ã

قضية التبت

المخرج والمستقبل

تشن تشينغ ينغ

فرحة وصول الكهرباء إلى البيت

مصلحة الوثائق بالتبت تهدي مجموعة من الكتب الدينية النفيسة لمعبد تشهبانغ

  الدراسة

ظهرت "قضية التبت" في ظرف تاريخي معين تواطأت فيه القوى الإمبريالية الغربية مع دعاة الانفصال في التبت، الذين قربتهم ورعتهم تلك القوى لتحقيق هدفها بغزو الصين وتقسيمها، كما أن طبقة ملاك عبيد الأرض بالتبت سعت للحصول على دعم وتأييد الإمبريالية الغربية من أجل فصل التبت عن الصين.  وبرغم تغير النظام الدولي، مازالت القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة تنتهج النهج الإمبريالي القديم، إذ توفر الدعم والرعاية لعصابة الدالاى لاما الانفصالية وتتخذها أداة لكبح الصين واحتواء نهضتها، في حين يتوهم الدالاي لاما وعصابته أن تأييد ودعم القوى المعادية للصين سيحقق حلمهم لـ"استقلال التبت"، وتنتهز تلك العصابة أي فرصة للتخريب والشغب في التبت. هذا هو السبب في بقاء "قضية التبت" فترة طويلة.

إن الأساس في حل "قضية التبت" يعتمد رئيسيا على تنمية الصين الذاتية وموقفها من "قضية التبت"، ولا شك أن أبناء الصين من كافة المجموعات العرقية يرفضون المساومة أو تقديم تنازلات لمحاولات عصابة الدالاي لاما والقوى المعادية لفصل التبت عن وطنها الأم، ولكن هذا يتطلب منا أن نتصدى بحزم لتلك المحاولات الخبيثة وأن نفضح الوجه الانفصالي القبيح لمن يقفون خلفها، حتى نفشل مؤامرتهم وندحرهم، لأن "قضية التبت" ترتبط في المقام الأول بسيادة الصين ووحدة أراضيها.

إن القوى المعادية للصين في الغرب تعتبر نهوض الأمة الصينية خطرا كامنا يهدد هيمنتها وسيطرتها على العالم، ولذا لا تألو تلك القوى جهدا ولا توفر فرصة لإعاقة نهضة الصين السلمية، تارة باسم "قضية التبت"، وتارة أخرى باسم "قضية تايوان"  أو"حقوق الإنسان"، أو "الديمقراطية"، أو "التجارة". تتعدد الذرائع والهدف واحد. ليس خافيا أن عصابة الدالاي لاما من الضعف والوهن إلى درجة أن وجودها رهن بتمويل ودعم الغرب. غير أن تلك العصابة التي تتوهم أن الدول الغربية سوف تدعمها لتدرك سرابا اسمه "استقلال التبت" غير عابئة بمصالحها الذاتية، تتجاهل أو تتناسى  حقائق التاريخ، وأن الولايات المتحدة هي أكثر الدول اهتماما بمصالحها الذاتية، وأنه مع تنامي قوة الدولة الصينية وتوسع تأثيرها الدولي ومع النمو الاقتصادي والثقافي في التبت، ستتقوض عصابة الدالاي لاما يوما بعد يوم، وسيتضاءل وزنها المستخدم في ميزان المجتمع الغربي.

 غير أن ثمة مخرجا آخر لحل "قضية التبت"، بأن تتخلى عصابة الدالاي لاما عن موقفها الانفصالي الداعي إلى "استقلال التبت" وأن لا تكون أداة للقوى الغربية المعادية للصين، وتبحث عن سبيل لا اعوجاج فيه للعودة إلى الوطن عن طريق فتح حوار مع الحكومة الصينية، بشرط أن تفصح عن حبها للوطن وتخليها عن مواقفها الخاطئة ومنها "استقلال التبت"، و"الحكم الذاتي العالي الدرجة"، و"منطقة التبت الكبرى" وأن تنبذ أعمال العنف والشغب والشعارات التي تثير غضب الأمة، وأن تبدي حسن النية والرغبة في الخير لأبناء التبت.

      لقد شهدت منطقة التبت منذ تحريرها سلميا سنة 1951 وقمع التمرد المسلح الذي قامت به عصابة الدالاي عام 1959 تغيرات من أهمها:

  1.     خروج القوى الغربية الاستعمارية من التبت، واكتمال وحدة أراضي بر الصين الرئيسي، واندماج أبناء التبت في الأسرة الكبيرة للوطن التي تجمع بين أفرادها روابط اشتراكية جديدة تقوم على التضامن والحب والمساواة بين أبناء الصين من كافة القوميات.
  2. القيام بالإصلاحات الاشتراكية في التبت والقضاء على نظام عبيد الأرض، وتحرير مليون قن انضموا إلى درب الاشتراكية.
  3. تطبيق نظام الحكم الذاتي القومي وإنشاء السلطة السياسية الديمقراطية الشعبية في التبت، وإعداد أكثر من 37 ألف كادر من التبتيين، أي 66 % من إجمالي عدد الكوادر في التبت، كما يبلغ عدد كوادر من قومية التبت 72 % من إجمالي عدد الكوادر على مستوى  منطقة الحكم الذاتية، إضافة إلى إعداد أكثر من 17 ألف كادر متخصص من الأقليات القومية الأخرى.
  4. تطور الاقتصاد ونمو قطاع الزراعة وتربية الماشية، وبناء منظومة صناعية حديثة. في عام 2007 بلغ إجمالي الناتج المحلي لمنطقة التبت الذاتية الحكم 30 مليار يوان صيني (الدولار الأمريكي يساوي 6,9 يوان)، كما تطورت المواصلات في التبت بصورة ملحوظة، وتم تشغيل سكة حديد تشينغتسانغ (تشينغهاي – التبت) لتكون أول خط حديدي في تاريخ التبت. وتم مد الطرق العامة من سيتشوان وتشينغهاي وشينجيانغ ويوننان إلى التبت، ومن الصين إلى نيبال، كما تم مد خطوط أنابيب البترول من قرمو إلى لاسا، عاصمة التبت، وتم فتح خطوط جوية من لانتشو، شيان، تشنغدو، قوانغتشو وعاصمة نيبال إلى لاسا. وتشهد صناعة السياحة في التبت تطورا سريعا، ويرتفع مستوى معيشة أبناء التبت بشكل لافت.
  5.   تحققت حرية واحترام الاعتقاد الديني في التبت، وحظيت ثقافة التبت بالرعاية للحفاظ عليها وتطويرها. كما أنشئت مرافق ثقافية حديثة، مثل دور السينما، ومحطات التلفزيون والإذاعة، ومحطات استقبال بث الأقمار الصناعية، وتشكلت منظومة للتعليم الموجه لأبناء القومية التبتية، وانخفضت نسبة الأمية من 90 %  في السابق إلى 44 % حاليا، وتحقق العلاج المجاني لكافة المواطنين، ويشهد قطاع الدواء والصحة تطورا كبيرا.
  6. ارتفع عدد سكان القومية التبتية من مليون إلى 8ر2 مليون، وتغير وضع انخفاض عدد الكثافة السكانية للقومية التبتية في التبت.

في ظل القيادة الصائبة للحزب الشيوعي الصيني والحكومة المركزية، وبفضل دعم ومساعدة المقاطعات والمدن الصينية، وبجهود أبناء منطقة التبت الذاتية الحكم من القوميات المختلفة، تحقق التبت اليوم تطورا قافزا. ويوما بعد يوم تتقدم القضية الكبرى لبناء التبت الاشتراكية الجديدة، ثقافيا واقتصاديا وتضامنيا، وهذا هو المستقبل المشرق للتبت.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn