ã

بيئتي صديقتي، من أجلك أترك سيارتي وأطفئ لمبتي!

ليو تشونغ، مراسل مجلة ((الصين اليوم))

حقائب تسوق صديقة للبيئة

تشياو يانغ، 5 سنوات، شارك والده في الدعاية إلى وسائل المواصلات الصديقة للبيئة

صناديق قمامة مصنوعة من مواد صديقة للبيئة

في وقت تتأزم فيه الأوضاع البيئية في بلدان عديدة، تحظى الإنجازات التي تحققها الصين في مجال حماية البيئة بثناء وتقدير المجتمع الدولي، والمواطن الصيني العادي يبذل من جانبه كل جهد ممكن للمساهمة في حماية بيئة بلده، فكثير من الصينيين قللوا، بل تخلى بعضهم تماما عن استخدام السيارات الخاصة، إدراكا منهم للتأثير السلبي لعادم السيارات والغبار على الوضع البيئي العام.

لي ون، الموظف الذي تجاوز عتبة الأربعين بثلاث سنوات، اختار أن يذهب بالدراجة إلى عمله بحي تشاويانغ الراقي في بكين، متخليا عن سيارته التي استخدمها ما يقرب من عشر سنوات. السيد لي يقطع المسافة من بيته إلى عمله بالدراجة في خمس عشرة دقيقة فقط، وهي المسافة التي كان يقطعها في خمس وعشرين دقيقة بالسيارة، ويقول عن هذا: "ركوب الدراجة ليس فقط إسهاما في حماية البيئة، بل نوع رائع من الرياضة البدنية لمن يقتضي عملهم الجلوس في المكاتب دائما."

قصة لي ون مع الدراجة بدأت بمشاركته في نشاط تطوعي عنوانه "اترك سيارتك يوما واحدا"، فقد أدرك من خلال فعاليات هذا النشاط حجم المأساة المرورية والبيئية التي تواجهها العاصمة الصينية، وتمنى أن يكون نموذجا طيبا للآخرين، فتخلى عن سيارته التي تساهم بعادمها، مع المركبات الأخرى، في تلوث هواء بكين.

 

من أجل الأجيال القادمة

لي ون ليس عضوا في أي منظمة لحماية البيئة، اقتناعا منه بأن كل شخص مطالب بالاهتمام ببيئته الصغيرة، بيته، أما خارج باب البيت، فذاك مجال هام للحياة. يحرص لي ون على إطفاء اللمبات الكهربائية والأجهزة الكهربائية التي لا يستخدمها، وينصح أصدقاءه الذين يقودون سيارات باستخدام البنزين  الخالي من الرصاص. وعن هذا قال: "في البداية تأثرت بأمي، فنحن لم نكن أسرة غنية، وكانت والدتي تنصحنا بأن نطفئ اللمبة عندما نخرج من الغرفة. في البداية ظننت أنها مقترة للغاية، لكنني اكتشفت فيما بعد أن هذا النمط السلوكي ضروري للاقتصاد في استهلاك الطاقة."

لقد صدمت لي ون حقيقة أن نحو 80% من الكهرباء في الصين تولد من الفحم، وأن كل كيلو وات ساعي من الكهرباء يحتاج 350 جراما من الفحم القياسي، أي أن طن الفحم يولد نحو 2857 كيلو وات ساعي من الكهرباء.

النمط الذي ينتهجه لي ون في اقتصاد الطاقة يلقى تشجيعا حكوميا. ففي عام 2006 كان نصيب الصين في إجمالي الناتج المحلي العالمي 5ر5%، في حين بلغ نصيبها من استهلاك الطاقة 15%، ومن الفولاذ 30% ومن الأسمنت 54%، وتلك جميعها مؤشرات على خطورة وضع استهلاك الطاقة والموارد في الصين وأسلوب التنمية الاقتصادية البدائي. لكل هذه الأسباب، دعت الحكومة الصينية إلى جعل عام 2007 عام الاقتصاد في استهلاك الطاقة وتخفيض الانبعاثات. وكانت وحدة عمل لي ون واحدة من المؤسسات التي تجاوبت مع هذه الدعوة بجعل أعلى درجة حرارة لأجهزة التكييف في مكاتبها 26 درجة مئوية. وقد جاءت النتائج مبشرة، فحسب تقرير حول مؤشرات استهلاك الطاقة أعلن في الثلاثين من يوليو، كانت كمية استهلاك الوحدة القياسية من الناتج المحلي للطاقة أقل في النصف الأول من عام 2007، بنسبة 78ر2% عن الفترة المماثلة من عام 2006.

 

حماية البيئة خارج البيت

اكتشف لي ون أنه ليس إطفاء لمبات بيته وأجهزته الكهربائية هي التي تحمي البيئة فقط، بل ثمة أشياء قد تبدو بسيطة، تؤثر في البيئة تأثيرا بالغا. والآن، عندما يذهب إلى السوبر ماركت يحمل حقيبة من بيته، ليستخدمها بدلا من الأكياس البلاستيكية، ولم يعد يستخدم علب الطعام السريع التجهيز، وعندما ينزل في فندق أثناء سفره خارج بكين، لا يستخدم فرش الأسنان التي يوفرها الفندق لنزلائه، إدراكا منه أن كل هذه الأشياء مصنوعة من البلاستيك ويصعب تحللها عند دفنها في التراب، مما يخرب نوعية التربة، ويقلل فرص نمو النبات بنسبة 30%، وتلوث المياه الجوفية.

قال لي ون: "استفدت من صديق لي في تكوين هذه العادة الحميدة. صديقي يحب تسلق الجبال، وينظم دائما، عبر الإنترنت، مجموعات لصعود الجبال القريبة من بكين كل أسبوع. إلى جانب أدوات تسلق الجبال يحمل كيسا في كل مرة. عند النزول من الجبل، والجميع منهك القوى، لدرجة يصعب عليهم أن يحملوا أغراضهم الخاصة، يكون هذا الصديق مشغولا بجمع المهملات التي تركها السياح ويضعها في ذلك الكيس."

وأضاف  لي ون: "في الواقع، يمكن لكل منا أن يساهم في حماية البيئة بالانتباه إلى أشياء بسيطة مثل، إحكام غلق الحنفية، عدم ترك الماء يجري بلا انقطاع أثناء غسل الأسنان وتنظيف الوجه والملابس، عدم استخدام كمية كبيرة من الماء في تنظيف الأرز قبل الطهي، استخدام بعض المياه المستعملة في أغراض أخرى." وقال لي ون إن الشخص العادي قد لا يمكنه أن يراقب تلوث المياه أثناء عملية التصنيع، وإغلاق المصنع الذي يصرف المواد الملوثة شأن حكومي، لكن كل منا يمكنه أن يحمي موارد المياه العذبة من خلال أمور بسيطة حولنا..."على كل منا أن يعتبر حماية البيئة خارج باب بيته عملا خاصا له، عندما يشترك مئات الآلاف من الأسر في أعمال حماية البيئة، سيكون "بيتنا" المشترك آمنا وسليما."

 

لمعلوماتك

إجراءات السيطرة على تلوث الهواء التي اتخذتها بلدية بكين

حسب بيانات مصلحة بكين لحماية البيئة، 70-80% من كثافة المواد الملوثة للهواء ناتجة عن عادم السيارات. حتى 26 مايو 2007، تجاوز عدد السيارات في بكين ثلاثة ملايين، تضاف إليها 1500 سيارة جديدة يوميا.

اتخذت بلدية بكين بعض الإجراءات للسيطرة على التلوث الناجم عن السيارات، منها: تطوير وسائل النقل العام، من خلال إضافة أكثر من ألف أوتوبيس سنويا، وحاليا يتجاوز عدد الأوتوبيسات في بكين 13000. ابتداء من عام 2007، خفضت أسعار تذاكر أوتوبيس النقل العام 60-80%، والمترو من ثلاثة يوانات إلى يوانين. إلى جانب ذلك تنفذ بكين تدريجيا معايير صارمة لعادم السيارات، فبدأت بتنفيذ معيار يورو 2 الأوروبي عام 2003. وبدأت فحص عادم السيارات بأسلوب صارم. وعززت أيضا بناء الطرق الدائرية وطرق الربط الهامة ومحاور المواصلات ووسائل النقل بالقضبان، بحيث يرتفع طول خطوط مواصلات السكة الحديدية الخفيفة من 100 كم حاليا إلى 300 كم. إلى جانب ذلك، اتخذت بكين أكثر من خمسين إجراء آخر لتحسين البيئة. ففي عام 2005، تخلصت بكين من 4000 أوتوبيس قديم و30000 سيارة أجرة مسببة للتلوث؛ ونقلت أكثر من 190 مصنعا للحديد والصلب والأسمنت والكيماويات وصناعة الورق إلى خارج بكين، وأغلقت أكثر من 680 منجما حولها. بفضل ذلك تحسنت نوعية الجو ببكين بصورة ملحوظة، وازداد عدد أيام السماء الصافية من 165 يوما عام 2000 إلى 185 يوما عام 2001، و203 أيام عام 2002، 230 يوما عام 2005 حتى وصل 241 يوما عام 2006.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn