تشن جيان، خبير الاقتصاد الأولمبي باللجنة المنظمة لأولمبياد بكين ونائب رئيس جمعية بكين لبحوث الاقتصاد الأولمبي، شرع يهتم للاقتصاد الأولمبي، منذ إعلان فوز بكين بتنظيم أولمبياد 2008، وجعل عمله مرتبطا بدورة بكين الأولمبية.

 

كيف نحسب قيمة "الكعكة الأولمبية"

بعد فوز بكين على حق استضافة أولمبياد 2008، أدرجت حكومة بلدية بكين بحوث الاقتصاد الأولمبي في الخطة الحادية عشرة لتنمية بكين، وأعلنت أن الاستثمار الحكومي الأولمبية الكلي سيبلغ 280 مليار يوان.

أوضح تشن جيان أن الاستثمار المرتبط بالدورة الأولمبية من هذا المبلغ قليل، معظم الاستثمار موجه لبناء مرافق البنية الأساسية للمدينة، مثل إنشاء مواصلات القضبان والصالة رقم 3 لمطار بكين الخ. زادت الحكومة الاستثمار بسبب زيادة تكاليف حماية البيئة، لذلك سيكون إجمالي الاستثمار بين 290-300 مليار يوان.

 

دخل دورة بكين 2ر2 مليار دولار أمريكي

وضعت لجنة بكين المنظمة معيارا صارما للإنفاق والدخل للدورة: الدخل 625ر1 مليار دولار أمريكي، المصروفات 609ر1 مليار دولار أمريكي.

هناك قنوات كثيرة للدخل في دورة بكين، إلى جانب العائد الممتاز الذي تحققه لجنة بكين المنظمة من التسويق الأولمبي. يوقع تشن جيان أن يتجاوز دخل اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين امليار دولار أمريكي على الأقل من شركاء التعاون والشركات الراعية للدورة والتراخيص والتذاكر، إضافة إلى 2ر1 مليار دولار أمريكي من اللجنة الأولمبية الدولية، ليصل إجمالي الدخل 2ر2 مليار دولار أمريكي على الأقل.

 

عرض الصورة يعمق أهمية الدورة الأولمبية

الدخل الكبير الآخر لدورة بكين هو تثبيت صورة الصين في العالم. بلغ معدل نمو متوسط الفرد في الصين من الناتج المحلي 7ر9% حاليا، وهذا المعدل سوف يستمر عشر سنوات على الأقل. وتشير التوقعات إلى أن الصين  ستصبح  ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحول نهاية العام الحالي، هذا أمر ذو أهمية عظيمة لتسويق الأولمبي التي تقوم بها لجنة بكين المنظمة.

بذلت الصين جهودا عظيما واستثمارا هائلا في دورة بكين من أجل عرض صورة الصين، يشمل ذلك الصورة السياسية والاقتصادية والثقافية. فاقت الصين كثير من الدول في التنمية الاقتصادية، وتجاوز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي ألفي دولار أمريكي في نهاية عام 2006.

ونوه تشن جيان إلى أن أولمبي بكين فرصة سانحة لعرض صورة الصين، مؤكدا أن ارتقاء الصورة السياسية سيدفع التنمية الاقتصادية إلى الأمام. الآن، الصين هي الأولى في العالم من حيث الفرص التجارية.

 

تركة بكين للتاريخ الأولمبي

كان الانطباع الذي خرج به الناس من أولمبياد لوس أنجلوس أنها "مقتصدة"  وأولمبياد سيول كانت "الترويج لعلامة المدينة" أما أولمبياد أثينا فكانت "مرحبا بالعودة إلى البيت"، فما هو الانطباع الذي ستتركه أولمبياد بكين؟

أشار تشن جيان إلى أن الهيكل الصناعي الذي كانت الصناعة الكيماوية الثقيلة قوامه الرئيسي سبب التوتر في موارد بكين وبيئتها لبكين. تنفذ بكين حاليا، بفضل استضافة الدورة الأولمبية، "الدورة الخضراء"، وتعمم اقتصاد الطاقة والموارد وتقليل الانبعاثات. ما تقوم به بكين ذو أهمية لكل العالم. إذا حققت نجاحا في هذا المجال، سيكون إسهاما للعالم.

إلى جانب ذلك، أسرعت بكين معدل إعادة الهيكلة الصناعية بها ، مما ترك أثره على قطاعات السياحة والمعارض والمؤتمرات والرياضة البدنية والاستجمام والثقافة كثيرا. في ناحية الاقتصاد الأولمبي، حاولت بكين بقدر المستطاع توسيع تأثير الاقتصاد الأولمبي الكلي مغتنمة فرصة استضافة الأولمبياد، مثلا، في الماضي كانت مدينة واحدة أو مدينتان أو ثلاث مدن على الأكثر تستضيف الأولمبياد، لكن دورة بكين تشترك فيها ست مدن أخرى مع بكين.

في تتابع الشعلة الأولمبية، سجلت دورة بكين رقما قياسيا في عدد حاملي الشعلة وفي طول مسافة التتابع. نقل الشعلة الأولمبية فرصة هامة لتوسيع تأثير مدينة.

وفي ناحية التميمة أيضا، كان أكثر عدد للتمائم هو ثلاث، يبلغ عدد تمائم لدورة بكين خمس.

 

"المنطقة الأولمبية الوظائفية" تغير التوزيع الإداري للمدينة 

ماذا ستترك الذي أولمبياد بكين لمدينة بكين؟ أشار تشن جيان إلى أن تشكيل منطقة وظائفية جديدة في بكين. بكين مدينة كبيرة جدا، مكونة من مناطق وظائفية كثيرة، وهناك احتما كبيرة أن تتكون بها منطقة وظائفية جديدة هي "منطقة الألعاب الآسيوية والأولمبية الوظائفية". بعد إنشاء هذه المنطقة سيتغير التوزيع الإداري للمدينة.

حول فترة ما بعد الأولمبياد، التي يهتم بها الصينيون كثيرا، أشار تشن جيان إلى أن مضمون فترة ما بعد الأولمبياد يتجسد في ناحيتين، أولا انخفاض الاستثمار، أو ما يسمى اضطراب الاستثمار الذي سيؤدي إلى تدهور بعض القطاعات؛ ثانيا، استخدام القاعات والملاعب الرياضية. في الصين آلاف الإستادات والملاعب. مع ارتفاع مستوى معيشة المواطنين، ستشهد الصين كثيرا من المهرجانات الرياضية للجامعيين وللجماهير وللفلاحين وغيرها من المباريات والمسابقات، لذلك هناك فرصة كبيرة لاستخدام هذه الإنشاءات فرص.