ã

سفير  قطر في بكين

المبادرات القطرية الإقليمية تحظى بدعم صيني كبير

التعاون الاقتصادي لا يرقى إلى مستوى الطموح

مأساة الزلزال أكدت مدى قرب القيادة الصينية من شعبها

حوار أجراه: حسين إسماعيل

السفير عبد الله المفتاح  

سفير قطر في حواره مع نائب رئيس التحرير حسين إسماعيل

تحتفل الصين وقطر هذا الشهر  بمرور عشرين عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما. بهذه المناسبة أجرت "الصين اليوم" حوار مع سفير قطر في بكين عبد الله عبد الرحمن المفتاح، لاستعراض أهم جوانب العلاقات الصينية القطرية على كافة الأصعدة.

 

الصين اليوم: هل يمكن إلقاء الضوء على مسيرة تطور علاقات بلدكم مع الصين خلال العقدين الماضيين، وأهم المحطات في تلك المسيرة؟

السفير: تطورت العلاقات بين البلدين خلال العقدين الأخيرين بشكل طيب وتبادل البلدان الدعم في المحافل الدولية بشكل طيب، وساد التنسيق بينهما في قضايا مهمة مثل المسألة العراقية والقضية العادلة للشعب الفلسطيني وغيرها من القضايا. كما حرصت دولة قطر خلال رئاستها لمنظمة المؤتمر الإسلامي على التشاور مع القيادة الصينية وإطلاعها على رؤى المنظمة ومواقفها الإقليمية والدولية، كما حرصنا على التمسك بمواقفنا تجاه المسألة التايوانية، وأن تايوان جزء لا تتجزأ من جمهورية الصين الشعبية. وكان أهم تطور في العلاقات خلال هذه الفترة هو الزيارة الهامة التي قام بها صاحب السمو الشيخ/ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر إلى الصين في إبريل 1999م، وتبعتها زيارة لرئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ/ عبد الله بن خليفة آل ثاني، ثم زيارة هامة أخرى لصاحبة السمو الشيخة/ موزة بنت ناصر المسند، حرم صاحب السمو أمير دولة قطر، في عام 2001. هذا إلى جانب عدة زيارات لمعالي وزير الخارجية الشيخ/ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وكانت في تقديري زيارته الأخيرة كرئيس لمجلس الوزراء ووزير للخارجية واحدة من أهم زياراته إلى الصين، حيث تناولت هذه الزيارة التي جاءت مع احتفال البلدين بمرور عشرين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وخلالها تم توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة، منها مذكرات تفاهم في قطاعات الغاز والنفط والبتروكيماويات. والآن نتجه لقيام علاقات استراتيجية بين البلدين تستشرف هذا القرن.

 

الصين اليوم: تلعب قطر دورا مهما على الساحة الإقليمية، ولعل الدور القطري في تسوية الأزمة اللبنانية الأخيرة خير دليل على ذلك. ما هو مدى التنسيق السياسي بين قطر والصين في القضايا الدولية والإقليمية، وهل هناك آلية لهذا التنسيق؟

السفير: كما أشرت، هناك تنسيق جيد بين دولة قطر والصين في القضايا الدولية والإقليمية، فقد نسقنا بشكل جيد على سبيل المثال حول القضايا العربية في مجلس الأمن عندما كانت دولة قطر عضوا غير دائم في المجلس، ونسقنا في قضايا لبنان، القضية الفلسطينية، العراق، وحول مسألة دارفور في غربي السودان. كما يلتقي وزيرا خارجية البلدين على هامش مؤتمرات الأمم المتحدة وغيرها من اللقاءات الإقليمية والدولية. كما يتم التشاور بشكل منظم عبر آليات التشاور السياسي بين وزاراتي خارجية البلدين التي تعقد بشكل منتظم. إننا في دولة قطر مرتاحون لمستوى التنسيق والحوار السياسي بين البلدين ونسعى لرفع مستوى التنسيق إلى مستوى الحوار الإستراتيجي بين البلدين. وفي حقيقة الأمر تحظى كافة المبادرات القطرية الإقليمية بدعم صيني كبير، فعلى سبيل المثال أعلنت الصين دعمها الكامل لجهود الوساطة الناجحة التي قامت بها دولة قطر لتسوية الأزمة اللبنانية الأخيرة، كما دعمت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية مشروع صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند لدعم وإعادة بناء التعليم العالي في العراق.

 

السؤال الثالث: تحتل قطر موقعا هاما على خريطة الفعاليات الرياضية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الدولية من خلال استضافة تلك الفعاليات ودعمها. ما هي الأدوات التي توظفها قطر لتحقيق هذه الغاية، وما هو مردودها للمواطن القطري، وهل ترى أن الصين يمكن أن تستفيد من التجربة القطرية؟

السفير: كما تعلم، دولة قطر أصبحت مركزا مهما في الشرق الأوسط لاستضافة المناسبات الرياضية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية  الدولية، وكما تلاحظ أن كافة هذه الفعاليات تمت بنجاح كبير وبتنظيم دقيق. إن الأدوات التي توظفها دولة قطر لتحقيق هذه الغاية هو الإنسان القطري وذلك بتفجير إمكانياته الكبيرة ودعم القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لهذه النشاطات والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال. ولكن تبقى الإرادة السياسية وقدرات الإنسان القطري هما العاملان الحاسمان في هذه الأنشطة. إن هناك مردودات كبيرة للمواطن القطري، فبالإضافة إلى المردودات الاقتصادية من مثل هذه الأنواع من الأنشطة هناك مردود نفسي هام يتمثل في زيادة الثقة في النفس وتعميق الحس الوطني وروح الانتماء. إن الصين يمكن أن تستفيد من هذه التجربة وغيرها من التجارب العالمية، وبالفعل استضافت دولة قطر وفودا صينية للإطلاع على هذه التجارب ونحن من جانبنا نرحب بتبادل ونقل الخبرات والتجارب بين البلدين الصديقين.

 

الصين اليوم: التبادل والتعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية يحتل نصيبا هاما من مجمل العلاقات الصينية العربية، ما هو واقع، ومستقبل، علاقات التبادل الاقتصادي بين بلدكم والصين، وهل تشعرون بالرضا لحجم الاستثمارات القطرية في الصين؟

السفير: في الواقع، حجم التبادل التجاري بين الصين ودولة قطر وطبيعة التعاون الاقتصادي في الوقت الراهن لا يرقى إلى مستوى الطموح، فحجم التبادل التجاري بين الصين ودولة قطر لعام 2007 بلغ 2ر1 مليار دولار أمريكي، وحتى الآن لا توجد استثمارات هامة بين البلدين، ولكن في تقديري، نحن مقبلون على فترة جيدة في العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب، فهناك دراسات كثيرة مقدمة من الطرفين القطري والصيني لمشاريع مشتركة في مجالات الغاز والنفط والبتروكيماويات. وقد وقعنا عددا من مذكرات التفاهم مع شركات صينية ولكن هذه المشاريع لا تزال في طور الدراسة وإذا ما تمت ونفذت فقد يقفز حجم التبادل التجاري بين البلدين من 2ر1 مليار دولار أمريكي إلى 10 مليارات دولار أمريكي، لندلف إلى مرحلة تعاون استراتيجي جديدة في المجالات الاقتصادية والسياسية.

 

الصين اليوم: تولي قطر أهمية ملحوظة لدور الثقافة والإعلام في علاقاتها الدولية. ما هو شكل التعاون الثقافي والإعلامي القطري الصيني، وهل هناك خطط أو مشروعات معينة لتطوير هذا التعاون خاصة في الذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية؟

السفير: هناك تعاون جيد في المجالات الثقافية والإعلامية وسنوقع قريبا اتفاقيات مع محطات تلفزيونية في الصين. كما أن التعاون الثقافي المحكوم باتفاقية التعاون الثقافي والتربوي الموقعة في عام 1999 يسير بشكل طيب ونتوقع أن تشهد السنتان القادمتان تطورا هاما في هذا القطاع.

 

الصين اليوم: عندما استضافت قطر دورة الألعاب الآسيوية، حرص الصينيون على دراسة هذه الاستضافة الناجحة والاستفادة منها. كيف ترون استعدادات الصين لاستضافة أولمبياد 2008؟

السفير: في تقديري أن الصين أجرت استعدادات متميزة لاستضافة الأولمبياد في هذا الصيف، ونجحت القيادة الصينية في استقطاب كل الشعب الصيني للمشاركة والتفاعل مع هذه المناسبة الهامة، وهذه أهم إنجازات الجهات الصينية المنظمة. هذا إلى جانب بروز معمار رياضي صيني متميز مثل إستاد عش الطيور. أنا معجب جدا بهذا الصرح الأولمبي الرياضي المتميز. أنتهز هذه الفرصة لأؤكد موقف دولة قطر المبدئي من رفضها لتسييس أولمبياد بكين، نحن نرفض هذا الاتجاه، وندعو كل الرياضيين العرب للإسهام في هذا الحدث الكبير، فهذه الأولمبياد تقام هذه المرة في أرض صديقة ووسط شعب صديق.

 

الصين اليوم: تعرضت مقاطعة سيتشوان بالصين لزلزال عنيف تبعته هزات كثيرة وأسفر عن آلاف الضحايا وملايين المشردين، كسفير لبلادكم في الصين، ما تقييمكم لتعامل الحكومة الصينية والشعب الصيني مع هذه الكارثة الطبيعية، وما رأيكم في الاستجابة العربية لهذه المحنة التي واجهها الشعب الصيني؟

السفير: أولا مرة أخرى أرجو نقل تعازينا في سفارة دولة قطر وتعازي شعبنا وقيادتنا في ضحايا زلزال سيتشوان، لقد كان منظر الأطفال وسط الأنقاض مؤلما بالنسبة لي، فهم مثل أبنائي كان هذا أمرا مؤلما. ولكني كنت متأثرا أيضا بذلك المجهود الإنساني الذي قام به رئيس الوزراء ون جيا باو. لقد رأيته وأنا أتابع هذه المأساة المؤلمة، رأيته يرفع الأنقاض بيديه العاريتين ولمحت دمعة خفيفة تنزلق على خديه وهو يطمئن الأحياء تحت الركام. لقد أكدت تلك المأساة مدى قرب القيادة الصينية من شعبها. أنا سعيد أيضا للاستجابة العربية لهذه المحنة، فتكاد لا توجد دولة عربية واحدة لم تقدم دعما بصورة أو بأخرى للصين خلال هذه المحنة. كما أن الشعب العربي تابعها بالكثير من التعاطف.

 

الصين اليوم:  ما هي الرسالة التي توجهها للمواطن العربي، من موقعك كسفير عربي في بكين؟

السفير: للمواطن العربي أقول إن علاقاتنا مع الصين قديمة وتمتد لأكثر من ألفي عام. وقد حافظت الأجيال العربية والصينية على هذه العلاقات طوال هذه القرون وسنحافظ عليها أيضا وسيستمر الحوار العربي الصيني إلى قرون عديدة قادمة.

       

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn