ã

تحول جميل لمدينة داتشينغ المعتمدة على النفط

شيوي ينغ

الأرض الرطبة في لونغفنغ

طيور الكركي المنشوري في منطقة الأرض الرطبة بداتشينغ

الحديقة البيولوجية بحقل داتشينغ النفطي

التنمية المستدامة للمدن التي تعتمد على الموارد المعدنية مشكلة معقدة عالمية. ولكن هان شيويه جيان، نائب عمدة مدينة داتشينغ سابقا وعمدتها وأمين لجنة الحزب بها حاليا، يفكر دائما في تحقيق التنمية المستدامة لمدينته.

حقل داتشينغ النفطي، الذي يقع في وسط سهل سونغنن على مساحة أكثر من خمسة آلاف كيلومتر مربع، من أكبر حقول النفط البرية في الصين. قبل اكتشاف النفط، بهذه المنطقة كانت أرضا قفارا. والآن، بعد ما يقرب من نصف قرن من استخراج النفط، دخلت مدينة داتشينغ مرحلة تحول هامة تشمل كافة المدن التي تعتمد على الموارد الطبيعية، ومرحلة حاسمة لتحقيق قفزة في التنمية السليمة والمتناغمة.

وقد حصلت مدينة داتشينغ في 25 فبراير عام 2008، على لقب "المدينة النموذجية الوطنية لحماية البيئة" من مصلحة الدولة للبيئة. وفي عام 2001، اختيرت داتشينغ أول مدينة نموذجية وطنية لحماية البيئة بالمناطق الداخلية، وفي السنوات الأخيرة، فازت بجائزة الأمم المتحدة لتحسين البيئة السكنية وجائزة نموذج البيئة السكنية في الصين، كما حظيت بلقب المدينة المتقدمة لأعمال بناء المدينة المتناغمة واختيرت واحدة من أكثر عشر مدن صينية جاذبية لعام 2006، وبالإضافة إلى ذلك، احتلت داتشينغ المركز الأول في فحص التعديل المتكامل لحماية البيئة في مقاطعة هيلونغجيانغ عدة سنوات متتالية. لذلك، يعتبر بناء البيئة في مدينة داتشينغ التي تعتمد على النفط معجزة للتنمية المستدامة لمدن الموارد في الصين.

 

من حقل نفط إلى حديقة

الحديقة البيولوجية الحديثة بحقل داتشينغ النفطي، التي يجري بناؤها حاليا على مساحة أكثر من ثلاثة ملايين متر مربع، فيها ملايين الأشجار الخضراء وجسر معلق طوله 6 كيلومترات وعدة جداول صافية وأكبر نافورة موسيقية في آسيا.

أعمال استكشاف واستخراج النفط سلسلة من المشروعات المعقدة التي تناقض حماية البيئة. ولكن، بعد أكثر من 40 سنة، يظل حقل داتشينغ النفطي اليوم أخضر وجذابا.

تهتم شركة (مجموعة) حقل داتشينغ النفطي بحماية البيئة والتناغم بين الموارد والبيئة، وتجسد الشركة هدف "الإسهام بالطاقة وتحقيق التناغم" في الحديقة البيولوجية بحقل داتشينغ.

في السنوات الأخيرة، شهدت البيئة في المناطق المنتجة بحقل داتشينغ تغيرات هائلة، إذ تم هدم البنايات العشوائية غير القانونية للمصنع الأول لاستخراج النفط بالحقل، وزراعة أكثر من 20 ألف شجرة؛ وتم تطهير وتنظيف الخنادق القريبة من المصنع الثاني لاستخراج النفط التي كانت ملوثة بالزيت الوسخ؛ وتحولت ساحة النفايات بشرقي المصنع الرابع وبركة المياه الملوثة غربه جزءا من الحديقة البيولوجية بعد المعالجة.

حسب الإحصاء، في عام 2007، خصصت شركة حقل داتشينغ النفطي أكثر من 700 مليون يوان (الدولار الأمريكي يساوي حوالي 7 يوانات) لمعالجة البيئة معالجة شاملة. منها 545 مليون يوان لمعالجة 12 نوعا من المشروعات بها مخاطر السلامة والأمان، وبناء محطة لمعالجة المياه الملوثة بوسخ الزيت و166 بركة تتوفر فيها مواصفات حماية البيئة الوطنية لمعالجة المياه الملوثة، وأيضا لإصلاح 80 بئر نفط وتنظيف 23 مصرفا للنفايات وتسوية 2ر1 مليون متر مربع من أرض حقل النفط وزراعة 5ر1 مليون شجرة. كما شمل ذلك بناء محطة تشانغيوان لمعالجة 30 ألف متر مكعب من المياه الملوثة بوسخ الزيت يوميا، والمشروعات الملحقة بها بتكلفة بلغت 170 مليون يوان. الآن، تبلغ نسبة المساحات الخضراء في حقل داتشينغ نحو 20%، مما حول داتشينغ إلى مدينة متناغمة ورائعة البيئة.

 

نهوض سريع للصناعات غير النفطية

عرف الصينيون داتشينغ بفضل النفط، ونهضت المدينة بفضل النفط أيضا. ولكن، نضوب الموارد مشكلة تواجه كل المدن المعتمدة على الموارد. وفي السنوات الأخيرة، بسبب استراتيجية خفض إنتاج النفط الخام، تواجه مدينة داتشينغ مشاكل وتحديات جديدة تتركز في مجالات الموارد والصناعات المستقبلية غير النفطية والبيئة والتشغيل.

قال أمين لجنة الحزب بمدينة داتشينغ، هان شيويه جيان: "داتشينغ نموذج للمدينة التي تعتمد على الموارد تماما، والآن، هي في أواسط أو أواخر مرحلة استخراج النفط، ومن ثم فإن الصناعات غير النفطية هي مستقبل المدينة. والتنمية المستدامة بالنسبة لمدينة داتشينغ، ليست مشكلة اقتصادية واجتماعية فقط، بل مشكلة سياسية هامة أيضا."

في يوم 28 ديسمبر عام 2004، وضعت لجنة استشارية مكونة من الخبراء بداتشينغ تقريرا بشأن إسراع تطوير الصناعة البتروكيماوية. يجسد التقرير المنفعة المتبادلة للحكومة والمؤسسات المحلية والتوافق مع مفهوم التنمية العلمية وأحوال داتشينغ الواقعية. تركز أفكار التقرير الرئيسية على تحقيق التنمية المستدامة للمدينة على أساس التنمية المستدامة للمؤسسات النفطية، وتطوير الصناعات المستقبلية التي محورها الصناعة البتروكيماوية ورائدها الصناعات ذات التكنولوجيا العالية والحديثة، وتعديل الهيكل الصناعي، وبناء نظام صناعي جديد للمدينة.

في مارس عام 2005، بدأت حكومة مقاطعة هيلونغجيانغ ببناء ممر ها (هاربين) دا (داتشينغ) تشي (تشيتشيهار) الصناعي، بهدف دعم تنمية المدن على طول الممر، وعلى رأسها المدن الثلاث المذكورة أعلاه. وفي مايو ذلك العام، حددت فرقة مجلس الدولة القيادية لإنهاض المناطق بشمال شرقي الصين وغيرها من القواعد الصناعية داتشينغ مدينة تجريبية لتحقيق التنمية المستدامة في المدن التي تعتمد على النفط، مما أتاح لداتشينغ فرصة للتحول من مدينة معتمدة على الموارد إلى مدينة متكاملة، ومن مدينة تقدم الخدمات الذاتية إلى مركز إقليمي، ومن مجمع للمناجم إلى مجمع للحدائق. وانطلاقا من ذلك، حددت لجنة الحزب والحكومة الشعبية بمدينة داتشينغ أعمال التنمية الصناعية الرئيسية في منطقة داتشينغ التنموية الواقعة على ممر ها دا تشي الصناعي كما يلي: بناء المناطق الصناعية الخاصة، وتعزيز الصناعة البتروكيماوية، وتطوير قطاع تصنيع المنتجات الزراعية وصناعة الآلات الميكانيكية وصناعة النسيج وصناعة مواد البناء الجديدة وصناعة المعلومات الإلكترونية وغيرها من الصناعات المستقبلية، وبذل الجهول لزيادة الدخل من مبيعات الصناعة البتروكيماوية إلى أكثر من مائة مليار يوان وزيادة الدخل من مبيعات كل الصناعات الخمس المذكورة أعلاه إلى أكثر من عشرة مليارات يوان، وذلك من أجل تشكيل وضع "5+1" الجديد للصناعات غير النفطية.

مدينة داتشينغ هي محور ممر ها دا تشي الصناعي، وفقا للخطة التي وضعتها لجنة الحزب والحكومة الشعبية بمقاطعة هيلونغجيانغ، تبلغ المساحة المخططة لمنطقة داتشينغ التنموية للممر الصناعي 86ر340 كيلومترا مربعا، تشمل عشر مناطق تنمية منها منطقة التنمية الاقتصادية ذات التكنولوجيا العالية والحديثة بداتشينغ. وفي ناحية توزيع الصناعات، حسب عوامل التفوق المحلية، تدعو حكومة المدينة إلى تعديل الاتجاهات التكنولوجية للمؤسسات البتروكيماوية، وتعزيز صناعة المواد البتروكيماوية العضوية الأساسية، وتطوير الصناعات الملحقة، والعمل على تطوير الصناعات غير النفطية.

التخطيط العلمي يؤدي إلى جودة عالية وفعالية أكثر، ومن هذا المنطلق فإن استراتيجية "النظام الجديد والتكنولوجيا العالية والتوجه نحو الخارج والتنمية البيولوجية" ترشد منطقة داتشينغ التنموية وكل الصناعات بالمدينة إلى طريق التنمية السليمة.

تتصدر مناطق التنمية الصناعية ذات التكنولوجيا العالية والحديثة صناعات منطقة داتشينغ التنموية، وهي تعتبر أيضا قوام الصناعات المستقبلية بداتشينغ. وبعد 16 سنة من التنمية، بلغ عدد المؤسسات بالمناطق قرابة ألفي مؤسسة. حيث تبدأ مؤسسة جديدة أعمالها كل ثلاثة أيام؛ وتحقق المؤسسات بالمناطق مائة مليون يوان من الدخل في المجالات التكنولوجية والصناعية والتجارية كل ثلاثة أيام؛ وتحقق المؤسسات بالمناطق مائة مليون يوان من قيمة الإنتاج الصناعي كل أربعة أيام. الآن، شكلت مناطق التنمية الصناعية ذات التكنولوجيا العالية والحديثة تدريجيا إطار الصناعات الرئيسية العام الذي يشمل الصناعة البتروكيماوية وصناعة المواد الجديدة وصناعة المعلومات الإلكترونية وقطاع تصنيع المنتجات الزراعية والحيوانية وصناعة الآلات الميكانيكية وصناعة الأدوية الحديثة، وبدأ تعاظم الصناعات الست، التي تلقت دعم الحكومة المحلية، في السنوات الأخيرة.

حسب الإحصاء، منذ عام 2005 حتى أوائل عام 2008، بلغ إجمالي المساحة المستخدمة للمناطق التنموية العشر بمدينة داتشينغ 36 كيلومترا مربعا، وبلغ عدد المشروعات التي بدأ بناؤها 405 مشروعات، منها 297 مشروعا بدأ تشغيلها؛ وبلغ حجم الاستثمارات المخططة 75ر28 مليار يوان، وبلغ حجم الاستثمارات الواقعية 73ر13 مليار يوان.

 

المستنقعات تغير مسار داتشينغ

بالإضافة إلى النفط، تتمتع داتشينغ بنوع آخر من الموارد الطبيعية يحتل حجمه الصدارة في كل البلاد، ألا وهو الأرض الرطبة التي تغطي 2ر1 مليون هكتار وتمثل قرابة 60% من مساحة داتشينغ الإجمالية.

الأرض الرطبة التي تسمى المستنقعات، تناسب نمو النباتات المائية، مثلها مثل مع البحار والغابات كالنظم البيئية الثلاثة الكبرى في العالم. والآن، أدركت كافة دول العالم أنها نوع نفيس من الموارد الطبيعية، ووضعت القوانين لحمايتها.

في داتشينغ 16 نوعا من الأرض الرطبة تنتشر في كل أنحاء المدينة. وحسب الإحصاء، في الأرض الرطبة بداتشيانغ 509 أنواع من النباتات البرية و273 نوعا من حيوانات اليابسة البرية، منها 7 أنواع من الحيوانات المحمية على المستوى الوطني من الدرجة الأولى، كما يوجد في الأرض الرطبة 45 نوعا من الأسماك و7 أنواع من الزواحف البرمائية. تعتبر الأرض الرطبة مهد الحياة وفردوس الطيور، ويحرص أبناء داتشينغ عليها مثلما يحرصون على النفط. الآن، في داتشينغ 6 محميات طبيعية للمستنقعات، منها محمية لونغفنغ الطبيعية للمستنقعات على مستوى المقاطعة، ومحمية تشالونغ الطبيعية على المستوى الوطني التي يوجد 57% من مساحتها داخل مدينة داتشينغ.

من أجل حماية هذا النوع النفيس من الموارد الطبيعية وتهيئة الظروف لتمتع الناس بالمناظر الجميلة للمستنقعات، لا تظن حكومة مدينة داتشينغ بالجهود لتعزيز التنمية السياحية في المستنقعات. وفي أواسط يونيو عام 2008، ستفتتح الدورة الأولى للمهرجان الثقافي للمستنقعات في داتشينغ. وخلال فترة الدورة، ستقام سلسلة من الندوات الهادفة إلى التنمية، مثل ندوة صناعة التجهيزات، وندوة المشروعات البتروكيماوية، وندوة المشروعات ذات التكنولوجيا العالية والحديثة بهدف دفع التنمية الاقتصادية والتجارية الكبرى لداتشينغ. ومن المتوقع أن تلعب الأرض الرطبة الجميلة دورا لا بأس به في النشاطات الاقتصادية والتجارية بداتشينغ.

 

بناء مدينة حديثة

تشتهر داتشينغ بالنفط، فحينما تسير في شوارعها، تتنسم في كل مكان بها عبق ثقافة النفط العريقة التي يرجع تاريخها إلى نحو نصف قرن، سواء في أرض لونغفنغ الرطبة وميدان شيداي والمتحف التذكاري لوانغ جين شي، حامل لقب "الرجل الحديدي"، والمعرض التاريخي ومتحف العلوم والتكنولوجيا لحقل داتشينغ الخ، فستشعر بثقافتها النفطية الفريدة لمدة أكثر من أربعين سنة.

في السنوات الأخيرة، تنفذ حكومة داتشينغ سياسة منفتحة على العالم لجذب الاستثمارات الخارجية، وتطوير صناعاتها غير النفطية. مما يحول معالم المدينة من حقل نفط إلى مدنية متعددة الصناعات الحديثة، خصوص مع نهوض مجموعة من العمارات الشاهقة فيها.

حققت داتشينغ عدة قفزات في تاريخ التحول الحضري خلال نصف قرن، فقد كانت حقل نفط في السابق، ولكن بعد تنفيذ استراتيجية "بناء مدينة داتشينغ الجميلة"، التي طرحها دنغ شياو بينغ عام 1979، شهدت داتشينغ تحولات عديدة، وبدأت مسيرة تخطيط المدينة. في عام 1985، نظمت داتشينغ أول برنامج شامل لتخطيط المدينة، دعا إلى تحويل نمط ترتيب المدينة من التشتت إلى التركيز. أما في تسعينات القرن العشرين، فعملت داتشنغ من أجل التحول إلى مدينة علمية وتكنولوجية حديثة. وفي القرن الحادي والعشرين، وضعت داتشينغ استراتيجية أكثر طموحا، شملت أهدافها الرئيسية جعل داتشينغ مركز المناطق الغربية لمقاطعة هيلونغجيانغ وقاعدة الصناعة النفطية والبتروكيماوية وغيرها من الصناعات المتعددة، ومدينة نفطية ذات شهرة في العالم، ومدينة للسياحية البيئية بشمال الصين حتى عام 2020.

في السنوات الأخيرة، بلغت الاستثمارات السنوية لبناء داتشينغ أكثر من عشرة مليارات يوان، ومساحة بناء المشروعات المعمارية الجديدة أكثر من أربعة ملايين متر مربع كل سنة، ومن أبرزها مشروع بناء الطريق الوطني رقم 301، وطريق تشونغسان السريع وطريق سادا السريع وغيرها من الطرق السريعة الجديدة، والجسور العالية والجسور العابرة للأنهار على السكة الحديد وغيرها من عشرين جسرا، ومطار ساأرتو الذي يجري العمل فيه حاليا، فتشكلت بها شبكة نقل حديثة. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت داتشينغ سلسلة من المشروعات التي تهم بحياة سكانها، بما فيها مركز العلوم والتكنولوجيا للشباب والمراهقين، ومركز التعليم والثقافة ومشروع تنمية حي ووهو الجديد وتجمع ليمينيوان السكني للمهجرين على مساحة 140 ألف متر مربع، مما رفع نصيب الفرد من مساحة سكنية بالمدينة إلى ثلاث وعشرين مترا مربعا.

تحرص حكومة داتشينغ على حماية البيئة وهي تقوم بتنفيذ إصلاح المدينة، أقامت مشروعات مثل "مشروع تنظيف المياه" و"مشروع السماء الزرقاء" و "تحويل الحقول الزراعية إلى غابات" وغيرها من مشروعات حماية البيئة. حصلت داتشينغ في عام 2001 على لقب "المدينة المتفوقة في الظروف السكنية على مستوى الدولة".

 

تنمية متوازنة بين الريف والحضر

مع تنمية القطاع الصناعي وتسريع مسيرة التحول الحضري لداتشينغ في أوائل تسعينات القرن العشرين، انضمت أربعة محافظات جديدة إليها، هي لينديان ودوأربوتر الذاتيى الحكم لقومية منغوليا وتشاويوان، إضافة إلى تشاويوان، كانت المحافظات الأخرى محافظات فقيرة على مستوى الدولة أو المقاطعة. فحين توسعت مساحة داتشينغ، زاد عبء التنمية الملقى على كاهلها، فقررت حكومة داتشينغ تطبيق سياسة دفع تنمية المحافظات والأرياف بقوة وتنمية المدينة. كما أشار هان شيوي لي، أمين لجنة الحزب بمدينة داتشينغ، إلى أنه لا يمكن  تحقيق تحديث كامل حقيقي في داتشينغ إلا بتحديث المحافظات والأرياف التابعة لها. كموقال إنه لا يمكن أن يصل مستوى معيشة أهلها إلى الحياة الميسورة بدون استفادة كل الفلاحين والمزارعين من ثمار تنميتها.

لم تكن تلك كلمات جوفاء. في عام 2004، أي قبل سنتين من تطبيق سياسة "بناء الريف الاشتراكي الجديد"، التي طرحتها الحكومة الصينية، بدأت حكومة داتشينغ استراتيجية دفع تنمية المحافظات بقوة وتنمية المدينة، من أجل حل مشكلة "الريف والفلاحين والزراعة". 

كان جيانغ ون تشو، وهو فلاح عادي يعيش في قرية هونغوي بمحافظة لينديان، أول مستفيد من نظام "الرعاية الطبية التعاونية للأرياف الجديدة"، الذي طبقته حكومة داتشينغ تجريبيا في محافظة لينديان عام 2003. قال جيانغ إنه دفع في البداية 12 يوانا في سبتمبر عام 2004 للمشاركة في نظام الرعاية الطبية، وبعد شهر من ذلك دخل المستشفى مريضا، وتكلفت نفقات علاجه 7090 يوان تحملها نظام "الرعاية الطبية التعاونية للأرياف الجديدة". الآن يشارك 8ر94% من سكان المحافظات في نظام الرعاية الطبية هذا، وأفاد منه أكثر من 310 آلاف فلاح ومزارع بقيمة 29 مليون يوان. وقدمت له حكومات المدينة والمحافظات 50 مليون يوان باعتباره صندوقا خاصا.

ومنذ عام 2003، أنفقت حكومة المدينة والمحافظات ملايين يوانات لحفر نحو 110 ألف بئر تحمي 40% من المزارعين المحليين من الجفاف، وبفضلها لم يتضرر 80% من المحاصيل في عام 2007، برغم الجفاف الشديد.

تعتبر شبكة النقل الحديثة عنصرا ضروريا لتنمية المحافظات، فتم بناء طرق ريفية جديدة في داتشينغ طولها أربعة آلاف وستمائة كم في السنوات الأخيرة، فوصلت الطرق إلى كافة القرى الإدارية. ومن المتوقع أن تربط  كافة الطرق السريعة بالطرق العامة من الدرجة الأولى والثانية في المحافظات. لقد حققت داتشينغ محيط مواصلات "الساعتين"، بمعنى أن الانتقال من الحي المركزي للمدينة إلى المحافظات المجاورة يكون خلال ساعتين بالسيارة. وهذا ربط خطوط المرور المختلفة وأرسى أساسا متينا لتطوير اقتصاد المحافظات.

لقد تفادى المزارعون في داتشينغ قلق ارتفاع أسعار الوقود في جميع أنحاء العالم، إذ شجعتهم حكومة داتشينغ في السنوات الأخيرة على استخدام غاز الميثان، وبنيت لهم الكثير من برك توليد الميثان. في عام 2007 وحده، استخدمت ثماني آلاف أسرة جديدة غاز الميثان، كما وصف أحد فلاح بقرية لينيوان بداتشينغ ظروفه الطبخ في السابق بأنه حرق الخشب في المطبخ المملوء بالدخان، أما الآن، فتستخدم أسرته طاقة نظيفة مجانية ولا يوجد دخان في مطبخه.   

كما شجعت حكومة المحافظات المزارعين المحليين على تربية 317 بقرة حلوب. في النصف الأول من عام عام 2007، حققت قطاع تربية الدواجن والمواشي عائدا 13ر2 مليار يوان، أي 54% من إجمالي حجم الاقتصاد الريفي.

مع انتقال الصناعات النفطية والبتروكيماوية من المدينة إلى الأرياف، دخل تعاون المدينة والريف مرحلة جديدة. حتى الآن، تم تأسيس 13 مناطق تنمية تعاونية في المحافظات الأربعة السابق ذكرها، فزاد دخلها المالي 600 مليون يوان. وفي عام 2007، انضمت محافظة لينديان ومحافظة تشوايوان وتشواتشو ومحافطة دوأربوتر الذاتية الحكم لقومية منغوليا إلى أكبر10 محافظات من حيث الدخل المالي، وجاءت محافظة تشوايوا على رأس القائمة.

 

تراث "الرجل الحديدي"

وانغ جين شي (1923-1970)، كان عاملا في حقل النفط بداتشينغ، وحظي بلقب "الرجل الحديدي" من قبل زملائه، وكان رمزا وطنيا في خمسينات وستينات القرن العشرين، فهو الذي حفر أول حقل نفط مع زملائه عام 1960، وساهم طول حياته في حفر آبار النفط . كان يقول دائما: "أفضل كشف آبار نفط جديدة على أن أعيش أكثر عشرين عاما".  تأثر بروحه عدة أجيال من المواطنين، خصوص أهل داتشينغ. الآن، بعد أكثر من ثلاثين عام من وفاته، ما زالت روحه الحميدة باقية في قلوب كل أفراد داتشينغ. من أجل إحياء ذكراه، أسست حكومة داتشينغ متحفا تذكاريا يحمل اسمه، ومعرضا تاريخيا لحقل نفط داتشينغ الخ. الجدير لقد تحول هذا الرجل إلى رمز وأمل عندما تواجه المدينة حالات الطوارئ، بما فيها الفيضانات والزلازل والثلوج الشديدة وغيرها من الكوارث الطبيعية.

في ليلة 27 مارس عام 2005، تعرضت داتشينغ لعواصف غير مسبوقة ، فتعطلت شبكات الإمدادات الكهربائية وتوقفت حركة المرور والنقل على الطرق العامة بحقل النفط. ولكن بجهود 20 ألفا من العاملين عاد حقل النفط إلى الإنتاج الطبيعي  بعد 79 ساعة من العمل المتواصل.

بهدي من روح "الرجال الحديدي"، يثق أهل داتشينغ بأن مدينتهم ستواصل الازدهار وأن مستقبلا أكثر جمالا يلوح لها في الأفق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn