من أجل
توفير رعاية
أفضل لابنها
التلميذ بالمرحلة
الابتدائية،
استقالت السيدة
جيا يوي مي
من عملها كمحاسبة
في شركة أجنبية،
وترشحت لرئاسة
اللجنة السكانية
لتجمع ميلييوان
السكني، الذي
تقيم فيه. حسب
قانون تنظيم
اللجان السكانية
لجمهورية
الصين الشعبية،
يختار سكان
التجمع السكني
فوق سن 18 سنة
الذين لهم
حق الانتخاب،
رئيس لجنة
السكان ونوابه
وأعضاء اللجنة،
ولكن يمكن
أن يتولى عملية
الاختيار
مندوب عن كل
أسرة؛ ويمكن،
حسب رأي السكان،
أن يتولى عملية
الاختيار
2-3 مندوبين
عن كل فرقة
سكان.
بعد جولتي
تصويت لتحديد
المرشحين
والناخبين،
تم تحديد 5 أعضاء
للجنة سكان
تجمع ميلييوان،
من بينهم السيدة
جيا يوي مي،
التي انتخبت
رئيسة للجنة
لمدة ثلاث
سنوات قابلة
للتجديد.
بعد أن
تولت جيا يوي
مي منصبها
قبل خمس سنوات،
وضعت نظاما
للعمل، مشابها
لأنظمة عمل
الشركات،
يقضي بأن يضع
كل عضو باللجنة
بطاقة على
صدره لتوضيح
صفته، وحظرت
على الأعضاء
استخدام عبارات
فظة في التعامل
مع السكان
مثل "لا أدري"
"لا يمكن" وغيرهما.
لاحظ السكان
أن صورة أعضاء
لجنة السكان
تغيرت تماما.
إلى جانب ذلك
وضعت لجنة
سكان ميلييوان
حزمة من أنظمة
العمل المتعلقة
بالضمان الاجتماعي
بالنيابة
عن الحكومة
وإدارة القادمين
من خارج المدينة
وغيرها من
بضعة عشر نوعا
من الأعمال،
ولكل نوع منها
أساس عمل ومجاله
وإجراءاته
والمعلومات
المطلوبة
له ومدة إنجازه.
خلال
الثلاث مرات
التي جرى فيها
اختيار أعضاء
اللجان السكانية
بالانتخاب
في بكين، شارك
بعض خريجي
الجامعات
وذوي المؤهلات
الأعلى في
الترشيح لعضوية
اللجان السكانية،
ولكن مازال
عددهم محدودا
في معظم المناطق،
نظرا لأن راتب
عضو اللجنة
يتراوح
بين ألف وألفي
يوان (الدولار
الأمريكي
يساوي 7,2يوانات).
ولكن مع ضيق
فرص العمل
وبسبب توزيع
الأعمال
بين الزوج
والزوجة في
بعض الأسر،
ظهرت قيادات
في اللجان
السكانية
مثل السيدة
جيا يوي مي.
نظام
انتخاب رئيس
لجنة السكان
جعل جيا يوي
مي تشعر بضغط
مهني، وحسب
كلامها: "مهما
كنتَ، إذا
لم يكن السكان
راضين عن عملك،
يعزلونك. لقد
خضت الانتخابات
مرتين، لم
أشعر بالتوتر
فقط، بل تعمق
فهمي لعملي
وأصبحت ناضجة
تدريجيا".
جسر بين
الحكومة والسكان
عن مهمة
اللجنة السكانية،
قالت جيا يوي
مي: "شرح سياسات
الحكومة من
الأعمال الهامة
للجنة السكان.
خاصة في المناطق
الحضرية القديمة
أو التجمعات
السكنية القديمة،
لأن مستوى
تعليم السكان
فيها منخفض
نسبيا، ومن
ثم فإن تفسير
سياسات الحكومة
عمل مهم وثقيل".
توظيف
سياسات الدولة
لتحقيق مصالح
السكان أيضا
من الأعمال
الهامة للجنة
سكان ميلييوان.
من تلك الأعمال
إصدار بطاقة
المسن الحمراء
لمن تجاوز
سبعين عاما
من العمر وهي
البطاقة التي
تتيح لحاملها
ركوب المواصلات
العامة ودخول
الحدائق العامة
مجانا، كما
تتولى اللجنة
إجراءات نقل
أبناء العمال
الفلاحين
القادمين
من خارج بكين
إلى مدارس
في العاصمة
للدراسة مجانا،
وفقا لقرارات
بلدية بكين.
هذا إضافة
إلى إدارة
التجمعات
السكنية،
مثل تسجيل
القادمين
من خارج المدينة
وتركيب أجهزة
الإطفاء.
ابتداء
من عام 2006 رصدت
الحكومة مخصصات
مالية قدرها
80 ألف يوان
لكل لجنة سكانية
لخدمة المصالح
العامة للمواطنين
وتتولى اللجنة
وضع خطة استخدامها
وتنفيذها،
ويمكن ترحيل
المتبقي من
المخصصات
إلى العام
التالي. ومع
ارتفاع نسبة
المسنين في
الصين، وحيث
أن كبار السن
هم المجموعة
الرئيسية
التي تقضي
النهار في
التجمعات
السكنية،
تخصص اللجان
السكانية
نسبة كبيرة
من تلك المخصصات
لبناء دور
إقامة أو مراكز
نشاطات للمسنين.
ونظرا لارتفاع
نسبة المثقفين
في تجمع ميلييوان
السكني، أقامت
لجنة السكان
به مكتبة عامة،
في قاعة مملوكة
لشركة التنمية
العقارية
لهذا التجمع،
بدون مقابل،
كما خصصت الحكومة
للمكتبة مائة
ألف يوان،
وتولت لجنة
السكان القيام
بأعمال الديكور
وشراء الدفعة
الأولى من
الكتب. وتعتزم
اللجنة طلب
مخصصات مالية
أخرى من الحكومة،
في المستقبل،
لشراء كتب
أخرى والاشتراك
في الصحف والمجلات.
حاليا يمكن
لسكان التجمع
استعارة وقراءة
الكتب، والصحف
والمجلات
فيها.
أقامت
لجنة سكان
ميلييوان
أيضا قاعة
للنشاطات
الثقافية،
يمارس فيها
سكان التجمع
نشاطاتهم
الثقافية
ويقدمون العروض
الفنية بأنفسهم،
وتقدمت اللجنة
للجهات الحكومية
المعنية بطلب
تمويل لشراء
مجموعة أجهزة
كاراأوكي
للتسلية.
بالنظر
إلى محدودية
المخصصات
المالية التي
تقدمها الحكومة
للجان السكان،
أكدت جيا يوي
مي أن هذا يجعل
من الأهمية
بمكان استخدام
تلك الأموال
لخدمة السكان
بصورة أفضل.
خدمة
ذاتية
في قاعة
النشاطات
الثقافية
بتجمع ميلييوان،
تعلم السيدة
سونغ لي ينغ
6 أشخاص من سكان
التجمع عمل
الأشغال اليدوية
بالخرز الملون،
أكبر المتعلمات
عمرها نحو
80 سنة. سونغ
لي ينغ خرجت
إلى التقاعد
مبكرا، وبعد
أن قرأت إعلانا
للجنة السكان
لطلب متطوعين
سجلت اسمها،
فعينت رئيسة
لفريق خدمات
متطوعي الثقافة
والرياضة
والتعليم.
مهمة هذا الفريق
هي استكشاف
قدرات ومهارات
السكان وتوظيفها
للقيام بنشاطات
ثقافية وفنية،
وفي هذا الإطار
أقامت سونغ
لي ينغ دورة
لصنع الأشغال
اليدوية الفنية.
تنشيط
حياة السكان
بخدمات المتطوعين
إسهام آخر
أضافته رئيسة
اللجنة جيا
يوي مي، ومن
ذلك الاستفادة
من خبرة السيدة
بنغ يان البالغة
من العمر 47
سنة، الموظفة
في مكتبة جامعة
العاصمة للمعلمين،
لتبويب أكثر
من عشرة آلاف
كتاب في مكتبة
التجمع السكني.
حاليا،
يوجد في تجمع
ميلييوان
خمسة فرق لخدمات
المتطوعين.
يقوم فريق
متطوعي مساعدة
المسنين والفقراء
بتنظيف بيوت
كبار السن
وشراء احتياجاتهم
وإتمام إجراءات
حسابات العلاج
لهم، ويقوم
فريق متطوعي
التشجير بزراعة
الأشجار وتنظيف
المساحات
الخضراء وجمع
النفايات
البلاستيكية
داخل التجمع.
حسب نظام لجنة
السكان، على
كل متطوع أن
يخدم التجمع
أكثر من 50 ساعة
سنويا. وحسب
نظام لجنة
السكان، يحق
للمتطوعين
أن يتمتعوا
بخدمات الآخرين
أولا. ولكن
جيا يوي مي
أكدت أن حماسة
المتطوعين
مرجعها قيام
لجنة السكان
بإعلان مآثرهم
في نهاية كل
سنة ثناء عليهم،
وشددت على
أن النظام
الصحيح ضروري،
وإدارة التجمع
السكني جيدا
بحاجة إلى
تشجيع السكان
على المشاركة
معنويا وإنسانيا.
الخدمات
التجارية
جزء هام لمعيشة
السكان، ولهذا
تشاورت لجنة
سكان تجمع
ميلييوان
مع التجار
في السوبر
ماركت الواقع
أمام بوابة
التجمع لإعلان
أرقام هواتفهم
بحيث يمكن
أن يتصل بهم
السكان لتوصيل
الطلبات إلى
البيوت مباشرة.
ووقعت لجنة
السكان مع
بضعة عشر محلا
تجاريا قريبة
من التجمع،
منها صالون
حلاقة وصيدلية
اتفاقات لتقديم
الخدمات لسكان
التجمع، حيث
تزكي لجنة
السكان هذه
المحلات للسكان،
وتقدم هذه
المحلات خدمات
تفضيلية للمسنين
والصغار والمرضي
وغيرهم من
الفئة الضعيفة
بأسعار تفضيلية.
في أيام
الأعياد تنظم
لجنة السكان
عروضا فنية
ضخمة، تتضمن
فرق الرقص
والغناء الجماعي
وألعاب الووشو
والسيف. وتنظم
اللجنة السكان
ذوي المهارات
الفنية المختلفة
للاشتراك
في العروض
الفنية.
في تجمع
ميلييوان
580 أسرة تنتمي
إلى ما يسمى
"الأعشاش الخاوية"،
والتي يقصد
بها الأسرة
التي يعيش
فيها المسنون
وحدهم. تولي
اللجنة السكانية
عناية خاصة
لتلك الأسر
التي تمثل
خمسي أسر التجمع،
فتنظم لهم
زيارات ورحلات
سياحية، من
أجل تخفيف
مشاعر الوحدة
في "الأعشاش
الحاوية".
وقد أوضح
لياو تشينغ،
الباحث المساعد
في أكاديمية
بكين للعلوم
الاجتماعية،
أن "الجماهير"
حلت محل "المعارف
القدماء" في
التجمعات
السكنية التجارية
الجديدة،
حيث يوجد مزيد
من الفرص لاشتراك
المواطنين
في الحياة
الاجتماعية،
وينشأ نوع
من ثقافة المواطنين،
وذلك يتجسد
في حماسة اشتراك
السكان في
الشؤون العامة
والقيام بالإدارة
الذاتية لأمورهم،
وهذا يصبح
أساسا وقوة
محركة لدخول
الصين مجتمع
المواطنين.
بناء
المنطقة المجتمعية
الثقافية
التي تشترك
فيها الجماهير
لا يزال في
البداية،
فحسب استطلاع
قام به لياو
تشينغ عام
2006، لا يعرف
43% من الناس
كيفية الاشتراك
في أعمال المنطقة
المجتمعية،
ويرى 30% من الناس
أن نشاطات
التجمع السكني
غير جاذبة،
ولا يهتم 24%
من الناس بما
يحدث في تجمعهم
السكني، و67%
لا يشتركون
في نشاطات
التجمع السكني
لأنهم ليس
لديهم الوقت.
قال لياو تشينغ،
إن هذه النتيجة
دليل على أن
هناك مجالا
واسعا لمشاركة
المواطنين
أثناء عملية
تنظيم أعمال
المدينة
والمنطقة
المجتمعية،
كما أنها توضح
الحاجة إلى
مزيد من المناقشة
والتفكير
في كيفية دفع
مشاركة المواطنين،
خاصة المشاركة
النظامية
من أعلى إلى
أسفل لتلبية
المطالب المتنوعة
للسكان أثناء
تنظيم أعمال
المنطقة المجتمعية.