ã

تشونغتسوه تبني المستقبل بالقصب والمنغنيز

ليو هوان تشي وشيوي ينغ

المناظر الطبيعية في تشونغتسوه

رسوم على جروف جبل هواشان

منطقة حوض نهر تسوجيانغ بجنوب غربي منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، ذات حضارة عريقة وتراث تاريخي مدهش. في القرن الحادي والعشرين، بزغت مدينة تشونغتسوه، الواقعة في هذا الحوض، كأعجوبة جديدة على مسرح التغيرات التي تشهدها الصين المعاصرة.

هذه المدينة الحدودية كانت، قبل أربع سنوات ليس أكثر، منعزلة وذات طرق متعرجة وعدد قليل من السكان. الآن، تشونغتسوه الواقعة على مسافة أقل من مائة كم من ناننينغ، حاضرة قوانغشي، وأقل من مائتي كم من العاصمة الفيتنامية، هانوي، أضحت أسهل ممر بري بين الصين ودول آسيان (رابطة دول جنوب شرقي آسيا).

قبل أربع سنوات، لم يكن بالمدينة غير عدد قليل من الصناعات ذات الحجم المتواضع، ولم يكن بها مؤسسة صناعية واحدة كبيرة. الآن، يستثمر في تشونغتسوه شركات عملاقة مثل كوميلوغ COMILOG الفرنسية وسوميتومو  Sumitomo اليابانية وثلاث شركات أخرى من أقوى خمسمائة مؤسسة في العالم، كما تستثمر بها شركات صينية عملاقة مثل هايلوه ونانهوا وسيتيك CITIC، حيث تستغل موارد المدينة لإنتاج أفضل المنتجات على أعلى مستوى في العالم.

ولعل ما يحدث في المنافذ الجمركية للمدينة خير دليل على التحول الذي تشهده، فبعد أن كانت إجراءات استيراد وتصدير البضائع تستغرق أياما قبل أربع سنوات، لا تزيد مدة الإفراج الجمركي حاليا عن بضع ساعات، مع تيسير دخول السيارات الأجنبية إلى الصين.

هذه المدينة ذات الطوبوغرافيا الكارستية، والتي كانت محافظة مساحتها سبعة آلاف كيلومتر مربع، وعدد سكانها أكثر من أربعة آلاف نسمة فقط، صارت مدينة حديثة وجميلة مساحتها 345ر17 كيلومترا مربعا، وعدد سكانها 274ر2 مليون نسمة، 13ر89% منهم ينتمون لقومية تشوانغ. فيها شارع يويي، الذي يمتد 073ر5 كيلومترات من الجنوب إلى الشمال، بعرض 80 مترا، وثلاثة عشر طريقا متقاطعا وبنيت فيها وحدات إدارية وسكنية حديثة، وبلغت نسبة المساحات الخضراء بها 43%، ومتوسط التشجير 40%.

 

مدينة في طور التشكيل

عندما كانت بكين تغتسل بماء المطر في أوائل نوفمبر، وأصبح جو العاصمة باردا، كانت تشونغتسوه لا تزال ترفل في ثوب خضرة الشجر والزهور.

أعجبتنا المناظر الجميلة بالمدينة: الشوارع نظيفة والجو صاف ومنعش والسيارات كثيرة، لقد صارت المحافظة الصغيرة أكبر وأجمل وأكثر جاذبية، وتنوعت فيها الأنماط المعمارية للبنايات، ومنها البنايات الإدارية للحكومة ومصلحة المواصلات ومصلحة الأمن العام ومصلحة الضرائب ومقر النيابة والمحكمة ومقر سوق الموارد البشرية والبنايات السكنية للموظفين الحكوميين. وقد اغتنمت شركات التنمية العقارية فرصة الاستثمار العقاري في المنطقة الشمالية الجديدة بالمدينة، فأنشأت حوالي مائتي عمارة.

في شرحه لتطور المدينة، قال أحد مسئولي لجنة الحزب في شونغتسوه إن مسئولي المدينة يحرصون على تنمية المدينة على أساس "التصميم العلمي لإنشاء مدينة ممتازة"، ويبذلون جهودا كبيرة لتدبير رأس المال من خلال القروض المصرفية، واستغلال الأرض وجذب الاستثمار والرأسمال الأجنبي وتشجيع الاستثمار الأهلي والحصول على الأموال الحكومية الخاصة.

عندما بدأ العمل في شارع يويي انتقد بعض الخبراء تصميم الشارع، على اعتبار انه لا ينسجم مع المحيط المحلي، ولكن بعد المناقشة تم الاتفاق على إنشاء الشارع لثلاثة أسباب: أولا، أن تشونغتسوه منطقة حدودية قديمة ولكنها تتقدم بسرعة، وهذا يقتضي إنشاء شارع بها يلبي متطلبات تطور المدينة؛ ثانيا، حسب الخطة البعيدة المدى، يجب بناء شارع ممتاز يبرز صورة المدينة ويجعل مواصلاتها سهلة، ويتيح لأبنائها التمتع بتغيرها وتطورها؛ ثالثا، مع سرعة تطور التجارة بين الصين وفيتنام، يتعمق التبادل التجاري الثنائي، وهذا الشارع، الذي يعتبر ممرا مهما يربط بين البلدين، يبرز صورة الصين العظيمة، فالذين يترددون بين تشونغتسوه وفيتنام يعرفون الصين من خلاله.

وقد قال رئيس فيتنام، نجوين مينه تريت: "هناك علاقة وثيقة بين الصين وفيتنام، ومشاريع التعاون بينهما ملائمة لظروفهما، وترحب فيتنام بتجار الصين للاستثمار فيها".

 

صناعات حدودية ومركز منغنيز صيني

في بداية إنشائها كانت المدينة تحتاج إنجاز كثير من الأعمال، فشرع مسئولوها يفكرون في سبل تنميتها المستقبلية. وبعد أن تسارعت وتيرة إنشاء وإكمال المنشآت الأساسية، تطلعوا إلى بعيد؛ وحرصوا على تنفيذ المشاريع الصناعية، واستخدام الموارد الداخلية والخارجية وتمتين الصناعات المركزية وتنمية الصناعات المتفوقة والاجتهاد في تطبيق استراتيجية "تنمية المدينة بالاعتماد على الصناعة" لجعل تشونغتسوه مدينة صناعية.

كان الأساس الصناعي لتشونغتسوه ضعيفا، وحجم تجارتها محدودا وعدد المؤسسات بها ضئيلا وتتقدم ببطء. من أجل حث خطى التنمية الصناعية بالمدينة، قامت حكومة المدينة بتحليل فرص وتحديات تنمية المدينة واستفادت من تفوق المدينة في مجالي الموارد والموقع، وطرحوا عدة أهداف تضمنت أن تبلغ قيمة إنتاج المدينة من السكر عشرة يليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي 3ر7 يوانات تقريبا)، ومن المنغنيز عشرة مليارات يوان، ومن الصناعات الأخرى عشرة مليارات يوان في أواخر فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة. ووضع القادة خطة لتطوير صناعتي المنغنيز والسكر، كصناعتين رئيسيتين للمدينة، وتوسيع حجم صناعات الطاقة الكهربائية ومواد البناء والمنتجات الزراعية وزيادة تحسين الهياكل الصناعية وإبراز مزايا الصناعات؛ كما عملوا على الارتقاء بحجم ونوعية صناعة معالجة المنغنيز، لكي تصبح الصناعة الرئيسية الثانية في تشونغتسوه.

من أجل تنفيذ استراتيجية "تنمية المدينة بالاعتماد على الصناعة"، اهتم مسئولو المدينة ببناء المناطق الصناعية، فتم بناء منطقتين اقتصاديتين لاستغلال الموارد وتصنيع الصادرات في الميناء وعلى الطريق الرابط بين مدينة ناننينغ معبر يويي، مما جعل المدينة ممرا اقتصاديا نحو دول آسيان؛ وبالإضافة إلى ذلك، أنشئت في محافظة داشين الحدودية مؤسسة لتصنيع منتجات المنغنيز، ومنطقة للتعاون الاقتصادي الحدودي لتصنيع اللوازم الصناعية اليومية. الآن، أصبحت هذه المناطق ركنا مهما لتنمية الاقتصاد ودعوة رجال الأعمال إلى الاستثمار في تشونغتسوه.

تنمية صناعة المنغنيز ركن أساسي لجعل تشونغتسوه مدينة صناعية، ذلك أن احتياطي المنغنيز بها يحتل المرتبة الأولى في الصين بإجمالي 149 مليون طن، وهو يمثل 60% من احتياطي قوانغشي وأكثر من 20% من احتياطي الصين. وقد تم إنشاء 60 مؤسسة متخصصة في تصنيع منتجات المنغنيز، تبلغ قيمتها الإنتاجية خمسة مليارات يوان، ولهذا تحمل تشونغتسوه لقب مركز المنغنيز في الصين.

في بداية إنشاء تشونغتسوه، واجه تصنيع منتجات المنغنيز معضلة "الكلفة العالية والتقنيات الصناعية المتأخرة والتلوث الشديد والجودة الضعيفة وضعف معدل استخدام الموارد". بعد التحليل والدراسة، أدرك أبناء المدينة ضرورة تغيير أفكارهم، وأهمية التحول من التركيز على تعدين وبيع الموارد المعدنية في صناعة المنغنيز إلى صهر وتصنيع منتجات إضافية، وأهمية السير على طريق التصنيع التكنولوجي لتقليل التكلفة والتلوث ورفع جودة المنتجات.

تحرص حكومة تشونغتسوه على تصنيع منتجات المنغنيز، ذات القيمة المضافة العالية والتي تنتج بتكنولوجيا متقدمة، وانتهاج الإدارة الاقتصادية المكثفة وحظر البناء والإنتاج المتكرر وتشجيع الإبداع التكنولوجي، مما يساعد على بزوغ مواد وتقنيات ومنتجات ومنشآت بحوث وتنمية جديدة للمنغنيز، ويساعد على تحقيق التنمية الفعالة والسليمة لصناعة المنغنيز.

الأفكار العلمية والتصميم السليم للصناعات جعلت صناعة المنغنيز بتشونغتسوه تحتل مركزا رائدا في الصين وتجذب أنظار هذا المجال عالميا. وقد استثمرت شركة إيراميت (ERAMET)، ذات شبكة التسويق الدولية والتكنولوجيا العالية لتصنيع منتجات المنغنيز، 460 مليون يوان في المدينة عام 2007 لإنشاء مصنع للمنغنيز.

استثمار أقوى خمسمائة مؤسسة في العالم في تشونغتسوه يجعل أبناء المدينة يثقون بالمستقبل. ولكن التنمية الصناعية السريعة دفعت الزيادة في الطلب على الكهرباء، وواجهت المدينة مشكلة الإمداد بالطاقة الكهربائية، التي بدونها لا يمكن تحقيق التنمية.

تتميز منطقة شمالي فيتنام المجاورة لمدينة تشونغتسوه، بوفرة الفحم وجودته العالية. ومع وجود خط سكة حديد يربط بين الصين وفيتنام، كان استغلال ميزة الموقع الجغرافي لتشونغتسوه ووفرة الفحم في فيتنام الخيار الأمثل لتوفير الطاقة لتشونغتسوه، فطرحت حكومة المدينة على الجانب الفيتنامي فكرة إنشاء محطة في تشونغتسوه لتوليد الكهرباء بالفحم الفيتنامي، انطلاقا من الإيمان بأن "المهم هو الإبداع وتنظيم المواد".

اتخذت تشونغتسوه الخطوة الأولى لتنفيذ مشروع إنشاء المحطة بفضل تفوق المدينة الجغرافي وروح الإبداع، وخلال معرض الصين- آسيان، وقعت شركة النقل الخارجي التجارية الفيتنامية اتفاقا مع تشونغتسوه لشراء 10% من أسهم المشروع؛ وفي أكتوبر من عام 2003، أرسلت تشونغتسوه وفدا إلى فيتنام لدراسة ومناقشة إمكانية تنفيذ المشروع. وبعد جهود استمرت أربع سنوات دخل الصين يوم 30 يوليو 2007، لأول مرة قطار فيتنامي على متنه 100 ألف طن من الفحم.

 

التجارة الحدودية بالاعتماد على التفوق الجغرافي

اغتنمت تشونغتسوه فرصة إقامة منطقة الصين- آسيان التجارية الحرة وإقامة معرض الصين- آسيان في مدينة ناننينغ، لإطلاق تفوقها الجغرافي، وتعزيز التجارة مع دول آسيان رئيسيا، وجذب التجار المحليين والأجانب، وتعزيز التبادل والتعاون بين الصين ودول آسيان، وتنمية صناعة إنتاج الصادرات بنشاط، وبناء اقتصاد موجه للتصدير.

قامت حكومة المدينة بتعزيز وظيفة الميناء من خلال بناء وإكمال مرافق البنية الأساسية له، وقد تم إنشاء مباني الحجر الصحي والمخازن ومواقف السيارات والمطاعم والفنادق وغيرها من المنشآت الضرورية لتوفير بيئة جيدة لتطوير اقتصاد الميناء. وسعت أيضا إلى تعزيز الاتصال مع فيتنام، ودفع التبادل والتعاون بين الجانبين، وبالفعل عززت الاتصالات مع بعض محافظات فيتنام وأقامت آليات تشاور معها. وبدأ تشغيل الطرق التي تربط بين الصين وفيتنام، والتي من شأنها رفع سرعة إجراءات الدخول والمغادرة وتسهيل التجارة.

 وبالاستفادة من تكنولوجيا تعدين وصهر المنغنيز والأتربة النادرة والحديد، تشجع تشونغتسوه المؤسسات على تطبيق استراتيجية "الاستثمار في الخارج"، والتعاون مع المؤسسات الفيتنامية لتحقيق نمو أكثر. وتشجع المؤسسات الزراعية الممتازة بها على استغلال الأرض في فيتنام لبناء قواعد لزراعة السيزال وقصب السكر والمنيهوت واليانسون النجمي والعقاقير، والتعاون مع فيتنام لتطوير تصنيع المنتجات الزراعية. وتستفيد تشونغتسوه من موارد الغابات لدول آسيان لتنمية الصناعات الخشبية. كما أنها توظف تفوقها في الميناء والمواصلات لدفع تنمية قطاع اللوجستيات، على نحو يعزز قطاع الخدمات بمنطقة الصين- آسيان التجارية الحرة. وفي هذا الإطار تسعى إلى إنجاز مركز تشونغتسوه- بينينغ اللوجستي الدولي، الذي يتخذ من التجارة والتصنيع والتخزين مهمته الرئيسية، وذلك بغرض تيسير نقل البضائع بين الصين وفيتنام.

في عام 2006، وصل إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تشونغتسوه 27ر54 مليون دولار أمريكي بزيادة 3ر5 أضعاف عن عام 2005، وبزيادة 51 ضعفا عن عام 2003، واحتلت نسبة الزيادة عام 2006 المركز الأول في قوانغشي. وفي الدورة الرابعة لمعرض الصين- آسيان التي أقيمت في أكتوبر عام 2007، تم توقيع اتفاقات 61 مشروعا قيمتها الإجمالية611ر14 مليار يوان في مجالات مختلفة، منها التجارة الحدودية والسياحة واستغلال الموارد المعدنية وتصنيعها وتصنيع المنتجات الزراعية والجانبية واللوجستيات وتصنيع المواد الخام واستغلال الأرض والتشجير والغابات.

لقد فتحت تشونغتسوه أبوابها واجتهدت في استغلال الموارد المحلية والخارجية، وحرصت على التبادل مع دول آسيان، فربحت سوقا واسعة جديدة.

 

التصنيع الزراعي

تقع تشونغتسوه في منطقة المناخ الموسمي الرطب بالمناطق شبه الاستوائية، فهي ذات طقس معتدل ومطر غزير ونباتات دائمة الخضرة في كل الفصول. وبها وفرة من الموارد الزراعية والمعدنية والسياحية. من محاصيلها الزراعية، قصب السكر والرز والذرة والخضراوات والمنيهوت والسيزال والنباتات القرنية الخ؛ منتجاتها الخاصة هي الشاي واليانسون النجمي وزيت الشمرة ولحاء القرفة الصينية وصمغ الصنوبر الخ. تعتبر محافظة داشين التابعة لمدينة تشونغتسوه موطن شاي كودينغ، وواحدة من أكبر ست قواعد في الصين لإنتاج فاكهة عين التنين الصينية، ويوجد في محافظة تياندنغ التابعة للمدينة قاعدة لإنتاج الفلفل.

قصب السكر هو أشهر المنتجات الزراعية لمدينة تشونغتسوه، وقد أصبحت المدينة بعد سنوات من التنمية، قاعدة كبرى لإنتاج السكر في الصين، حيث تبلغ مساحة زراعة قصب السكر بها أكثر من ألفى كيلومتر مربع.

اتخذت حكومة مدينة تشونغتسوه إجراءات كثيرة لإرشاد الفلاحين إلى زراعة قصب السكر بالأسلوب العلمي وإرشاد المؤسسات إلى الابتكار التقني.

قصب السكر مورد مثالي لتطوير الاقتصاد الدوري، إذ تستخدم أوراقه كعلف للمواشي، ويستخدم ثفله (المصاصة) في إنتاج الورق، كما يستخدم دبس السكر في إنتاج الكحول ومساحيق تطييب الطعام.

قال لوه ديان لونغ، الأمين العام للجنة الحزب بمدينة تشونغتسوه: "صناعة قصب السكر توفر الغذاء والكساء لمليون وستمائة ألف فلاح، وتضمن تحقيق الحياة الرغيدة لهم".

 

مدينة سياحية جدا

في مدينة تشونغتسوه مواقع سياحية كثيرة، منها:

شلال دتيان الواقع بنهر قويتشون على الحدود بين الصين وفيتنام، يبلغ عرض الشلال مائة متر، فرق مستوى الماء 70 مترا. يلتقي معه شلال بانيويه بفيتنام فيشكلان معا أكبر شلال عابر للدول في جنوب شرقي آسيا. لا تجف مياه الشلال على مدار السنة.

لوحات جروف جبل هواشان. تاريخها يرجع إلى عصر الممالك المتحاربة (475 – 221 ق.م) وأسرة هان الشرقية (25- 220م)، وهي من إبداعات أبناء حوض نهر تسوهجيانغ. يبلغ الطول الإجمالي لأعمال الرسم 172 مترا، وعرضها 120 مترا، مساحتها حوالي 8000 متر مربع، الآن يوجد أكثر من 1900 لوحة. يعتقد الخبراء أنها نوع من الرموز اللغوية للمرحلة الانتقالية من الرسم إلى الكتابة التصويرية؛ وتعد سجلا تاريخيا لنضال أسلاف قومية تشوانغ ضد الفيضانات؛ ومشاهد الاحتفال بالحصاد الوافر أو الانتصار في المعارك الخ.

 

 

الأقليات العرقية في تشونغتسوه

يقطن مدينة تشونغتسوه أبناء أكثر من عشرين قومية، منها تشوانغ وياو ومياو ومولاو، ويمثل عدد أبناء الأقليات العرقية 88% من إجمالي سكان المدينة، وقومية تشوانغ هي القومية الرئيسية بها.

قومية تشوانغ

يبلغ عدد أفرادها ١٧٨٨ر١٦ مليون نسمة وفقا لإحصاء السكان العام في عام ٢٠٠٠، فهي أكبر قومية من الأقليات الصينية، ومعظم أبناء القومية يعيشون في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، والآخرون منتشرون في مقاطعات يوننان وقوانغدونغ وقويتشو وهونان الخ.

يعتمد اقتصاد قومية تشوانغ التقليدي على الزراعة بشكل عام، ومستوى الإنتاج قريب من مناطق قومية هان المحلية أو المجاورة. أتقن أسلاف قومية تشوانغ فنون سبك الطبول النحاسية قبل أكثر من ألفي سنة، ويوجد أكثر من خمسمائة طبلة نحاسية تمثل جوهر حضارة قومية تشوانغ القديمة. وأقمشة تشوانغ المقصبة من الأشغال الفنية لقومية تشوانغ وكانت تقدم جزية للأباطرة خلال أسرة سونغ (960- 1279 م)، وكان من الضروري أن تجيد المرأة من قومية تشوانغ نسج الأقمشة المقصبة.

لأبناء قومية تشوانغ لغة خاصة، غير أن لغة هان (اللغة الصينية) تستخدم بشكل عام. يجيد أبناء قومية تشوانغ الغناء. وتسمى مناطق قومية تشوانغ "بحر الأغاني" غالبا، وفي مناسبات موسم الفراغ الزراعي أو الإجازات أو حفلات الزواج أو المآتم تقام نشاطات المحاورات الغنائية في شتى المناطق، ويسميها أبناء قومية تشوانغ "قشيوي". في اليوم الثالث من الشهر الثالث حسب التقويم القمري الصيني تكون نشاطات المحاورات الغنائية أكثر نشاطا وأكبر حجما، حيث يصل عدد الحاضرين عشرة آلاف فردأو يزيد ويصبح "قشيوي" مناسبة للتعارف وتبادل أحاديث الغرام بين الشباب والفتيات، ويتم خلاله أيضا كثير من صفقات البيع. تتمتع قومية تشوانغ بوفرة من الآداب الشفوية، وأوبرا تشوانغ شائعة بين أبناء القومية.

كثير من أعياد قومية تشوانغ تشابه أعياد قومية هان تماما، وعيد الربيع أكبرها.

 

قومية ياو

يبلغ عدد أفرادها ٦٣٧٤ر٢مليون نسمة وفقا لإحصاء السكان العام في عام ٢٠٠٠، ومعظم أبناء القومية منتشرون في المناطق الجبلية في مقاطعات قوانغشي وهونان ويوننان وقوانغدونغ وقويتشو وجيانغشي.

يشتغل أبناء قومية ياو بالزراعة بشكل عام، وبالإضافة إلى ذلك، يشتغلون بالتشجير والقنص البري، وتختلف مستويات التنمية بين مناطقهم بسبب الانتشار الواسع. حتى خمسينات القرن العشرين، كانوا في بعض المناطق يعملون بطريقة "احرق وازرع" والقنص البري الجماعي البدائي الخ. يسكن معظم أبناء قومية ياو في الجبال، وتكون عشرة أسر أو أكثر قرية حولها سور، ولا يسكنون في القرى التي يقطنها أبناء القوميات الأخرى عموما.

تجيد نساء قومية ياو النسج والصبغ والتطريز، فتشتهر قومية ياو بأقمشة ياو المقصبة الرائعة وثياب ياو الملونة. وتزين ملابسهم بالأزهار المطرزة بخيوط حريرية بخمسة ألوان غالبا، وتصميماتها متنوعة، وقيل قديما إن "أبناء ياو يلبسون الثوب بخمسة ألوان". وتطلق الأسماء على بطون القومية وفقا للزي، فالذين يرتدون السراويل البيضاء يسمونهم ياو السراويل البيضاء، ومن يرتدون الثياب الزرقاء النيلية يقال لهم ياو الأزرق النيلي وما إلى ذلك.

لأبناء قومية ياو لغة خاصة لها كثير من اللهجات المحلية، وفي بعض المناطق، يعرف أبناء القومية لغة هان (اللغة الصينية) ولغة تشوانغ أيضا؛ لغة ياو غير مكتوبة، لغة هان (اللغة الصينية) هي لغتهم المستخدمة غالبا. يجيد أبناء قومية ياو الغناء والرقص وآدابهم الشفوية وافرة.

تشمل العقائد الدينية لقومية ياو عبادة الطبيعة وعبادة الأسلاف والسحر والطاوية وما إلى ذلك، وهي تختلف من مكان للآخر. ويحتفل أبناء قومية ياو بأعياد قومية هان الرئيسية، ويحتفلون بأعياد قومية ياو التقليدية أيضا، مثلا، عيد بانوانغ، في اليوم السادس عشر من الشهر العاشر حسب التقويم القمري الصيني، يقوم الشباب والفتيات بلقاءات سعيدة ومحاورات غنائية بعد تقديم القرابين لجدهم الأول، بانوانغ.

 

قومية مياو

يبلغ عدد أفرادها ثمانية ملايين وتسعمائة وأربعين ألفا ومائة نسمة وفقا لإحصاء السكان العام في عام 2000، يعيشون في مقاطعات قويتشو ويوننان وغرب هونان، علاوة عن ذلك، قليل منهم يعيش في مقاطعات قوانغشي وسيتشوان وهوبى، هناك ولاية ذاتية الحكم لقوميتي مياو ودونغ بغربي مقاطعة قويتشو، هي أكبر تجمع لأبناء قومية مياو.

يعتمد أبناء قومية مياو رئيسيا على الزراعة التقليدية. يتجمع أبناء الأسرة الكبيرة الواحدة في قرية، ويصل عدد العائلات في القرى الكبيرة ألفا في حين لا يتجاوز العدد عشرا في القرية الصغيرة.

وأبناء مياو لهم ما يربو على المائة نوع من الأزياء والحلي إضافة إلى الزخارف الفضية، لا يسبقهم في ذلك قومية صينية أخرى. تشتهر قومية مياو بأشغال التنسيل والتطريز والصباغة بالشمع (الباتيك) والزخارف الفضية، ومنتجاتها ليست للاستخدام المحلي فحسب بل تصدر أيضا.

 لأبناء قومية مياو لغة خاصة، تم تنظيمها وترتيبها عام 1956، وهي لغة متعددة اللهجات ولهذا يستخدم معظم أبناء مياو لغة هان (اللغة الصينية). تنتشر بينهم الآداب الشفوية وأبرزها دواوين الشعر. يجيد أبناء مياو الرقص والغناء، والمزمار هو الآلة الموسيقية، الرمز لهم، وينتشر رقص المزمار انتشارا واسعا، ومن أبرز سماته الرقص بحركات الأطراف السفلي.

قديما، كان أبناء قومية مياو يعتنقون دينا متعدد الآلهة، ويعبدون الأسلاف. قليل منهم حاليا يدين بالمسيحية. من عادتهم أن يستقبلوا الضيف بشرب الخمر. ويعتبر عيد رأس السنة لمياو أكبر أعيادهم ويكون دائما بعد الخريف، خلال أيام الأعياد، يقوم أبناء القومية بنشاطات احتفالية مثل مصارعة الثيران.

 

قومية مولاو

يبلغ عدد أفرادها ٤ر٢٠٧ آلاف نسمة وفقا لإحصاء السكان العام في عام٢٠٠٠، ينتشرون في المناطق الجبلية في شمالي منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، و٩٠% من أبناء القومية يقيمون في محافظة لوتشنغ الذاتية الحكم لقومية مولاو.

يشتغل أبناء قومية مولاو بالزراعة بشكل عام، ويجيدون زراعة الرز والقطن، ويشبهون في أساليبهم الإنتاجية وأدواتهم قومية هان وقومية تشوانغ المجاورتين من حيث الأساس، وتشمل نشاطات الإنتاج الرئيسية الأخرى استخراج الفحم وصهر الحديد وصنع الفخار الخ.

تحف الجبال والأنهار المناطق التي يسكنها أبناء قومية مولاو، ومناظرها الرائعة، تجعلها "قويلين الصغرى" (قويلين اسم منطقة سياحية رائعة الجمال في الصين). مساكن أبناء قومية مولاو تكون متمركزة نسبيا، حيث يقيم أبناء العشيرة الواحدة في قرية معا عموما. إقامة المواقد الأرضية في البيوت أسلوب شائع هناك نظرا لأن هذه المناطق غنية بالفحم الصافي، وهذه المواقد الأرضية تبنى بالآجر في الحفر الأرضية للطبخ والتدفئة. يحب أبناء قومية مولاو الخضرة، فيلبسون الثياب الخضراء دائما، ويزينون أكمام الثياب وفتحات السراويل بالأشرطة المطرزة الصغيرة.

لأبناء قومية مولاو لغة خاصة منطوقة وغير مكتوبة، ومعظم أبناء القومية يعرفون لغة هان (اللغة الصينية) ولغة تشوانغ، و لغة هان هي لغتهم المستخدمة. يحب أبناء قومية مولاو الأغاني الجبلية، وفي كل بيت كتاب للأغاني وفي كل قرية مطربون.

أعياد قومية مولاو كثيرة، ومعظمها مثله أعياد قومية هان وقومية تشوانغ المجاورتين، ومضامينها متشابهة من حيث الأساس أيضا. و"تسوبوه" هو النشاط الترفيهي الذي يحبه أبناء قومية مولاو، وتقام المحاورات الغنائية بين الشباب والشابات فيه، وهو أفضل فرصة للتعارف والغرام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn