ã

عشرة آلاف صيني في المشاعر المقدسة

تلاوة القرآن الكريم في الخيمة

بعثة الحج الصينية عام 1983

خيام الحجاج الصينيين

ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا

يتدفق الآلاف من مسلمي العالم، ومن بينهم عشرة آلاف وخمسمائة صيني، في النصف الثاني من هذا الشهر إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وقد غادرت المجموعة الأولى من الحجاج الصينيين في منتصف نوفمبر مدينة لانتشو إلى المدينة المنورة مباشرة. وحسب يه شياو ون، رئيس مصلحة الدولة للشؤون الدينية، سيصل عدد أفراد وفد الحج الصيني هذا العام 10500 شخصا، من بينهم مائة وخمسون شخصا من الموظفين والأئمة لرعاية الحجاج. هذا يعني أن عدد وفد الحج الصيني الرسمي سيتجاوز لأول مرة في التاريخ عشرة آلاف فرد، بزيادة ثمانمائة شخص عن العام الماضي.

والحقيقة أنه بعد أن انتهجت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، ومع نمو الاقتصاد الصيني بمعدلات عالية وتحسن مستوى معيشة الصينيين المسلمين على نحو متواصل، زاد عدد المسلمين القادرين على أداء الركن الخامس للإسلام. وقد بدأت السلطات الدينية في الصين قبل عشرين عاما تنظيم أفواج الحج رسميا، ويزداد عدد الحجاج عاما بعد عام حتى وصل إلى نحو 9700 شخص من 27 مقاطعة في موسم الحج الماضي، وحتى ذلك العام، أدى الحج أكثر من مائة ألف صيني مسلم.

وأكد هونغ تشانغ يو، رئيس وفد الحج الصيني العام 2007، وهو أيضا نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية، أن أداء أعمال الحج على خير وجه يصب في مصلحة الوطن والشعب، وتحرص الصين على تنظيم نشاطات الحج بشكل منظم في ضوء السياسات الوطنية واللوائح المتعلقة بالشؤون الدينية. وتلبية لمتطلبات تطوير أعمال الحج، أقامت الجمعية الإسلامية الصينية في مايو 2006 هيئة متخصصة لتعزيز قيادة وإدارة أعمال الحج، وبعثت في موسم الحج هذا العام وفد عمل وفريقا طبيا من 150 فردا لتوفير الخدمات وضمان سلامة الحجاج الصينيين.

وتيسيرا على الحجاج، سمحت السلطات الصينية لأول مرة هذا العام بتيسير رحلات لطائرات مستأجرة (شارتر) من طراز بوينغ 777 و إيرباص 300-340 تنقل نحو ألفي حاج من ينتشوان إلى المدينة المنورة مباشرة، لتضاف إلى أربع نقاط انطلاق أخرى في بكين وأورومتشي وكونمينغ ولانتشو.

وأوضح هونغ تشانغ يو، أنه بسبب ارتفاع أسعار الوقود ولأسباب أخرى ارتفعت تكلفة الحج للفرد 1232 يوان (حوالي 165 دولارا أمريكيا) مقارنة مع العام الماضي، ولهذا قررت الجمعية الإسلامية الصينية تحمل ستمائة يوان (80 دولارا أمريكيا) من تكاليف كل فرد، كي لا يزيد سعر تذكرة الطائرة عن 15 ألف يوان (ألفي دولار أمريكي).

وأشار هونغ إلى أنه من أجل ضمان أداء أعمال الحج بشكل منظم، أصدرت الجمعية سلسلة من الكتب الإرشادية مثل ((الأنظمة واللوائح التفصيلية لمسئولي وفد الحجاج)) و((الأنظمة واللوائح التفصيلية لتنظيم وإدارة أعمال الحج)) و((الدليل العملي للمسلمين الصينيين في أداء فريضة الحج)) مما زاد معرفة المسلمين الصينيين بواجبات الحج والعادات والتقاليد السعودية.

 

تاريخ مجيد في العصر الجديد

عندما كانت اليابان تحتل الأراضي الصينية في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وكان الصينيون يخوضون حرب مقاومة ضروسا ضد العدوان الياباني، قرر عدد من المسلمين الوطنيين، مفعمين بروح حب الوطن والوعي القومي، السفر إلى مكة المكرمة لتعريف مسلمي العالم، في طريق ذهابهم وعودتهم، بأهمية حرب مقاومة العدوان الياباني وفضح محاولة الغزاة اليابانيين الذين أرسلت حكومتهم العميلة في الصين وفد حج، لكسب دعم العالم الإسلامي والعربي.

في عام 1937، بعد وقت قليل من عودة بعثة الحج الصينية برئاسة الشيخ ما لين، رئيس حكومة مقاطعة تشينغهاى، اقتحمت القوات اليابانية مدينة وانبينغ (حادث 7 يوليو). وبعد ذلك احتلت شانغهاي، وقطعت طريق الحج البحري التقليدي للمسلمين الصينيين، مما أثار غضب من كان يستعد من الصينيين المسلمين للحج. من أجل إظهار حبهم للدين والوطن، سافر مئات المسلمين الصينيين عن طريق البر مرورا بهضبة التبت والهند، ثم بالسفن إلى مكة المكرمة للحج، متجشمين مشقة السفر وطول وقته وتكلفته، حيث استغرقت رحلة الذهاب والعودة سنتين، وأُستشهد ثمانية أفراد منهم في الطريق. وقد أكد وفد الحجيج قبل مغادرتهم عزمهم على تعريف مسلمي العالم بالظلم والغبن الذي يعيشه الصينيون تحت الاحتلال الياباني، والسعي إلى الحصول على تعاطف حكومات وشعوب العالم. حظيت جهودهم بتقدير عال من كافة الجهات.

بعد سقوط شانغهاى، كان اليابانيون يشنون حملة دعائية دولية ضد الصين، من أجل رسم صورة مزيفة لعدوانهم على الصين والزعم بأن الصين تعيش في سلام وازدهار تحت احتلالهم، مما أدى إلى تضليل بعض الأصدقاء الأجانب وإساءة فهمهم لنضال الصينيين ضد اليابان. لهذا اغتنم المعلم المسلم المشهور دا بو شنغ، ابن قومية هوي، فرصة سفره لأداء الحج، وراح يشرح ويوضح في دول شرقي آسيا وبلاد العرب حقيقة حرب المقاومة الصينية ضد الغزو الياباني.

          من أجل مقاطعة "بعثة حجاج قومية هوي بشمال الصين" المزعومة التي أرسلتها سلطة الاحتلال الياباني للصين بغرض تضليل الرأي العام العالمي، نظم الطلبة الصينيون بالأزهر في مصر برئاسة محمد مكين ما جيان في يناير عام 1939 وفد حج باسم "بعثة حجاج قومية هوي الصينية" وسافروا من القاهرة إلي مكة لأداء فريضة الحج، وفي طريقهم ألقوا الخطب ووزعوا المنشورات التي كشفت جرائم القوات اليابانية، وجعلوا كثيرا من مسلمي العالم يعرفون الحقيقة، ويغيرون موقفهم من الحرب ضد اليابان، ويتعاطفون ويدعمون المقاومة الصينية. بعد وصولهم مكة المكرمة، شرع وفد مكين يراقب تحركات بعثة الحج للحكومة العميلة لليابان مراقبة صارمة، وعاتب مكين ورفاقه أفراد تلك البعثة وحذروهم من قول شئ أو القيام بأي عمل باسم الصينيين المسلمين، وطبع وفد الحج الصيني الأزهري مطبوعات إعلامية باللغة العربية حول حرب مقاومة الصينيين للعدوان الياباني ووزعوها على بعثات مختلف الدول، والتقوا بملك السعودية، عبد العزيز آل سعود، حيث أطلعوه على موقف مسلمي الصين الموحد من قضية مقاومة العدوان الياباني وإنقاذ الوطن، وطلبوا دعم وتعاطف السعودية. بعد رحلة حج طلبة الأزهر الصينيين، توقفت السلطات العميلة للاحتلال الياباني عن إرسال وفد الحج.

تقديرا لجهود الصينيين المسلمين في النضال ضد العدوان الياباني، وقع تشانغ كاي شيك، رئيس حكومة الكومينتانغ، في عام 1940 بيانا وصف مسلمي الصين بأنهم وطنيون بواسل، هبوا موحدين لمقاومة العدوان الياباني، منهم من يناضل بالبندقية ومنهم من يجمع التبرعات، وآخرون يدعون لقضية الصينيين العادلة في مكافحة العدوان الياباني. وجاء في ذلك البيان أيضا، أنه في تلك الحرب المصيرية والحاسمة للشعب الصيني في مكافحة الغزو الياباني، لم يهتم المسلمون الصينيون إلا بسلامة الوطن وإنجاز تلك المهمة التاريخية، وما قام به المسلمون لم يحظ باحترام وتقدير عال من قبل الصينيين غير المسلمين فحسب، بل حاز تعاطف ودعم الأصدقاء الأجانب أيضا، وإن ذلك يمثل حافزا لكل الصينيين للنهوض الذاتي.

بعد تأسيس الصين الجديدة، أولت الحكومة الصينية اهتماما بالغا لحرية الأديان ومن ذلك حق المسلمين في الحج وتنظيم وفود للحج، غير أن عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الصين الشعبية والسعودية في تلك الفترة حال دون حصول الصينيين المسلمين على تأشيرات الحج. بيد أن قضية تطوير علاقات ودية مع العرب والمسلمين نالت اهتماما كبيرا من قادة الصين الجديدة، وفي مقدمتهم شو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الراحل، وعلى هذا اغتنم شو آن لاي فرصة مشاركته في مؤتمر باندونغ لدول عدم الانحياز سنة 1955 والتقى برئيس مجلس الوزراء السعودي آنذاك، المغفور له الأمير فيصل بن عبد العزيز، الذي كان حاضرا المؤتمر وفتح معه موضوع حج المسلمين الصينيين، راجيا أن تمنحهم المملكة تأشيرات الحج. وفي أغسطس من العام ذاته أرسلت الجمعية الإسلامية الصينية بعثة الحج الصينية برئاسة نائب رئيس الجمعية، نور محمد دا بو شنغ، بعد أن حصل أعضاؤها على تأشيرة الحج من سفارة المملكة لدى باكستان، كما استقبل الملك عبد العزيز آل سعود أفراد البعثة.

وقد بلغ عدد أفراد بعثات الحج العشر التي نظمتها الجمعية من عام 1955 حتى عام 1964، 132 شخصا، ولكن بعثات الحج توقفت بعد اندلاع الثورة الثقافية في الصين التي امتدت من عام 1966 إلى 1976، ولم تستأنف إلا سنة 1979، عندما توجه فوج الحجاج الصينيين إلى مكة المكرمة برئاسة محمد علي تشانغ جيه، نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية والإمام صالح آن شي وي، عضو اللجنة الدائمة للمجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وعلى الرغم من الاستقبال الحار للوفد الصيني من قبل الحكومة السعودية، اتخذت الأخيرة موقفا حذرا ومتشككا من الصينيين لعدم المعرفة الجيدة بهم. بيد أن نجاح المسلمين الصينيين في أداء فريضة الحج وسلوكهم الطيب أزال شكوك السعوديين وحذرهم، وجعلهم ووفود الدول الإسلامية الأخرى يدركون أنه بعد زوال فوضى فترة الثورة الثقافية في الصين تحظى حرية الاعتقاد الديني بالاحترام والحماية.

وفي تطور جديد لمسيرة حج الصينيين، شرعت الحكومة في ثمانينات القرن الماضي، تنظم بعثة حج للصينيين المسلمين الذين يحجون على نفقتهم الخاصة، بعد أن كانت بعثة الحج قاصرة على أشخاص رسميين وعلى نفقة الدولة. هذه السياسة المنفتحة شجعت الصينيين من مختلف القوميات على أداء فريضة الحج، ففي عام 1990 أدى 1459 صينيا مسلما فريضة الحج، من بينهم 250 على نفقتهم الخاصة. ولا شك أن زيادة عدد الحجاج الصينيين وتحسن أوضاعهم المادية أثناء الحج وارتقاء سلوكياتهم أثبتت للمملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي بأن الصين منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح في نهاية السبعينات شهدت تطورا جذريا.

حتى أوائل ثمانينات القرن الماضي، لم يزر أي مسئول صيني على مستوى وزير المملكة العربية السعودية، لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدولتين. في عام 1985، قام وفد صيني مسلم برئاسة خه بو لي، الرئيس الأسبق لمنطقة نينغشيا بزيارة لباكستان، قام خلالها الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق بكتابة رسالة بشأن مسلمي الصين إلى العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز، وجهت بعدها المملكة دعوة للوفد الصيني لزيارة السعودية في موسم العمرة وأداء فريضة العمرة. استقبل الجانب السعودي أعضاء الصين استقبالا لائقا وطلب تمديد وقت الزيارة التي استمرت 12 يوما شرح خلالها أعضاء الوفد الصيني للجانب السعودي السياسات الصينية الجديدة مثل الإصلاح والانفتاح وحرية الاعتقاد الديني مما زاد التفاهم بين البلدين. في أغسطس نفس العام، أرسلت الصين بعثة الحج الصينية للمرة السابعة عشرة منذ تأسيس الصين الجديدة، وضمت 1900 حاج على نفقتهم الخاصة و40 عضوا لوفد الرعاية، من بينهم خمسة كوادر على مستوى وزير، كانوا حينذاك يتولون مناصب عالية في المؤتمر الاستشاري السياسي ومجلس نواب الشعب ويحملون جوازات سفر دبلوماسية. وعندما استقبلهم الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة قال معجبا: "لم أتصور أن مسلمي الصين يمكن أن يتولوا مناصب عالية في المقاطعات الصينية والحكومة المركزية، هذا ليس شرفا للمسلمين الصينيين فحسب، بل فخر للمسلمين في العالم!"

في عام 1989 أقامت كل من الصين والسعودية مكتب تمثيل تجاري لدي الطرف الآخر، وفي نفس السنة، وصلت ست طائرات خاصة أرسلتها الصين لنقل المسلمين إلى مطار جدة مباشرة، حيث حصل 900 مسلم صيني على التأشيرة من هناك، وفي يوليو عام 1990، أعلنت الصين والسعودية عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مما فتح صفحة جديدة في التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية الخ، وقدم المزيد من التسهيلات وخدمات الرعاية القنصلية للصينيين المسلمين أثناء الحج.

 

الحاج تشنغ خه

دخل الإسلام الصين وهي في عصر عظيم الازدهار لحكم أسرة تانغ (618-907 م)، وصار بيت الله الحرام مكانا مقدسا لجميع مسلمي الصين، وأصبحت رحلة الحج حلما تهون من أجله الصعاب، بل والحياة. وعند الحديث عن العلاقات بين الصين والعالم العربي وبدايات وتاريخ رحلات حج الصينيين المسلمين، لا يجوز بأي حال أن نهمل رحلات تشنغ خه البحرية إلى البلدان الواقعة على ساحل المحيط الهندي.

في الفترة من عام 1405 وحتى عام 1433، وهي فترة حكم الإمبراطور يونغ له والإمبراطور شيوان ده، إبان عصر أسرة مينغ، كان خصي البلاط المشهور تشنغ خه، المسلم ابن قومية هوي، يقود أسطولا بحريا ضخما في رحلة تكررت سبع مرات، منطلقا من ميناء ليوجيا، حيث زار أكثر من ثلاثين بلدا في جنوب شرقي آسيا وأواسط آسيا وغربي آسيا وشرقي إفريقيا، خلال فترة زمنية امتدت ثمانية وعشرين عاما.

خلال الستمائة سنة الماضية لم ينقطع الجدل في الأوساط الأكاديمية حول الدافع والغرض الذي من أجله قام هذا الرجل المسلم برحلاته إلى الدول العربية والإفريقية، فهل كان تشنغ خه يريد أن يصل إلى مكة المكرمة ويؤدي فريضة الحج؟ بعض المؤرخين يذهب إلى أن تشنغ خه، واسمه الأصلي ما سان باو، هو الجيل السابع والثلاثين من نسل رسول الإسلام، محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأن جده الشيخ مي دي نا، وكان رئيس بلدة تشنيانغ التي تنتمي لها أسرته، أدى فريضة الحج، وكان أبوه رئيس تلك البلدة، وأدى فريضة الحج أيضا، ومن ثم فإن أداء الحج من تقاليد هذه العائلة. يضاف إلى ذلك ما عرف عن تشنغ خه من ورع ديني ورغبة شديدة في الحج، خاصة وأن ظروفه المادية كانت أكثر من جيدة، ومن ثم فإن أداء الحج بات واجبا. ويرى البعض، أن السبب الرئيسي الذي جعل الإمبراطور يونغ له يكلف تشنغ خه بقيادة أسطوله هو أن تشنغ خه عميق الاطلاع وواسع المعرفة ويتقن اللغة العربية. وتذكر سجلات التاريخ الصينية أن أسطول تشنغ خه وصل شاطئ البحر الأحمر، وحيث أن المسافة المستقيمة بين مكة وبين البحر الأحمر لا تزيد عن مائة كيلومتر، فمن المنطقي أن يكون تشنغ خه حج البيت، وتؤكد سجلات أسرة مينغ أن تشنغ خه كان يعرف شعائر الحج وأنه أدى الفريضة.

غير أن بعض المؤرخين يستبعد فكرة أن يكون تشنغ خه حج البيت العتيق، وحجتهم في ذلك أن الرجل الذي كان المسئول الأول عن السفن ما كان له أن يترك الأسطول ويذهب إلى مكة، وإنما أرسل بعضا من رفاقه المسلمين إلى مكة لأداء فريضة الحج.

على أي حال، سواء حج تشنغ خه أو لم يحج، فإنه يظل وطنيا شجاعا ذا أفق واسع ودبلوماسيا بارعا نشر السلام والمحبة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn