بالإضافة إلى القلق على حياة أهل ونتشوان، التي ضربها الزلزال، ثارت مخاوف كبيرة على واحد من التراث الثقافي العالمي، ألا وهو مشروع سد دوجيانغ، الواقع بالقرب من المركز السطحي للزلزال، والمحمية الطبيعية للبندا وأكثر من ألف موقع أثري في مقاطعة سيتشوان. 

 

البندا بخير

الجبال المكتظة بالأشجار بمقاطعة سيتشوان هي الموطن الطبيعي لحيوان البندا الذي لا يوجد منه إلا 1200 فقط. وحسبما ذكرت وكالة الأنباء شينخوا، لم يتضرر أي حيوان بندا جراء الزلزال في أكبر محميتين طبيعيتين للبندا في الصين، يمنطقة تشنغدو ومنطقة ولونغ، ولكن ما يهدد البندا هو تأثر الإمدادات الغذائية نتيجة التلف الذي لحق بمرافق البنية الأساسية والذي يمكن أن يعوق وصول طعامها من الخيزران.

مدير المحمية الطبيعية للبندا بمدينة تشنغدو قال: "أكثر ما يقلقنا هو تأخر إمدادات أوراق الخيزران." يأكل حيوان البندا البالغ 25 كيلوجراما من أوراق الخيزران على الأقل كل يوم. ينمو خيزران في محافظة ونتشوان وتشونغتشو وبنغتشو وغيرهما في مقاطعة سيتشوان.

اتصلت المحمية بتجار أوراق الخيزران الذين وتعهدوا بتزويد أطعمة البندا. وقامت المحمية بتركيب مولد كهرباء لضمان إمداد المياه للحيوانات في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

 

سد دوجيانغ يفلت من الكارثة

بعد الزلزال، استرعت حالة سد دوجيانغ انتباه الناس  كثيرا. وقد أشار مركز قيادة أعمال الإنقاذ لوزارة الموارد المائية إلى أنه على الرغم من وجود تشققات في قطاع يويتسوي لتحويل المياه بسبب الزلزال، وانهيار غرفة التحكم لبوابة تصريف النهر الخارجي وغرفة مولد الكهرباء الاحتياطي، لم يتأثر المشروع المائي ويعمل طبيعيا.

ولكن هذا لا يعني أن المخاطر لا وجود لها على السد، إذ أن أمانه ومسلامته يعتمد على خزان تسيبينغبو للمياه. فإذا تعرض خزان تسيبينغبو لسوء سيواجه السد وكل مدينة دوجيانغيان كلها مشكلة كبيرة.

أرسلت وزارة الموارد المائية فرق خبراء إلى المنطقة المنكوبة، ووضعت خطة لحماية السد، تقوم على شق قنوات لإفراغ مياه الخزان، تقليل مستوى ارتفاع الماء المخزون لضمان سلامة السد.

 

أثار تاريخية

تحوي المنطقة المنكوبة بمحافظة ونتشوان كثيرا من التراث الصيني الطبيعي والثقافي، ومنها أطلال سانشينغدوي و جبل تشينغتشنغ وكهوف داتسو وغيرها من مواقع التراث الثقافي ذات خصائص الأقليات القومية الصينية.

قال نائب مدير متحف سانشانغدوي بمقاطعة سيتشوان: "آثار أطلال سانشينغدوي آمنة. عند بناء متحف سانشينغدوي صمم بشكل يحعله قادرا على تحمل زلزال قوته 8 درجات، وحماية التحف في الوقت المناسب، ولم يلحق ضرر إلى عينتين مقلدتين من الفخار عندما حدث الزلزال يوم 12 مايو. وأعلنت حكومة محافظة داتسو بمدينة تشونغتشينغ بعد التفتيش والفحص سلامة كهوف داتسو، وهي من التراث العالمي.

لوه تشه ون، رئيس الجمعية الصينية للآثار وخبير البنايات القديمة لقومية تشيانغ، عبر عن القلق على البنايات الحجرية لقومية تشيانغ التي يرجع تاريخها إلى أسرة تشينغ(1616 – 1911م)، وقال إنه زار القلعة في ذلك المكان قبل ثلاث سنوات، وهي قلعة للتصدي لهجمات العدو، عبارة عن أعمدة طويلة بارتفاع عشرات الأمتار ومبنية بالصخور، وهذه البنايات سيكون من الصعب أن تصمد لزلزال قوي مثل الذي وقع اليوم 12 مايو.