ã

باسم الحياة

 

ندوب الزلزال المدمر الذي ضرب ونتشوان لم تطل الصينيين وحدهم، وإنما البشر جميعا. هذا الزلزال الذي أعاد إلى الذاكرة الصينية كارثة زلزال تانغشان قبل نحو ثلاثين عاما، بلغ عدد ضحاياه حتى 69142 قتيل و374065 مصاب، ودمر أكثر من خمسة ملايين منزل.

منذ لحظة وقوع الزلزال، انطلقت جهود الإغاثة والإنقاذ الصينية، وهي جهود حظيت بدعم ومساعدة عالمية قوية. خلال عشرة أيام فقط من وقوع الكارثة بلغ حجم التبرعات التي جاءت من أنحاء العالم 20 مليار يوان صيني. (((إذا كان ممكنا أن نعرف حجم التبرعات حتى آخر تاريخ ممكن قبل النشر نكتبها))). وتحرك المغتربون الصينيون والأجانب من أصل صيني بسرعة فائقة وتبرعوا بسخاء. أما الصينيون في الداخل فقد شاركوا في المساعدة بطرق شتى، فمن لم يستطع منهم الوصول إلى منطقة الكارثة لإنقاذ الضحايا تبرع بالمال والدم والملابس وغيرها من المواد.

صحيح أن الزلزال ترك ضحاياه في ونتشوان، ولكنه كسر قلوب مليار وثلاثمائة مليون صيني.

جهود الإغاثة لم تتوقف؛ ففي مطار شوانغليو بتشنغدو، عاصمة سيتشوان، تهبط وتقلع الطائرات التي تنقل معونات الإغاثة القادمة من خارج البلاد.

منذ لحظة وقوع الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 8 درجات بمقياس رختر، حرصت الحكومة الصينية على الشفافية وتوفير المعلومات كاملة عن هذه الكارثة. ويوما بعد يوم صارت آلية الاستجابة للطوارئ في الصين أكثر كفاءة وفعالية، وهذا يزيد تلاحم وتماسك الأمة الصينية. في مواجهة الكارثة، تقاسمت الحكومة والشعب السراء والضراء. توجه إلى منطقة الكارثة رئيس الدولة ورئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) ورئيس المجلس الوطني لنواب الشعب وكبار المسئولين. لقد أكدت الصين مرة أخرى صورتها كدولة كبيرة مسئولة وقوية.

انتهت المرحلة الأولى لجهود الإغاثة، والتي تتمثل في إنقاذ الضحايا، وتواجه الصين المهمة الأكثر صعوبة، ألا وهي إعادة ترتيب أوضاع ضحايا الزلزال وإعادة إعمار منطقة الكارثة، فتلك مهمة تحتاج تمويلا ضخما وجهودا جبارة. وقد دشنت الحكومة بالفعل صندوقا لإعادة الإعمار بتمويل 70 مليار يوان. وقررت هيئات الدولة أن تخصص 5% من إنفاقها عام 2008 لتستخدم في جهود الإغاثة.

مقارنة مع الخسائر المادية، التي يمكن تعويضها، تثير الآثار النفسية على ضحايا الزلزال قلق الشعب الصيني، كما توضح مقالتانا (علاج التشوهات النفسية للزلزال) و(المنقذون أيضا يحتاجون دعما نفسيا!)، وقد بدأت بالفعل جهود إعادة  التأهيل النفسي في منطقة الكارثة.

الكوارث تقضي على النفوس، تأخذ الحياة، ولكنها أيضا تجعل البشر يعتزون بالحياة ويقدرونها. لقد دمر الزلزال بيوتا ولكنه أيضا كسر حواجز في قلوب الناس، فوضعوا جانبا مشاغل الحياة اليومية وخلافاتهم ليواجهوا معا هشاشة الحياة وأخذوا يتفكرون في معنى الحياة.

باسم الحياة، ننعي الموتى ونصلي من أجل الجرحى ونبارك لمن سلموا. إن قوة كارثة الطبيعة هائلة، ولكنها لا تستطيع أن تهز الجزء الأكثر صلابة في قلوب البشر. في عالم من الحب، نعطي بعضنا بعضا الدفء والأمان.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn