تنفيذا لمقررات البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي 2006-2008، عقدت في بكين ندوة حول التعاون الإعلامي الصيني العربي في الفترة من23 إلى 26 إبريل، بمشاركة مسؤولين من القطاعات الحكومية المسؤولة عن الشؤون الإعلامية، والمؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام الرئيسية، ومتخصصين وخبراء في مجال الإعلام من الصين والدول العربية بالإضافة إلى السفراء العرب وممثلي السفارات العربية ببكين.
المشاركون في الندوة التي عقدت تحت شعار "دفع التعاون الإعلامي من أجل تعزيز الصداقة الصينية العربية" أجروا مناقشات حول موضوعات شملت: التعاون الإعلامي الصيني العربي في دعم أولمبياد 2008؛ أوضاع وإمكانيات الأجهزة الإعلامية الصينية والعربية الرئيسية وخطط تطويرها؛ التعاون العملي وأهمية زيادة دور وسائل الإعلام في تعزيز العلاقات الصينية العربية. وتوصل المشاركون إلى تفاهم مشترك في مجالات العاون التفصيلية مثل تبادل المعلومات والأخبار وتبادل زيارات الوفود الإعلامية، وتدريب المتخصصين من وسائل الإعلام وإنشاء آلية تشاور، وعقد الملتقيات المتخصصة.
في كلمته أمام الندوة، قال الوزير وانغ تشن، رئيس مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، الجهة المضيفة: "أشيد بشعار الندوة "تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام ودفع الصداقة الصينية العربية"، لأن هذا الشعار لا يعكس الزخم العام لتطور وسائل الإعلام العالمية في العصر الحالي فحسب، بل يعكس النوايا الحسنة لشخصيات وسائل الإعلام الصينية والرغبة العربية والشعبين الصيني والعربي في تطوير علاقات التعاون. إن نجاح افتتاح هذا المنتدى يرجع إلى جهود شخصيات وسائل الإعلام الصينية والعربية، ويرمز إلى دخول التبادل والتعاون الصيني العربي في مجال الإعلام إلى مرحلة تطور جديدة".
وقال رئيس الجانب العربي بالمنتدى، د. عبد الله محمد شريف: "إن انعقاد الندوة الأولى للتعاون الإعلامي العربي الصيني يمثل دليلا أكيدا على التطور السليم لعلاقات التعاون والصداقة بين الدول العربية والصين، كما يبرز الأهمية الملقاة على عاتق أجهزة الإعلام لدى الجانبين في رعاية هذه العلاقات وتوسيع أفقها. وفي الوقت نفسه، فإن التئام شمل هذه الكوكبة من الإعلاميين العرب والصينيين اليوم في ظل منتدى التعاون العربي الصيني يشير إلى أن هذا المندى قد بات بحق الآلية المثمرة لدفع مختلف جوانب العلاقات العربية الصينية إلى الأمام".
واتفق المشاركون على أن الإعلام الغربي لا يزال مهيمنا في الإعلام العالمي اليوم، وأكدوا على أن التعاون بين أجهزة الإعلام العربية والصينية سيفتح مجالات جديدة للعاون الثنائي، ومن أهم أساليب هذا التعاون تحقيق التدفق المتبادل المباشر للأخبار والمعلومات عن حقائق الجانبين، حيث أن ذلك، وكما أشار عميد السلك الدبلوماسي العربي ببكين محمد خير الوادي في الندوة، يساعد الرأي العام العربي والصيني على معرفة ما يحدث لدى طرف الآخر، ويسد ثغرة خطيرة موجودة حتى الآن، وهي الاعتماد على جهة ثالثة في الحصول على الأخبار العربية والصينية. وقد أظهرت الممارسات السابقة خطورة ذلك، لأن هذه الجهة الثالثة لم تكن في أحيان كثيرة، صديقة للعرب وللصينيين، ولذلك فإن الأخبار التي ضختها آلتها الإعلامية، لم تتسم بالدقة والموضوعية والنزاهة.
بهذه المعرفة المشتركة بين الحضور، نجحت الندوة في المناقشة حول تعميق آليات التعاون الجاهزة وتبادل الإعلاميين والتعاون في مجال التلفزيون والإذاعة وفي وسائل الإعلام الجديدة مثل الإنترنت.
وجاء في ((بيان ندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام)) أن الجانبين الصيني والعربي اتفقا على إنشاء آلية ندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام، تعقد كل سنتين بمشاركة مسؤولين من القطاعات المسؤولة عن الشؤون الإعلامية والمؤسسات الإعلامية ووسائل الإعلام الرئيسية من الصين والدول العربية، وإنشاء آلية للتواصل بين مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني والأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتقييم مدى التقدم في التعاون بين الجانبين والإعداد للدورات القادمة لندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام وغيره من مشروعات العاون المختلفة.
واتفق الجانبان على أن تعقد الدورة القادمة لندوة التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام عام 2010.