"عالم واحد، حلم واحد"، هذا هو الشعار الذي اختارته بكين لدورتها الأولمبية 2008. لخصت الصين رسالتها للبشرية في عبارة واحدة، في هدف واحد، في حلم واحد، حلمك وحلمي. قدح الصينيون أذهانهم وأرهقوا أبدانهم وواصلوا الليل بالنهار في العمل استعدادا ليوم عرس جميل ينتظره كل رياضي في العالم، بل تنتظره شعوب العالم قاطبة. لم يدخر الصينيون وسعا في تجهيز أماكن السباقات وتعلم لغة الضيوف وتوفير التيسيرات لكل من يزور بلدهم لمشاهدة اللعاب الأولمبية، ثم نسمع أصواتا تعزف نغمة نشازا، تدعو إلى مقاطعة ذلك الحدث الرياضي العالمي الكبير، الذي هو حق لك ولي. إنها أصوات تريد أن تفسد الحلم الجميل؛ حلم كل لاعب بذل العرق والدم طوال أربع سنوات على أمل أن يصعد منصة التتويج بطلا أولمبيا، حلمك وحلمي أن نستمتع بالرياضة التي نحبها وأن نصفق ونهتف للاعب الذي نعشقه.

لقد حاول البعض، بخبث وسوء نية، توظيف ما حدث من أعمال إجرامية في منطقة التبت خلال شهر مارس هذا العام، للنيل من صورة الصين تحت غطاء ما يسمون بحقوق الإنسان. والمثير للسخرية حقا، أن أولئك الذين ينعقون بحقوق التبتيين يجهلون تماما تاريخ تلك المنطقة الصينية، ولا يدرون شيئا عن حياة أهل التبت، الذي تحولوا من عبيد وأقنان إلى سادة أحرار في بلدهم بفضل تحرير التبت سلميا. أما ما يسمى بـ "قضية التبت"، كما توضح مقالتنا "التبت، القضية وخبابا المؤامرة"، فليست أكثر من لعبة اختلقتها ومارستها قوى الاستعمار والشر في العالم لأغراضها الذاتية، واتخذت منها ورقة تلوح بها في وجه الصين من حين إلى آخر، ولكن هيهات لأولئك أو لأذنابهم من عصابة الدالاي لاما.

لقد تعلم الصينيون، خلال تاريخهم الطويل، القدرة على تجاور المحن والتغلب على الصعاب ونشر الخير. وما حدث في سيتشوان قبل أيام كان كارثة وطنية أوجعت كل صيني داخل البلاد وخارجها، ولكن إرادة الصينيين وعزمهم وجلدهم أقوى من زلزال سيتشوان، بل يمكن القول إن محنة زلزال 12 مايو أظهرت للعالم توحد الصينيين وتضامنهم وصلابتهم، وهي رسالة لكل من يشكك في قدرة الصين على ضمان نجاح أولمبياد بكين، ولعلنا نقول في النهاية: "جزى الله الشدائد خيرا"، فهي التي تكشف عن معادن الناس.