إذا كانت الديمقراطية، في أبسط معانيها، تعني حكم الشعب للشعب، فإن التجمعات السكنية في المدن الصينية تقدم نموذجا تطبيقيا للممارسة الديمقراطية الكاملة، وتمثل بيئة خصبة للتنشئة السياسية التي تغرس في الفرد قيم التشاور والنقاش والمسائلة والمحاسبة، والأهم التكاتف والتضامن المجتمعي الذي يكفل التناغم والانسجام بين أعضاء تلك التجمعات، ولعل هذا هو أسمى ما تصبو إليه الديمقراطية.
في كل تجمع سكني، يختار السكان بالانتخاب الحر التنافسي لجنة تسمى اللجنة السكانية تتكون من رئيس ونواب للرئيس وأعضاء وجمعية عمومية، على النحو الذي تبينه مقالتنا "رئيسة لجنة السكان". تكون هذه اللجنة بمثابة البرلمان التشريعي والحكومة التنفيذية، وأحيانا القضاء في منطقة التجمع السكني. أو كما قال أحد أعضاء تلك اللجان: "هدفنا المحوري هو تقديم الخدمات للعامة، ونحن نعمل أيضا كجسر بين المواطنين والحكومة". وتلك مهمة جعلت مراقبا أجنبيا يعتبر لجان التجمعات السكنية المستوى القاعدي للنظام السياسي في جمهورية الصين الشعبية، كما توضح مقالتنا "جذور النظام".
التجمعات السكنية في الصين الحديثة ابتكرت أيضا سبلا غير تقليدية لكسر حواجز الحوائط الإسمنتية التي تفصل بين سكان تلك التجمعات، إذ ظهر ما يسمى منتديات الإنترنت للتجمعات السكنية، والتي توفر للسكان آلية تواصل اجتماعي تتفق مع مقتضيات العصر، كما تحكي مقالتنا "تحالف السكان على الإنترنت".
"الصين اليوم" تأخذنا أيضا في هذا العدد إلى رحلة في أعماق المشاعر الإنسانية لرجل من قومية الويغور يتبنى طفلة لا تنتمي إلى عرقه أو دينه، ليس له من دافع غير قلبه ومشاعره. كما تتجول بنا في "شيآن، كتاب تاريخ الصين القديمة" و "جزر الأحلام في تشونغمينغ"، وتستعرض حكاية "طلاب على سلم الاستثمار"، وتحاول استشراف " كيف سيكون حفل افتتاح أولمبياد بكين؟"، وفي النهاية تضع النقاط على الحروف في مسألة "براثن التمدد الصيني، استفسار وتوضيح".
