ã

رحلة الربيع الدافئ تؤتي أُكلها

زيارة هو جين تاو لليابان

هو جين تاو وحرمه ليو ينغ تشنغ (الثانية من اليمين) في استقبال الإمبراطور اكيهيتو وزوجته ميتشيكو

هو جين تاو ورئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا

هو جين تاو وحرمه ليو ينغ تشنغ (الثانية من اليمين) في استقبال الإمبراطور اكيهيتو وزوجته ميتشيكو

لم تكن الزيارة التي قام بها الرئيس هو جين تاو لليابان الشهر الماضي (من 6 إلى 9 مايو) أول زيارة لرئيس الصين إلى طوكيو منذ عشر سنوات فقط، وإنما رمز لدخول العلاقات الصينية اليابانية مرحلة ربيع دافئ، وفقا للتعبيرالذي استخدمه هو جين تاو نفسه في لقاء مع الصحفيين يوم 4 مايو.

المتابع للعلاقات الصينية اليابانية يلاحظ أن السنة الأخيرة شهدت تبادلا مكثفا لزيارات كبار المسئولين بين البلدين، أبرزها زيارة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي للصين، والتي حملت وصف "رحلة كسر الجليد"، وزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو لليابان، التي تعتبر "رحلة إذابة الجلد"، ومن زيارة رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا للصين، التي أُطلق عليها "رحلة استقبال الربيع"، وصولا إلى "رحلة الربيع الدافئ" التي قام بها الرئيس هو جين تاو. ولا شك أن مثل هذه الزيارات تلعب دورا بالغ الأهمية في تطوير العلاقات الصينية-اليابانية، وتعزيز التعاون في منطقة شرقي آسيا.

خلال زيارته الهامة لليابان، أكد هو جين تاو أن العلاقات الصينية اليابانية تقوم على أسس متينة تؤهلها للتطور إلى مرحلة أعلى، مشيرا إلى أنها وصلت نقطة البدء لمرحلة تاريخية جديدة . وأوضح الرئيس الصيني، أن العلاقات بين البلدين، في ظل العولمة الاقتصادية والتكامل الإقليمي، لها أهمية استراتيجية ودولية تستلزم من الطرفين دفع تطور تلك العلاقات بجهودهما المشتركة وباغتنام كافة الفرص.. من جانبه، أوضح فوكودا أن الصين واليابان دولتان مؤثرتان في آسيا والعالم، وعليهما تقديم مساهمات مشتركة لآسيا والعالم، وخلق مستقبل أفضل لهما من خلال تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة والتعاون ذي المنفعة المتبادلة. وأكد الجانبان على أن البلدين شركاء في التعاون وأن أيا منهما لا يمثل تهديدا للآخر وعلى ضرورة أن يساعد كل منهما الآخر في التنمية السلمية وحل المشكلات العالقة بين البلدين عن طريقة الحوار والمحادثات. كما اتفقا على تكثيف التبادلات السياسية الرفيعة المستوى وإقامة آلية للزيارات المتبادلة لقادة الدولتين، وفتح الخط الساخن بين قادة الدولتين وتعزيز الحوار والتبادل الحكومي والحزبي والبرلماني، واستمرار الحوار الدفاعي والأمني بين البلدين.

تخطيط صورة تطور العلاقة الصينية اليابانية

في السابع من مايو وقع ن هو جين تاو وفوكودا في طوكيو بيانا مشتركا حول دفع علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ليكون رابع وثيقة سياسية بين الحكومتين الصينية واليابانية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1972. أما الوثائق الثلاث السابقة فهي ((البيان الصيني الياباني المشترك)) عام 1972، و((معاهدة الصداقة والسلام الصينية واليابانية))، عام 1978، و ((الإعلان الصيني الياباني المشترك)) عام 1998. تأسيسا على القواعد التي وضعتها الوثائق الثلاث السابقة، أكدت الوثيقة الرابعة على المبادئ المرشدة لتطوير العلاقات الصينية اليابانية البعيدة المدى وتخطيط مستقبل العلاقات. وقد اتفق الجانبان على أن علاقات كل منهما مع الطرف الآخر تحتل أولوية كبيرة وقررا تكثيف الزيارات المتبادلة لكبار المسئولين وإجراء حوار على المستويات المختلفة.

وأكد البيان المشترك الصيني الياباني على تعزيز التبادلات بينهما في المجالات الحضارية الإنسانية والإعلامية وبين المدن المتآخية، وفي مجالات الرياضة والجمعيات الأهلية، والثقافة والعلوم والشباب. إضافة إلى تعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة على نطاق واسع لتعزيز المصالح المشتركة، وعلى سبيل المثال، في مجالات التجارة، والاستثمارات، وتكنولوجيا معلومات الاتصالات، والمال، والأغذية، وأمن المنتجات وحماية البيئة والتصنيع الزراعي والغابات والمنتجات المائية، والنقل والمواصلات، والسياحة، والمواد المائية والطب الخ. وتعزيز التعاون في مواجهة مشكلات المناخ، أمن الطاقة، حماية البيئة، والفقر، والأمراض المعدية.

وخلال زيارة الرئيس الصيني لليابان، وقع البلدان العديد من مذكرات التفاهم والبروتوكولات والاتفاقيات، منها مذكرة تفاهم حول تعزيز التبادل الإعلامي بين حكومتي البلدين. وقد تضمنت أكثر من سبعين مشروع تعاون، من بينها إرسال كل طرف أربعة آلاف فرد في بعثات لزيارة الطرف الآخر خلال السنوات الأربع المقبلة، و((اتفاق التعاون الهيكلي لدفع التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الاستفادة المتبادلة))، و((مذكرة تفاهم للتعاون في مجال حماية البيئة والاقتصاد في استهلاك الطاقة))، و((مذكرة تفاهم للتعاون في مجال المؤسسات المتوسطة والصغيرة)).

 

التبادل التجاري

خلال الزيارة، القى هو جين تاو محاضرة في جامعة واسيدا بطوكيو، استعرض فيها تاريخ التنمية في الصين، مشيرا إلى أنها دولة ذات تاريخ عريق، ودولة تشهد تغيرات حاليا. وقال إنه خلال خمسة آلاف عام أبدعت الأمة الصينية حضارة، وإن ذلك بفضل ذكاء واجتهاد الصينيين وقدراتهم الإبداعية وروح المثابرة والكد. وتحدث الرئيس الصيني عن سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج التي تنتهجها الصين منذ ثلاثين عاما، والنتائج الهائلة التي حققتها الصين خلال تلك الفترة. كما تحدث عن علاقات حسن الجوار بين الصين واليابان.

لقد جاءت زيارة هو جين تاو لليابان في مناسبة ذكرى مرور ثلاثين سنة على توقيع "معاهدة الصداقة والسلام الصينية اليابانية". وعن تلك المعاهدة قال هو جين تاو: "في عام 1972 عادت العلاقات بين الصين واليابان إلى وضعها الطبيعي وفتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، ومنذ ذاك تطورت العلاقات بصفة ملحوظة، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من 1ر1 مليار دولار أمريكي سنة 1972 إلى 236  مليار دولار أمريكي  العام الماضي، وحتى نهايه العام الماضي بلغ عدد المدن المتآخية في كل منهما مع مدن في البلد الآخر 236 مدينة وعدد الزيارات 44ر5 ملايين فرد مرة/ فرد."

حسب أرقام وزارة التجارة الصينية، حتى نهاية عام 2007، بلغت قيمة الاستثمارات اليابانية الفعلية في الصين 7ر60 مليار دولار أمريكي، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لليابان، كما أضحت اليابان ثالث أكبر شريك تجاري للصين، وفي عام 2007، احتلت قيمة التجارة بين الصين واليابان 11% من إجمالي قيمة التجارة الصينية الخارجية، وبلغت قيمة الصادرات الصينية إلى اليابان 102 مليار دولار أمريكي، وهذا يعني أن اليابان رابع أكبر سوق للسلع الصينية، وأن الصين هي ثاني أكبر سوق للصادرات اليابانية. ووفقا لإحصاءات الجانب الياباني، تحتل قيمة التجارة بين الصين واليابان 18% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية لليابان، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لليابان لأول مرة، متقدمة على الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا أصبحت الصين ثاني أكبر  سوق للصادرات اليابانية.

التشاور حول الشئون الإقليمية والدولية

خلال الزيارة، أكد هو جين تاو على أن نهوض آسيا لا يمكن أن يكون بمعزل عن التعاون والتنسيق بين الصين واليابان، مشيرا إلى أهمية التركيز على آسيا في تعاون البلدين والتنسيق الاسترايجي بينهما، من أجل بناء آلية  للسلام في شمال شرقي آسيا، وإقامة اتحاد شرقي آسيا، والتعاون على نطاق آسيا، ومواجهة التحديات المشتركة وبذل الجهود من أجل نهضة آسيا ومن أجل تعميم التناغم آسيويا وعالميا. واتفق الجانبان على بذل الجهود معا للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة شمال شرقي آسيا، ودفع المحادثات السداسية حول المشكلة النووية في شبه الجزيرة الكورية، واتفقا على مبادئ الانفتاح والشفافية، وتعزيز التعاون في منطقة شرقي آسيا، والعمل معا لتعزيز ازدهار وسلام وانفتاح آسيا. وقال رئيس وزراء اليابان إن الصين واليابان تقع عليهما مسئولية تقديم المساهمة لتعزيز السلام والتنمية في آسيا والعالم، الأمر الذي يتطلب من الطرفين تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة والتعاون.

خلال الزيارة اتفق الجانبان على أن التعاون في مجال حماية البيئة وتغير المناخ سيصبح نقطة جديدة للتعاون التجاري بينهما، وفي إطار ((معاهدة تغير المناخ للأمم المتحدة)) وحسب الظروف الواقعية يتحمل كل طرف مسئولياته وواجبه، والسعي إلى بناء منظومة دولية لمواجهة تغير المناخ بعد عام 2012، وقد أصدر الجانبان تصريحا مشتركا حول مكافحة تغير المناخ.

وقد لخص وزير خارجية الصين يانغ جيه تشي،  بقوله إن الرئيس هو جين تاو التقى مع الإمبراطور أكيهيتو، وأجرى المحادثات المثمرة مع رئيس الوزراء ياسو فوكودا، كما التقى مع رئيسي مجلسي البرلمان الياباني ورؤساء الأحزاب، وأصدقاء الصين القدامى، واجتمع مع قيادات من الدوائر التجارية وجمعيات الصداقة وممثلي الشباب والجماهير. خلال خمسة أيام شارك الرئيس هو جين تاو في 55 نشاطا. إن هذه الزيارة التي تعتبر "رحلة ربيع دافئ"، فتحت وضعا جديدا للعلاقات الاستراتيجية بين الصين واليابان وحققت نجاحا هائلا.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn