سؤال:  لعبت سكة حديد تنزانيا- زامبيا، التي بنتها الصين في ستينات القرن الماضي، دورا كبيرا في دفع التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية، التي مازال أبناؤها وغيرهم من أبناء الدول النامية، يذكرون بخير المشروعات الرياضية والصحية التي أقامتها الصين في بلادهم. لكن، يبدو أن عدد مشروعات المساعدة الصينية للدول النامية تراجع في السنوات الأخيرة، فهل يعني ذلك تغيرا في مبادئ مساعدة الصين للبلدان الأجنبية خاصة الدول الأفريقية؟

جواب: بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949، اعتبرت الحكومة الصينية تقديم مساعدات اقتصادية وتكنولوجية إلى البلدان الأجنبية واجبا أمميا يقع على عاتق الصين، وكان سبيل تفعيل ذلك هو تقديم  قروض بدون فائدة أو بفائدة مخفضة، ومعونات تقنية وعينية للدول النامية، ومن ذلك إقامة مرافق بنية أساسية. حتى نهاية عام 1978، قدمت الصين مساعدات لست وستين دولة، منها، 880 مرفقا كاملا في 38 دولة، وقد لقيت ثناء واسعا وتقديرا عاليا من حكومات وشعوب تلك البلدان.

بعد عام 1978، وتماشيا مع تطورات الأوضاع، شهدت أعمال الصين لمساعدة البلدان الأجنبية تنسيقا وإصلاحا، ومر ذلك بمرحلتين:

مرحلة التنسيق بين عامي 1979 و1994. أقامت الصين تنسيقا استكشافيا لسبل مساعدة البلدان الأجنبية. من خلال التخطيط الموحد، تم توسيع مجالات المساعدات، مع التركيز على تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج إليها البلدان المتلقية للمعونة. وفي الوقت نفسه، ارتبطت المساعدات الصينية بمساعدات الأمم المتحدة المتعددة الأطراف والأموال والمساعدات من منظمات مالية دولية، مما دفع تطور الأعمال الاقتصادية والتجارية الثنائية والمتعددة الأطراف. كما اتخذت الصين وسائل متعددة لتقديم المساعدات، ومن ذلك التعاون التقني والإداري، وفقا للظروف والمشروعات المختلفة. مما رفع فعالية المساعدات.

مرحلة الإصلاح الشامل منذ عام 1995. تماشيا مع التقدم الشامل لإصلاح النظام الاقتصادي، أجرت الصين إصلاحا شاملا لأعمال مساعدة البلدان الأجنبية. من وسائله الرئيسية:

1 – تقديم المساعدات بقروض تفضيلية، حيث تقدم الحكومة الصينية قروضا بشروط  تفضيلية لمساعدة البلدان المقترضة،  بهدف زيادة حجم المساعدات للبلدان الأجنبية ورفع فعالية استخدم أموال القروض، ودفع التعاون الاستثماري بين مؤسسات الجانبين، وحث خطوات تصدير التجهيزات والمواد والتقنيات الصينية.

2 - دفع أعمال التعاون باستثمارات مشتركة من حكومة الصين والمؤسسات الأجنبية الأخرى لتنفيذ مشروعات المساعدة للبلدان الأجنبية، وتوسيع مصادر التمويل وحجم المشروعات، وتوطيد منجزاتها.

وبفضل عدم ربط الصين لمعوناتها للبلدان الأجنبية بشروط سياسية وعدم سعيها للحصول على امتيازات سياسية، وتأكيدها على الفعالية الاجتماعية والاقتصادية لمشروعات المعونة، لقيت وسائل المساعدة الجديدة تفهما وتأييدا من البلدان المتلقية للمعونات الصينية. كما أن مهارة العاملين الصينيين الرائعة وإخلاصهم في خدمة أبناء الدول التي يعملون فيها، حازت ثقة وترحاب حكومات وشعوب تلك الدول، ونال كثير من الخبراء والمهندسين والفنيين الصينيين أوسمة وثناء من قبل حكومات الدول التي عملوا بها.

وسوف تواصل الصين، في حدود إمكانياتها، تقديم المساعدات للبلدان الأجنبية، ومنها تقديم معونات بدون مقابل، وقروض تفضيلية وقروض بدون فوائد، وعن طريق التعاون في المشروعات والتقنيات. وفي الوقت نفسه، ستزيد تسهيل شروط القروض وإكمال وتحسين آلية تقديم المساعدات الخارجية في ظل الوضع الجديد، لتكون المساعدات الصينية ملاءمة لمتطلبات تنمية البلدان التي تحصل عليها.