ã

بلاد العرب، المقصد الجديد للصينيين

تشانغ يا مينغ

الزوار الصينيون مع دليلهم العربي أمام الأهرام

صورة تذكارية لسائح صيني مع تاجر عربي في سوق خان الخليل

الشاطئ بالبحر الأحمر

 

بلاد تاريخها عريق وثقافتها مشرقة، تمثل سرا ولغزا لمعظم الصينيين الذين يعتبرون زيارتها دخول متحف مفتوح للتاريخ والطبيعة. إنها بلاد العرب التي تعاني بعضها من الفوضى، ومع ذلك تجذب هذه الأرض الساحرة الزوار من أنحاء العالم، فتاريخ حضارة البشر محفور على أرضها التي تحتضن عددا لا يحصى من التراث الطبيعي والثقافي العالمي، ومن بينه أهرامات مصر ومدينة دمشق القديمة وبيت المقدس الخ، وبعض من هذا التراث أعرق من سور الصين العظيم، بل ومن تاريخ حضارة الصين. قبل مئات السنين، ربط طريق الحرير بين الصين وبلاد العرب التي ما نفك الصينيون يهتمون بها. في السنوات الأخيرة، مع ارتفاع مستوى معيشة الصينيين، صار من الممكن أن يحققوا حلمهم بزيارة تلك البلاد للتمتع بمناظرها الساحرة ومعرفة عادات وتقاليد أهلها.

لإلقاء الضوء على السياسة السياحية للدول العربية تجاه المواطنين الصينيين ومساهمات السائحين الصينيين في تعزيز العلاقات الصينية العربية، التقت ((الصين اليوم)) مع الدكتور ناصر عبد العال، المستشار السياحي بسفارة مصر في الصين، والسيدة هالة بدر، المسؤولة عن الإعلام والسياحة بسفارة سورية في الصين.

 

الصين اليوم: كم عدد الصينيين الذين زاروا بلادكم في عام 2005 و2006 و2007؟ وهل من المتوقع أن يرتفع الرقم في المستقبل؟

 

المستشار ناصر عبد العال: شهدت حركة السياحة الصينية لمصر تطورا متسارعا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ارتفعت من 37 ألف سائح عام 2005 إلى 52 ألف سائح عام 2006 ثم زادت إلى 5ر80 ألف سائح من بر الصين الرئيسي عام 2007، بنسبة زيادة بلغت حوالي 56% عن العام السابق. وإذا أخذنا في الاعتبار هونغ كونغ وماكاو فإن إجمالي حركة السياحة الصينية قد تعدت حاجز المائة ألف سائح خلال عام 2007.

هذا ومن المتوقع أن تصل أعداد السائحين خلال ثلاث سنوات أي مع نهاية عام 2010 إلى 240 ألف سائح وذلك وفقا للخطة الترويجية للهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة في السوق الصينية، وفي ظل الزيادة المستمرة في عدد رحلات الطيران بين الصين ومصر.

                          

 السيدة هالة بدر: بلغ عدد الصينيين الزائرين سورية للسياحة وأغراض مختلفة 3397 فردا قضوا فيها 30025 ليلة خلال عام 2005، وفي عام 2006، 3748 فردا بعدد ليالي 32351، أما في عام 2007، فقد زار سورية 4225 صينيا قضوا فيها 36460 ليلة، علما بأننا لا نزال في بداية الطريق فقد بدء استقبال الأفواج السياحية الصينية رسميا في شهر نوفمبر العام الماضي، ولكن آفاق التبادل السياحي واعدة.

تشير الإحصائيات السابقة إلى تزايد عدد السياح الصينيين الزائرين سورية خلال الأعوام الماضية ومن المتوقع أن يستمر هذا العدد في نفس الاتجاه صعودا.

فمن الطبيعي أن تزداد حصة السوق السورية من السوق السياحية الخارجية الصينية، فهي سوق واعدة وتسجل نموا مطردا وهي حاليا أكبر سوق مصدرة للسياح في القارة الآسيوية وستحل في المرتبة الرابعة عالميا في عام 2020، كل ذلك يشير إلى تنامي عدد السياح المتوقع زيارتهم سورية كنتيجة طبيعية للنمو العام. كما أن ازدياد السياح متلازم بزيادة المعرفة التي يكتسبها الشعب الصيني حول سورية ومعالمها ومكامن الجذب السياحي فيها والتي تميزها عن باقي دول منطقة الشرق الأوسط. وهو الهدف الذي تسعى السفارة إلى تحقيقه بالتعاون مع وزارة السياحة من خلال الترويج السياحي لسورية في الصين وتعزيز روابط الصداقة بين البلدين.

 

الصين اليوم: ما هي تكلفة رحلة لمدة أسبوع للفرد من الصين إلى بلادكم، شاملة تكاليف السفر من الصين إلى بلادكم والإقامة والتنقلات الداخلية، تقريبا، وفي الظروف العادية؟ هل تعتقدون أن هذه التكلفة مناسبة أم مرتفعة بالنسبة للصينيين؟

 

المستشار ناصر عبد العال: في ضوء النمو الاقتصادي المتسارع في الصين وانعكاساته الإيجابية على ارتفاع معدلات دخول الأفراد، باتت تكلفة الرحلة السياحية لمصر في متناول الكثير من السائحين الصينيين الذين سبق لهم زيارة العديد من دول العالم، وبخاصة منطقة شرق آسيا وأوروبا. تبلغ تكلفة الرحلة من الصين إلى مصر لمدة ثمانية أيام حوالي 11 ألف يوان صيني (الدولار الأمريكي يساوي 7,1 يوان) شاملة تذكرة الطيران الدولية والإقامة في فنادق فئة أربع نجوم وثلاث وجبات يوميا ومرشد مصري يتحدث اللغة الصينية بطلاقة وتذاكر دخول المزارات السياحية والانتقالات الداخلية.    

 

السيدة هالة: تبلغ تكلفة الرحلة للسائح الصيني لمدة أسبوع إلى سورية 1800 دولار أمريكي تقريبا في الظروف العادية، متضمنة تكاليف السفر والإقامة والتنقلات الداخلية والدلالة السياحية. وهي ليست مرتفعة مقارنة بمستوى الخدمة الممتازة التي يتلقاها السائح الصيني في سورية، بالإضافة إلى الالتزام بالتكاليف المتفق عليها منذ البداية دون مطالبته لاحقا بأية تكاليف طارئة. لذا ليكن السائح الصيني مطمئنا بأن ما يدفعه سينال مقابله ما يرضيه وأكثر. وسيقضي أوقاتا ممتعة ستبقى خالدة في ذاكرته.

 

الصين اليوم: ما هي الخدمات التي تقدمها الجهات المسئولة في بلدكم، سواء السفارة أو الأجهزة المعنية، للصينيين الراغبين في زيارة بلدكم، وما هي الخدمات التي تقدمها السلطات في بلادكم للأجانب بشكل عام؟ والصينيين بشكل خاص؟

 

المستشار ناصر عبد العال: تولي الحكومة المصرية بكافة أجهزتها السياحة اهتماما كبيرا، حيث تعد السياحة أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد القومي المصري، وأهم مصدر للعملة الصعبة في مصر، ويتجلى ذلك في تطوير البنية التحتية في كل أرجاء البلاد بشكل عام وفي المدن والمناطق السياحية بشكل خاص، إلى جانب التوسع في زيادة عدد الغرف الفندقية وبخاصة في المناطق السياحية الساحلية في البحر الأحمر والساحل الشمالي وهي في الحقيقة مناطق جذب سياحي للسائح الأوروبي الذي يفضل السياحة الترفيهية وسياحة الاستجمام على الشواطئ وفي القرى السياحية حيث الشمس والرمل والبحر. كما يتم التوسع أيضا في مناطق القاهرة والإسكندرية وجنوب الوادي في الأقصر وأسوان، مهد الحضارة المصرية العريقة وعلى ضفاف نهر النيل الخالد وهذه المناطق السياحية تعد أهم مقصد للسائحين الأسيويين بشكل عام والسائحين الصينيين بشكل خاص. تقوم الدولة بإنشاء 15 ألف غرفة فندقية سنويا لتلبية الطلب المتزايد على الفنادق المصرية في ظل الطفرة الكبيرة التي شهدتها حركة السياحة العالمية لمصر والتي تخطت 11 مليون سائح عام 2007. كما تهتم الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة بإعداد الكوادر المتخصصة التي تجيد اللغة الصينية للاستفادة بها في كافة مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر والصين بشكل عام وفي مجال السياحة بشكل خاص، حيث أصبحت هناك خمس جامعات مصرية بها أقسام علمية لتدريس اللغة الصينية بمصر فضلا عن المراكز التعليمية الخاصة، وتحرص وزارة السياحة على تخريج دفعة من المرشدين السياحيين الذين يجيدون اللغة الصينية مرة كل عام. وتشجع الحكومة المصرية المستثمرين الصينيين للتوجه إلى مصر لفتح مشروعات اقتصادية من شأنها تقديم الخدمة للسائح الصيني بما يتوافق مع متطلبات نمطه الاستهلاكي مثل الفنادق والمراكب النيلية والمطاعم الصينية... الخ.

 

السيدة هالة بدر: وضعت الحكومة السورية نصب أعينها منذ عام 2000 تطوير البنية التحتية وتوفير الظروف المناسبة لتوسيع القطاع السياحي والعمل على الارتقاء بمستوى المنتج السياحي المحلي، بالإضافة إلى تنشيط الترويج الخارجي للبلاد بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح.

تشهد سورية الآن قفزة نوعية في مجال الاستثمار السياحي، والعديد من كبريات الشركات والفنادق العالمية تبني منشآتها في سورية لتلبية أذواق السياح على مختلف شرائحهم وإمكانياتهم المادية. كل ذلك بفضل المزايا التفضيلية التي تمنحها سورية للمستثمرين الأجانب، والتي قلما تمنحها أية دولة أخرى، من حيث الإعفاءات الضريبية والتسهيلات المصرفية والمالية.

من ناحية أخرى، سهلت الحكومة السورية إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول للسياح الأجانب، إذ بإمكانهم الحصول عليها لدى وصولهم المطار الدولي السوري. أما بالنسبة للسياح الصينيين فقد منحوا معاملة تفضيلية وبإمكانهم الحصول على التأشيرة السياحية مجانا دون تأخير في مقر السفارة السورية في بكين، بالإضافة إلى اعتبار المجموعة السياحية مؤلفة من فرد فأكثر.

وحاليا تسعى الحكومة السورية إلى زيادة أعداد المطاعم الصينية في سورية، وإدخال بعض الأطباق الصينية إلى لوائح الطعام في المنشآت السياحية الهامة، كما تعمل على زيادة أعداد الأدلاء السياحيين باللغة الصينية.

 

الصين اليوم: كانت الدول الأوروبية في السابق هي المقصد المفضل لغالبية الصينيين، ولكن الآن يزداد عدد الراغبين في زيارة بلادكم، فما هي عناصر التفوق السياحي لبلدكم؟ هل هي المواقع الأثرية أم الثقافة أم الأطعمة أم المناظر أم…؟

 

المستشار ناصر عبد العال: مصر واحدة من الدول التي حباها الله العديد من مقومات الجذب السياحية بفضل عطاء الطبيعة الفياضة على شواطئ بحارها شمالا وشرقا وسحر نيلها الخالد وشمسها الدافئة وصحاريها الواسعة المليئة بالغرائب والعجائب، وبفضل عطاء أبنائها الكرماء الأصل الذين بنوا حضارة عريقة تعتبر فخرا للبشرية جمعاء، ولا يزالون يقدمون للعالم ملحمة العطاء العصري في كل المجالات. ولعل أهرامات مصر وقناة السويس وشوارع القاهرة ولياليها وحدائق الإسكندرية، عروس المتوسط، وثقافتها المتميزة وسحر الجنوب بحضارة الفراعنة على ضفاف النيل، وناسها بسمرة بشرتهم وسحر عيونهم وطلعتهم البهية وابتسامتهم الودية، كل هذه مقومات جذب للسائح الصيني الذي سافر إلى العالم كله، لكنه يدخر جهده وماله لهذه الرحلة الساحرة؛ رحلة الغموض والعجائب للتعرف على حضارة الفراعنة في القاهرة والوادي وفي الأقصر وأسوان وإدفو وإسنا وكوم إمبو، وحضارة اليونانيين والرومان في الإسكندرية والبحر المتوسط،، للتعرف على حياة الناس في القاهرة الإسلامية وخان الخليلي وريف مصر وحياة البدو في الصحراء وفي الواحات، ويركب الجمل ويقف مبهورا مذهولا بعظمة الأهرامات ويركب الفلوكة ويستمتع بجمال مياه النيل الزرقاء الصافية، لكل ذلك السائح الصيني يفضل مصر ويحب مصر ويعشق مصر.                                                               

 

السيدة هالة بدر: زيارة سورية هي رحلة عبر الزمن، تعود بك إلى الألف الرابع عشر قبل الميلاد وتمضي بك عبر تراث 33 حضارة توالت على الأرض السورية، وخلفت وراءها عبقا وأوابد خالدة ما تزال محافظة على شكلها في تدمر وافاميا وبصرى. إن سورية مقصد سياحي ثقافي متميز تملك العديد من عوامل الجذب السياحي التي تميزها عن العديد من دول العالم: فموقعها الجغرافي الاستراتيجي في قلب العالم القديم يمنحها سهولة الانتقال منها إلى القارات الثلاث آسيا وأوربا وأفريقيا بزمن قياسي وإجراءات مبسطة للغاية. إضافة إلى ذلك المناخ المتوسطي البديع الذي تتمتع به سورية يمنحها فصولا أربعة مميزة بشكل كبير، ولكل فصل نكهة خاصة في سورية. كما أن تنوع تضاريسها على صغر مساحتها يتيح للسائح التمتع بجميع أنواع السياحات في برنامج متكامل ووقت أقصر من الدول الأخرى، فبإمكانه التمتع بالألعاب المائية وأشعة الشمس اللطيفة على الشواطئ الرملية الساحرة، ومن ثم الانتقال إلى الجبال الخضراء والتمتع بالمناظر الخلابة ورياضة التسلق أو التزلج على القمم المكسوة بالثلوج، ومن ثم ينتقل إلى الداخل حيث السهول الواسعة الخصبة المليئة بأشجار الفاكهة على اختلاف أشكالها، وحتى الصحراء يستمتع بلياليها الساحرة على ضوء القمر في خيام البدو ويركب الجمال. وسيزور أولى المدن المأهولة بالسكان عبر التاريخ في دمشق وحلب حيث تمتزج الحضارة بالحداثة والعصرية. وليثق بأن كل بقعة من أرض سورية لا تخلو من أثر أو أبد تاريخي من حضارات مختلفة.

كل ذلك بإجراءات دخول سهلة و تكاليف مغرية مقارنة ببعض دول الجوار، وأمن وسكينة، بالإضافة إلى بسمة ترحاب حار سيلقاهما على الوجوه السورية الجميلة. وستتاح له فرصة العمر بالتمتع بأطباق المطبخ السوري الشهية والمتنوعة التي لاقت استحسانا من قبل جميع الأذواق حول العالم. وهناك لن ينسى بالطبع أن يشتري لأصدقائه ومحبيه التذكارات الجميلة من الحرف اليدوية والمنتجات السورية التي ذاع صيتها حول العالم، من مطرزات حريرية، وتحف نحاسية، وفضية، وزجاجية أبرزت مهارة الحرفي السوري عبر الأزمان، وقدمت كهدايا للملوك والحكام حول العالم. ولعله قد يرغب بشراء قطعة من البروكار الحريري لصديقته لترتديه مثلما فعلت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية في ليلة زفافها.

 

الصين اليوم: هل تطور التبادل السياحي بين الصين والدول العربية يلعب دورا مهما في تعزيز التفاهم بين الجانبين؟ 

 

المستشار ناصر عبد العال: السياحة في الحقيقة هي النافذة الجميلة التي نرى من خلالها حياة الآخر وثقافة الآخر ومقومات الآخر وقوة الآخر، هي الرحلة التي من خلالها يمكن أن يهتدي التاجر إلى ضالته من فرص التعاون مع الآخر وهي الباب الذي يمكن للمستثمر الولوج من خلاله إلى عالم المال والمشروعات في بيئة مغايرة، هي مفتاح خزائن العلم وكنوز الثقافة التي يتوق إليها كل عالم وكل باحث، لكل ذلك فإن التبادل السياحي بين الصين ومصر والدول العربية يلعب دورا مهما في تعزيز التبادل بين الجانبين.

 

السيدة هالة بدر: تعتبر السياحة من أهم وسائل الاتصال والالتقاء بين الشعوب، فمن خلالها تتعرف الشعوب على حضارات بعضهم وعاداتهم وتراثهم، ومن المعلوم أن المعرفة هي باب التفاهم، فكلما تعرفت على الشخص الآخر وحضارته أكثر كلما فهمته وزادت قدرتك على التحاور معه. ومن هذا المنطلق تولي الدول العربية كبير الأهمية لتطوير العلاقات السياحية المتبادلة مع الصين لتنمية مشاعر الصداقة بين الشعبين العربي والصيني وفتح آفاق جديدة للتعاون.

 

ولكن ماذا عن الصينيين الذين زاروا البلاد العربية؟

يقول يوي يانغ إنه زار أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وأعجبته المدن الحديثة في هذه الدول وظن أنها لا يضارعها إلا هونغ كونغ وشانغهاي وبكين، ولكن عندما وصل إلى مطار دبي، ورأى المنتجات الوفيرة بماركات مشهورة هناك، اكتشف أن دبي أكثر ثراء من كل المدن التي رآها. وهو يعتقد أن بلاد العرب تجمع بين القديم والحديث، فالعالم يتطور بسرعة، ولكن الدول العربية مازالت محافظة على عاداتها وتقاليدها الأصيلة. وقال: "صحيح أنه لا يمكن أن نعرف دولة تماما في أسبوع، خاصة بالنسبة لدولة ذات تاريخ عريق، فهذا يقتضي قضاء الربيع والصيف والخريف والشتاء بين شعبها، ولكننا نستطيع خلال الزيارة القصيرة أن نعرف جديدا عنها. قبل أن أصل الإمارات تصورت أنها بلاد الأبيض والأسود، الرجال يرتدون الأبيض والنساء يرتدين الأسود، ولكن هناك وجدتها ملونة. أبناؤها يسعون إلى "الأفضل"، فيها أفخر فندق بسبعة نجوم، وأكبر مطار وشركة طيران، وأجمل جزيرة اصطناعية.

أما شيوي يي تينغ التي درست العربية لمدة سنة في جامعة دمشق فقالت: "الموارد السياحية بسورية وافرة، حلب وتدمر واللاذقية تتمتع بالمزايا الثقافية والمناظر الساحرة. زرت آثار تدمر وسوق الحميدية والمسجد الأموي وقلعة حلب، وأنا متأثرة بحكمة شعب سورية، ومدينة اللاذقية تعجبني أكثر، لأن الجو هناك منعش ومعتدل، ومنشآت الفنادق بها كاملة. هناك يمكن رؤية بعض المباني على الطراز الأوروبي والبارات مميزة".

 قليل من السوريين يستطيعون التحدث باللغة الصينية، ولكنهم يحبون الصينيين واللغة الصينية. شيوي يي تينغ التي تتحدث العربية، حظيت بترحيب من السوريين وسعت لتعريفهم بأحوال وعادات وتقاليد الصين. قالت: "كنت أركب الباص بين مختلف المدن السورية مع أصدقائي، وأتحدث مع السوريين لمعرفة هذا البلد، وكلما وصلت إلى مدينة جديدة، أخبرت أهلها أنني من الصين، وأتحدث معهم حول العلاقات العربية الصينية الودية وأعرفهم بتاريخ الصين العريق وتنمية الصين السريعة".

 ياو بي التي زارت مصر في عطلة عيد الربيع الصيني في هذا العالم، وأمضت بها أربعة أيام زارت خلالها معظم المواقع السياحية المصرية، قالت: "مصر لغز بالنسبة للصينيين، الأهرامات والثقافة الفرعونية تجذب الصينيين، عدد السياح إلى مصر يزداد بسرعة، وأصبحت زيارة مصر تيارا سائدا في الصين، وقد اشتركت في معرض ثقافة مصر في الصين، ورأيت التحف المصرية في متحف صيني، وأعجبت بها، وقررت زيارة مصر العظيمة لمعرفة هذه الدولة بنفسي، وبعد زيارة الأهرام ومعبد الأقصر ومدينة أسوان ومدينة شرم الشيخ وغيرها من المواقع المشهورة المصرية وسمعت القصص المصرية القديمة، أعجبت بذكاء الشعب المصري القديم. وبالإضافة إلى ذلك، كثير من المصريين يستطيعون التحدث باللغة الصينية، وهذا يجعل زيارة الصينيين إلى مصر سهلة بشكل كبير. أعتقد أن مصر ستصبح مقصدا رائعا ومناسبا للسياح الصينيين بفضل اهتمامها، حكومة وشعبا، بالصين والعلاقات الودية الثنائية".

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn