ã

بطاقة الاعتماد في حرم الجامعة

وانغ ين

لا أتذكر متى ظهرت بطاقات الاعتماد في الجامعات الصينية، ولكن ما أتذكره جيدا هو أن أول بطاقة اعتماد استقرت في حافظة نقودي وأنا طالبة بالسنة الجامعية الثانية، وكانت بطاقة مصممة خصيصا لطلاب الجامعات وتحمل اسم "بطاقة الشباب". كثير من زملائي وزميلاتي يحملون بطاقات الاعتماد التي حصلوا عليها مجانا من مندوبي البنوك، والجميع سعداء بأنهم ينتمون إلى أسرة ذوي بطاقات الاعتماد ، فقد صار استخدام بطاقات الاعتماد تيار العصر في المجتمع الصيني.

لا ريب أن بطاقة الاعتماد توفر تسهيلات كثيرة في حياتي وتعاملاتي اليومية، وعلى رأس هذه التسهيلات، السحب منها حتى ثلاثة آلاف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7,3 يوان) بعد أن ينفد الرصيد.

لقد صار التسوق عبر شبكة الإنترنت موضة بين الصينيين، وأنا لست استثناء. ومن مزايا التسوق عبر الشبكة العنكبوتية أن أسعار السلع، من ملابس وأحذية وأدوات تجميل، تكون أقل على الإنترنت من أسعارها في المتاجر الطبيعية. هذا إضافة إلى أن بضائع الإنترنت تكون جديدة ومميزة ويصعب أن نجدها في المحلات التجارية. والشراء على الإنترنت يحتاج إلى بطاقة اعتماد للدفع، وهذا يعني استخدام البطاقة أكثر، لدرجة أنني في أحيان كثيرة لا أدري الرصيد المتبقي بها، فأنا فتاة متسرعة؛ أشتري بدون تفكير، وبعد أن حصلت على البطاقة، لا يهمني كم أنفق.

في بداية العام الدراسي الحالي، كان معي بعض المال حصلت عليه من عمل مؤقت، فرحت أشتري مزيدا من الملابس عبر شبكة الإنترنت، وأرتاد المطاعم القريبة من جامعتي وأتردد على المسارح لأستمتع بالعروض الفنية، فقل الرصيد في بطاقة الاعتماد دون أن أنتبه، حتى وصلتني رسالة إلكترونية من البنك تفيد بأنني سحبت ألفي يوان على المكشوف. لم تكن لدي نقود سائلة تكفي لتغطية هذا المبلغ وقد اقترب آخر موعد للسداد.

اتصلت بوالدتي وأخبرتها بالأمر ورجوتها أن تساعدني. انتقدتني أمي بقسوة وصبت جام غضبها علي، متهمة إياي بالتبذير والجهل بصعوبات الحياة، فنحن أسرة ليست ثرية. وفي النهاية توعدتني بأن هذه أول وآخر مرة. 

 نعم، فهمت يا أمي، عفوا!"

واصلت أمي تلقيني الدرس، بأن الاعتذار ليس هو المهم، بل الأهم أن أتعلم مما حدث، مذكرة إياي بأنني الآن فتاة بالغة ولست طفلة.

في النهاية، تجاوزت هذه الأزمة بمساعدة الأسرة، ولكنني تعلمت أيضا درسا مهما. صحيح أن بطاقات الاعتماد دليل على تقدم المجتمع، وتساعدنا في مجالات مختلفة، ولكن علينا أن نتعلم كيفية الاستخدام الصحيح لها، فإن أصبنا في استخدامها فهي صديق حميم، وإن أسأنا استعمالها قد تصير عبئا ثقيلا، فهي مثل كل شيء؛ سلاح ذو حدين. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn