ã

ماذا أنجزت الدبلوماسية الصينية في 2007؟

تشونغ جيان

رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو ورئيس الوزراء البرتغالي جوسيه سوكواتس (اليسار) ورئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو (اليمين) في المؤتمر الرابع للغرف التجارية الصينية والأوروبية

 

يجمع المراقبون على أن

الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية الصينية العام الماضي تعكس القوة الداخلية الكبيرة للصين، كما تنم عن وعي قوي بالتقدم.

وقال وانغ يي تشوه، نائب رئيس معهد  الدراسات الاقتصادية والسياسية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه ابتداء من قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، التي عقدت في بداية عام 2007، قامت الصين بسلسلة من النشاطات الخارجية المرموقة، شملت الدبلوماسية المتعددة الأطراف، ودبلوماسية القمة، والدبلوماسية الاقتصادية، والدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية البيئية. على الصعيد الدبلوماسي العالمي، بدأت تتشكل صورة الصين كدولة كبيرة تعمل على تحقيق السلام والتنمية والتعاون في العالم.

 بعد المؤتمر الوطني السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني، توقع كثير من المراقبين الدوليين أن تولي الصين اهتماما أكثر للأعمال المتعددة الأطراف. والواقع أن الدبلوماسية المتعددة الأطراف كانت إحدى خصائص السياسة الخارجية الصينية عام 2007، حيث شاركت الصين خلاله  في أنواع مختلفة من المؤتمرات المتعددة الأطراف لتنسيق علاقاتها مع الدول الغربية والدول المجاورة والدول النامية بصورة شاملة، وحققت نتائج ملحوظة.

وفي عام 2007 ارتفع صوت هو جين تاو في قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية وفي مؤتمر منتدى التعاون لآسيا والمحيط الهادي ( أبيك)، لتوضيح موقف الصين في قضية تغير المناخ، وقدم اقتراحا لإجراء تعاون ملموس وعملي، فكانت "النغمة الصينية" أقوى عزف في هذين المؤتمرين.

وفي عام 2007 تركت بصمات رئيس مجلس الدولة ون جيا باو في مؤتمرين لقادة دول جنوب شرقي آسيا انطباعا عميقا في العالم، وكذلك دعوة الصين إلى "علاقات الجوار الطيبة، والشراكة بين الدول المتجاورة". وفي أغسطس وقعت معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون في مؤتمر قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي عقدت في بيشكيك، وبذلك وضعت الدول الست أعضاء منظمة شانغهاي فكرة "الصداقة جيلا بعد جيل والسلم الدائم" في إطار قانوني، وأجرت أول مناورة عسكرية مشتركة لمكافحة الإرهاب.

وعلى مسرح الدبلوماسية المتعددة الأطراف، أوضح قادة الصين للعالم بأسلوب دبلوماسي إيجابي أن الصين، كدولة نامية، تهتم بتنسيق العلاقات بينها وبين الدول الكبرى الأخرى، وترغب في أن تكون جسرا للحوار بين الجنوب والشمال؛ وترغب في تحمل المسؤوليات ذات العلاقة بمبادراتها كدولة كبيرة ومسؤولة.

وفي عام 2007، تحسنت العلاقات الثنائية بين الصين وبعض الدول الكبرى كثيرا. حيث خف الاحتكاك التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية. واختتمت الجولة الثانية من الحوار الاقتصادي الاستراتيجي الصيني الأمريكي في واشنطن. ويرى المراقبون أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور بشكل مستقر وفق هذه الآلية.

وفي عام 2007، سرى دفء في العلاقات الصينية اليابانية بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وبفضل "رحلة إذابة الجليد" التي قام بها ون جيا باو لليابان، أكد الطرفان على إقامة علاقات استراتيجية متبادلة المنافع، الأمر الذي يمهد لمستقبل مشرق للعلاقات الصينية اليابانية. وأقيم أول حوار اقتصادي صيني ياباني رفيع المستوى في بكين. وسيزور الرئيس الصيني هو جين تاو اليابان هذا العام، 2008. لقد خرجت العلاقات الصينية اليابانية من حالة "البرودة السياسية والدفء الاقتصادي" إلى "الدفء في السياسة والاقتصاد معا".

وفي عام 2007 كانت الصورة التذكارية لرئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو ورئيس الوزراء البرتغالي خوزيه سوكراتس ورئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي خوزيه مانويل باروزو وهم يضعون أيديهم الثلاث معا ومبتسمين لحظة تاريخية هامة للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. وفي اللقاء العاشر لقادة الصين وقادة دول والاتحاد الأوروبي، وافق الطرفان على إقامة آلية حوار اقتصادي وتجاري على مستوى نواب رئيس الوزراء في مارس 2008. وقبل ذلك بعدة أيام زار الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي الصين وشهد توقيع مشروعات تعاون بين الصين وفرنسا بلغت قيمتها 20 مليار يورو.

وفي عام 2007 شهدت علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا مزيدا من التمتين؛ حيث التقى الرئيسان هو جين تاو وفلاديمير بوتين أربع مرات خلاله، وذلك أمر نادر الحدوث في العلاقات الثنائية. وبمناسبة دخول علاقات الشراكة الاستراتيجية عامها العاشر، يعتقد الطرفان أن هذه العلاقات ستشهد مزيدا من البشائر.

وفي عشية المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، أشارت وسائل الإعلام الأجنبية إلى أن السياسة الخارجية الصينية شهدت تغيرا جوهريا، حيث تحولت الصين من مشاهد إلى وسيط يقف في الجبهة الأمامية.

وفي عام 2007 كانت ثمار وساطة الصين في النزاعات الدولية مرموقة؛ حيث حلت المحادثات السداسية مشكلة بنك دلتا آسيا في ماكاو ذات العلاقة بالقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، وأصدرت وثيقة "تنفيذ أعمال المرحلة الثانية للبيان المشترك" للمحادثات السداسية. وقالت وسائل الإعلام العالمية إنه في إطار الجهود الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف لحل الأزمة النووية الكورية، اشتركت الصين فيها بصورة "دولة كبيرة مسؤولة" وبموقف دبلوماسي عملي، ولعبت دورا هاما كوسيط رئيسي.

وفي عام 2007، وفي إطار الجهود الدبلوماسية لحل قضية دارفور بالسودان والأزمة النووية الإيرانية، تركت بصمات الصين، كدولة وسيطة نشيطة، انطباعا عميقا لدى المجتمع الدولي.

وفي عام 2007، بعث الجيش الصيني مزيدا من العسكريين للاشتراك في علميات قوات حفظ السلام الدولية والمناورات العسكرية لمنظمة شانغهاي للتعاون، وتولى العسكريون الصينيون مناصب قيادية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

في عام 2007، حصدت الدبلوماسية الصينية، ونشرت، بذور الصداقة في أرجاء العالم، وروتها بمياه الثقة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn