سؤال: كان زلزال ونتشوان الذي وقع في الثاني عشر من مايو كارثة خطيرة ألمت بالصين، فهل ثمة جهاز أو هيئة لديكم معنية بإغاثة المنكوبين في الكوارث وإنقاذهم؟ وما هي الإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية عندما تقع كارثة ؟

إجابة: الصين من أكثر دول العالم تعرضا للكوارث الطبيعية. إلى جانب الزلازل، تشهد الصين أنواعا من الكوارث في مختلف مناطقها كل سنة. وحسب أرقام الجهات المعنية، تبلغ الخسائر الاقتصادية المباشرة للكوارث الطبيعية في الصين أكثر من مائة مليار يوان سنويا.

أمام واقع كثرة الكوارث، تولي الحكومة الصينية اهتماما بالغا لتخفيف الخسائر الناجمة عنها وإغاثة وإنقاذ الضحايا والمنكوبين. فور وقوع أي كارثة طبيعية خطيرة، ينتقل قادة الدولة إلى المنطقة المنكوبة للوقوف على واقع الحال هناك ولمواساة المنكوبين، إلى جانب تعبئة أقصى ما يمكن من الموارد البشرية والمادية والمالية لانقاذ المنكوبين ومساعدتهم في حل صعوبات المعيشة، بشكل يضمن لهم أساسيات الحياة من مأكل وملبس ومأوى وعلاج. وهذا ما حدث بالفعل بعد زلزال ونتشوان. إلى جانب جهود الإنقاذ والمساعدة الحكومية، تشهد الصين حملات أهلية لجمع التبرعات وتعبئة جماهير الشعب من مختلف الأوساط لمساعدة المناطق المنكوبة، بأشكال متفاوتة، سواء بالمشاركة في أعمال الإنقاذ ومساعدة المناطق والوحدات الأخرى المناظرة والمساعدة المتبادلة وتخفيض الضريبة أو الإعفاء منها وغيرها من الإجراءات التي تضمن الاستقرار الاجتماعي في المنطقة المنكوبة.

وتولي الصين أهمية كبيرة لنظام الإنذار المبكر للكوارث، فتزيد عاما بعد عام الميزانية المخصصة للمراقبة والإنذار للزلازل الأرضية والأحوال الجوية، وترفع مستوى مراقبة الزلازل وتكنولوجيا التنبؤات الجوية. إلى جانب ذلك، حققت الصين تقدما ملحوظا في التنبؤ للبيئة البحرية والمراقبة المتحركة للآفات الخطيرة الزراعية والغابية والكوارث الجوية الزراعية وفي تكنولوجيا الإنذار المبكر للكوارث.

وفيما يتعلق بالوقاية من الكوارث ومكافحتها وإنقاذ المنكوبين، أقامت الصين آلية للإنقاذ والمساعدة في حالات الطوارئ ووضعت نظام عمل لمواجهة الكوارث المفاجئة على مستوى الحكومة المركزية ومشروع إنقاذ المنكوبين ومواجهة الطوارئ على مستويات المقاطعة والإقليم والمحافظة، وبدأ تشغيل الشبكة الوطنية لمعلومات الكوارث التي تغطي كل البلاد وتربط كافة المحافظات، الأمر الذي يضمن التعامل مع الكوارث الخطيرة خلال 24 ساعة. وقد اكتمل إنشاء نظام الإنقاذ العاجل للمنكوبين بالكوارث، وهو نظام يشكل الجيش والشرطة والقوات شبه العسكرية ووحدات الإنقاذ القوام الرئيسي له ويخضع للقيادة الموحدة للحكومات على مختلف المستويات. وأقيمت أيضا آلية لتوفير الأموال لمواجهة الطوارئ ونظام احتياطي مواد الإغاثة على مستوى الحكومة المركزية، الأمر الذي عزز قدرة الإغاثة للحكومات على مختلف المستويات.

من أجل إقامة مشروعات لتخفيف خسارة الكوارث، اعتمدت الحكومة الصينية مبالغ هائلة وبنت عددا كبيرا من مشروعات الري لإزالة الأخطار الكامنة على سدود المجاري المائية الرئيسية وخزانات المياه والوقاية من الفيضانات ومقاومة الزلازل في المدن الرئيسية، والوقاية من ومعالجة الكوارث الجيولوجية الرئيسية.

ومن أجل ضمان إجراء أعمال الوقاية من الكوارث وتخفيف خسارتها وإنقاذ المنكوبين، أصدرت الصين أكثر من ثلاثين قانونا ولائحة معنية، نخص بالذكر منها ((قانون الحافظ على الماء والتربة)) و((قانون الوقاية من الزلازل وتخفيف خسارة الكوارث)) و((قانون الإطفاء)) و((قانون الوقاية من الفيضانات)) و((قانون الأرصاد الجوية)) و((قانون سلامة الإنتاج)) وغيرها من القوانين، و((لوائح الوقاية من حرائق الغابات)) و((لوائح الوقاية من آفات الغابات)) و((لوائح سلامة المواد الكيماوية الخطيرة)) وغيرها من اللوائح والأنظمة، وكل ذلك وفر أساسا وإطارا قانونيا لأعمال تخفيف خسارة الكوارث وإنقاذ المنكوبين، شاملة أعمال الحفاظ على الماء والتربة والوقاية من الزلازل والإطفاء والوقاية من الفيضانات والأرصاد الجوية.