ã

سينو ثروة

قصة نجاح مصرية صينية

وانغ فو وجيا بنغ، مراسلا ((الصين اليوم))

العمال المصريون بسينو ثروة يعملون في الحفار

في ندوة "رؤية مستقبلية لاستثمارات الصين في قطاع البترول المصري"، التي عقدها مركز الأهرام لدراسات البترول والطاقة برعاية شركة سينو ثروة في 19 مارس 2008.

وزير البترول المصري المهندس/سامح فهمي في زيارة للجناح الخاص بشركة سينو ثروة بمعرض MOC الذي أقيم بالإسكندرية في مايو 2008

 

البداية بجهازين لحفر الآبار

"سينو ثروة" نموذج ناجح للتعاون في مجال الاستثمار بين مصر و الصين وتعبر عن العلاقة المتميزة بين البلدين والاستقرار السياسي في البلدين والذي ساعد على انطلاقة الشركة. هذه الشركة المتخصصة في امتلاك وتشغيل الحفارات البترولية لحفر آبار الزيت والغاز تبشر بمستقبل واعد للتعاون الصيني المصري في مجالات عديدة.

في مقابلة خاصة لـ((الصين اليوم)) مع قيادات الشركة، قال رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس/ على سالم، إن التعاون الحقيقي بين الجانب المصري والصيني في هذا الشأن بدأ منذ زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو لمصر في يناير عام 2004 وخلالها تم توقيع اتفاق التعاون بين وزارتي البترول المصرية والصينية، ومن هنا قام الجانب المصري بدعوة قيادات شركة سينو بيك ستار، وتم تبادل الزيارات بين قطاع البترول المصري والشركة، وذلك لمعرفة إمكانية مدى التعاون بين الجانبين. ومن هنا بدأ التفكير في تكوين شركة مشتركة لحفر آبار البترول والغاز في مصر، حيث تمثل شركة ثروة الجانب المصري، وشركة سينو بيك ستار الجانب الصيني، وعليه جاء اسم الشركة "سينو ثروة" فيما بعد والتي تكونت في 5 سبتمبر 2005. وفي بادئ الأمر كان رأس المال 18 مليون دولار أمريكي وبدأت الأعمال بجهازين للشركة، وبدأت الشركة العمل في يناير 2006 بعد ورود أجهزة الحفر إلى مصر.

زيارة الرئيس محمد حسنى مبارك للصين في أكتوبر 2006 كان لها أثر فعال في مجال التعاون البترولي المصري الصين، وتم استثمار هذه الزيارة و التعاون في إنشاء الشركة المصرية الصينية لتصنيع أجهزة الحفر و كذلك شركة تصنيع القيسونات والمواسير اللازمة لتغليف آبار الزيت و الغاز. كما أن شركة سينو ثروة جاءت أيضاً نتيجة للتشجيع المستمر من المهندس سامح فهمي وزير البترول وأيضاً السيد سفير الصين بمصر في ذلك الوقت وو سي كه. وزيارة المهندس سامح فهمي للصين أدت إلى انطلاقة واسعة للشركة وأسفرت عن وجود ثلاثة عشر جهاز حفر في مصر، وجاري شحن جهاز آخر لإصلاح الآبار، وأيضا جارى تصنيع جهازين آخرين لحفر آبار البترول، وبهذا سوف يصل عدد الأجهزة إلى 16 جهاز حفر وإصلاح للآبار بنهاية عام 2008، وإجمالي الاستثمارات فيها يصل إلى حوالي 250 مليون دولار أمريكي منهم 40 مليون دولار من المساهمين، وهذا مقابل 18 مليون دولار وجهازين للشركة في بداية عملها، وهنا يكون التطوير حدث في فترة سنتين فقط، وهذا نتيجة للتعاون المثمر بين المصريين والصينيين العاملين بالشركة. وقال على سالم: "لقد حققنا 7ر1 مليون دولار أمريكي صافي أرباح في السنة الأولى عام 2006 وبعائد على رأس المال 5ر9%. و في العام المالي 2007 حققت الشركة  أرباحا قدرها 4ر3 ملايين دولار أمريكي وبعائد على رأس المال وصل إلى 16% وخطة الشركة في عام 2008 أن تحقق صافي أرباح 5ر9 ملايين دولار أمريكي، وسوف يصل العائد على رأس المال إلى 22%".

التنقيب البحري مجال واعد

حول تطور الشركة في مجال التنقيب البحري، أوضح رئيس مجلس إدارة سينو ثروة  أن فكرة المشروع البحري بدأت في ديسمبر 2007، في اجتماع  المهندس/ سامح فهمى مع رئيس شركة سينو بيك الأم، وتمت مناقشة تصنيع حفار بحري يعمل في المياه الإقليمية المصرية وأيضاً في أي مكان آخر في العالم. وقد أقترح أن تكون شركة سينو ثروة هي المسئولة عن والمالكة لهذا الحفار البحري العملاق، ومن هنا بدأت الدراسات الفنية والاقتصادية، وذلك لتصنيع هذا الحفار. و تم تبادل الاستشارات بين الفنيين المصريين والصينيين وتم اختيار المرسى والترسانة الصينية في مدينة داليان بالصين. وجدير بالذكر أن هذا الحفار له القدرة على العمل في مياه تصل إلى عمق400 قدم وقادر على حفر آبار زيت وغاز يصل عمقها إلى 000ر30 قدم، وبذلك سيكون أكبر حفار بحري يعمل في جمهورية مصر العربية.

ومن المتوقع أن تصل استثمارات جهاز الحفر البحري إلى حوالي 250 مليون دولار أمريكي، منها 40 مليون دولار من المساهمين و210 ملايين دولار قرض بنكي، وبإتمام بنائه سوف يصل إجمالي استثمارات الموجودات في شركة سينو ثروة إلى حوالي 500 مليون دولار أمريكي.

 

الانطلاق إلى الخارج

وفقا لعقد تأسيس الشركة، يمكنها العمل في أي منطقة في العالم، ولكن نظرا لكثرة الطلب على أجهزة الحفر وإصلاح الآبار في مصر و ذلك لإبرام العديد من الاتفاقيات للبحث عن الزيت و الغاز في مصر فإن أجهزة الشركة تعمل حالياً داخل مصر لسد العجز في الطلب على هذه الأجهزة، ولكن تم الحديث مع دول أخرى مثل ليبيا والسعودية لإمكانية عمل الأجهزة بها وسوف يتم العمل بها عند الاكتفاء من الأجهزة في مصر.

مدير عام سينو ثروة لي تشي تشيانغ، أكد أن مجال العمل الرئيسي لسينو ثروة حاليا هو خدمات حفر الآبار البترولية والغازية، وسيتطور العمل  إلى صيانة الآبار وتثبيتها وقياسها وتسجيلها  وغيرها من المجالات ذات العلاقة بالبترول. لذلك يمكن القول إن هذه الشركة تعمل على تقديم الخدمات لمشروعات البترول.

وأضاف السيد لي تشي تشيانغ  أن القدرات الاقتصادية للصين ارتفعت كثيرا في السنوات الأخيرة، وكذلك تعززت مكانة الاقتصاد الأفريقي على نحو متزايد، مشيرا إلى الاستقرار الاجتماعي في كل من الصين ومصر والعلاقات السياسية المميزة بينهما، حيث زار مصر كل من رئيس الصين هو جين تاو ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب وو بانغ قوه على كل حدة منذ عام 2004. وقال إن الحكومة الصينية تولي اهتماما كبيرا لهذه المسألة، فتشجع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر وتدعو الصينيين للسياحة في مصر. في هذا الإطار بدأت شركة سينو ستار الحكومية، الممثلة للجانب الصيني في شركة سينو ثروة المشتركة، تساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال مشروعات تقديم خدمات حفر الآبار.

وأوضح لي تشي تشيانغ"أن سينو ثروة اشترت 16 حفارا من الصين، وحققت ربحا في السنة المالية الأولى، من ديسمبر 2005 إلى ديسمبر 2006، وتزايدت أرباحها في السنوات الثلاث التالية. وقال: "مع زيادة عدد الحفارات، يتوسع حجم الإنتاج، ونحقق مزيدا من الأرباح، وقد اقترح الجانب الصيني فكرة زيادة الاستثمار ووافق الجانب المصري، فأضاف كل طرف عشرين مليون دولار أمريكي لتطوير مشروع الحفر البحري. وعندما زار وزير البترول المصري سامح فهمي الصين في العام الماضي ناقش مع شركة  سينوبيك توسيع مجالات التعاون، وطرح مشروع الحفار البحري".

جودة المنتج الصيني

مدير عام العمليات في شركة سينو ثروة إبراهيم خضر، الذي سافر إلى الصين لأول مرة في شهر يوليو سنة 2005 من أجل الجهاز الأول لسينو ثروة، وآخر مرة في شهر يونيو 2008، قال: "في سفري الأول إلى الصين رأيت أشياء كثيرة منها الجيد وغير الجيد، ولكن الصينيين يحاولون تغيير الأشياء غير الجيدة. في زيارتي الثانية، رأيت أشياء كثيرة تغيرت وصارت جميلة للغاية من أجل استقبال أولمبياد بكين. وقبل شهور قليلة كنت في شانغهاى من أجل المعدات اللازمة للحفر، فوجدت منتجات عالية الجودة وراقية المستوى، ولديها شهادات جودة عالمية وهذا أثبت لي أن الصينيين لديهم منتجات كثيرة عالية الجودة ولديهم القدرة على الإنتاج.

وأضاف مسئول عمليات سينو ثروة: "ذهبت إلى مدينة داليان التي بها ترسانة بحرية ذات كفاءة إنتاجية عالية لأجهزة الحفر البحري وتنتج أجهزة حفر مصنعة على أعلى مستوى عالمي. ومن هنا استنتجت أن من يبحث عن الشيء الجيد في الصين سوف يجده ويحصل عليه، ومن يبحث عن الشيء الرديء سيكون هو الخاسر".

وحول العلاقة بين العاملين الصينيين والمصريين، قال إبراهيم خضر: "ربما كان هناك اختلاف في البداية، لكنه كان اختلافا في اللغة، ولكن بمجرد أن فهم كل منا الآخر، ومع وجود هدف مشترك واحد لنا هو إنشاء شركة مصرية صينية متميزة، أصبح التعاون متميزا. بدأت شركتنا عملها في يوليو 2005 ووصل أول جهاز في نوفمبر 2005، واليوم بلغ عدد الأجهزة التي اشتريناها من الصين ست عشرة. ارتفع حجم الاستثمار من ثمانية عشر مليون دولار أمريكي (رأس مال الشركة) في البداية إلى حوالي 250 مليون دولار خلال سنتين، وسوف يصل خمسمائة مليون دولار عندما يصل الجهاز البحري إلى مصر".

من بين أكثر من تسعمائة فرد يعملون في سينو ثروة، 80 صينيا يعملون كفنيين ورؤساء فرق حفر الآبار. سألنا مدحت سماحه، مدير الموارد البشرية والخدمات بالشركة، عما إذا كانت ثمة فروق بين العمالة الصينية والمصرية، وما إذا كان هناك أي تناقض بين الصينيين والمصرين، فقال: "لا فرق بين العمالة الصينية والمصرية.  ونحاول مساعدة العمالة الصينية على الاندماج في المجتمع المصري بمشاركتهم في أعيادهم واحتفالاتهم، فعندما عرفنا أن هذا العام هو سنة الفأر حسب التقويم التقليدي الصيني، احتفلنا معهم. وفي الإقامة، يفضل الصينيون أن يقيموا مع بعضهم البعض، وهذا شي طبيعي، لأنهم لا يتحدثون إلا الصينية. لا يوجد أي تناقض بين الصينيين والمصريين في الشركة، لأن العادات الصينية قريبة من العادات المصرية والشعب المصري يحب الشعب الصيني. التعاون جيد ومثمر جدا بين المصريين والصينيين بالشركة، ولقد تخطوا حاجز اللغة بكثير سواء يتحدثون العربية أو الصينية أو بالإشارة لكي يتواصلوا فيما بينهم.  وقامت الشركة بتنظيم دورات لتعليم العاملين الصينيين اللغة الإنجليزية على نفقة الشركة، وتبحث عن وسيلة تعليم تتناسب مع طبيعة العمل وهى لمدة شهرين ثم الحصول على شهرين إجازة يعودون خلالها إلى الصين. وقررت الشركة أن يتعلموا في الصين أثناء الإجازة على أن تتحمل الشركة جميع النفقات".

وأوضح مدحت سماحة أن هناك مكافأة  متساوية للصينيين والمصريين إلى جانب نظام العلاج، وهناك نظام مكافأة في الشركة في مناسبات عيد العمال وعيد البترول وعند توزيع أرباح الشركة، وهناك نظام النقاط في العمل، وهذه النظم متساوية للصيني والمصري.  نظام العمل متساوي في الشركة، فالصينيون يعملون شهرين ويحصلون على إجازة شهرين يعودون خلالها إلى الصين على نفقة الشركة، وبالنسبة للعمالة المصرية، العمل أسبوعان والإجازة أسبوعان. الطعام والشراب متوفر للجميع طول الوقت حتى في شهر رمضان يكون المطعم مفتوحا طول الوقت للعمالة الصينية".

وعن العمالة المصرية قال لي تشي تشيانغ: "أكبر ميزة  للمصريين أنهم يعملون بجد ولا يخشون التعب. معظم العمال المصريين الذين يعملون في حفر الآبار يمكنهم أن يتحملوا المشقات والأعمال الثقيلة، والميزة الثانية أنه إذا قدمت لهم نموذج عمل فإنهم يلتزمون به أثناء تنفيذهم. الميزة الثالثة أنهم يحبون إظهار قدراتهم متمنين إتقان العمل وإظهار حماسة العمل وإنجازاتهم في أداء العمل".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn