ã

التعليم

المجموع الكلي

وجع في قلب الطالب الصيني وأهله

هو روي لي مراسلة ((الصين اليوم))

بعد الانتهاء من امتحان القبول الجامعي بعد ظهر 8 يونيو 2007، خرج الطلاب من لجنة امتحان في مدينة ليوتشو، منطقة قوانغشي مندفعين

التعليم من أجل الامتحان عبء نفسي كبير على الطالب

الألعاب الإلكترونية أحد سبل هروب الطلاب من ضغط الدراسة

حصل نان نان، خريج المدرسة الثانوية رقم 4  ببكين، على 565 درجة من 750 درجة في امتحان القبول بالجامعات للعام الدراسي 2006/ 2007، علما بأن الطالب الذي احتل المركز الأول على مستوى مدرسته حصل على 698 درجة، مما يعني أن المجموع الكلي لدرجات العزيز نان نان يقل بنحو مائة درجة عن درجات صاحب المركز الأول في مدرسته. كانت النتيجة صادمة للشاب فامتنع عن الكلام ولم ينطق ببنت شفة غير عبارة واحدة أقسم بها أمام والديه: "سأعيد السنة، ولن التحق بغير جامعة تشينغهوا". الجامعة التي ذكرها نان نان هي أكثر الجامعات شهرة في بر الصين الرئيسي، فهي القمة التي يسعى إليها طلاب الثانوية العامة، وهي الجامعة التي جاء ترتيبها في المرتبة السابعة والستين بعد المائة في قائمة معهد العلوم العالية لجامعة المواصلات في شانغهاي، لأقوى الجامعات في العالم، متقدمة على كافة جامعات بر الصين الرئيسي.

 

كان "طالبا ممتازا"

والدة نان نان، وهي سيدة عاملة تحمل شهادة الثانوية، استقالت من عملها بعد أن أنجبت طفلها، لتتفرغ لتربيته وللعناية أيضا بوالدي زوجها. كانت أغلى  أمانيها أن يصبح ابنها طالبا متفوقا عندما يكبر. والحق، أن الولد لم يخيب أمل أمه، فكان نموذجا في الدراسة والخلق، لدرجة أنه حصل على لقب "التلميذ الممتاز أخلاقيا وعقليا وبدنيا" طوال سنوات المرحلة الابتدائية، وحصل على هذا اللقب على مستوى مدينة بكين قبل حصوله على شهادة الابتدائية. وقد قال نان نان إن العبارة التي كانت تكررها أمه على مسامعه مرارا في اليوم الواحد هي: "لا تضيع وقتك في غير الدراسة".

ومن أجل ضمان الحفاظ على مستواه التعليمي المتفوق، ألحقه والداه بواحدة من أفضل المدارس الإعدادية في بكين، وفي تلك المدرسة كان الصبي رائد فصله في السنوات الثلاث. كان تلميذا ممتازا رائعا في عيون المعلمين والزملاء والجيران والأصدقاء، الكل يتوقع له مستقبلا باهرا.

جاءت مرحلة المراهقة، وبدأت مشاعر الرفض والتذمر تتسلل إلى قلبه بهدوء، ثم توجه صوب أمه التي ضحت بالكثير من أجله، فكلما اندفعت إليه تاركة الأعمال المنزلية لترى ماذا يفعل، استبقها بالقول: "لا تشغلي نفسك بي!"

في ذلك الوقت، توفي جده وجدته، وحصلت والدته على وظيفة عاملة تنظيف في شركة، وقد كان لإرهاقها في العمل تأثير على اهتمامها بمتابعة دراسة ابنها، فلم تعد تهتم إلا بدرجاته في الدراسة، فتلومه وتوبخه إذا حصل على درجات منخفضة. ذات مرة كانت درجاته سيئة في أحد الامتحانات بالسنة الثانية الإعدادية، فطلب منها معلمه أن تحثه على الاجتهاد في الدراسة، وكانت تلك آخر مرة تكلم فيها نان نان مع والدته.

كانت علاقة نان نان مع والده مختلفة، فالأب الذي يعمل في مجال الكمبيوتر بالأكاديمية الصينية للعلوم كان يساعد ابنه في فهم الدروس، ولم يكن يلح عليه ليحصل على درجات عالية.

       عندما وصل نان نان الصف الثالث الإعدادي، وبمساعدة والده علميا ومعنويا، بذل الطفل جهودا كبيرة في الدراسة، فانخفض وزنه خمسة كيلوجرامات، وكانت الكوابيس تلاحقه في نومه. كان يذاكر إلى منتصف الليل دائما، ولا يستريح في أيام العطلات والأعياد، واستطاع أن يحتل المركز السادس على مستوى مدرسته في امتحان الشهادة الإعدادية، فكان ضمن خمسين طالبا من مدرسته قبلتهم المدرسة الثانوية رقم 4 المشهورة ببكين.

 

الملل من الدراسة

بعد التحاقه بالمدرسة الثانوية المرموقة، كان مرهقا من الكتب والمذاكرة وفقد الرغبة في الدراسة، فاتجه إلى ألعاب الكمبيوتر وأجادها ونبغ فيها. وبعد أن استمع إلى محاضرة حول الثقافة الأمريكية في مدرسته، استهوته فكرة الرقص في الشوارع فسجل اسمه في دورة تدريبية له وصبغ شعره باللون الأصفر، وراح يرتدي بنطلونات فضفاضة مقلدا شباب كوريا الجنوبية، وكون شلة من زملائه السابقين، وراح ينفق عليهم ببذخ حتى بلغت نفقاته في الشهر أكثر من ألفي يوان ، أي حوالي 270 دولارا أمريكيا. في السنة الثانية لم يتغير حاله، بل بدأ يصادق الفتيات فانخفض مستواه الدراسي أكثر فأكثر.

خلال تلك السنتين، كانت الخلافات بين والديه تتعمق، فالأم المكلومة لحال ابنها لم تكن تستطيع السيطرة على مشاعرها الغاضبة، أما الأب فيواجه المشاكل بابتسامة ولا يرغب في إجبار ابنه على الدراسة. وكان كل من الأب والأم يحاول جهده لعدم إظهار تناقض رؤيتهما لتربية الابن، فتأثرت العلاقة بينهما، والنتيجة أن الصوت الوحيد الذي كان يصدر من ذلك البيت المكون من ثلاثة أفراد فقط هو صوت التشاجر. وقد اعترف الأب بهذا الواقع المؤلم بقوله: "الحقيقة أننا لم نعرف كيف نهتم بابننا، الأمر الذي خيب أمل المعلمين في هذه المدرسة الممتازة".

عندما وصل الفتى نان نان إلى  الصف الثالث الثانوي، أدرك أن امتحان القبول بالجامعات على الأبواب وأن عليه أن يجتهد في دراسته،  ولكن الوقت كان متأخرا، فالمقررات كثيرة، وبرغم ذكائه لن يستطيع تحقيق الدرجات التي ترضيه. قال والده: "رغم أنه لم يحصل على مجموع كبير، نان نان متعدد الهوايات ولديه قدرات متنوعة." لكن المجموع الكلي حال بينه وبين الوصول إلى جامعات القمة في بر الصين الرئيسي.

 

المستقبل ليس إلا توقعا جميلا

تكلفة إعادة دراسة السنة النهائية في الثانوية العامة 30 ألف يوان، أي نحو أربعة آلاف دولار أمريكي، ناهيك عن الضغط النفسي للطالب ووالديه، وأسرة نان نان لا تقدر على تدبير هذا المبلغ. نصحهم صديق يعيش في كندا بأن يدرس نان نان في جامعة كندية بشرط أن يجتاز امتحان TOEFL، ووعد بمساعدته في البحث عن جامعة تقدم له منحة دراسية.

وافق نان نان، وبدأ الجميع يستعد.

نتيجة للمنافسة الشديدة بين طلاب بر الصين الرئيسي في امتحان القبول بالجامعات، تختار بعض الأسر الميسورة أن يدرس أبناؤها في جامعات بالخارج. أخيرا ابتسم والدا نان نان. قال الوالد: "السفر إلى الخارج هو أفضل مخرج لابني حاليا. لأنه إذا لم يلتحق بجامعة صينية مشهورة، سيواجه صعوبة في إيجاد عمل بعد تخرجه. تكاليف الدراسة في الخارج كبيرة، لكن الخريج يكون له مستقبل واعد، وقد تصقل الحياة هناك ابني، أو يصبح متخصصا ممتازا". وبدأ الوالدان تدبير الأموال لسفر ابنهما.

 

لمعلوماتك

بكين تطور نظامها التعليمي 

بدأت السلطات التعليمية ببكين في أول سبتمبر هذا العام، بداية الفصل الدراسي الجديد، تطبيق نظام دراسي جديد للصف الأول الثانوي، حيث أصبحت المواد الدراسية أكثر ارتباطا بالواقع الذي يعيشه الطالب من خلال نظام المواد الاختيارية التي يحق للطالب أن يختار منها ما يراه ذا علاقة مع حياته الواقعية. ويهدف النظام الجديد إلى تطوير دور المعلم من مجرد تلقين الطلاب إلى مرشد لهم  في دراستهم. وحددت لجنة التعليم ببكين أن تكون مدة الدراسة البحثية للطالب في الصف الأول والثاني الثانوي 108 ساعة دراسة كل على حدة، و54 ساعة دراسة للصف الثالث، ويشترط أن يحقق الطالب 15 نقطة في ثلاثة موضوعات بحثية على الأقل، وإلا فإنه يرسب. وتكون موضوعات البحث في الصفين الأول والثاني كبيرة وذات مدى زمني طويل، بينما يركز البحث في الصف الثالث على الأحوال الدراسية للطالب، النفسية والفيسيولوجية والعقلية، لتحديد الطرق الفعالة لتحسين دراسته.

إلى جانب التطوير الكبير للمناهج الدراسية للمرحلة الثانوية، تم اعتماد نظام  التقييم الشامل لمستوى الطالب، بحيث لا يقتصر على درجات الدراسة فقط، فقد قررت لجنة التعليم للمدينة أن يشارك الطالب في الصف الأول والثاني الثانوي في أعمال خدمية بالتجمعات السكانية لمدة 80 ساعة خلال عشرة أيام عمل، تشمل مساعدة اللجان السكانية بتلك التجمعات في معالجة الرسائل التي تصلها وتنظيم النشاطات الرياضية والعناية بالمسنين والمعاقين والأطفال والمرضي وتنظيف البيوت وإدارة التجمعات السكنية الخ. وعلى الطالب في المرحلة الثانوية أن يشترك في نشاطات اجتماعية لمدة أسبوع على الأقل، مثل زيارة الأجهزة والوحدات الاجتماعية، استطلاع التراث التاريخي والثقافي، استطلاع للموضوعات الساخنة التي تهم المجتمع، والمشاركة في نشاطات خيرية عامة الخ.

 

تطوير التعليم المهني، زيادة مهارات العمل

بعد تعميم التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات، يواصل أكثر من نصف خريجي المرحلة الإعدادية دراستهم في المرحلة الثانوية والجامعية، بينما يتجه أكثر من نصفهم إلى التعليم المهني حيث يدخلون سوق العمل بعد تخرجهم مباشرة. بالنسبة لخريجي الثانوية العامة، يتلقى نصفهم تقريبا التعليم المهني العالي، ويتلقى النصف الآخر التعليم الجامعي كطلاب نظاميين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn