في أقصى جنوبي الصين جزيرة، هي الوحيدة التي تقع في المناطق الاستوائية بهذا البلد ذي الشتاء الطويل والبارد عموما.

جزيرة هاينان التي تحولت إلى مقاطعة ومنطقة اقتصادية خاصة أيضا في الثالث عشر من إبريل عام 1988، لتصبح أحدث مقاطعة وأكبر منطقة اقتصادية خاصة بالصين، تبز غيرها بسمائها الزرقاء ومياه بحرها الخضراء وهوائها النقي وأشعة شمسها الساطعة ورمال شواطئها البيضاء.

مقاطعة هاينان التي تصل هذا الشهر إلى سن العشرين، بذل كل أبنائها، مواطنين ومسئولين، جهودهم لتنمية هاينان فسارت على درب التنمية المستقرة والجيدة، إذ ارتفعت معدلات التنمية وتغيرت وجه المدن والريف كثيرا وارتفع مستوى معيشة المواطنين. في عام 2007 بلغ متوسط زيادة إجمالي الناتج المحلي لهاينان 5ر14%، وبلغت نسبة زيادة الدخل المالي لها41%، وارتفع دخل أبنائها في الحضر بنسبة 16% وفي الريف بنسبة  و18%. لقد تحولت هاينان من جزيرة حدودية متأخرة الاقتصاد إلى منطقة اقتصادية خاصة مزدهرة.

تنتهج هاينان سياسة الإصلاح والانفتاح في تنمية الاقتصاد بها، وقد شكلت لنفسها منظومة سياسية اقتصادية متفردة تتفق مع أوضاعها، وتوفر بيئة آمنة ومناسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

في مجال الاستثمار، منذ أن قدمت حكومة هاينان ((تقرير تعزيز بيئة الاستثمار)) سنة 2005، تحسن مناخ الاستثمار كثيرا، وأقبل على الاستثمار فيها كثير من الشركات الصينية والأجنبية، وعاد كثير من المغتربين من أبناء هاينان ليستثمروا بموطنهم الأصلي.

وتسعى هاينان إلى تعميق التعاون الإقليمي والاندماج في الاقتصاد الإقليمي، إذ تنتهج المقاطعة سياسة "المشاركة في التعاون بنقاط تفوقها ودفع التنمية عن طريق التعاون". وقد نظمت المقاطعة خلال العشرين عاما المنصرمة العديد من المؤتمرات والاجتماعات الرفيعة المستوى والكبيرة الحجم حول التعاون الإقليمي والتي تم خلالها توقيع مئات الاتفاقيات بعشرات المليارات دولار أمريكي. إن مقاطعة هاينان تشرق على العالم، عن طريق التعاون والانفتاح، بوجه جديد.

بعد تحولها إلى مقاطعة هاينان وإقامة المنطقة الاقتصادية الخاصة بها، زادت حكومة هاينان الاستثمار في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والصحة الخ. وقد قال وي ليو تشن، أمين الحزب بالمقاطعة: "مهمتنا ليست بناء شوارع واسعة وميادين كبيرة وعمارات جميلة، وإنما الاهتمام بالأشياء التي تهم المواطنين وأدائها بشكل جيد".

تطبق هاينان منذ عام 2005 سياسة "الإعفاء والمعونة" في المدارس الابتدائية والإعدادية. وفي نهاية عام 2006 كانت هاينان أول مقاطعة في غربي ووسط الصين تجدد البنايات القديمة للمدارس الابتدائية والإعدادية، وفي نفس السنة حققت هاينان نظام التأمين الطبي التعاوني الريفي في المناطق الريفية، قبل سنتين من تطبيقه على المستوى الوطني. وحتى نهاية يونيو 2007 اشترك 5ر89% من أبناء الريف في هاينان في نظام التأمين الطبي التعاوني الريفي، وبدأت الحكومة تطبيق نظام التأمين الصحي في المناطق الحضرية. وشهدت المقاطعة أيضا ارتقاء خدمات العلوم والتكنولوجيا وأقيمت بها شبكة لخدمة العلوم والتكنولوجيا الريفية تغطي 70% من ريف المنطقة. وعلى الجانب الثقافي، تسير التنمية الثقافية بخطى مستقرة، فقد نظمت هاينان كثيرا من النشاطات الدولية الكبيرة مثل منتدى بوآو الآسيوي، استضافت ثلاث دورات لمسابقة ملكة جمال العالم، والبطولة الدولية للدراجات وغيرها. وبفضل التنمية الثقافية خرج العديد من مهارات وفنون الأقليات العرقية إلى العالم، ومن ذلك "مهارة نسج القطن لقومية لي" وكثير من رقصات الأقليات وأوبرا تشيونغ حصلت على جوائز الثقافة التي تمنحها وزارة الثقافة الصينية. من أجل رفع المستوى الثقافي في الجزيرة، نظمت الحكومة نشاط بناء القرية البيئية المثقفة، والمؤسسة الأمينة المثقفة، والحي الأمين المثقف الخ. وقد ساهم مشروع بناء القرية البيئية المثقفة في تغيير المناطق الريفية والفلاحين. وحتى الآن حصلت 7774 قرية في هاينان على شهادة القرية البيئية المثقفة تمثل هذه القرى  4ر33% من قرى المقاطعة.

هاينان ذات المناظر الطبيعية الفاتنة والشواطئ الساحرة وقرى الأقليات القومية المميزة للمنطقة الحارة والغابات والبراكين وعيون المياه الساخنة، تتوفر بها كل مقومات السياحة، ولهذا تولي حكومة المقاطعة اهتماما كبيرا لتنمية صناعة السياحة، ولهذا الغرض فإن هاينان توسع انفتاحها على العالم أكثر وتشيد المزيد من مرافق البنية الأساسية السياحية وتقدم كافة التيسيرات الممكنة لزوارها من الأجانب، فأبناء اليابان وسلطنة بروناي دار السلام وسنعافورة لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول هاينان للسياحة، كما تعفى من التأشيرة الأفواج السياحية- من خمسة إلى خمسة عشر فردا- من 21 دولة، ويستطيع أي سائح من أي دولة لها علاقات دبلوماسية مع الصين أن يحصل على تأشيرة سياحية في منافذ المقاطعة.

أبناء هاينان يسترشدون في إستراتيجية تنمية مقاطعتهم بمفهوم التنمية العلمية، ويعملون من أجل جعل الجزيرة أكثر انفتاحا والارتقاء بالمنطقة الاقتصادية الخاصة مع الحرص على حماية البيئة، فهدف التنمية في هاينان كما حددته حكومتها هو أن تكون جزيرة خضراء منفتحة مزدهرة ومثقفة ومتناغمة.