ã

تشونغتسوه: المعبر البري لحدود الصين الجنوبية الغربية

مقابلة مع لوه ديان لونغ، أمين لجنة الحزب بمدينة تشونغتسوه

شيوى ينغ وليو هوان تشي

معبر يويي

مدينة تشونغتسوه

 

بدأ في 20 نوفمبر 2007، عمل مكتب إدارة دخول السيارات الفيتنامية لمدينة تشونغتسوه، الواقعة على الحدود الصينية الفيتنامية، حيث دخلت مائة سيارة فيتنامية بلوحات صينية مؤقتة صادرة عن سلطات النقل الصينية، التي طالبت مدينة تشونغتسوه الالتزام بلوائح وقوانين جمهورية الصين الشعبية، والتحرك داخل النطاق والخطوط المحددة للمدينة.

تشونغتسوه، كانت أول مدينة صينية تسمح بدخول السيارات الأجنبية إليها، وكان ذلك في أغسطس عام 2003، وهو حلم راود مسئولي هذه المدينة الحدودية منذ زمن طويل. هذه الخطوة ساهمت في بناء منطقة التجارة الحرة بين الصين وآسيان (رابطة دول جنوبي شرقي آسيا)، ويسرت التبادل التجاري والاقتصادي بين الجانبين.

لوه ديان لونغ، أمين لجنة الحزب الشيوعي بمدينة تشونغتسوه، أوضح في مقابلة خاصة معنا أن مدينة تشونغتسوه تتبوأ مكانا هاما في استراتيجية تنمية المنطقة الغربية والتبادلات التجارية بين الصين وفيتنام وأعضاء الآسيان الأخرى. ويعد إنشاء مكتب إدارة دخول السيارات الفيتنامية خطوة كبيرة على طريق إقامة منطقة خالية من الحواجز للسيارات بين الجانبين من أجل دخول منطقة التجارة الحرة، وهذا فتح صفحة جديدة في تاريخ التعاون بين الجانبين.

 

موقع استراتيجي

المزايا الجغرافية لتشونغتسوه جلية، فالمدينة تبعد عن ناننينغ،عاصمة منطقة قوانغشي، 100 كم، و260 كم عن مدينة هانوي، العاصمة الفيتنامية. كما أنها تقع على الخط المركزي للحدود الصينية الفيتنامية، التي يصل طولها نحو ألف كم من الشرق إلى الغرب، تمتد مدينة تشونغتسوه 533 كم عليها. وهي أيضا تقع في ملتقى ثلاث دوائر اقتصادية:  "دائرة جنوبي الصين" و"دائرة جنوب - غربي الصين" و"دائرة آسيان."، كما تقع في "ممر ناننينغ، تشونغتسوه، بينغشيانغ، ليانغشان، هانوي الاقتصادي"، إضافة إلى "ممر ناننينغ – سنغافورة الاقتصادي". وعلاوة على ذلك، تقع على خطوط النقل الحديدية والمائية، إذ ترتبط بالمواني البحرية المجاورة، وغير ذلك من المزايا الجغرافية.

في 4 نوفمبر 2002، وقعت الصين مع آسيان اتفاق إقامة منطقة الصين – آسيان للتجارة الحرة على الحدود الصينية الفيتنامية. وفي 23 من ديسمبر من نفس العام، قررت الحكومة الصينية تحويل تشونغتسوه من محافظة إلى مدينة وجعلتها مركزا استراتيجيا لدفع تطور المناطق الحدودية بين الصين وفيتنام، مما أتاح الفرصة لبروز مزاياها الجغرافية المتمثلة في الارتباط بناننينغ في الشمال ومدينة هانوي في الشرق. حتى نهاية العام السابق، تشكلت في مدينة تشونغتسوه ثلاثة منافذ بالدرجة الأولى، وأربعة منافذ بالدرجة الثانية، و13 محطة تجارية.

أشار لوه ديان لونغ إلى أن مدينة تشونغتسوه قريبة من فيتنام ودول آسيان الأخرى، وبها أقصر ممر بري يربط الصين وآسيان، وتلك مزايا لا تقدر بثمن، وقال: "سنبذل كل جهودنا لنحولها إلى مركز مواصلات للإقليم الجنوبي والغربي بمنطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، مما يعزز التعاون بين الصين ودول آسيان. ومشروع الطريق السريع من تشونغتسوه إلى مدينة تشينتشو، الذي سيبدأ العمل فيه السنة الجارية وحصل على موافقة وزارة المواصلات الصينية، سيختصر 123 كم من المسافة بين تشونغتسوه والخط الساحلي.

 

جهود الجماهير

قبل تغيير الوضع الإداري لتشونغتسوه من محافظة إلى مدينة، كانت مساحتها صغيرة وبنيتها الأساسية غير مكتملة. لوه ديان لونغ ورفاقه، الذين كانوا يعملون في بناية حديثة بالحي المركزي المزدهر لمدينة ناننينغ، تغلبوا على كل الظروف السيئة بها، ومنها نقص المساكن والمطاعم وإمداد المياه والكهرباء وغيرها من الظروف الضرورية لحياتهم، تركوا بيئة العمل المريحة وعكفوا على بناء المدينة الجديدة.

بعد أربع سنوات من جهود الجماهير، تم تخطيط المدينة الجديدة، التي تصل مساحتها 55 كيلومترا مربعا، وتخطيط الحي الجديد بالتفصيل في جنوب المدينة، مساحته 13 كيلومترا مربعا، مع بناء قرابة مائتي بناية جديدة به و13 شارعا حديثا وشبكات إمداد الكهرباء جديدة باستثمار أكثر من 4ر2 مليار يوان ويجري حاليا بناء محطة محولات داشين بسعة 500 كيلوفولت، أكبر محطة محولات بمنطقة قوانغشي.

لقد حققت تشونغتسوه محيط مواصلات "الساعة واحدة"، بمعنى أن الانتقال من الحي المركزي للمدينة إلى البحر أو ناننينغ والمدن والمحافظات المجاورة يكون خلال ساعة واحدة. هذا جعل خطوط المرور المختلفة مرتبطة وأرسى أساسا متينا لتطوير اقتصاد المدينة. كما أقيمت مناطق صناعية على بعض خطوط الطرق السريعة وعدد من الموانئ البرية التجارية الحدودية. وأولت حكومة المدينة أهمية خاصة لتخطيط وإسراع بناء "منطقة تشونغتسوه الصناعية" و"منطقة بينغشيانغ للتعاون الاقتصادي على الحدود الصينية الفيتنامية" و"قاعدة فوسوي الصين – آسيان الصناعية".

يعبر لوه عما تحقق بالمثل الذي يردده أبناء قومية تشوانغ: "العربة التي يجرها ثور واحد لا تجتاز المنحدر الجبلي، ولكنها تجتازه إذا جرها تسعة ثيران"، الذي يعني أن مواطني تشونغتسوه هم سر نجاحها. وقال: "الأرض التي تحت أقدامنا كانت جبالا ممتدة، ولكننا استطعنا بجهودنا وعرقنا تحويلها إلى مدينة حديثة في أربع سنوات".

 

الموارد الطبيعية

تتوفر في تشونغتسوه الموارد المعدنية والزراعية والسياحية. فهي مشهورة بزراعة قصب السكر وتحتل المركز الأول بالعالم في احتياطي المنغنيز والبنتونايت. قال لوه: "قطاع تعدين وصهر المنغنيز وقطاع قصب السكر، وهما عمادا اقتصاد المدينة، يساهمان مساهمة بارزة في تنمية الاقتصاد بالمدينة. ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة عن طريق الاعتماد على التصنيع الأولي للموارد الطبيعية. ولهذا نسعى إلى تطوير هذين القطاعين لتعميق تصنيع المنتجات من أجل تحقيق الاقتصاد الدوري. وصناعة قصب السكر تضمن الغذاء والكساء الكافيين لحياة 6ر1 مليون فلاح وتساعدهم على تحقيق الحياة الرغيدة".

حسب أحدث الإحصاءات، منذ إقامة مدينة تشونغتسوه قبل أربع سنوات، بلغ حجم التجارة الخارجية لها 083ر1 مليار دولار أمريكي، وتحتل صادراتها التجارية المركز الأول بين مدن منطقة قوانغشي، وبلغت قيمة الصفقات للتجارة الحدودية أكثر من 10 مليارات يوان. إضافة إلى دعم تنمية صناعة السكر والمنغنيز وصناعة مواد البناء والكهرباء وتصنيع المنتجات الزراعية ومنتجات الغابات والتجارة الحدودية وغيرها من الصناعات المتفوقة في تشونغتسوه، والإسراع بتطوير بناء منطقة التجارة الحدودية لتصنيع المنتجات، فتشكلت بها مجموعة صناعات مميزة ومتفوقة، اعتمادا على مزاياها الجغرافية وخاصة المواني البرية التجارية.

 

مناخ استثمار أفضل

  عملت حكومة تشونغتسوه في السنوات الأخيرة على تأسيس وتحسين مناخ الاستثمار بالمدينة، وذلك برفع مستوى الخدمات بها، وتخصيص الاستثمارات لبناء الشوارع والميادين الجديدة وإصلاح شبكات إمداد المياه وخطوط الأنابيب القديمة، من أجل تحسين مرافق البنية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الحكومة تنفيذ مشروع "تنظيف المدينة ومحافظاتها" بتكلفة  نحو ثمانين مليون يوان، من أجل تحسين معالم المدينة والمحافظات التابعة لها. كما بذلت الحكومة جهودها لتعميم سياسات "التشجير" و"منع دخول الجبال" و"تحويل الحقول الزراعية إلى غابات". حسب الإحصاء، بلغت الزيادة في مساحة الغابات 33 ألف هكتار بعد تنفيذ هذه السياسات منذ عام 2003. قال لوه "أعتقد أن التفوق في المواصلات وتسهيلات النقل والصناعات المميزة حجر الأساس لتنمية المدينة في المستقبل، ولكن شاغلنا الأول كان بذل أقصى الجهود لرفع مستوى الخدمات وتحسين البيئة السياسية والبيولوجية والحضرية، لتخدم التنمية الصناعية بها."

مع تطور منطقة الصين – آسيان التجارية الحرة بسرعة وتعميق التعاون الاقتصادي في منطقة خليج بيبو الموسعة، تدفق على تشونغتسوه مزيد من الموارد البشرية والسيارات والبضائع والرأسمال. من أجل حماية الأمن الحدودي واستقرار المجتمع ولتحسين البيئة الحضرية، بدأت الدوائر الحكومية المعنية تشغيل نظام الدفاع المشترك العابر للدول وإقامة "مشروع الأمن" في المدينة. وقد حصلت تشونغتسوه في السنوات الأخيرة على لقب" المدينة المتفوقة في الأمن الاجتماعي الشامل على مستوى المقاطعة" ولقب "المدينة المتفوقة في الأمن الاجتماعي الشامل على مستوى الدولة من عام 2001 إلى 2004".

وأشار لوه إلى أن حكومة تشونغتسوه تعمل حاليا على تحسين البيئة اللينة للاستثمار، وتركز على إنشاء نظام تحمل المسؤولية بين الإداريين الحكوميين، وإصلاح نظام الموافقات الإدارية، وبناء بيئة إدارية نزيهة وفعالة، من أجل توفير مناخ أفضل للاستثمار وإكمال اللوائح والقوانين وتوفير العناية الإنسانية بالمدينة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn