وفقا لما ذكره مكتب الطوارئ التابع لمجلس الدولة، ارتفع عدد قتلى زلزال سيتشوان إلى 32476 حتى الساعة الثانية بعد ظهر يوم 18 مايو، ووصل عدد المصابين إلى 220109 أشخاص. وقد أدى الزلزال المدمر، الذي وصلت قوته إلى 8 درجات بمقياس ريختر، إلى هدم ملايين من المنازل والبنايات. ووصلت مساحة المنطقة المنكوبة الأسوأ تضررا 100 ألف كيلو متر مربع، بما فيها محافظات ومدن ونتشوان، بيتشوان، دوجيانغيان، تشيفنغ، بنغتشو. على تلك البقعة من الأرض، التي كانت جميلة، تختلط أصوات الاستغاثة، ودموع الانتحاب، وآلات الإنقاذ والضوضاء.
الوقت حياة
بعد نصف ساعة من الزلزال الذي وقع في الساعة الثانية و28 دقيقة بعد ظهر الثاني عشر من مايو، عقد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني هو جين تاو اجتماعا لأعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية، تم خلاله وضع خطة أعمال الإغاثة والإنقاذ. وبعد أقل من ساعتين من وقوع الزلزال كان رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو على متن طائرة متوجها إلى المنطقة المنكوبة، وبعد ساعات قليلة وصلت طائرة من طراز ER-76 تابعة للقوات الجوية الصينية في مطار نانيون ببكين لنقل فريق الإغاثة الوطني للكوارث الزلزال، بما معه من كلاب بوليسية ومواد الإغاثة الخاصة. بالتزامن مع ذلك، كانت كافة دوائر مقاطعة سيتشوان قد تحركت للإغاثة، كما بدأت مقاطعات معنية ودوائر مركزية الأعمال ذات العلاقة بالإغاثة والإنقاذ.
بعد الزلزال قطعت الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة، فعملت الجهات المعنية من أجل فتح الطرق. وتوجهت فرق الإغاثة إلى قلب المنطقة المتضررة من ثلاثة اتجاهات، جوا وبحرا وبرا. في الطريق البري سار أفراد فريق الإنقاذ على أقدامهم مواجهين خطر انهيار الجبال ووصلوا إلى ونتشوان بعد ساعات، وحلقت الطائرات العمودية في ظروف جوية سيئة وقامت بعملية إبرار لفرق الإنقاذ ومواد الإغاثة إلى قلب المنطقة المنكوبة فور وقوع الكارثة.
وبعد أيام قليلة،بدأت فرق الإنقاذ من الصين وخارجها تتوافد إلى المنطقة المنكوبة وتنقل مواد الإغاثة وسارت أعمال الإنقاذ علي نطاق شامل بانتظام.
الاستجابة السريعة والإغاثة الفعالة التي قامت بها الحكومة الصيني كانت محط إعجاب وتقدير المجتمع الدولي ، فقد أشاد بذلك سالفانو بريسينو، مدير أمانة هيئة الاستراتيجية الدولية لتقليل الكوارث بالأمم المتحدة قائلا: إن الحكومة الصينية بتحركها السريع وبكفاءة عالية عقب الزلزال وضعت نموذجا للعالم. وفي الرابع عشر من مايو نشرت جريدة فايننشيال تايمز البريطانية تعليقا جاء فيه أن الزلزال القوي الذي ضرب الصين هو كارثة مريرة، نظمت الحكومة الصينية فرق الإنقاذ بسرعة مثيرة للإعجاب، وفي الخامس عشر من مايو نشرت جريدة ذي أستراليان جاء فيها أن الصين قدمت سريعا للعالم معلومات الزلزال والأخبار، ولم تحاول التستر على حجم الزلزال أو المشاهد المرعبة التي واجهوها.
الحياة أهم شيء
لا تزال الكلمات التي قالها رئيس مجلس الدولة ون جيا باو في المنطقة المنكوبة بدوجيانغيان، تتردد في أذني. لقد قال الرجل: "البيوت يمكن إعادة بنائها إذا تهدمت وتحطمت، ويمكننا أن نتجاوز هذه المحنة ما دمن على قيد الحياة."
فور وقوع الزلزال، شكلت الحكومة الصينية مكتبا لقيادة أعمال الإغاثة ومكافحة الزلزال، وحددت مهمته الرئيسية بأنها إنقاذ الأرواح من المحاصرين والمصابين والذين تحت الأنقاض. وقد أكد ون جيا باو مرات أن إنقاذ الأرواح هو أهم أعمال الإغاثة، وحتى مساء 15 مايو الماضي أكد رئيس مجلس الدولة قائلا: "لا يزال إنقاذ الأرواح مهمتنا الأولى، علينا أن نبذل أقصي الجهود بأسرع وقت لإنقاذ الأرواح إذا كان هناك أي أمل." حتى الساعة الخامسة بعد ظهر يوم 15 مايو أنقذت القوات المسلحة 5323 فردا من تحت الأنقاض، من بينهم 1781 فردا حيا، وعالجت 5200 جريح.
خلال أعمال الإغاثة لم تهمل حكومة الصين المركزية والحكومات المحلية أمن وسلامة الأجانب في المنطقة المنكوبة، فبادرت إلى البحث السياح الأجانب في المنطقة التي ضربها الزلزال ومساعدتهم، والاتصال مع سفارات الدول المعنية لدي الصين.
وقد عبر الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشن قانغ عن اهتمام الحكومة الصينية بأحوال الأجانب في المنطقة المنكوبة قائلا: حتى ظهر يوم 15 مايو حددت الصين مكان 31 بريطانيا و12 سائحا أمريكيا، وطالبين إسرائيليين في المنطقة المنكوبة وقد أخبرت وزارة الخارجية الصينية أحوالهم إلى سفاراتهم لدي الصين. الأكثر أنه فور العلم بوفاة ألماني يعمل في مدينة دهيانغ بسبب المرض، أبلغت الصين معلوماته للقنصلية الألمانية في تشنغدو.
مساعدات من القلب
عقب الزلزال، بادر أهالي المنطقة المنكوبة إلى إنقاذ ومساعدة بعضهم البعض، وفي الوقت نفسه، تبرع الصينيون الموجودون في كافة أنحاء العالم بالمال والدم لأبناء المنطقة الزلزال، وحتى الساعة 3 بعد ظهر يوم 15 مايو الماضي، بلغت قيمة التبرعات المالية والبضائع للمناطق التي ضربها الزلزال 344ر1 مليار يوان صيني، منها 58 مليون يوان تلقتها وزارة الشؤون المدنية، و624 مليون يوان تلقتها جمعية الصلب الأحمر الصينية، و220 مليون يوان تلقتها الجمعيات الخيرية الصينية، و380 مليون يوان من المقاطعات الصينية، و62130 ألف يوان من المؤسسات والجمعيات الأهلية. وبعد يومين من الزلزال كان بنك الدم في بكين وبنك الدم في تشينغدو قد امتلأت، واضطرت السلطات أن تطلب من الحشود المنتظرة ترك أرقام هواتفهم والانتظار عند الحاجة إلى الدم.
تبرع أبناء مناطق هونع كونغ وماكاو وتايوان بالمال ومواد الإغاثة، وقد أرسلت تايوان فريق إنقاذ إلى وسط المنطقة المنكوبة، وفي نفس الوقت شاركت الجاليات الصينية والطلاب الصينيون المغتربون بالتبرع للمناطق المنكوبة التي. في يوم 13 مايو وحده، بلغت قيمة تبرعات الصينيين المغتربين في فرنسا مليونين وستمائة ألف يوان صيني، وتابع الصينيون والجاليات الصينية في أنحاء العالم بقلق أحوال المناطق المنكوبة، وقدموا مساعداتهم المادية والروحية بمختلف الأساليب.
أيضا عبر المجتمع الدولي للصين عن مشاعر التعاطف والمواساة بطرق مختلفة، حتى يوم 15 مايو الماضي أعربت 151 دولة و14 منطقة أو منظمة دولية عن مواساتها لمنطقة ونتشو المنكوبة التي ضربها الزلزال عبر الطرق المختلفة.
الرئيس الأمريكي جورج بوش أصدر بيانا عبر فيه عن قلق ودعاء الشعب الأمريكي للشعب الصيني، وأرسل رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا برقية مواساة للرئيس الصيني هو جين تاو بعد 3 ساعات من الزلزال، عبر فيها عن استعداد الحكومة اليابانية لتقديم المساعدات الممكنة. وفي الثالث عشر من مايو وصلت طائرة نقل ER-76 من روسيا محملة بثلاثين طنا من الخيام والأغطية والفراش وغيرها من المواد إلى تشنغدو بالصين، كما أرسلت روسيا بعثة طبية للإغاثة إلى المنطقة المنكوبة، وفي ذات اليوم أرسلت الحكومة اليابانية أول فريق إنقاذ مكون من 31 رجل إغاثة محترف إلى مقاطعة سيتشوان التي ضربها الزلزال.
مشاعر المواساة لم تأت من قادة الدول فقط، بل قدم بعض المواطنين الأجانب العاديين مواساتهم بمختلف الأساليب. في صباح يوم 15 مايو، أتي طفلان كوريان جنوبيان إلى القنصلية الصينية في بوسان، وتبرعا بمبلغ يعادل 700 يوان صيني، تعبيرا عن مواساتهما، وأيضا يشارك الأجانب المقيمون في الصين في عملية التبرع، قد تبرع طالب كوري جنوبي يعمل متطوعا في مستشفي مدينة تشنغداو بعشرة آلاف يوان صيني، كما تبرع مريض كندي يعالج في هذه المستشفي بخمسمائة يوان صيني، وانضم العديد من الأجانب العاملين في مجلة الصين اليوم إلى صفوف التبرع.
بعد ظهر يوم 15 مايو ، أعرب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية نيابة عن الحكومة الصينية، عن الشكر لتعاطف المجتمع الدولي مع معاناة الشعب الصيني ومساعداته.