لي يا هونغ

تقام هذا الشهر، سبتمبر 2008، الدورة السادسة لمهرجان فن الخط في لينيي بمقاطعة شاندونغ. عن المهرجان قال تشانغ شاو جيون، عمدة لينيي ونائب أمين لجنة الحزب للمدينة: "هذا المهرجان بطاقة ثقافية تبعث بها لينبي إلى العالم."

بدأت لينبي المهرجان سنة 2003، وقد أقامت خمس دورات له حتى الآن، فزادت شهرة المدينة وتعززت نشاطاتها التجارية.

 

مدينة الخط

لينيي الواقعة جنوب شرقي مقاطعة شاندونغ، يرجع تاريخها إلى أكثر من 2400 سنة، وقد أنجبت عددا كبيرا من المشاهير في تاريخ الصين، نذكر منهم وانغ شي تشي (303 – 361م)، حامل لقب "حكيم الخطاطين"؛ تشو قه ليانغ (181 – 234م)، السياسي والاستراتيجي الكبير في عصر الممالك الثلاث؛ ليو هونغ (حوالي 129 – 210م)، عالم الرياضيات في نهاية أسرة هان الشرقية ومخترع المعداد الصيني.

وحسبما قال تشانغ شاو جيون، يعتبر الخطاط وانغ شي تشي شخصية نموذجية لثقافة وتاريخ لينيي. كما صار مهرجان فن الخط خطوة هامة لجعل لينيي مدينة ثقافية مشهورة في العصر الحالي.

شغل وانغ شي تشي، منصب جنرال اليمين في البلاط في أسرة جين الشرقية. وكخطاط، تميز بأسلوبه القوي والجريء وحمل لقب "حكيم الخطاطين" في مختلف العصور. عمله المشهور، ((مقدمة قصيدة جوسق زهرة السحلبية))، يوصف بأنه "الكتاب الأول في الدنيا". ومازالت لينيي تحتضن إلى اليوم البركة التي كان وانغ شي تشي يغسل فيها فرشاة الكتابة والمنصة الحجرية التي يشمس عليها كتاباته.

في عام 2003، اتخذت لينيي لقب "موطن حكيم الخطاطين" رمزا ثقافيا لها. في عام 2006، وقع الاختيار على مهرجان فن الخط كواحد من أفضل عشرة مهرجانات ذات إمكانيات وواحد من أقوى عشرة مهرجانات ثقافية في الصين، من بين أكثر من 4400 نشاط ومهرجان.

فن الخط هو الموضوع الرئيسي الدائم للمهرجان، حيث يشارك فيه سنويا عدد كبير من هواة الخط الصيني من داخل وخارج الصين. قال تشانغ بياو، نائب الرئيس السابق لجمعية فن الخط الصينية: "لا تشعر بسحر فن الخط الصيني إلا عندما تزور موطن حكيم الخطاطين."

اشتملت الدورات الخمس السابقة للمهرجان على أنشطة كثيرة، منها معارض الخط والرسم ومسابقات الخط والرسم ومنتدى الخط. هذا إضافة إلى حلقات النقاش وورش العمل الأكاديمية والعروض المسرحية والنشاطات التجارية والسياحية الخ. جذبت الدورات الخامس السابقة للمهرجان أكثر من 2400 رجل أعمال من اليابان وكوريا وأمريكا وكندا وهونغ كونغ وتايوان وغيرها من أكثر من عشرين دولة ومنطقة، وتم توقيع اتفاقات 902 مشروع باستثمارات قدرها 922ر71 مليار يوان.

الدورة السادسة للمهرجان تشتمل على نشاطات وفعاليات أكثر تنوعا من الدورات الخمس السابقة، ومن ذلك ندوة فن الخط ومعارض أعمال الخط والمفاوضات التجارية وتنشيط السياحة الخ.

قال تشانغ شاو جيون: "نخطط حاليا لجعل مدينة الخط الصينية القصر المقدس لثقافة الخط الصيني."

في لينيي، يقبل كثير من الأطفال على تعلم فن الخط الصيني في مدارس متخصصة، وبعض الفنادق والشركات المحلية تحمل اسم "شو شنغ (حكيم الخطاطين)" و"شي تشي".

خلال السنوات الماضية، أزيلت بعض المباني القديمة في لينيي، ولكن الحكومية تولي أهمية كبيرة حاليا لحماية المواقع التاريخية، حيث تم تجديد الدار التي كان يسكنها وانغ شي تشي. في هذا الفناء الصغير، بوسعك أن تتخيل وانغ شي تشي عندما كان يتدرب على الخط هنا قبل أكثر من 1700 سنة.

 

التنمية الحضرية من خلال المهرجان الثقافي

قال تشانغ شاو جيون: "لقد غير مهرجان فن الخط لينيي تغييرا شاملا، إذ تحسنت بيئة المدينة وارتفع ذوقها الثقافي واجتذبت الكثير من الاستثمارات الخارجية."

ويعتقد العمدة أن الثقافة والاقتصاد بينهما تفاعل واعتماد متبادل، فمهرجان فن الخط يمكن أن يعزز تنمية اقتصاد لينيي بصورة جيدة وسريعة، وخلال فترة كل دورة للمهرجان يزيد الاستهلاك اليومي حوالي مائة مليون يوان.

منذ عام 2005، افتتح في لينيي 36 مشروعا ثقافيا باستثمارات قدرها أكثر من 10 ملايين يوان، منها 11 مشروعا ثقافيا تجاوز إجمالي استثماراتها مائة مليون يوان. في عام 2007، بلغ إجمالي إيرادات قطاع الثقافة لمدينة لينيي 4ر13 مليار يوان، وتجاوزت القيمة المضافة 5 مليارات يوان، وبلغ نصيبها 3ر3% في إجمالي الناتج المحلي. هذه التطورات جعلت لينيي رائدة في مجال تنمية الصناعة الثقافية في مقاطعة شاندونغ.

بالإضافة إلى ذلك، دفع المهرجان بناء المنشآت الأساسية في لينيي، ويرتفع مستوى إدارة المدينة باستمرار وتتغير ملامحها. أعيد بناء طريق شوانغلينغ وتجديد 22 شارعا رئيسيا في وسط المدينة في عام 2003؛ وفي عام 2004 أنجزت المرحلة الأولى لطريق بينخه، وإعادة بناء طريق تونغدا؛ في عام 2007، افتتح مركز لوشين الدولي للمؤتمرات والمعارض ومدينة كايقه الثقافية الدولية وغيرها من المشروعات الثقافية بالمدينة. وتم بناء أكثر من عشر ساحات ثقافية، وبني ممر ثقافي طويل بمحاذاة طريق بينخه، وبنيت مرافق ثقافية جديدة، من بينها المكتبات العامة. وتبذل الحكومة جهودا لتعزيز البناء الثقافي في المنطقة الريفية، حيث تم بناء 3771 بيت ثقافة في الريف، و937 مكتبة أسرة تضم أكثر من 1ر2 مليون كتاب من 130 ألف نوع.