ã

وظيفة بدون راتب!

سونغ شي جيا

ملتقى التوظيف بشانغهاى

أحد المتدربين في العمل

يانغ ليو، المتدرب للطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم))

 

السيد تشانغ ليانغ، خريج جامعة الصناعة والتجارة بمقاطعة تشجيانغ لا يرى غضاضة في أن يعمل بدون راتب لفترة قد تصل إلى سنة كاملة طالما أن "الوظيفة جيدة". وبالفعل عمل الشاب حديث التخرج في شركة لمدة ثلاثة شهور بدون أجر. بيانات مركز خدمات التوظيف بمقاطعة تشجيانغ تلقي مزيدا من الضوء على هذا الوضع الذي قد يبدو غريبا للبعض. في ملتقيات أو معارض التوظيف، وهي نشاطات يحضرها الباحثون عن موظفين والراغبون في فرصة عمل، من الطبيعي جدا أن يتقدم لفرصة العمل الواحدة عشرات الخريجين الجامعيين، كما حدث في ملتقى العام الماضي. من أجل تعزيز فرصتهم في الظفر بالوظيفة، يلجأ بعض الخريجين إلى وسيلة مبتكرة ألا وهي التقدم للجهات التي يضعون عيونهم عليها، لطلب العمل بها كمتدربين بدون راتب، بهدف اكتساب خبرة عملية، وربما لفت انتباه المسئولين في تلك الجهات إليهم بعملهم الجاد ومهارتهم، ومن ثم تعيينهم براتب.

في عام 2006، قامت محطة التلفزيون الصينية المركزية مع شبكة إنترنت، متخصصة في التوظيف هي""zhaopin.comبدراسة ميدانية على عينة من 5296 خريجا حول توظيف الخريجين  الجامعيين. دلت نتيجة الدراسة على أن المنافسة في التوظيف أصبحت أكثر شراسة، والسبب المباشر هو الارتفاع المتواصل في عدد الخريجين الجامعيين منذ عام 2003. كما لاحظت الدراسة تدنيا واضحا في أول راتب يحصل عليه الخريج. وقال 2ر69% من الذين شملتهم الدراسة إنهم يفضلون العمل كمتدربين لفترة مؤقتة في الجهة التي يرغبونها، إذا لم يعثروا على فرصة عمل مرضية لهم.

الآنسة وانغ دان، البالغة من العمر ستة وعشرين عاما، عملت لمدة ستة شهور بدون راتب كمتدربة في شركة. قالت إنها لم تنجح في الحصول على فرصة عمل لافتقارها إلى الخبرة، ثم قررت العمل كمتدربة لاكتساب خبرة وقدرة في العمل، وربما نيل إعجاب مدير الشركة. وقد تحقق للآنسة وانغ ما أرادته، فقد استطاعت بأدائها الممتاز ومهارتها أن تنال تقدير قيادة المؤسسة، وهناك احتمال كبير أن يتم تعيينها رسميا.

بشكل عام، يكون هدف الخريج الجديد من العمل كمتدرب بدون راتب، هو اكتساب خبرات يستحيل تعلمها في الجامعة، والأمل في الظفر بوظيفة رسمية في الجهة التي يعمل بها. ولكن هل هذا هو ما يحدث دائما؟

يوى شياو لي، تخرجت في كلية الدعاية والإعلان بجامعة منغوليا الداخلية للزراعة عام 2005، وعملت في شركة دعاية وإعلام بدون راتب لمدة سنة كاملة اعتمدت خلالها على أسرتها في نفقاتها التي وصلت 800 يوان (110 دولارات أمريكية) شهريا. يوي شياو لي غير نادمة على اختيارها، وأقرت بأنه من الصعب عليها أن تجد عملا في شركة أخرى، وقالت: "ربما أصبح موظفة رسمية هنا في المستقبل القريب، أو قد يستمر هذا الوضع فترة أطول، المهم أنني تعلمت من هذا العمل أشياء كثيرة من ضمنها خبرة العمل التي استفدت منها."

غير أن هذا الأسلوب في التوظيف مازال ضعيفا، فحسب استطلاع أجرته شبكة ""zhaopin.com، شمل 106 مؤسسات، 55% منها باستثمارات مشتركة وتعاونية، و10% منها شركات وطنية، و35% منها شركات خاصة. لا يقبل 8ر55% العمل كمدربين بدون راتب، والسبب هو عدم الثقة في قدراتهم وخبراتهم في العمل.

وعن موقف الموظفين الرسميين من الذين يعملون كمتدربين بدون راتب معهم في ذات المؤسسة، قال 4ر35% إن هذا يضع ضغوطا عليهم، واعتبر 50% منهم أن الأمر مقبول. ولكن معظمهم عبر عن خشيته من المشاكل التي قد يثيرها ذلك، ومنها أن تقلل المؤسسات التي تقبل المتدربين من مكافآت العاملين الرسميين، واعتبر البعض أن ذلك يخلق منافسة غير عادلة بعد ظهور هؤلاء الذين يعملون بدون راتب.

تشو تشينغ يانغ، الأمين العام لجمعية استشارات الموارد البشرية بشانغهاى قال إن ظاهرة العمل بدون أجر تعكس حرص خريجي الجامعات على خبرات وقدرات العمل. وأوضح أن صعوبة العثور على وظيفة حاليا مردها ليس نقص فرص العمل، وإنما افتقار الخريجين إلى خبرة ومهارات العمل. وأضاف بأن خريج الجامعة يدرس كثيرا من المعلومات النظرية المتخصصة، ولكن تظل ثمة فجوة بينه وبين أن يصبح مؤهلا للعمل، خاصة في المعلومات المهنية الحقيقية. كما أشار إلى أن شيوع ظاهرة إقبال الخريجين على العمل بدون راتب تعكس وعيهم بنقاط ضعفهم ورغبتهم في اكتساب تجارب اجتماعية وعملية. وينصح السيد تشو خريجي الجامعات الجدد أن يضعوا مبكرا خططا دقيقة لمهنهم في المستقبل، من أجل الاندماج في المجتمع والتكيف مع العمل في أسرع وقت ممكن.

الحقيقة أن العمل بدون راتب لن يحل مشكلة التوظيف، فهي قضية تحتاج تضافر جهود الحكومات المحلية والمجتمع والمؤسسات والجامعات والطلاب أنفسهم. فالحكومات المحلية والمجتمع والمؤسسات مطالبة بتوفير تسهيلات لخريجي الجامعات، وعلى الجامعات أن تزودهم بمزيد من المعلومات عن التوظيف، وعلى الخريج نفسه أن يخطط لمهنته مبكرا، وأن يقبل على النشاطات التدريبية في المؤسسات والمجتمع، حتى يستعد جيدا ويتكيف مع متطلبات العمل المهني. 

لمعلوماتك

وفقا لاستطلاع حول "القطاعات الأكثر تفضيلا لخريجي الجامعات" أجرته مجلة ))توظيف خريجي الجامعات((، التابعة لوزارة التعليم الصينية، جاء قطاع المعلومات الإلكترونية في المرتبة الأولى، ومن بعده قطاع المال والتأمين، ثم قطاع اللوازم اليومية الخ. وحسب الاستطلاع، العوامل الرئيسية التي يفكر فيها الخريج عند التقدم للوظيفة هي أفق التطور وإمكانيات إبراز الكفاءة والدخل. وأفضل المهن لهم هي التقني والإداري. وبالنسبة للمدن التي يفضل الخريجون العمل بها، جاءت شانغهاى وبكين وشنتشن في المقدمة، أما الوسيلة الرئيسية للعثور على فرصة العمل فهي ملتقيات التوظيف.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn