ã

كيف ننقذ السور العظيم؟

مقابلة مع دونغ ياو هوي، نائب رئيس جمعية سور الصين العظيم

ليو تشيونغ، مراسلة ((الصين اليوم))

على ثغر بينغشينغ بالسور العظيم

، الأجزاء السليمة نسبيا من سور أسرة مينغ أقل من خمس إجمالي طوله

 

الواقع الحقيقي للسور العظيم

((الصين اليوم)): كثيرون من الذين زاروا أجزاء السور في باداليانغ وشانهايقوان وجيويونغقوان ورأوها في حالة سليمة، يتساءلون، هل حقا يحتاج السور إلى حماية؟.

دونغ ياو هوي: هذه الأجزاء ليست كل السور. وأذكر لك أنني قمت باستطلاع بين طلاب الجامعة حول مدى معرفتهم بحاجة السور للحماية، وكانت المفاجأة أن 28% منهم فقط  يعلمون أن السور يحتاج الحماية. وربما لا يعلم كثيرون أن أجزاء السور التي تحت الحماية في أماكن قليلة مثل باداليانغ وجيويونغقونغ، أقل من عشرة بالمائة من السور.

((الصين اليوم)): ما هو واقع السور العظيم اليوم؟

دونغ ياو هوي: حسب المعطيات التاريخية ، يبلغ طول السور العظيم أكثر من 6000 كم. لكن طول أطلال سور أسرة مينغ أقل من 2500 كم، وأقل من خمسها فقط مازال محتفظا بهيكله كاملا نسبيا، وآثار الأطلال واضحة في أقل من ثلثها. لقد اختفت أجزاء السور في بعض المناطق ذات الظروف الطبيعية القاسية بسبب ضعف الإدارة الحكومية.

 

الذين يخربون السور العظيم

((الصين اليوم)): من أين يأتي تخريب السور العظيم رئيسيا؟

دونغ ياو هوي: التخريب يأتي من جهات مختلفة، فهناك التخريب الطبيعي، يعود تاريخ السور العظيم لأسرة مينغ إلى 500-600 سنة، التخريب الطبيعي له خطير جد. العواصف الرملية والثلوج وتآكل التربة مع السيول الخطيرة والزلازل الأرضية وانهيار تربة الجبال في منطقة منغوليا الداخلية، كلها عوامل تلحق ضررا خطيرا بالسور العظيم. إلى جانب ذلك هناك التخريب البشري، ففي خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، لم يكن هناك اهتمام كبير بحماية التراث الثقافي، فهدمت بعض  المناطق أجزاء السور العظيم بها.

((الصين اليوم)): ما أكبر عدو للسور العظيم اليوم؟

دونغ ياو هوي: التخريب البشري، خاصة التخريب البنائي الذي يتجسد رئيسيا في بناء الطرق العامة والسكك الحديدية والمساكن بهدم هيكل السور مباشرة. كما أن بعض الفلاحين يسلبون تراب السور لاستخدامه كسماد ويقومون برعي الماشية فوق السور، وهناك من يحفر ملاجيء على سفح السور للوقاية من المطر والبرد، أو يحفر قناة ري على سفحه.

((الصين اليوم)): ما هي أسباب هذا التخريب البشري الخطير؟

دونغ ياو هوي: أهم سبب هو إهمال الحكومة والمواطنين. والكل يعلم أنه عندما كان يجري إنشاء  طريق عام على سفح جزء السور في ليانغووقو بمدينة تشانغجياكو، عام 2002، كان الجهاز المسؤول يشترى الأحجار من الفلاحين، وكان الفلاحون يأتون بتلك الحجارة من السور. وهكذا تم بيع طوب السور الممتد  لمئات الكيلومترات  إلى الجهة المسؤولة عن بناء الطريق، فاختفى ذلك الجزء تماما. وبعض الحكومات المحلية تقوم بأعمال مؤسفة، ففي إحدى مدن مقاطعة شاندونغ، قررت حكومتها هدم السور بها والذي يرجع تاريخه إلى 2600 سنة، وبنت جزءا جديدا مقلدا لجزء باداليانغ في بكين، فخسرنا السور الأصلي النفيس وبقي لنا عمل منسوخ.

 

ماذا يمكن أن نفعل للسور العظيم؟

((الصين اليوم)): في مواسم السياحة يكتظ السور بالبشر، هل يخرب ذلك السور؟ وهل هناك تناقض بين التنمية السياحية وحماية السور العظيم؟

دونغ ياو هوي: توظيف السور العظيم تيار لا يقاوم، علينا ألا نهمل حمايته أثناء توظيفه. لقد أدركت الحكومات المحلية القيمة السياحية الكبيرة للسور، والحقيقة أن الحماية في الأجزاء التي تم تطويرها للسياحة أفضل، ومنها جزء بادالينغ، الذي لا يمكن زيارته إلا بشراء تذكرة، ولا يمكن تحريك طوبة منه. حاليا تم بناء طبقة حماية له، فأصبح تخريبه صعبا. علينا ألا نخرب السور العظيم عندما نعمل لتحقيق الربح

((الصين اليوم)): ما هي المشاكل التي تواجهها حماية السور العظيم؟

دونغ ياو هوي: أكبر مشكلتين هما نقص الموارد البشرية المتخصصة في حماية الآثار ونقص المخصصات المالية لأعمال الحماية. مثلا، في منغوليا الداخلية، تبلغ تلك المخصصات 8 ملايين يوان في السنة، نصيب حماية السور منها 800 ألف يوان. المناطق المتقدمة اقتصاديا تستخدم الدخل من السياحة لحماية السور العظيم، لكن المناطق غير المتقدمة مثل منغوليا الداخلية، دخلها من السياحة قليل، فليس لديها التمويل الكافي لحماية السور العظيم.

((الصين اليوم)): وضعت الصين ((لوائح حماية السور العظيم)) عام 2006، الأمر الذي يعتبر تقدما كبيرا في حماية السور العظيم. ما مدى إمكانية تنفيذ تلك اللوائح؟

ينبغي أن ننظر إلى دور هذه اللوائح في حماية السور العظيم من ثلاث نواح. أولا على وحدات الآثار الحكومية أن تستعد جيدا، من حيث العاملين والتمويل واستخدام القانون؛ ثانيا، كثير من العاملين في الوحدات القاعدية لا يعلمون شيئا عن تلك اللوائح ناهيك عن عامة الشعب. لذلك على الحكومة أن تقوم بالدعاية للوائح. أخيرا، هذه اللوائح لا تزال لوائح إطارية، كثير منها لا يزال يحتاج إلى خطط تنفيذية، وتلك الخطط ستوضع عام 2009.

((الصين اليوم)): هل هناك تبادل بين جمعية سور الصين العظيم وأجهزة أجنبية لحماية الآثار؟

دونغ ياو هوي: قامت الجمعية بالتبادل مع أجهزة حماية الآثار الأجنبية مثل الجهة المعنية بحماية الأهرامات في مصر. لديهم أساليب ممتازة، ومنها حماية الأهرامات عن طريق صندوق مالي يجمع الأموال من الحكومة والمواطنين والمنظمات الاجتماعية، بل ومن خارج البلاد.

((الصين اليوم)): ماذا يمكن أن نفعل للسور العظيم حاليا؟

تحتاج حماية السور العظيم قوة اجتماعية، ومشاركة القوى الاجتماعية هي المخرج الوحيد لحماية السور العظيم. قيمة السور العظيم عظيم ليس ليست في طوبه، بل كل مشروع السور عظيم، وحمايته تحتاج إلى جهود كل فرد. وعندما يشكل عشرات الآلاف من الناس سورا لحماية السور العظيم، ستكون هناك حماية حقيقية لهذه التحفة التاريخية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn