وأدت حرارة المناقشات إلى تدفق الحماس بين نسبة كبيرة من قراء الموقع، ونظرا لطول مدة الانتظار على حلول موعد 8-8-2008 حيث لا تفضل الأسر المصرية إطالة مدة الخطوبة أكثر من عام، اختصر البعض الزمن وأعلنوا عن زواجهم في 7-7-2007 مع وعد بأن يكون احتفالهم بعيد الزواج الأول في الساعات الأولي من يوم 8-8-2008.

وتقول السيدة عزة وكيل وزارة في البرلمان المصري، أقبل زملاء أولادي على إقامة حفلات الزواج في هذا اليوم مما جعل ابنتي تسرع في إتمام زواجها معهم، لدرجة أن الفنادق الفاخرة لم تكن بها قاعة واحدة شاغرة.

حاول المحتفلون بزواجهم في موعد انطلاق الأولمبياد تخطي عقبة الحصول  على قاعات بالفنادق بأفكار جديدة، حيث أعدوا قائمة بقاعات الأفراح الموجودة في الأندية الرياضية والاجتماعية، والفيلات التي يمكن تأجيرها بنظام اليوم الواحد لإقامة الحفلات، حول العاصمة القاهرة وفي المدن الكبرى بل وفي الساحل الشمالي حيث توجهت أغلبية الطبقات المتوسطة والراقية لقضاء عطلات الصيف. وكتب الشباب عناوين الشركات التي يمكن أن تزود الأفراح بالأكلات الجاهزة أو معدات التصوير والإضاءة وسيارات الزفاف بدءا  من الهودج الذي يحمل على الجمال وحتى سيارات الكاديلاك والليموزين الفارهة التي تؤجر بنحو 1500 جنيه مصري في الليلة الواحدة.

أدي الإقبال الهائل على حفلات الزواج، إلى عدم قدرة شركات تنظيم الحفلات على مواكبة الطلبات. يؤكد علاء الشرقاوي مدير إحدى شركات حفلات الزواج التي انتعشت تجارتها خلال السنوات القليلة الماضية، أنه رفض تلبية رغبات العديد من الزبائن، بإقامة أفراح في الفنادق أو فيلات بالساحل الشمالي، لرغبته في أن تكون الحفلات الست التي نظمها في فنادق 5 نجوم فيلات فاخرة بالقاهرة الكبرى ناجحة.

ورغم ارتفاع تكلفة هذه الحفلات إلى ما بين 60 ألف  و100 ألف جنيه كما يذكر علاء إلا أن مئات الحالات لم تجد مكانا شاغرا لإقامة الحفلات في هذه الليلة.

وبينما كانت العروس نورهان عادل يحيى  تشاهد إحدى عروض الأولمبياد في بهو فندق الهيلتون بمنتجع دريم السياحي خارج العاصمة، أسرعت مع أسرتها لتفقد قاعة الاحتفال قبل أن تصعد لتغيير ملابسها وارتداء ثوب الفرح. وتشير جيهان مصطفي والدة العروس أن تحديد يوم الزفاف تم منذ ديسمبر الماضي بعد أن تقدم لخطبتها وكيل النيابة ايهاب دهشان مباشرة، لعلم الأسرة أن ذلك اليوم عليه إقبال شديد في الحجز. وخلال انشغال الأسرة بمراجعة تفاصيل الحفل أعد لها  مدير شركة الحفلات مفاجأة تتناسب مع التجديد الذي حدث في عروض الأولمبياد، بأن تدخل العروس في صندوق ذهبي يغلق عليها بالمفتاح، على أن يكون العريس هو الذي يفتح هذا القفص الذهبي ليطلق عروسه أمام الجميع في القاعة، في حفل يمتد حتى صباح اليوم التالي.

وفي وقت تعالي فيه الصخب والضحكات في ردهات الفنادق الكبرى كانت الزغاريد تنطلق في الأفراح الشعبية، بالمنازل والمجمعات الدينية التي تجرى عمليات توثيق العرس طبقا للشرعية الإسلامية والقانون المصري. وقبل أن تتوجه العرائس لهذه الأماكن في قمة أناقتهن، حاولنا الاتصال بأحد مدير محلات تصفيف الشعر، وبعد مكالمات عدة رد على الهاتف ناصر عباس المسئول عن أحد هذه المحلات بمنطقة الجيزة قائلا: ليس لدي وقت لأضيعه فلدي عشرات العرائس علىَ أن أنتهي من تجميلهن حتى يذهبن لأفراحهن. ورغم وعده بأن يدلي ببيان عن عدد حالات الزواج في هذه الليلة بعد انقضاء عمله إلا أنه اكتفى بعد المرور عليه في  منتصف الليل بأن اليوم كان مشهودا وحالات الزواج أكثر من الأيام الأخرى في هذا التوقيت بعشرات المرات. وظل ناصر عباس يمارس مهامه مع عرائس أخرى مع انقضاء اليوم بأكمله.

 في عصر السرعة

    في مقر مشيخة الأزهر الشريف حيث تفضل الأسر المتوسطة  أن تحتفي بعقد قران أنجالها بالقرب من المقاصد الدينية، اضطرت إدارة المشيخة إلى تخفيض أوقات مراسم الزواج إلى ربع توقيتها العادي. وأمام تكدس الحالات أصبح معدل الوقت المتاح نحو 15 دقيقة للانتهاء من إجراءات التوثيق. ويصف مصطفي أبو السعود المأذون الشرعي التزاحم  بأنه ظاهرة فريدة من نوعها. ويضيف في كلمات خاطفة أثناء انتظاره لدخول عرس مكان آخر: تجمعت 3 أسباب أدت إلى زيادة الزواج في هذه اليوم أولها: أن يوم 8-8-2008  وهو موعد انطلاق الأولمبياد الذي خطف عقول الشباب، والثاني أن الأهالي خاصة من الطبقات البسيطة والمتوسطة يفضلون التجمع في أعراسهم يوم الجمعة وهو يوم العطلة الأسبوعية من العمل، أما العامل الثالث فقد جاء اليوم في موسم الإجازات الصيفية حيث يتمكن أهل العروس من الانتقال من محافظة إلى أخرى للتهنئة دون مشقة ورغبة في تحقيق الوصال بين العائلات.

وعندما دخلت العروس رنا محمد إلى القاعة في صحبة العريس باهي حسن أكدا أن اختيارهما ليوم 8 أغسطس للزواج لم يكن مصادفة مشيرين إلى أن التجهيز له تم منذ العام الماضي حتى يظل العالم يتذكر فرحتهم بهذا اليوم .

ويؤيدهم في اختيارهم العروس الأخرى هيام منصور وزوجها مصطفي أبو السعود، الذين بينا أن صبرهما على تأجيل الزفاف لهذا اليوم جاء تيمنا به ورغبة أن يكون ذلك الحدث يوم بركة في حياتهم وسلام على الناس أجمعين.

وبينما تنطلق الزغاريد من أروقة الزواج في المساجد وقاعات الزواج في الكنائس المصرية، احتفاء بيوم 8-8-2008 استكملت الأسر حواراتها عن الحفل المبهر الذي افتتحت به الأولمبياد، والذي تمكنت الصين  من أن تجعله نموذجا في الفخر بالحضارة والتفوق التقني والرقي الإنساني في أعمق صوره.

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn