ã

عملية الإنقاذ والإغاثة

سباق مع الزمن

إثيل لو

عملية إبرار تقوم بها قوة مظلية صينية في محافظة ماوشيان

إنقاذ سيدة حامل بمدينة دوجيانيان

إنقاذ الجرحى بطائرة هليكوبتر

قال مراسل لصحيفة الشعب اليومية،"لا وقت للتحدث معهم على الإطلاق"، مشيرا إلى الجنود الذين يعملون في منطقة الزلزال. وقال المراسل: "إنهم يركضون طوال الوقت لمحاولة إنقاذ الناس، كل فرد مشارك في جهود إغاثة كارثة الزلزال يسابق الزمن."

 

الوقت حياة

محافظة ونتشوان، التي تحيط بها الجبال والأنهار من جهاتها الأربع، تقع في مقاطعة سيتشوان بشمال غربي الصين. في الثاني عشر من مايو2008 تحولت إلى قطعة أرض معزولة عن العالم الخارجي قطعة بسبب الزلزال، الذي خرب جميع الطرق والاتصالات السلكية واللاسلكية فيها. تعلق الأمل بالقوات المظلية الصينية، فالجيش في الصين هو القوة الرئيسية لعمليات الإنقاذ والإغاثة في حالات كوارث، ويتدرب الجنود الصينيون استعدادا لها في كل لحظة.

غير أن الأمطار الغزيرة التي هطلت بعد الزلزال في هذه المنطقة أعاقت عمليات الإبرار الجوي، فاضطرت القوات المظلية إلى الإبرار في مدينة تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان، التي تبعد 100 كم عن ونتشوان.

رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، الذي وصل إلى المناطق المنكوبة بعد ساعتين من الزلزال، أكد أن "المهمة الأولى حاليا هي إنقاذ حياة الناس إلى أقصى حد وفي أسرع وقت ممكن." وطالب أفراد الإنقاذب إزاحة حواجز الطرق إلى ونتشوان قبل الساعة 12 مساء يوم 13 من مايو. لم يتحقق مطلب رئيس مجلس الدولة في الموعد المحدد بسبب انهيار كميات هائلة من الحجارة والطين على قطاعات من الطرق مؤدية إلى ونتشوان بسبب الزلزال والأمطار الغزيرة. ومع ذلك، وصل إلى ونتشوان فريق إنقاذ من 200 فرد في الساعة الحادية عشرة وربع مساء يوم 13 من مايو، بعد أن سارو تحت المطر في الدروب الجبلية الوعرة لمدة 21 ساعة، قطعوا خلالها أكثر من 90 كم. وبعد يوم واحد وصل إلى ونتشوان مزيد من الجنود.

على الرغم من تأهب القوات المظلية، أعاقت الأمطار الغزيرة المستمرة عملية الإبرار. وبمجرد أن صفا الجو قليلا يوم 14 مايو، نجحت عملية إبرار لخمسة عشر جنديا في محافظة ماوشيان، وهي من أكثر المناطق المتضررة بالزلزال.

في الأيام الثلاثة التالية بعد يوم 13 مايو، بلغ عدد أفراد الإنقاذ أكثر من مائة ألف ينتمون لسبع مناطق عسكرية صينية، من الجيش والشرطة المسلحة والمليشيات والقوات شبه العسكرية.

وقد وصف أحد الصحفيين العائدين من مقاطعة سيتشوان فإن الوضع في محافظة ميانتشن، آخر المناطق التي ضربها الزلزال، كما يلي: "البكاء والعويل في كل وفرق الإنقاذ مشغولة في عملية الإغاثة، وقد أنقذ رجل إطفاء أكثر من عشرة أطفال وانتشل 30 جثة من أنقاض مدرسة ابتدائية، ولكن في هذه اللحظة، وقع زلزال مرة أخرى، ، فجره بعض رجال الإطفاء إلى مكان آمن، ومع ذلك ظل يحاول العودة إلى المدرسة عندما سمع بكاء الأطفال تحت الأنقاض، وأخذ يصرخ: "اتركوني أنقذ طفلا آخر! اتركوني أنقذ طفلا آخر!".

"مازال على قيد الحياة ابعد! ابعد!" بهذه العبارات كان يصرخ جنود الإنقاذ كلما عثروا على واحد من الناجين، فمخاطر انهيار بعض البنايات تصطر الجنود إلى نقل المصابين إلى سيارات الإسعاف بحملهم بأيديهم. حسب رقم الإحصاء، تم إنقاذ نحو ستمائة ألف شخص في ثلاثو أيام بعد الزلزال، ونقلوا إلى أماكن الآمنة.

في مساء يوم 15 مايو، تم فتح الطرق التي تربط محافظة ليشيان بمحافظة ونتشوان، فأمكن وصول مواد الإغاثة الضرورية إلى أشد المناطق تضررا. كما بذل الجنود أقصى جهودهم لفتح الطرق الأخرى المؤدية إلى المناطق المنكوبة، واضعين نصب أعينهم أن الوقت يساوي الحياة للذين يعيشون في منطقة الكارثة.

الكل يمد يد المساعدة

في الساعة ثانية وثمانية وعشرين دقيقة بعد ظهر يوم 12 مايو، وو في، مراسل صحيفة أخبار الصباح بشانغهاى، يتناول غداءه في مطعم الموظفين التابع لمحمية البندا في وهلونغ. كان هناك لعمل تقرير حول زوج البندا الصينيين، اللذين سترسلهما الصين هدية لليابان.

فجأة سقطت زجاجات المشروبات على الأرض، وفقد توازنه. سمع شخصا يصرخ" زلزال، زلزال"، فأسرع إلى باب المطعم من جهة، وحاول إجراء من كالمة من هاتفه النقال ولكن المكالمة لم تتم.

وقف وو في منطقة مكشوفة مجاورة للمطعم، حيث تجمع كثير من الناس. كان الجو ممطرا وهبطت الحرارة في الليل إلى درجة أو درجتين مئوية في الليل، ولم تتوقف هزات توابع الزلزال.

قال وو: "كنت أقول لنفسي، أهم شيء أن أعتني بنفسي وأن ل اأكون عبئا على الآخرين. يجب أن أعيش بسعادة." كان يدرك أنه بحاجة للحفاظ على هدوئه وتفاؤله، فانتشار ذعر بسيط بين الناس يمكن أن يؤدي إلى إصابات وربما وفيات. وقال إنه علم في فجر اليوم التالي من  الإذاعة، أن الحكومة الصينية دعت كل الصينيين للمساهمة في عملية إنقاذ ضحايا الزلزال. الخبر أعطاهم قوة وأملا، برغم أن بوهلونغ لم تذكر ضمن منطقة الكارثة.

خلال الثماني والأربعين التالية انتظروا  ومعهم قليل من الماء والطعام، وغيرها من اللوازم المعيشية، في هذا الوقت، اشتعل أملهم عندما قام طالب دكتوراه من جامعة المعلمين ببكين وكان يجري بحثا هناك، بإصلاح هاتف القمر الصناعي الذي كان يستخدم في إطفاء الحرائق بالمحمية. كان أول شيء قاموا به هو إجراء مكالمة طلبا للمساعدة ، ثم اتصلوا بأسرهم واحدا تلو الآخر. قال وو إن أكثر ما تأثر به هو روح التضامن والمساعدة المتبادلة بين الناس.

في ليلة يوم 14 مايو، وصل  فريق إنقاذ إلى وهلونغ، وقام على الفور بعلاج ستة مصابين بإصابات خطيرة، ثم نقلهم إلى مستشفيات مجاورة على متن طائرات هليكوبتر. وتم نقل معظم اللاجئين إلى أماكن آمنة، ومع ذلك، اختار وو أن يبقى ويساعد ذوي الحاجة.

"كل فرد يريد أن يقدم يد المساعدة"، عبارة تكررت في كل المناطق المنكوبة. وما حدث لخمسين جنديا من قوات الشرطة المسلحة في ونتشوان استطاعوا النجاة، فألقوا بأنفسهم مباشرة في أعمال لإنقاذ.

 

قطرات الماء تصنع بحرا

في محافظتي ميانيانغ وماوشيان، بادر بعض السكان ذوي الإصابات الخفيفة إلى قيام بأعمال الإمداد والتموين، مثل توزيع الطعام والماء وفتح المنافذ لمرور فرق الإغاثة إلى المناطق المنكوبة.

وقد أسرع  المتطوعون من أنحاء البلاد إلى مدينة تشنغدو ودوجيانغيان وغيرها من المدن التي ضربها الزلزال، ومن طالب بالسنة الأولى في الجامعة المركزية للقوميات ببكين، توجه إلى تشنغدو فور سماع خبر الزلزال، حاملا حقيبة مملوءة بالمكرونة السريعة التجهيز. قال لنا "جئت هنا لمساعدة إخوتي، صحيح أن مساهمتي متواضعة، ولكن على الأقل يمكنني رعاية المصابين."

في محطات التبرعات بالدم بشينغدو، وقف المستعدون للتبرع صفوفا بلغ طولها مئات الأمتار في شوارع المدينة. وبرغم أن الأطباء اقترحوا عليهم  القدوم للتبرع في وقت آخر ظل معظمهم ينتظرون ساعات. تكرر نفس المشهد في بكين وشانغهاى وغيرها من المدن الصينية، حيث أقبل الناس للتبرع بدمهم لضحايا سيتشوان. في جامعة تشينغهوا، وصلت الساعة إلى إلحادية عشرة مساء يوم 13 مايو، ومازال نحو 200 طالب ينتظرون في الصف للتبرع بالدم. عمل الأطباء والممرضات أكثر من عشر ساعات بالمحطة.

بعد إذاعة أخبار نقص الدم من فصيلتي بي وأو، في سيتشوان توافد مزيد من المتبرعين على محطات التبرع بالدم التي بلغ عددها عشرات في بكين وحدها، جمعت كل منها أكثر من ثلاثة آلاف كيس (كل كيس به مائتي سم مكعب).

وانهالت التبرعات المالية في أنحاء الصين، قدمها مواطنون وشركات ونجوم الرياضة والفن، تبرع كل منهم بما يستطيع عبر قنوات مختلفة، في البنوك وعبر خطوط الاتصال الساخنة وعلى الإنترنت الخ. وقد قررت البنوك في الصين إعفاء  المتبرعين من رسوم عملية التبرع.

في صباح يوم 13 مايو، جاء إلى قافلة التبرع بمدينة تشينغدوا عجوز معوق، يحمل ورقة مكتوب عليها "لم أحصل على راتبي لهذا الشهر، ولا يوجد في حسابي بالبنك إلا 1300 يوان." ثم قدمها لهم وانصرف. حكايات مثيرة عرفتها الصين منذ وقوع زلزال ونتشوان، فقد تبرع البعض براتبهم الشهري أو أكثر.

"عندما يواجه شخص صعوبة يمد له الجميع يد العون."، مازال هذا المثل الصيني القديم حقيقة. لقد أعطت جهود الإغاثة الهائلة بعد الزلزال القوة والدفء لمن هم في حاجة ماسة إليهما في منطقة كارثة الزلزال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn