ã

طيران شنتشن تجتاز امتحان "الضمير" في إنقاذ منكوبي الزلزال

 

سون لي، ليو تشيونغ مراسلتا ((الصين اليوم))

استدعت شركة طيران شنتشن طائرات النقل الضخمة التابعة لها من خارج الصين للمشاركة في مهمة نقل مواد الإغاثة إلى المناطق المنكوبة

مصاب في عنبر طائرة تم تعديله ليناسب نقل الجرحى

شحن بضائع إلى المناطق المنكوبة في فجر ثالث يوم بعد الزلزال

استدعاء عاجل

بعد ظهر 12 إبريل، كان لي تسه يوان، كبير الاستشاريين لشركة (مجموعة) طيران شنتشن، في سفرة عمل بمدينة تشونغتشينغ، وهناك شعر بهزة أرضية شديدة. بعد قليل عرف بوقوع زلزال مدمر في منطقة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان القريبة من تشوانغتشينغ.

لي تسه يوان عسكري سابق وشارك في إنقاذ منكوبي زلزال تانغشان قبل أكثر من ثلاثين سنة. توقع الرجل، حسب تجاربه وخبرته، أن هذا الزلزال المدمر سيخرب النقل بالطرق العامة والسكة الحديد بالتأكيد وأن الطائرات وحدها هي التي يمكن أن تقوم بمهمة نقل الأشخاص ومواد الإغاثة. في الساعة الثامنة مساء ذلك اليوم قطع خط السكة الحديد من باوجي إلى تشنغدو.

بعد استعادة الاتصالات مع سيتشوان، اتصل لي تسه يوان بمقر شركته في مدينة شنتشن هاتفيا مطالبا تشكيل فريق قيادة لإنقاذ المنكوبين، وتشغيل خطة مواجهة الطوارئ.

في ذلك الوقت كانت طائرتان من الست طائرات النقل بوينغ 400-747 المملوكة لطيران شنتشن موجودة داخل الصين. أبلغت الشركة الحكومة المركزية استعدادها لتشغيل هاتين الطائرتين في عمليات الإغاثة.

ومن ناحية أخرى طلب لي تسه يوان استدعاء الطائرات الأربع الأخرى من خارج الصين للاشتراك في عمليات الإغاثة. لكن الشريك الألماني لطيران شنتشن رفض، لأن مايو هو الموسم الذهبي لنقل البضائع في العالم، وهناك اتفاقات نقل وقعتها الشركة ويجب أن تلتزم بها، وإلا ستتحمل شروطا جزائية  قيمتها 23 مليون يوان (الدولار الواحد يساوي 85ر6 يوانات). وتكلفة التشغيل ساعة واحدة لطائرة نقل البضائع بوينغ 747 تبلغ 100 ألف يوان.

حاول لي تسه يوان إقناع الشريك الألماني، مشيرا إلى أنه عندما تواجه الدولة صعوبة يجب أن تساعدها طائراتها، وأن الأم عندما تواجه صعوبة يتحمل الأبناء المسئولية. وقال له "إذا واجهت بلادكم  صعوبات، سندعمكم في العودة إلى بلادكم لتقديم الخدمات." وتعهد لي تسه يوان أيضا بأن يتحمل الجانب الصيني قيمة الشرط الجزائي لمخالفة الاتفاقات. في النهاية، بعث الطرف الألماني ببرقية في 13 مايو أعلن فيها الموافقة على قرار لي تسه يوان.

أفرغت الطائرات الأربع التي كانت في أوروبا شحناتها وعادت إلى الصين يوم 13 مايو، حيث بقيت لمدة شهر كامل رهن أوامر الحكومة. استدعاء الطائرات ووضعها تحت تصرف الحكومة قرار شجاع وسخي، لأن ذلك كلف شركة طيران شنتشن نحو 200 مليون يوان، هي قيمة تشغيلها في تلك الفترة وتكلفة مخالفة الاتفاقات.

إلى جانب استدعاء الطائرات من خارج البلاد، خصصت الشركة أكثر من 70 طائرة ركاب تابعة لها لنقل الأشخاص والمواد ذات العلاقة بالإغاثة، وهي خطوة جعلت صحفيا من هونغ كونغ يثني كثيرا على موقف هذه الشركة الأهلية التي وضعت مصالح الأمة فوق مصالحها الخاصة.

بالنسبة للسيد لي تسه يوان، لم يكن ما حدث أكثر من بر أبناء الأمة بوطنهم وقت الكارثة. وقال الرجل: "قد نكون خسرنا ماديا، لكننا، كصينيين، وكشركة صينية ربحنا في امتحان ضمائرنا".

سباق مع الزمن

في الساعة العاشرة صباح الثالث عشر من مايو، بدأ العاملون في طيران شنتشن يتسابقون في التبرع للمنكوبين، وخلال نصف يوم فقط تجاوزت تبرعاتهم مليون يوان. كما أن الشركة اعتمدت مبلغا لشراء مواد الإغاثة.

الموردون لم يكونوا أقل كرما عندما علموا أن المواد ستنقل إلى المناطق المنكوبة. في وقت قصير تم تجهيز الدفعة الأولى من المعونات التي بلغ وزنها أكثر من عشرة أطنان من مدن قوانغتشو وشانتو وهويتشو، وشملت الخيام والألحفة وواقيات المطر ومياه الشرب والأغذية. خلال أربع ساعات فقط وصلت أكثر من عشرين شاحنة محملة بمواد الإغاثة إلى مركز نقل البضائع بمدينة شنتشن، حيث كان أكثر من خمسين فردا قد انضموا إلى العاملين في مركز التسوق ومركز الطعام.

بعد عشر ساعات من العمل المتواصل، شحنت كل هذه المواد في طائرتين بوينغ 747، وفي صباح اليوم التالي انطلقتا إلى منطقة ديانغ المنكوبة في سيتشوان، لتكون شركة طيران شنتشن أول شركة من شنتشن تقدم مواد الإغاثة للمناطق المنكوبة.

في الثالث عشر من مايو، قامت أول طائرة إغاثة لطيران شنتشن بنقل أول دفعة من مواد الإغاثة للجنة الدولة لمواجهة الكوارث من مدينة تيانجين إلى مدينة تشنغدو التي وصلتها مساء ذلك اليوم، فكانت أول طائرة تدخل مقاطعة سيتشوان لنقل مواد الإغاثة. قبل وصول الطائرة كان ليو هانغ، نائب أمين لجنة الحزب بشركة طيران شنتشن قد وصل إلى مطار شوانغليو في تشنغدو، لتنسيق أعمال توزيع مواد الإغاثة، بينما كان ليو تشينغ قوي، نائب رئيس طيران شنتشن المسؤول عن شؤون الطيران يقود الطائرة بنفسه.

ليو تشينغ قوي، ومعه أكثر من أربعين طيارا في الشركة من أبناء سيتشوان، بل كثير منهم من أبناء المناطق المنكوبة. رغم القلق الشديد على ذويهم، لم يطللب أي منهم إجازة، بل إن بعضهم وصل إلى تشنغدو مرتين أو ثلاث مرات بعد الزلزال، ولم يزوروا أهلهم. قال ليو تشينغ قوي: "رغم أننا لم ننقذ منكوبا واحدا أو نزيح قطعة حجر في المناطق المنكوبة بأيدينا، فإن ما قمنا به يعني أنه مع كل طن من مواد الإغاثة ننقله ومع كل مصاب ننقله، كنا نوفر لأبناء المناطق المنكوبة مزيدا من الضمانات، وتلك مسؤولية كبيرة علينا أن نؤديها في مواجهة الكوارث الخطيرة."

الكل يشارك في الإنقاذ

في الحادية عشرة مساء 15 مايو، بدأ صعود ركاب رحلة طيران شنتشن ZH9988 من مدينة ينتشوان إلى شنتشن بعد انتظار دام ثماني ساعات في مطار ينتشوان.

قبل صعود الطائرة، اعتذر شيوي يويه، مدير قسم العمل بمكتب ينتشوان لطيران شنتشن للركاب الاثنين والثمانين. عمل شيوي يويه وزملاؤه بمكتب ينتشوان 13 ساعة متواصلة من أجل نقل مواد الإغاثة.

كانت المناطق المنكوبة تحتاج الأدوية والخيام والألحفة والمعاطف وغيرها. بعد أن عرف مسئولو  طيران شنتشن أن نينغشيا بها مواد إغاثة تنتظر نقلها إلى المناطق المنكوبة، اتصلوا بحكومة منطقة نينغشيا وهيئة الشؤون المدنية بها وأعربوا عن استعداد الشركة لنقل 30 طنا من مواد الإغاثة قيمتها 700 ألف يوان إلى المناطق المنكوبة بدلا من نقلها بالطرق البرية.

على ذلك قررت الشركة تأجيل رحلات طائرتي إبر باص A320 واستخدام الطائرتين في نقل مواد الإغاثة وأعضاء فرق العلاج من ينتشوان إلى تشنغدو. ولهذا الغرض سافر مهندسون فنيون ومتخصصون في الشحن من المقر العام للشركة في شنتشن ومن فرعها في شيآن إلى ينتشوان، لضمان سلامة التحميل والرحلة.

الآنسة باي جيه، الواحدة من أفراد طاقم إحدى الطائرتين اللتين نقلتا مواد الإغاثة من ينتشوان إلى المنطقة المنكوبة، تعيش أسرتها في منطقة ميانيانغ التي ضربها الزلزال. لم تستطع باي جيه الاتصال بأسرتها قبل صعود الطائرة، ومع ذلك كانت تبدو متفائلة طوال الرحلة، بعد أن وصلت الطائرة مطار شوانغليو الدولي بمدينة تشنغداو، عرفت أن كل أفراد أسرتها بخير، فانهمرت دموع الفرح من عينيها.

بعد أن عرف الركاب الذين يحملون تذاكر السفر سبب تأجيل رحلتهم، لم يتذمر منهم أحد، بل أبدى الجميع تفهمهم للموقف.

مدير شؤون الركاب اعتذر هو الآخر للركاب وشكرهم، وقال إنه حسب نظام عمل الشركة، إذا تجاوز التأخير ثماني ساعات تلتزم الشركة برد قيمة التذكرة للراكب. لم يطلب راكب واحد رد قيمة تذكرته، بل انفجر الجميع في تصفيق حار في قاعة الانتظار بعد صمت دام ثلاث ثوان.

الطائرة "سيارة إسعاف"

 في فجر يوم 21 مايو، بدأت عملية تفكيك خزانات الأمتعة والمقاعد في عنبر الركاب بطائرة بوينغ 900-737.

كانت المناطق المنكوبة في حاجة ماسة إلى مواد الإغاثة ونقل عدد كبير من الجرحى، خاصة المصابين بصورة خطيرة، إلى مناطق أخرى للعلاج. قررت الحكومة المركزية وجهاز قيادة أعمال الإغاثة بسيتشوان في مساء 19 مايو أن تتحمل شركة طيران شنتشن مهمة نقل المصابين، وعليه قررت الشركة تحويل أكبر طائرتي ركاب بها إلى طائرات إسعاف، بتفكيك المقاعد وخزانات الأمتعة وتزويدها بمثبتات للنقالات. في طائرة بوينغ 900-737 بقي من مقاعدها المائة والتسع والثمانين، 50 مقعدا لمرافقي الجرحى، مع وجود مساحة لوضع أكثر من 30 نقالة.

في الساعة العاشرة مساء ذلك اليوم، أقلعت الطائرة من مدينة تشنغدو وعليها 34 مصابا بإصابات خطيرة و44 مرافقا لهم. وقد حرص الطيارون عند الهبوط على تخفيف تغير الضغط المفاجئ واهتزاز الطائرة الناتج عن ارتطام العجلات بأرضية المدرج.

وفر طاقم الطائرة الحليب والفواكه على الطائرة وأطعموا غير القادرين على تناول الطعام بأنفسهم.

بعد تقليل المقاعد بعنبر الطائرة، لم تتوفر مقاعد لطاقم الضيافة، الذي حرص أفراده على مساعدة أطقم التمريض المرافقة للمصابين.

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وصلت الرحلة إلى مطار باوآن الدولي بمدينة شنتشن، حيث كان في انتظار المصابين أكثر من 70 سيارة إسعاف لنقلهم إلى المستشفيات.

حتى الثلاثين من مايو، تجاوز عدد رحلات الإغاثة لطيران شنتشن أكثر من 150، نقلت 3880 طنا من مواد الإغاثة و350 فردا/مرة و1800 مصاب/مرة.

 

أرقام قياسية لطيران شنتشن أثناء كارثة الزلزال:

أول شركة طيران تنقل مواد الإغاثة بدون شروط

أول شركة طيران تحول طائرات الركاب إلى طائرات شحن

أول  شركة طيران تحول طائرات الركاب إلى طائرات إسعاف

أول شركة طيران تعرض خدماتها على الحكومة المركزية بدون شروط

أول شركة تنقل مواد إنقاذ إلى المناطق المنكوبة

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn