اهتمام الرأي العام بمعرفة مصير التبرعات لمنكوبي الزلزال دفع الحكومة إلى جعل معلومات استخدام التبرعات أكثر علانية وشفافة

ليو، الشابة التي تعمل في شركة تأمين ببكين، واحدة من آلاف الصينيين الذين تبرعوا بالمال لمنكوبي زلزال سيتشوان. قالت ليو: "هذه أول مرة في حياتي أتبرع بكل هذا المبلغ من المال، مرتب شهر كامل، ثلاثة آلاف يوان". لقد أثار هذا الزلزال المدمر حماسة غير مسبوقة بين الصينيين للعمل الخيري.

الآنسة ليو، شأن غيرها من المتبرعين، تأمل أن تصل تبرعاتها إلى أيدي المنكوبين في منطقة الزلزال بمقاطعة سيتشوان. هذا الهاجس الذي يراود ليو وغيرها دفع واحدة من شبكات الإنترنت في الصين إلى مطالبة الجهات المعنية بالشئون المدنية في الصين إلى الإعلان عن سبل ومجالات استخدام أموال المتبرعين، وهي دعوة لقيت استجابة شعبية هائلة. و لتعلم ذلك، يكفي أن تدخل كلمتي زلزال وشفافية بالصينية على أي محرك بحث، لتظهر أمامك عشرات الصفحات من تعليقات ورسائل مستخدمي الإنترنت المؤيدين لتلك الدعوة.

     حتى  يوم 3 يونيو بلغت قيمة التبرعات للمنطقة المنكوبة، من داخل الصين وخارجها 364ر42 مليار يوان صيني، وصل منها 263ر38 مليار يوان صيني، وأرسل 103ر12 مليار يوان صيني إلى المنطقة المنكوبة.

أمام هذه الرغبة الشعبية الجارفة في معرفة مصير التبرعات أصدرت لجنة فحص الانضباط التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي بيانا مشتركا مع كل من وزارة الشؤون المدنية ووزارة المالية ووزارة الرقابة وجهاز المحاسبات، أكد على أن التبرعات المالية والمادية لجهود الإغاثة لمنطقة الزلزال تخضع لمراقبة صارمة.

وأوضح نائب وزير الشؤون المدنية جيانغ لي، في رده على أسئلة للصحفيين، أن الوزارة تعلن يوميا عن التبرعات التي تتلقاها والتي ترسلها إلى المنطقة المنكوبة وكيفية استخدامها، كما تبعث الحكومات المحلية بتقارير إلى الوزارة حول كيفية استخدام التبرعات. وقال إن المواطن العادي يستطيع متابعة إحصاء التبرعات المالية التي تتلقاها الحكومة الصينية وتوزيعها عبر أجهزة الإعلام المقروءة وفي نشرات الأخبار لمحطة التلفزيون المركزية.

وفيما يتعلق بالمنظمات الخيرية، أكد نائب رئيس مصلحة إدارة المنظمات الأهلية التابعة لوزارة الشؤون المدنية، أن الوزارة تفرض رقابة صارمة على إدارة المنظمات الاجتماعية التي تجمع التبرعات من خلال الأدوات التالية: تسجيل النشاطات التي تقوم بها الجمعيات والصناديق الخيرية لجمع التبرعات لمراجعتها، إلزام الجمعيات والصناديق الخيرية بفتح حسابات مصرفية خاصة للتبرعات استعدادا للمراجعة، مراقبة الجمعيات والصناديق الخيرية ومساعدتها في الإعلان يوميا في أجهزة الإعلام عن التبرعات التي تتلقاها وما ينفق وما يتبقى منها. وقال  إنه بعد انتهاء أعمال الإغاثة ستقوم الوزارة بحصر شامل للتبرعات وإعلانها، كما ستقوم بعملية الفحص والانضباط في الوقت المناسب.

وقد أخطرت الوزارة جميع المنظمات التي تجمع التبرعات بعدم تخصيص أي جزء من الأموال التي تتلقاها لبند المصروفات الإدارية، وعدم قيام جمعية الصليب الأحمر الصينية والجمعية الصينية للأعمال الخيرية باقتطاع أي جزء من التبرعات لصالح الاحتياطي المالي بها.

رئيس مكتب الطوارئ بجمعية الصليب الأحمر الصينية التابعة لوزارة الصحة وانغ بنغ، قال إن موظفي جهاز المحاسبات بدءوا بالفعل أعمال مراجعة الحسابات داخل الجمعية، وكذلك يقوم العاملون بهيئة KPMG للرقابة، ومقرها بالولايات المتحدة، بمراجعة أعمال الجمعية. وأوضح وانغ بنغ أن اللائحة التي تسمح لجمعية الصليب الأحمر باقتطاع نسبة لا تتجاوز 5 % من قيمة التبرعات كتكاليف إدارية قد ألغيت، مشيرا إلى أن الرأي العام يطالب المنظمات الخيرية بمزيد من الشفافية، وهذا يفرض ضغطا على تلك المنظمات التي اعتادت على نضم التشغيل القديمة.

وبالنسبة لاستخدام أموال التبرعات قال وانغ بنغ: "يجب احترام إرادة المتبرعين أولا، فلا يجوز أن نستخدم أموالا قدمها المتبرعون لبناء مدرسة مثلا في إقامة عيادة، أو استخدام أموال قدمها المتبرعون لمقاطعة قانسو في مقاطعة أخرى".

وحول سبل توظيف واستخدام التبرعات، قال أمين عام الجمعية الصينية للأعمال الخيرية ليو قوه لين، إن الجمعية تتعامل مع  التبرعات التي تتلقاها بطريقتين؛ الأولى، إرسال التبرعات إلى سيتشوان(جمعية الأعمال الخيرية بمقاطعة سيتشوان أو مصلحة الشؤون المدنية بمقاطعة سيتشوان)، الثانية، شراء المواد ثم إرسالها إلى سيتشوان. وترفع الجمعية تقريرا إلى مجلس الدولة، أي الحكومة الصينية، حول سبل التصرف في التبرعات وتعلن ذلك بالتفصيل أيضا." وقال إن التبرعات تستخدم في أمرين، الإغاثة وإعادة البناء بعد الكارثة، والمهمة الثانية أكبر من الأولى.

جمعية الصليب الأحمر بمقاطعة سيتشوان تعلن على موقعها بشبكة الإنترنت تفاصيل التبرعات التي تتلقاها، شاملة اسم المتبرع وقيمة وتاريخ التبرع. وقال أمين عام لجنة الحزب الشيوعي لجمعية الصليب الأحمر بمقاطعة سيتشوان، إن الجمعية ملتزمة بالشفافية في استخدام التبرعات التي تتلقاها وإعلان ذلك، ويتم تسجيل كل تبرع وسبل استخدامه، وتصدر جمعية الصليب الأحمر بمدينة ميانيانغ وغيرها الجمعية إيصالات  للمتبرعين بمواد عينية.

 وقد حذرت كل من لجنة فحص الانضباط التابعة للجنة المركزية للحزب وزارة الأمن العام بفرض "عقوبات سريعة وحازمة وقاسية" على كل من تسول له نفسه أخذ أو اختلاس أموال أو إمدادات الإغاثة لمنطقة الزلزال أو تغيير مقاصد إنفاق التبرعات.