جهل الناس بأسباب ومؤشرات الزلازل والمعلومات عنها يقيد قدرتنا كثيرا على التنبؤ بالزلزال. والحقيقة أن التنبؤ بالزلازل مشكلة علمية عالمية، لأسباب منها:

أولا، تعقد عملية الزلزال. يقع الزلزال نتيجة للحركة التكتونية لقشرة الأرض. ولكننا لا نعلم عن هيكله وطبيعة أنشطته وقوته إلا قليلا.

ثانيا، عدم استبطان قشرة الأرض. يحدث الزلزال بعمق يزيد على عشرة أو عشرين مترا تحت الأرض، ولا يمكن وضع أجهزة في باطن الأرض لاستكشاف مصدر الزلزال. نستطيع أن نضع بعض المراصد على سطح الأرض فقط. وهي مراصد عددها محدود وكثافتها منخفضة نسبيا.

ثالثا، قلة احتمالات وقوع الزلازل. الزلزال نفسه قد يحدث كثيرا ولكن بالنسبة لمنطقة بعينها يكون مصادفة تحدث مرة واحدة خلال مائة وربما ألف سنة. يختلف الزلزال في كل منطقة عنه في المناطق الأخرى، الأمر الذي يقلل قدرة تراكم المعلومات عن مراقبة الزلزال.

لذلك، التنبؤ بالزلازل عملية صعبة، نظريا وتقنيا.

في الوقت الحالي، تعتبر دول العالم التنبؤ بالزلازل استكشافا علميا وتقوم برصد هيكل قشرة الأرض وعملية الزلزال. وبعض الدول وضعت ميادين للتجارب وقامت ببعض الاختبارات. ولكنها مازالت تحتاج إلى ترقية نظرية معالجة التنبؤ بالزلزال خطوة بعد خطوة.

التنبؤ بالزلازل في الصين مهمة وطنية نقوم بها عن طريق الرصد والبحث والتنبؤ في نفس الوقت.

اليوم، يمكننا التنبؤ بزلزال معين إلى حد ما في ظل ظروف معينة.

أولا، يعتمد التنبؤ على البحث عن موقع الزلزال بما في ذلك معرفة الهيكل والمدى تحت الأرض، كما يعتمد على كثرة محطات وشبكات الرصد وكثافتها وكثرة أمثلة الزلزال المتراكمة.

ثانيا، أنواع الزلزال كثيرة، مثلا، الزلزال الذي وقع في مدينة هايتشنغ عام 1975 يشبه الزلزال الذي وقع في مدينة شينغتاى عام 1966. وقبل وقوع زلزال هايتشنغ والذي بلغت قوته 7,3 درجة بمقياس ريختر، قامت الحكومة بأعمال للوقاية من الزلزال حيث تم إخلاء المدينة من السكان مما قلل الخسائر كثيرا. أما الزلزال الذي وقع في في مدينة تانغشان عام 1976  فكان مختلفا، فهو  زلزال مفاجئ. وقبل الزلزال الرئيسي لم نتنبأ حتى بالزلزال الخفيف الذي بلغت قوته 1 درجة بمقياس ريختر. بعض الزلازل تظهر بوادرها بدرجة مرتفعة مثل زلزال شينغتاى وزلزال هايتشنغ. أما الأخرى فلا تظهر بواد لها بدرجة كبيرة أو تظهر البوادر متأخرة. وقد بذلت دول أجنبية جهودا في هذا المجال.

الآن، يمكن تحديد هزات توابع الزلزال بدقة، رغم أن ذلك معقد نسبيا ويحتاج إلى تحليل الخبراء وبحوثهم للحصول على النتائج. ومازال هناك بعض هزات توابع الزلزال لا يمكن التنبؤ بها.

حسب تاريخ الزلازل، تطرأ تغيرات غير عادية على بعض الحيوانات قبل الزلزال. ولكن هذه الظاهرة لها أسباب كثيرة منها تغيرات الجو وعناصر المناخ، والزلازل واحد منها. ولا شك أن هذا المجال مازال في حاجة إلى مزيد من البحوث والدراسات المعمقة.

على كل حال، يحتاج النجاح في التنبؤ بالزلازل إلى جهود جيل بعد جيل.