إجابة: تعكس فكرة العالم المتناغم التي طرحتها الصين المثل الأعلى المشترك للبشرية. منذ قديم الزمان حتى اليوم، سواء في الشرق أم في الغرب، ظل الناس ينشدون المساواة والأمن والاستقرار والانسجام في المجتمع. بعبارة أخرى، تاريخ المجتمع البشري هو تاريخ سعي الناس لتحقيق المثل الأعلى للمجتمع الجيد. إن الانسجام فضيلة، وكان الفيلسوف الإغريقي فيثاغورس أول من أدرج بوضوح "الانسجام" ضمن الأقوال الفلسفية. وله قولان مأثوران: الأول هو "ما هو الأذكى- الرقم"، والثاني هو "ما هو الأجمل- الانسجام". في العصور القديمة والحديثة، داخل الصين وخارجها، كان لعدد لا يحصى من المفكرين والسياسيين والعلماء الاجتماعيين تحليلات وأفكار ومحاولات عملية عديدة في هذا الصدد، وقد طرحوا أنماطا اجتماعية مثالية مختلفة. وقد طرح الاشتراكيون الطوباويون نظرية منهجية حول المجتمع المنسجم. وألف بعضهم كتبا لتقديم البراهين على ضرورة بناء المجتمع المنسجم، ووضع بعضهم تصورات دقيقة للمجتمع المنسجم، وبعضهم الآخر قام بتجربة بناء المجتمع المنسجم. وألف الاشتراكي الطوباوي الفرنسي شارل فورييه كتابا بعنوان ((الانسجام في العالم قاطبة)) عام 1803. عكست فكرة المجتمع المنسجم لدى الاشتراكيين الطوباويين المثل الأعلى المشترك والهدف اللذين ينشدهما البشر. لذا أكد كارل ماركس وفريدريك انجلز في ((بيان الحزب الشيوعي)) ومؤلفات أخرى مواقف الخياليين في "الدعوة إلى المجتمع المنسجم".

الصين تدعو إلى العالم المتناغم، وتطبق بناء العالم المتناغم. وتدعو التعايش المتوائم سياسيا والتعاون متبادل المنفعة اقتصاديا والثقة المتبادلة والتساند أمنيا والدفع المتبادل ثقافيا بين مختلف البلدان، وإلى ضرورة التطوير النشيط لعلاقات الصداقة مع مختلف البلدان في الممارسات العملية وتعزيز التعاون الدولي. إن الصين تنتهج أولا وبثبات مبدأ حسن الجوار، ومعاملة دول الجوار كشركاء، وتطبق سياسة تعزيز علاقات الجوار الودي والسلمي والمزدهر. كما تولي الصين أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع الدول الكبرى، وتعمل على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع سائر البلدان. لقد ظلت الصين تربط بدأب تنميتها الذاتية مع التقدم المشترك للبشرية، أي أنها تطور نفسها باغتنام الفرصة الناجمة عن التنمية السلمية العالمية، وتقوم من خلال تنميتها الذاتية وبصورة أفضل بالحفاظ على سلام العالم ودفع التنمية المشتركة، وهذان الهدفان من مقاصد السياسة الخارجية الصينية.