قبل ثمانية عشر عاما، تبادل نائب وزير السكك الحديدية الصيني مع نظيره من الاتحاد السوفيتي السابق مفتاح آخر مسمار بصمولة استخدم في سكة حديد "الجسر الأوراسي الجديد"، ليُلعنا بذلك تدشين ثاني خط سكة حديدية يربط بين قارتي آسيا وأوربا، بعد الجسر الأوراسي في سيبيريا. يبدأ "الجسر الأوراسي الجديد" من مدينة ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية شرقا، ويمر بإحدى عشرة مقاطعة صينية، من بينها قانسو، ويستمر إلى أوكرانيا وبولندا وألمانيا، حتى مدينة روتردام الهولندية غربا. يبلغ طوله 11 ألف كم، ويتيح للدول الواقعة على طوله نقل حاويات البضائع مما يجعل منه رابطا هاما بين الشرق والغرب.
تقع مقاطعة قانسو في ملتقى هضبة تشينغتسانغ (تشينغهاي- التبت) وهضبة اللوس، وهي بذلك رابط هام بين شرقي وغربي الصين منذ قديم الزمان، فقد كان يمر بمعظم أراضيها طريق الحرير، أهم الطرق التجارية في زمن أسرة هان الغربية (206 ق.م- 24 م) وأسرة تانغ (618 م-907 م). في غرة ديسمبر عام 2007، وقعت مديرية المواصلات بمقاطعة قانسو ومكتب إدارة المواصلات بمدينة شانغهاى "اتفاق التعاون في النقل عبر طريق "الجسر الأوراسي الجديد"، بغرض إقامة آلية تعاون للنقل البري والمائي بين الجانبين، وتوفير خدمات النقل التي تحقق النفع المتبادل، وتعزيز التوظيف المشترك للموارد البشرية وحفز التكامل الاقتصادي ورفع القدرة التنافسية وتحقيق التنمية والازدهار للجانبين.
تطوير مواصلات الطرق العامة
تحث قانسو خطوها لتصبح محور مواصلات شاملا في شمال غربي الصين. حتى نهاية عام 2007، وصل إجمالي طول الطرق العامة بها مائة ألف وستمائة واثني عشر كم، منها 5366 كم من الطرق العامة على الدرجة الثانية أو أعلى، 3161 كم من الطرق السريعة. وتصل الطرق العامة إلى 2ر91% من القرى بها ويمكن وصول المركبات الآلية إلى 24ر97% من قراها. وقد أوضح يانغ يونغ تشونغ، مدير مديرية المواصلات بمقاطعة قانسو، في مقابلة خاصة مع ((الصين اليوم))، أن قانسو تعد شريان شبكة الطرق العامة لمناطق غربي الصين، ومنفذا هاما لـ"الجسر الأوراسي الجديد"، الذي يبلغ طوله في قانسو أكثر من ألف وستمائة كم. ويوجد في قانسو 32 طريقا وطنيا و32 طريقا عاما على مستوى المقاطعة ونحو 900 طريق عام على مستوى المدينة و1294 كم من المجاري المائية الداخلية. مضيفا بأن حكومة المقاطعة تحرص على تنمية شبكة الطرق العامة بقانسو، لأنها تخدم "برنامج بناء شبكة الطرق السريعة بمناطق غربي الصين"، الذي طرحته مديرية المواصلات بمقاطعة قانسو عام 2007، ومضمونه الرئيسي هو تخطيط شبكة الطرق العامة حسب الظروف الواقعية للمقاطعة وتجديد مفهوم التنمية، والمساهمة في تطوير شبكة النقل الوطني وحتى العالمي.
شبكة للطرق السريعة
دعت حكومة قانسو في السنوات الأخيرة إلى بناء الطرق السريعة.، وبدأت بناء أول طريق سريع بقانسو عام 1994 بطول إجمالي 15ر13 كم. ولكن بعد ذلك توقف بناء الطرق السريعة في السنوات الخمس التالية بسبب نقص التمويل. ومع تنفيذ استراتيجية تنمية مناطق غربي الصين، التي طرحتها الحكومة الصينية عام 1998، بدأت حكومة المقاطعة تنفيذ برنامج بناء شبكة طرق سريعة، وإسراع خطواتها لبناء هذه الشبكة، فبدأ العمل في أربعة طرق سريعة جديدة، هي طريق لانتشو - تشونغخه وطريق لانتشو - بايين وطريق لانتشو - دينغشي وطريق لانتشو - لينتاو.
في ديسمبر عام 2004، بدأ بناء أكبر شبكة طرق سريعة في قانسو باستثمار نحو 50 مليار يوان، حيث تبدأ الشبكة من لانتشو، عاصمة المقاطعة، وتمتد إلى خمس مدن في شرقي وجنوبي وجنوب شرقي قانسو وتشمل ثلاثة طرق وطنية (ستحول إلى طرق سريعة بعد التجديد). من المتوقع أنه بحلول عام 2013 سيبلغ إجمالي طول هذه الشبكة 2529 كم لتكون شبكة الطرق الأطول والأكثر استثمارا والأوسع تغطية في تاريخ قانسو، إذ تغطي خمس مدن، تحتل 20% من مساحة أراضيها. هذا المشروع العظيم له فوائد عديدة، منها تحسين ظروف المواصلات في شرقي قانسو ودفع التنمية الاقتصادية في المقاطعة بل في كل مناطق غربي الصين.
بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل حاليا في جزء قانسو من مشروع طريق "ليانهوه" السريع الوطني، الذي أدرج ضمن أكبر المشروعات الجديدة بمناطق غربي الصين عام 2005، وطريق باوجي – تيانشوي السريع، الذي يعتبر منفذا هاما يربط قانسو بالمنطقة الساحلية في جنوب شرقي الصين ومقاطعة شنشي، كما أنه جزء من الخط الرئيسي لطريق ليانيونقانغ - هوأرقوسي الوطني السريع الذي أدرجته وزارة المواصلات الصينية ضمن 12 مشروعا نموذجيا على المستوى الوطني. طريق باوجي – تيانشوي السريع يحتاج إلى التغلب على بعض الصعوبات الطبوغرافية، منها جبال تشينلينغ ذات المناظر الطبيعية الفريدة والنظام الإيكولوجي الهش. من أجل حماية هذه الموارد الطبيعية النادرة، توظف وحدة الإنشاء كثيرا من التكنولوجيا المتقدمة، ووضعت معايير إنشائية عالية ليتم تنفيذها بشكل صارم. في نفس الوقت، بدأ العمل في مشروع طريق شيفنغ - جسر تشانغتشينغتشياو- فنغشيانغ السريع باستثمارات قدرها ثلاثة مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 7,1 يوان)، وهو مدرج ضمن سبعة مشروعات هامة لبناء الطرق السريعة بجنوبي قانسو.
شبكة طرق سريعة بعلوم وتكنولوجيا حديثة
حصلت قانسو في الرابع عشر من يونيو عام 2007، على قرض قيمته 300مليون يوان من بنك التنمية الآسيوي (ADB)، لصالح مشروع بناء الطرق السريعة في جنوبي قانسو، وهو ثاني مشروع ينفذ بقرض منADB. وحسب لي وان مينغ، رئيس مكتب الشؤون المالية بمديرية المواصلات في قانسو، تعتبر هذه المقاطعة نموذجل من حيث الحصول على القروض وسدادها. كما أن نمط الإدارة وجمع الرسوم بها متفوق في الصين. وأشار لي وان مينغ إلى أن هناك زيادة في حجم وقنوات التمويل لبناء البنية الأساسية للمواصلات بقانسو في السنوات الأخيرة بفضل قيام حكومة المقاطعة بالتخطيط الموحد لهذه المشروعات، مما جعل القروض أكثر فعالية والمشروعات أكثر اقتصادا في تكلفة الموارد البشرية ورؤوس الأموال والمواد الخام.
من أجل تعزيز تكامل شبكة النقل الإقليمية وتقوية التعاون والحوار بشأن الاقتصاد والنقل لمناطق غربي الصين، عقدت إدارة النقل والمواصلات بقانسو في العاشر من ديسمبر عام 2005، في مدينة لانتشو الدورة الأولى من"منتدى النقل بالطرق العامة لمناطق غربي الصين"، ووقعت حكومة قانسو مع 11 دائرة معنية في مناطق غربي الصين "اتفاق التعاون الإقليمي للنقل بالطرق العامة بمناطق غربي الصين"، الذي طرح مفهوم التعاون في "تكامل السياسات والأسواق والمعلومات وآلية المراقبة". وبدأ بناء خطوط النقل، التي تربط مقاطعة قانسو ومقاطعة تشينغهاى ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، وبدأ تشغيل خطوط الإمدادات المدنية بين المدن في الثلاث مقاطعات المذكورة، مما عمق التعاون والحوار في مجال الاقتصاد والنقل الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، منذ عام 2004، شهدت منطقة غربي قانسو إقامة أول مشروع معلومات للنقل بالطرق العامة في الصين، وتحقق ربط مركز المعلومات في المقاطعة بـ14 مركز معلومات على مستوى المدينة و86 محطة معلومات على مستوى المحافظة و150 محطة معلومات لمؤسسات النقل بالطرق العامة، كل هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق الاستفادة المشتركة من معلومات نقل الطرق العامة في أنحاء المقاطعة.
الطرق العامة تصل القري النائية
تشتهر كثير من مناطق قانسو بوفرة الإنتاج الزراعي، فمدينة دينغشي بها تحمل لقب "مدينة البطاطس في الصين"، ومحافظة لونغنان تشتهر بالمحاصيل الجبلية. ولكن ظروف المواصلات الصعبة في هذه المناطق يعوق نقل هذه المنتجات إلى خارج قانسو، وهو ما يؤثر بدوره على التنمية الاقتصادية بها وعلى مستوى معيشة سكانها. ولهذا أكد تشاو يان لونغ، مدير مديرية الطرق العامة بمقاطعة قانسو، أن "بناء الطرق العامة والإسراع ببناء الطرق وزيادة عددها وبناء طرق ريفية جيدة" رغبة مشتركة للفلاحين في هذه المناطق. حسب الإحصاء، من عام 2001 إلى عام 2005، تم بناء طرق ريفية جديدة في قانسو طولها 26 ألف كم، ليصل إجمالي طولها 85790 كم، وتصل الطرق إلى كافة محافظات قانسو و2ر91% من القرى بها. وفي عام 2006، بنت المقاطعة طرقا طولها 394 كم في 18 محافظة، وطرقا ريفية طولها 1846 كم في 318 قرية، وجددت طرقا ريفية طولها 3237 كم.
وفي ظل اهتمام الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة ببناء "ريف اشتراكي جديد متناغم" وحل مشكلة "الريف والفلاحين والزراعة"، قدمت من عام 2001 إلى عام 2005، معونات مالية لمشروعات بناء الطرق الريفية بقانسو 30 مليون يوان سنويا. وفي عام 2006 بلغ الرقم 1ر1 مليار يوان، وارتفع إلى 84ر1 مليار يوان في عام 2007، الذي قدمت خلاله حكومة قانسو 700 مليون يوان لـمشروع "وصول السيارات إلى القرى"، ضمن خطة لاستثمار 25ر4 مليار يوان في 3695 مشروعا لطرق طولها الإجمالي 18232 كم. وتعمل حكومة المقاطعة على تحسين المرافق الأساسية ورفع مستوى معيشة الفلاحين وإقامة شبكة مواصلات واتصالات وشبكة إذاعة ريفية. وأكد يانغ يونغ تشونغ اهتمام الحكومة بالفلاحين، قائلا: "علينا أن نركز على خدمة الفلاحين ورفع مستوى الخدمات الريفية والإسراع في بناء الطرق لهم وحل مشاكل الريف والفلاحين والزراعة بشكل دقيق ودفع بناء الريف الاشتراكي الجديد وزيادة دخول الفلاحين". إن زيادة عدد الطرق وتحسين نوعيتها لا يوفر جسرا بين قرى ومدن المقاطعة فقط وإنما يفتح بوابة على العالم الخارجي يمكن أن تدخل عبرها أفكار جديدة ومفاهيم حديثة، ويساهم في تنمية الريف مع وصول معلومات وتكنولوجيا حديثة إلى القرى عبر الطرق.