ã

ضريبة مبيعات على التجارة الإلكترونية؟!

اثيل لو

في عام 2006 بلغ إجمالي مبيعات موقع الإنترنت www.taobao.com 9ر16 مليار يوان

شاب يحجز باقة زهور لصديقته عن طريق الإنترنت قبل عيد فلنتاين للعشاق

 

تتابع هان لو بقلق هذه الأيام الأخبار الصادرة عن مصلحة الضرائب والخاصة بضريبة المبيعات على تعاملات التجارة الإلكترونية، فالسيدة هان لو تعمل في تجارة ملابس الزفاف عبر الإنترنت، والتطورات في هذا الشأن تؤثر على تجارتها.

في يوليو 2007، أصدرت محكمة شانغهاي من الدرجة المتوسطة حكما على رجل يدعى تشانغ لي، بالحبس لمدة سنتين، مع إيقاف التنفيذ، في أول قضية بالصين لتهرب ضريبة الإيرادات في التعاملات التجارية الإلكترونية. وفقا لحيثيات حكم المحكمة، كان تشانغ لي خلال الفترة من يونيو 2006 إلى ديسمبر 2006، يبيع مستلزمات الأطفال من خلال موقع للتجارة الإلكترونية على الإنترنت، دون أن يقدم فواتير شراء لعملائه، وبالطبع لم يكن يدفع أي ضريبة المبيعات، وقد بلغت المستحقات الضريبية عليه حوالي مائة وعشرة آلاف يوان، أي أربعة عشر ألف وسبعمائة دولار أمريكي، تهرب من سدادها.

السيدة هان لو، التي أشرنا إليها سابقا، حصلت على رخصة ممارسة التجارة، ولكنها لم تدفع ضريبة المبيعات من قبل عن أعمالها التجارية، وهي لا تعلم ما هو حد الإعفاء الضريبي، ولا تدري أين تدفع الضريبة.

يتزايد عدد المتاجر الإلكترونية في الصين يوما بعد يوم، فالباعة ينقلون محلاتهم من الشوارع إلى الشبكة العنكبوتية، يمارس كثيرين أعمالا تجارية بسيطة عبر الإنترنت، فهي متاجر لا تحتاج مكانا ولا تكلفة لها، كما يتزايد الإقبال على بضائعها . وتشير الأرقام إلى أنه بنهاية عام 2005، وصل عدد المتاجر الإلكترونية في الصين مائة ألف، تعرض عشرين مليون نوع من البضائع، تشمل الكتب والأسطوانات والزهور والمنتجات الإلكترونية الخ، وأكثر من نصف مكاتب هذه المواقع التجارية يوجد في المدن الكبرى مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو.

قضية التهرب الضريبي لتشانغ لي، أثارت اهتمام أصحاب متاجر الإنترنت بشكل عام، كما أثارا جدلا اجتماعيا حول ضريبة التجارة على الإنترنت. يعتقد بعض الخبراء أن التجارة الإلكترونية ليست تجارة بين مؤسسات وأفراد، وإنما هي تجارة أفراد وأفراد، ومن ثم فلا ينبغي دفع ضريبة عنها.

 

نعم لضريبة المبيعات

يتفق الخبراء والقانونيون وأصحاب متاجر الإنترنت على أنه إذا كانت جهة البيع مؤسسة فإنها ملزمة بدفع ضريبة المبيعات.

يرى وانغ رو لين، نائب مدير لجنة التجارة الإلكترونية بالأكاديمية الصينية للاقتصاد والمعلومات أن ضريبة المبيعات واجب على كل مواطن ومؤسسة تجارية، وينبغي أن تعزز الحكومة قوتها في إدارة وتحصيل ضريبة التجارة الإلكترونية. لكن المسألة الجوهرية هي متى ينبغي بدء دفع الضريبة، وكيف تدفع وما هي نسبتها. إن جهة البيع إذا كانت مؤسسة، فإنها ككيان اقتصادي واقعي، عليها أن تدفع الضرائب حسب القانون، أما إذا كانت جهة البيع فردا، فينبغي أن تصدر الحكومة قانونا خاصا للتجارة الإلكترونية للأفراد.

يقول يانغ خه، وهو محام في مكتب قهلين للمحاماة في مقاطعة قوانغدونغ، إنه حسب القوانين الصينية المعمول بها، تفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 4% على كل صفقة، سواء عبر الإنترنت أو غيره، تتجاوز قيمتها 200 يوان أي 25 دولارا أمريكيا، وتحصل ضريبة القيمة المضافة بنفس النسبة من كل جهة بيع تتجاوز مبيعاتها الشهرية ألفي يوان أي 250 دولارا أمريكيا، وعلى هذا ينبغي أن تدفع جهة البيع إذا كانت مؤسسة ضريبة القيمة المضافة، أما بالنسبة إلى البائع الفرد، فإن دفع الضريبة يتوقف على قيمة مبيعاته.

لكن، هناك صعوبة في مراقبة البيع عبر الإنترنت، حيث أن معظم الدفع في الصين يكون نقدا وعند التسليم. وقد أوضح مسئول بموقع taobao للإنترنت، أن الموقع أنشأ نظاما صارما لمراقبة حسابات التجارة الإلكترونية، غير أن مصلحة الضرائب تعتقد أنه من الصعب تحصيل الضرائب بهذه الطريقة، فإذا كانت عملية البيع تتم بأسلوب تسليم البضائع للمشتري والدفع لدى الحسابات البنكية، لا يمكن لأي جهة أن تراقبها.

 

لا لضريبة المبيعات!

يطالب الاقتصاديون بتأجيل فرض ضريبة المبيعات على البائعين الأفراد عبر الإنترنت، ولكنهم في الوقت ذاته يدعونهم لدفع الضريبة في المستقبل.

يرى جينغ بوه، وهو باحث بمعهد الاقتصاد والتجارة في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن تطوير التجارة الإلكترونية بين بائعين ومشترين أفراد يساهم في توفير فرص عمل، ومن ثم ينبغي على الحكومة أن تدعم نموها بإعفائها من ضريبة المبيعات، كما هو الحال في الدول الأوروبية. يرى جينغ أنه لا يوجد مبرر حاليا لفرض ضريبة المبيعات على التجارة الإلكترونية، وهذا أمر يحتاج إلى بحث ودراسة كافية، وقال: "ما زالت التجارة الإلكترونية في مرحلة الانطلاق في الصين والعالم، ينبغي على هيئات المراقبة الصينية أن تحميها وترعاها، وإلا قد تخنقها في المهد مما يزيد الفجوة بين الصين والدول المتقدمة".

وأشار تشن ده رن، نائب رئيس معهد البرمجيات بجامعة تشجيانغ، إلى أن معظم الدول تدعم وتشجع التجارة الإلكترونية، وفي الولايات المتحدة مثلا، يقوم نصف مستخدمي الإنترنت بالشراء عن طريق الإنترنت، وقد أقرت الحكومة الأمريكية مرات قرارا لتمديد الإعفاء لتجارة الإنترنت من الضريبة. في الصين، تطور تجارة الإنترنت يحتاج إلى دعم الحكومة وسياسات تفضيلية.

بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الصين 172 مليونا في سبتمبر العام الماضي، بزيادة عشرة ملايين عن الثلاثة شهور السابقة، و40% منهم لديهم تجربة الشراء بالإنترنت، وقد سجل 30 مليونا من مستخدمي الإنترنت في موقع الإنترنت taobao.com، وهو أكبر موقع إنترنت للتجارة الفردية في الصين.

وفقا لأرقام taobao.com، تجاوزت مبيعات الموقع 16،9 مليار يوان في عام 2006، علما بأن مبيعات سلسلة وال مارت في الصين بلغت 9،9 مليارات يوان. في عام 2006 اشترى مستخدمو الإنترنت 40 مليون زجاجة عطر و20 مليون بطاقة شحن للتليفون المحمول و9،4 مليون كتاب وكمية كبيرة من الملابس والأحذية والتليفونات المحمولة.

يعتقد القانونيون أن التجارة الإلكترونية صناعة صديقة للبيئة، وتساهم في توفير فرص عمل، فعلى الحكومة أن تعفيها من الضرائب بشكل معقول.

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn