ã

نايف حواتمة في حوار مع ((الصين اليوم))

على حماس أن تتراجع عن انقلابها في غزة

أجرى الحوار: جيا بنغ وسونغ شي جيا

نائف حواتمة يجري حوارا مع ((الصين اليوم))

 

اعتبر الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتمة، أن بناء الفلسطينيين لدولتهم مسألة وقت، وقال حواتمة في حديث خص به ((الصين اليوم)) أثناء زيارته الأخيرة لبكين، إن مؤتمر أنابوليس لم يقرر التزامات ملموسة ومحددة بقرارات الأمم المتحدة كمرجعية للمفاوضات، كما لم يحدد مدة زمانية ملزمة لانتهاء المفاوضات، التي يمكن أن تنجح ويمكن أن تصل إلى طريق مسدود. وفيما يلي تفاصيل الحوار. 

((الصين اليوم)): كيف ترون موقف الصين من التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية؟

نايف حواتمة: الصين بلد كبير صديق للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية. الصين كانت من أوائل الدول بالعالم تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا. ومن أوائل الدول في العالم التي اعترفت بإعلان استقلال فلسطين عام 1988. وكثير من الكوادر الفلسطينية تعلمت في الصين. ولذا نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نعتبر الصين بلدا كبيرا صديقا لشعبنا ومساعدته لإنجاز حقوقه لتقرير المصير وبناء دولة فلسطين المستقلة بحدود الرابع من يونيو سنة 1967، وعاصمتها القدس المحتلة وحل مشكلة اللاجئين وفقا لقرار الأمم المتحدة 197 في إطار السلام الشامل المتوازن بين شعبنا الفلسطيني والدولة الإسرائيلية. الصين دولة لها علاقات مع جميع دول الشرق الأوسط، ولذلك تستطيع أن تكون صاحبة دور كبير بين جميع أطراف الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي لإيجاد حلول سياسية عملا بقرارات الأمم المتحدة. الصين شاركت بفعالية في اجتماع أنابوليس الدولي، وهذا فتح بابا جديدا واسعا لتطوير دور الصين في قضية السلام والعمل من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.   

((الصين اليوم)): بعد مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط، هل تتوقع أن يتحقق تقدم في مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؟

مؤتمر أنابوليس، يجب أن ننظر له بعد بدء المفاوضات، لأنه يحمل وجوها متعددة، وهذا يتوقف على دور الولايات المتحدة الأمريكية ودور الصين والدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والتي شاركت في مؤتمر أنابوليس. هذا المؤتمر أطلق باب المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وسيتم عقد هذا المؤتمر مرة ثانية في موسكو في مارس/ آذار 2008. ونأمل أن يعقد مرة ثالثة في بكين، لأننا نؤمن بضرورة دور أكبر للصين في منطقة الشرق الأوسط وفي المساهمة بحل قضايا الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي. مؤتمر أنابوليس لم يقرر التزاما ملموسا ومحددا بقرارات الأمم المتحدة كمرجعية للمفاوضات. ولم يقرر مدة زمنية ملزمة عام 2008 لتنتهي المفاوضات إلى نتيجة ملموسة وحاسمة. ولهذا يمكن أن تنجح المفاوضات إذا مارست الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي دورا أكبر. ويمكن أن يصل إلى طريق مسدود، لأن الأوضاع في إسرائيل ليست ناضجة حتى الآن للسلام الشامل. ورئيس الحكومة الإسرائيلية عندما عاد من أنابوليس قال إن حكومته لم تلتزم بشيء محدد، ولا يعتقد أن عام 2008 سيؤدي إلى نتيجة نهائية بالمفاوضات، وأيضا بادرت الحكومة الإسرائيلية بالإعلان عن بناء مستوطنة جديدة في منطقة محتلة فلسطينية اسمها جبل أبوغنيم. والتوسع في الاستيطان الاستعماري بالأراضي الفلسطينية يتناقض مع خريطة الطريق التي دعا مؤتمر أنابوليس إلى تنفيذها. وخريطة الطريق تنص بوضوح على ضرورة وقف كل أشكال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. لذلك نقول إن مؤتمر أنابوليس يحمل وجوها متعددة يمكن أن يؤدي إلى السلام، ويمكن أن يؤدي إلى طريق مسدود.        

((الصين اليوم)): على ضوء الانقسام الحالي بين حركتي فتح وحماس، هل يستطيع الفلسطينيون تحقيق حلمهم بإقامة دولة فلسطين؟

نايف حواتمة: الشعب الفلسطيني سيحقق بناء دولة فلسطين المستقلة في يوم ما قادم، لأن الثورة الفلسطينية عمرها الآن 40 سنة. نناضل من أجل حق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطين المستقلة. الانقسام الذي حصل وهو انقسام مدمر بين حماس وفتح، أضعف الوحدة الوطنية الفلسطينية وألحق أضرارا كبيرة بالشعب الفلسطيني. نحن نناضل من أجل إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها الشرط الرئيسي لضمان تحقيق حلم الشعب الفلسطيني ببناء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس العربية المحتلة. والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تقدمت بمبادرات من أجل إعادة الحوار بين فتح وحماس. ويوجد مبادرة تمت بين الجبهة الديمقراطية والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وتقدمنا بهذه المبادرة من القوى الثلاث إلى كل من قيادة فتح وقيادة حماس، لأننا نؤمن بضرورة الجبهة الوطنية المتحدة حتى يؤمن الشعب الفلسطيني حلمه. ونأمل، بل وأنا على ثقة، أن ننتهي من هذا الانقسام المدمر في المستقبل القريب. هذا يتطلب من حماس أن تتراجع عن انقلابها العسكري في قطاع غزة، وأن تعيد مؤسسات السلطة الفلسطينية السياسية والأمنية لرئيس السلطة الفلسطينية، ثم نجلس على مائدة الحوار الوطني الشامل لنعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية من جديد. 

"الصين اليوم": أين تقف الجبهة الديمقراطية مما يحدث في الأراضي الفلسطينية؟

نايف حواتمة: الجبهة الديمقراطية واحدة من القوى الرئيسية في حركة التحرير الوطني لشعبنا. والجبهة الديمقراطية تناضل من أجل حق شعبنا في إقامة دولة فلسطين المستقلة وحل مشكلة اللاجئين بالوسائل السياسية. والجبهة الديمقراطية تسعى لإعادة بناء الوحدة الوطنية لكل المؤسسات الفلسطينية على أسس جديدة وعلى وضع برنامج مشترك بين الجميع. لنا علاقات مع جميع القوى الفلسطينية الأخرى، وتقدمنا بمشروع محدد لإعادة بناء الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والانفصال بين غزة والضفة الغربية. وهذه الجهود تحظى باحترام كبير في صفوف شعبنا ونناقش هذا أيضا مع القادة الصينيين لأن للصين دورا في الشرق الأوسط ويمكن أن تساعد في ذلك.

"الصين اليوم": ما هي الرسالة التي تود نقلها إلى المسئولين الصينيين، وماذا يمكن أن تقدم الصين لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط؟

نايف حواتمة: رسالتنا للمسؤولين الصينيين هي أن الصين بلد كبير ودولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودولة صديقة للشعب الفلسطيني، لها دور كبير في حل قضايا الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي. ونحن ننظر بتقدير إلى دور مبعوث الصين الخاص لقضية الشرق الأوسط، والذي يزورنا بانتظام. ونريد للصين أن تكون عضوا مشاركا باللجنة الرباعية الدولية، لأن هذه اللجنة تتشكل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. تضم هذه اللجنة الدول الأربع الدائمة العضوية في مجلس الأمن: الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا، فقط الصين ليست موجودة بهذه اللجنة الرباعية. والسبب هو أن الإدارة الأمريكية تضع عقبات أمام مشاركة الصين. ولذلك نحن نعمل مع المجتمع الدولي ومع اللجنة الرباعية الدولية من أجل أن تكون الصين عضوا ثابتا باللجنة الرباعية الدولية، فتصبح اللجنة الخماسية لحل قضايا الصراع في منطقة الشرق الأوسط. الشرق الأوسط بؤرة توتر في هذا العالم، لا يوجد أمن واستقرار في الشرق الأوسط بدون حل القضية الفلسطينية وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولة فلسطين المستقلة. وللصين أيضا مصالح كبرى في منطقة الشرق الأوسط. لذلك رسالتنا هي أن يتسع ويكبر دور الصين في الشرق الأوسط، بما في ذلك مشاركتها في اللجنة الرباعية الدولية لتصبح لجنة دولية خماسية مسؤولة عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn