ã

التبت

القضية وخبايا المؤامرة

تشن تشينغ ينغ

قصر بوتالا

تبادل التهنئة بالحصاد الوفير

المسرح الحديث ((روح الجبال تسونغشان))

التبت جزء لا يتجزأ من الصين منذ قديم الزمان، وعندما وحدت أسرة يوان (1206- 1368م) الصين في أواسط القرن الثالث عشر الميلادي، وضعت منطقة التبت تحت حكم وإدارة الحكومة المركزية مباشرة، وأنشأت ثلاث إدارات في المنطقة التي يقطنها أبناء قومية التبت، منها إدارة في الجزء الرئيسي لمنطقة التبت الذاتية الحكم حاليا. بعد ذلك، ظلت التبت منطقة إدارية خاضعة لحكم وإدارة الحكومة المركزية الصينية مع تعاقب السلطات، من أسرة مينغ (1368-1644م) وأسرة تشينغ (1616-1911م) حتى فترة جمهورية الصين (1912- 1949م) ثم  جمهورية الصين الشعبية (تأسست سنة 1949). هذا تاريخ لا يملك أحد أن يجادل فيه.  ولكن مع الغزو الاستعماري الغربي لآسيا في القرن الثامن عشر، شرعت القوى الاستعمارية تدبر المؤامرات ضد الصين وتعمل من أجل فصل التبت عن الصين واختلاق ما يسمى بـ "قضية التبت"، كذريعة لغزو الصين في إطار صراعها المحموم من أجل الهيمنة في شرقي آسيا. واليوم لا يزال البعض في الغرب لا يريدون خيرا للصين، فيختلقون الحوادث ويخططون ويدبرون مستخدمين "قضية التبت"،  لإثارة الضجيج والبلبلة ويسيطرون على عصابة الدالاي لاما الانفصالية التي تعتبر أذنابا لهم،وخير مثال على ذلك أعمال العنف الإجرامية التي شهدتها لاسا عاصمة التبت يوم 14 مارس.

ظهر ما يسمى بـ "قضية التبت" قبل أكثر من مائة سنة، وبشكل عام يمكن تقسيم تاريخها إلى مرحلتين، باعتبار تأسيس الصين سنة 1949 خطا فاصلا في تلك القضية. المرحلة الأولى هي مرحلة اختلاق القضية على يد الاستعمار البريطاني، أما الثانية فقد اختلقتها القوات الأمريكية وسيطرت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) من وراء الستار.

وسعت بريطانيا نفوذها الاستعماري إلى منطقة جبال الهمالايا بعد أن استعمرت الهند. في الفترة ما بين عام 1814 و عام 1864، كانت بريطانيا غزت أفغانستان وفارس والهند، مما جعل نيبال وسيكيم وبوتان تحت تسلط بريطانيا، التي حاولت غزو التبت الخاضعة للصين، فتنبهت الحكومة الصينية المركزية لذلك، وثار تنافس ونزاع بين بريطانيا وروسيا القيصرية التي كانت في ذلك الوقت توسع نفوذها في آسيا الوسطى. شنت القوات البريطانية سنة 1888، أول حرب لغزو التبت على نطاق واسع متذرعة بخلافات تجارية على خط الحدود المشتركة، واضطرت حكومة أسرة تشينغ توقيع معاهدة التبت والهند الصينية- البريطانية، وجددت المعاهدة مما جعل بريطانيا على كثير من الحقوق والمصالح مثل إقامة تجارية بين الصين وإنجلترا في ياتونغ وغياناسي. وفي الفترة عامي 1903 و1904 شنت بريطانيا حربا لغزو التبت على نطاق واسع لمرة ثانية متذرعة بتعثر المفاوضات التجارية، وقد واجهت مقاومة باسلة من أهل التبت في نهاري وغياناسي. بعد احتلال لاسا، أجبرت القوات البريطانيةحكومة بلدية التبت على توقيع ((معاهدة لاسا))، وهو ما عارضته حكومة أسرة تشينغ، واحتجت عليه روسيا القيصرية. وبعد زحف القوات البريطانية إلى لاسا فر الدالاي لاما الثالث عشر إلى منغوليا، ساعيا للحصول على دعم حكومة أسرة تشينغ وروسيا القيصرية في النضال ضد بريطانيا. ولكن بعد أن توغلت القوات البريطانية في عمق أراضي التبت، واجهت نقصا في الإمداد والتموين وتعرض لبرد الشاء القارس، فاضطرت إلى الانسحاب من لاسا على عجل. بعد فشلها في السيطرة على التبت بالغزو المسلح، لجأت بريطانيا إلى تكتيك آخر هو تقريب بعض الوجهاء والأعيان من ملاك العبيد في التبت ودق أسفين بينهم وبين حكومة أسرة تشينغ، وتحريضهم على السعي إلى "استقلال التبت" وتأييدهم في ذلك، مغتنمة الظروف الصعبة التي كانت تواجهها أسرة تشينغ، حيث الاضطرايات في الداخل والعدوان من الخارج. كان هدف بريطانيا هو فصل التبت عن الصين وجعلها منطقة حاجزة بين الهند والصين ومنطقة نفوذ روسيا القيصرية بحيث تمتم حكمها الاستعماري للهند. عاد الدالاي لاما الثالث عشر إلى لاسا في نهاية عام 1909، حيث دخل في تصادم مع مسئولي أسرة تشينغ الملكية لدى التبت، وهاجر إلى الهند فورا، فكان ذلك فرصة لبريطانيا لتقرب وجهاء وأعيان التبت. بعد ثورة 1911 في الصين وتأسيس جمهورية الصين، شهدت البلاد فوضى سياسية، فعادت بريطانيا إلى سياستها الهادفة إلى فصل التبت عن الصين. وقد جاء وثيقة ((مذكرة وضع الدول المجاورة لحدود الهند)) الصادرة عن وزارة شئون التبت بالحكومة البريطانية: "أن يكون للصين سيادة إسمية في التبت، وأن تعتمد التبت فعليا على الهند، وإقصاء الصينيين والروس ووضع مناطق سيتشوان وقانسو وتشينغهاى ويوننان في نطاق "دولة التبت الكبرى" استعدادا لـ"استقلال التبت".في عام 1912، ضبط  جون نويل، الوزير المفوض البريطاني لدى الصين على جمهورية الصين بعدم الاعتراف بحكومة يوان شي كاى بعد طرحه بيانا ذا خمس نقاط لفصل التبت عن الصين وفقا للمذكر المذكور أعلاه الأمر فأرسل الحكومة الصينية مندوبا إلى مدينة سيملا في شمالي الهند، حيث عقد اجتماعا ثلاثيا ضم مندوبي الصين وبريطانيا والتبت في عام 1913- 1914. خلال هذا الاجتماع تواطأ المندوب البريطاني  هنري مكماهون مع المندوب التبتي شاغرا بالجور دورجه، ضد المندوب الصيني تشن يي فان. واقرحت بريطانيا تقسيم التبت والمقاطعات الأربع المجاورة إلى "التبت الداخلية" و"التبت الخارجية"، بحيث تخضع الأولى لحكم وإدارة الصين مؤقتا، أما الثانية فتتمتع بحكم ذاتي ولا تتدخل الصين في شؤونها. كانت المؤامرة هي أن تسيطر بريطانيا على "التبت الخارجية" أولا، ثم على "التبت الداخلية"، عندما تحين الفرصة. بعد إجهاض مؤامرة اجتماع سيملا، عمدت بريطاني إلى تأييد القوى التي وقت إلى جنبها من الرجعيين في الطبقة العليا بالتبت، وحرضت على مهاجمة بعض المناطق في مقاطعتي سيتشوان وتشينغهاى. وفي عام 1933، أرسلت الحكومة المركزية هوانغ مو سونغ ليكون مسئولها في التبت، وذلك بعد وفاة الدالاي لاما الثالث عشر. في شتاء عام 1939، وصل الطفل لامودنغتشو البالغ عمره خمس سنوات، باعتباره الدالاي لاما الرابع عشر، قادما من مقاطعة تشينغهاى إلى لاسا، أرسلت حكومة جمهورية الصين مندوبها وو تشونغ شين إلى التبت للإشراف على مراسم تنصيبه. كانت بريطانيا والصين في ذلك الوقت في وضع تحالف أثناء الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك ظلت بريطانيا تضع العراقيل أمام ممارسة الصينت لسيادتها على التبت. في 5 أغسطس 1943، بعث وزير خارجية بريطانيا أنتوني إيدن مذكرة إلى وزير خارجية حكومة جمهورية الصين سونغ تسي ون، أشار فيها إلى "وضع التبت الذاتية الحكم"، ساعيا إلى عقد اجتماع مثل اجتماع سيملا، غير أن حكومة الصين أهملت ذلك. باستقلال الهند سنة 1947 أخذت مؤامرة فصل التبت التي خططت ودبرت لها بريطانيا زمنا طويلا، أخذت تتلاشىمثل فقاعات الصابون.

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الحرب الباردة وشهد العالم مجابهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وبعد أن حلت الولايات المتحدة محل بريطانيا كزعيمة للعالم الغربي تحملت واشنطن ملف "استقلال التبت". والحقيقة أن واشنطن وضعت عينها على التبت منذ تأسس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةة (CIA) سنة 1947. وكان الرئيس الأمريكي افرانكلين روزفلت قدم هدية للدالاى لاما بحجة فحص بناء الخطوط العامة في التبت لنقل السلع والمواد لحرب المقاومة ضد العدوان، كما عبر عن تعاطفه مع شعب التبت آملا أن تظل التبت "محافظة على وضعها كدولة ضعيفة مستقلة". بعد اندلاع الحرب الكورية في أكتوبر 1947، زحف المتطوعون المسلحون الصينيون نحو كوريا شمالي كوريا حيث اشتبكوا مع القوات الأمريكية، وسرعان ما دخلت قوات جيش التحرير الشعبي الصيني إلى التبت لتحرير تشامدو. في 23 مايو 1951 وصل وفد مباحثات سلام من حكومة التبت المحلية برئاسة أبي اوانغجمي إلى بكين، وعينت الحكومة الشعبية المركزية مبعوثا لها للمحادثات التي انتهت إلى الاتفاق على سلسلة من الإجراءات لتحرير التبت سلميا ووقعوا ((اتفاقية تحرير التبت سلميا بين الحكومة الشعبية المركزية وحكومة التبت المحلية))، التي تسمى اختصارا "اتفاقية البنود السبعة عشر" فتم تحرير التبت. في ذلك الوقت، وسعيا لإلحاق الضرر بالصين، التقت وكالة الاستخبارات الأمريكية باثين من أخوة الدالاى لاما مرة بعد مرة لتدبير شن حرب عصابات سرية ضد الحزب الشيوعي في التبت. بالإضافة إلى ذلك كانت الوكالة تدرب قوات العصابات  التبتية في تايوان أولا ثم تنقلهم إلى جزيرة سايبان في الأوقيانوسيا وإلى كولورادو  في الولايات المتحدة أخيرا. في كامب هيل ب جزيرة سايبان وحدها دربت أكثر من ثلاثمائة جاسوس. في أغسطس 1957 أنزلت المخابرات المريكية شخصين من رجال العصابات في سانغري، بجنوبي التبت. وفي أوائل العام التالي قدم الجاسوسان تقريرا عن أعمالهما التجسسية للوكالة بعد تسلسلهما إلى التبت والاتصال بآنتشوقسانغ قوينبو تشاشي. في 20 إبريل 1958، التقى أكثر من خمس آلاف الزعماء للقوات المسلحة التبتية والمندوبون للمعابد البوذية الثلاثة للمشاورات السرية حيث عقدوا تحالفا اشتمل على إقامة قاعدة للعصابات في منطقة شاننان. وفي 24 يونيو تأسست "القوة الدينية للأربعة الأنهار والست المناطق". وفي سبتمبر حصلت هذه القوة على إمدادات من الحبوب والأسلحة المظلية من الولايات المتحدة لأول مرة. في صباح 10 مارس 1959، سرت شائعات بأن قوات الجيش التحرير الصيني يتلقي القبض على الدالاى لاما ومسئولي حكومة التبت المحلية، فتدفق آلاف من أبناء التبت إلى نوربو لينكا من كل حدب وصوب، وحاصروها من كل جهة لمنع الدالاى لاما من حضور العروض الفنية التي كان من المقرر إقامتها في المنطقة العسكرية للتبت. وجابت المظاهرات الشوارع تردد شعارات مثل "استقلال التبت" و"طرد أبناء قومية هان" وغيرهما، واحتل أكثر من ألفي متمرد معبد دا تشاو. في مساء ذلك اليوم عقد  مؤتمر "استقلال التبت" في  قصر بوتالا. وفي الصباح الباكر ليوم 17 مارس هرب الدالاى لاما متخفيا من نوربو لينكا إلى منطقة شاننان، بإرشاد من عضو من وكالة الاستخبارات الأمريكية توني بوي. وبعد ذلك هاجم المتمردون معسكر جيش التحرير الشعبي والهيئة التابعة للحكومة المركزية المرابط في التبت، وشن نحو 7000 متمرد هجوما شديدا على جيش التحرير والهيئة الحزبية والحكومية في لاسا. وبعد يومين من الهجوم سيطرت قوات جيش التحرير على لاسا وانتهت التمرد المسلح بالفشل. خلال هروب عصابة الدالاى لاما كانت الاستخبارات الأمريكية تقوم بعمليات إبرار جوي للأغذية على الطريق واتصلت بالمحطات المجاورة التابعة لها وسجلت عملية الهرب كاملة. بعد فشل التمرد في لاسا، لملمت الاستخبارات الأمريكية فلول قوات التمرد المسلحة وكان عددها نحو 2100 لإنشاء قاعدة حرب عصابات في موستانغ في نيبال، ودربتهم وزودتهم بالأسلحة والحبوب وكانت تنقلهم إلى التبت سرا لإجراء عمليات التخريب وجمع المعلومات.

خلال شهري مايو ويونيو سنة 1959، أنشأ الدالاى لاما الذي هرب إلى الهند "حكومة التبت في المنفى"، التي عقدت "المؤتمر الوطني لنواب الشعب التبتي" وأصدرت "الدستور" الذي نص على "أن الدالاي لاما هو الذي يعين الوزراء ويوافق على كافة أعمال الحكومة ". وهكذا جمع الدالي لاما بين السلطتين الساسية والدينية . لم تعترف أي دولة في العالم بـ"حكومة التبت في المنفى" فحرضت ولشنطن مندوبي بعض الدول لطرح "قضية التبت" على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1959 وسنة 1960 وسنة 1961 وسنة 1965، بل أجيزت مشروعات قرارات ضد الصين بشأن "قضية التبت" سنة 1961 وسنة 1965. وقد جاء في الوثائق السرية الأمريكية التي أفرج عنها ما يلي: خلال معظم سنوات الستينات من القرن العشرين، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تقدم 1,7مليون دولار أمريكي سنويا، لحكومة التبت في المنفيى، منها نصف مليون لدعم قوات العصابات البالغ عددها 2100 شخص والمرابطة في نيبال (بما فيها 800 شخص مسلح) و180 ألف دولار أمريكي كعلاوة شخصية للدالاى لاما. بعد عام 1968، انخفض الدعم الأمريكي إلى 1,2 مليون دولار أمريكي بسبب إغلاق قاعدة التدريب في كولورادو. وتوقفت أواشنطن عن دفع تلك المبالغ بعد زيارة ريتشارد نيكسون للصين سنة 1972 وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة سنة 1979. قللت أالولايات المتحدة دعمها للدالاي لاما لتقريب الصين إليها في نزاعها مع الاتحاد السوفيتي، فقالت عصابة الدالاي لاما بأسى إنها "يتيم الحرب الباردة". غير أن الولايات المتحدة والقوى الغربية المعارضة للصين ظلت توظف "قضية التبت" و"قضية تايوان" لكبح الصين ولم توقف دعمها لزمرة الدالاى لاما. بعد أواسط الثمانينات سعت زمرة الدالاى لاما إلى تدويل "استقلال التبت"، باحثة عن الدعم الخارجي بينما أثارت التمرد في الداخل مغتنمة أي فرصة لإثارة انتباه المجتمع الدولي وأجهزة الإعلام. في هذا الإطار عمدت زمرة الدالاي لاما إلى  إرسال مبعوثين منها لكسب تعاطف أجهزة الإعلام الغربية، بزعم أن التبت دولة مستقلة، ومهاجمة الصين تحت ستار "الحقوق الديمقراطية والحقوق الإنسانية". وفي الفترة بين عام 1987 وعام 1989، أثارت زمرة الدالاى لاما التمرد مرات ، في وقت شهدت فيه الصين عاصفة سياسية. وقد كان فوز الدالاي لاما بجائزة نوبل للسلام في الحقيقة منح القوى الساعية إلى تقسيم الصين شهادة استحقاق، فقام دالاى لاما بزيارة أكثر من 50 دولة ومنطقة ترويجا لنشاطاته الانفصالية.

هذه الوقائع التاريخية تبين بشكل جلي لا لبس فيه أن ما يسمى "قضية التبت"، اختلقتها قوى الاستعمار في سعيها لتقسيم الصين، وأن السبب المبكر لقضية التبت هو البلبلة التي أشاعها الاستعمار البريطاني وتجهيز بريطانيا للقوى الانفصالية في التبت. وبعد الحرب العالمية الثانية اتخذت الولايات المتحدة من "قضية التبت" أداة لها في مواجهتها مع والحزب الشيوعي الصيني من أجل مصالحها الاستراتيجية في العالم. وحتى الآن مازالت بعض القوى الغربية المعادية للصين تتخذ من "قضية التبت" لمعارضة الصين وتقسيمها. أما زمرة الدالاى لاما المنفية والتي تسعى لفصل التبت عن الصين، فهي مجرد أداة ولعبة في يد القوى الغربية المعادية للصين، حالمو بتحقيق "استقلال التبت" اعتمادا على دعم وتأييد تلك القوى المعادية للصين.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn