ã

الممثل الشخصي للرئيس مبارك في النيباد

تنسيق مصري صيني لدفع وتعزيز التنمية في إفريقيا

حوار أجراه بالقاهرة: محمد إسماعيل

جاءت المبادرة الصينية بإنشاء منتدى التعاون الصيني الإفريقي لتعزيز ودعم الجهود الإفريقية لتحقيق أهدافها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يعود على شعوب دول القارة بالخير، وتنمية وتطوير وتعزيز العلاقات الصينية الإفريقية التي تنامت. و قد بدأ المنتدى أعماله في مرحلة هامة جداً من مراحل اهتمام إفريقيا بتحقيق التنمية الشاملة، حيث عقد المنتدى الأول بالعاصمة الصينية بكين في أكتوبر عام 2000 وشهد مشاركة واسعة على المستوى الوزاري، وصدر عنه إعلان المنتدى الأول والذي وضع أساساً للعلاقة الإستراتيجية الجديدة بين الصين وإفريقيا في المجالات المختلفة.

 حول المنتدى وأهدافه وأهميته وأفاق التعاون الصيني المصري لدفع وتطوير هذا المنتدى، التقت ((الصين اليوم)) مع السفير إبراهيم علي حسن، الممثل الشخصي للرئيس المصري محمد حسني مبارك في"النيباد" الإفريقي ومستشار وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للشئون الإفريقية، وفيما يلي نص الحوار:

 

الصين اليوم: كيف ترون المنتدى الصيني الإفريقي ؟

إبراهيم علي حسن : لهذا المنتدى ريق وطعم خاص لأنه يجمع لأول مرة طرفين ينتميان إلى الجنوب، فهناك تجمعات ومحافل للمشاركة بين إفريقيا ودول متقدمة مثل: إفريقيا وأوروبا، إفريقيا والاتحاد الأوروبي، إفريقيا وفرنسا، إفريقيا واليابان في إطار ما يسمي "بالتيكاد".  ولكن المنتدى الصيني الإفريقي هو المحفل الأول الذي يجمع ما بين أطراف تتشابه إلى حد كبير، مثل التشابه في الخلفية التاريخية والظروف والأوضاع والتقاليد. وهناك الكثير من العوامل المشتركة بين الصين وإفريقيا. ولهذا فإن الآليات المستخدمة هي آليات قريبة إلى قدرات إفريقيا وإلى مفاهيمها والأوضاع السائدة فيها. ولذلك جاء منتدى التعاون بين الصين وإفريقيا ليعبر عن ترجمة حقيقية لمفهوم التعاون بين الجنوب والجنوب. نحن نتحدث منذ فترة عن التعاون بين الجنوب والجنوب، وهذه هي الترجمة الحقيقية للتعاون بين الجنوب والجنوب، لأن الصين رغم التقدم الهائل الذي حدث بها تصنف ضمن قائمة الدول النامية مع الدول الإفريقية. وبالتالي فإن مشروع التعاون ومفهومه هنا لا يرتبط بالانتقاد ولكن يقوم على أسس الاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في تحقيق مصالح الجانبين والتجاوب مع الاحتياجات الحقيقية لكلا الطرفين من خلال آليات متاحة للجانبين.

 

الصين اليوم: كيف ترون بعض الانتقادات الغربية والاستعمارية لهذا النوع من التعاون؟

إبراهيم علي حسن: هذا النمط من التعاون مطلوب وضروري لأنه يجمع ندين وفي إطار الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. والمنتدى يعقد كل ثلاث سنوات على المستوى الوزاري. وعقد عام 2003 في أديس أبابا، وما بين كل دورة وأخرى يتم عقد اجتماع لكبار المسؤولين لمتابعة ما صدر عن الاجتماع الوزاري السابق، ولكن في العام الماضي، 2006 ، عقدت الدورة الثالثة للمنتدى على مستوي القمة. وهنا يحضرني أن هذا الاجتماع واكب أيضاً مرور50 عاماً علي اعتراف مصر بجمهورية الصين الشعبية، كأول دولة إفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية عام 1956. ولهذا كان الرئيس حسني مبارك، إلي جانب حرصه علي حضور قمة دول منتدى الصين – إفريقيا، كان حريصاً أيضاً على أن يقوم بهذه الزيارة للصين في هذا التوقيت للتأكيد على عمق الصداقة المصرية الصينية وعلى اهتمام مصر والصين المشترك بدعم العلاقات في مختلف المجالات. وأيضاً اصطحب الرئيس مبارك في زيارته للصين وفداً عالي المستوى. وكان الهدف رسالة إلى الصين وهي أن مصر متمسكة باستمرار هذه العلاقة التاريخية القديمة، خاصة أن الصين ومصر هما دولتان أصحاب حضارة قديمة. وكانت الزيارة فرصة لتوقيع العديد من البروتوكولات وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين. وصدرت في "قمة بكين" وثيقتان مهمتان، الأولى هي إعلان بكين، وهو يتحدث عن الخطوط العريضة للأسس التي تقوم عليها الصداقة والعلاقات بين الصين وإفريقيا، ويؤكد بشكل خاص على ما يسمى "النموذج الجديد لاستراتيجية التعاون بين الصين وإفريقيا"، لأنه بالفعل نموذج جديد للتعامل بين الجنوب والجنوب. كما يتناول إعلان بكين مواقف الطرفين وهي في كثير من الأحيان متطابقة وفي أحيان أخرى متوافقة تجاه العديد من المشاكل الإقليمية والدولية. وفي كل اجتماع يتم أيضاً إلى جانب بحث العلاقات المشتركة بين الصين وإفريقيا تخصيص جلسات لمناقشة الأوضاع الدولية والإقليمية وتنسيق المواقف بين الصين كقوة عظمي بازغة تنمو بشكل هائل وكقوة سياسية لها وزنها كعضو دائم في مجلس الأمن وبالتالي فأنه من المهم أن تتشاور إفريقيا مع الصين تحقيقاً للمصالح المشتركة.

أما الوثيقة الثانية فهي خطة عمل بكين، وهي ترجمة تفصيلية لإعلان بكين وخطة تطرح المجالات التي يمكن للجانبين الصيني والإفريقي أن يتعاونا فيها من أجل مصالح الشعوب الإفريقية والشعب الصيني، وأيضاً وضع برامج ومشروعات محددة لدعم جهود إفريقيا لتحقيق وتعزيز التنمية في الدول الإفريقية. وهنا لابد من الإشارة إلي أنه  بعد اجتماع الصين وإفريقيا عام 2000 اعتمدت أفريقيا مبادرة "النيباد" والتي اعترف بها المجتمع الدولي كإطار للتنمية في إفريقيا، ودعت الدول والمحافل المختلفة لموائمة برامج تعاونها مع إفريقيا مع برامج النيباد، حتى يكون هناك تناغم وتناسق ما بين ما هو مطلوب لإفريقيا وما وضعته لنفسها كخطة عمل وما تقدمه الدول الأخرى من دعم ومساندة، وذلك في إطار الدليل الإسترشادي لما تحتاجه إفريقيا. ولذلك وضع المنتدى الإفريقي الصيني في اعتباره أن تحركه والتعاون م ما بين الصين وإفريقيا يسترشد بهذه الرؤية الإفريقية في كافة المجالات، خاصة وأن خطة النيباد تتحدث عن الأمن والسلام والتنمية السياسية والإصلاح الاقتصادي والزراعي، وتتحدث في كافة المجالات التي تؤهل إفريقيا لكي تحتل مكانتها علي الساحة الدولية.

 

الصين اليوم: وكيف ترون التنسيق بين خطة عمل بكين ومبادرة النيباد؟

إبراهيم علي حسن: المنتدى الصيني الإفريقي وضع في اعتباره مبادرة النيباد كدليل وبوصلة للتحرك، ومن هنا فإن خطة عمل بكين الصادرة في قمة بكين نوفمبر 2006، وضعت ذلك في اعتبارها وستجد أن الخطة تتحدث عن تعاون الطرفين الصيني والإفريقي في مجال دعم الأمن والسلام في إفريقيا وحل المنازعات بها. كما تتحدث عن تنمية القدرات البشرية الإفريقية في المجالات المختلفة وعن مجال البنية الأساسية وبناء محطات المياه وغيرها، بما يحقق بنية أساسية قادرة على زيادة الإنتاج في إفريقيا وتطوير الأوضاع التنموية في إفريقيا، كما تتعهد الصين بفتح أسواقها للمنتجات الإفريقية ودعم المواقف الإفريقية في المحافل الدولية.

 

الصين اليوم:  وكيف ترون الآلية لتنفيذ هذه الخطة على أرض الواقع؟

إبراهيم علي حسن: هناك آلة للتنفيذ قائمة من عام 2000 وهي مجلس السفراء الأفارقة في بكين، ولكن هذه المرة أضيف إلى ذلك اجتماع على المستوى الوزارى للتشاور السياسي بين الصين وإفريقيا على هامش أعمال الدورة الـ62 للجمعية العامة للأمم المتحدة، سيعقد برئاسة مصر. وكما تعلم فإن المنتدى يعقد بالتناوب مرة في العاصمة الصينية بكين ومرة أخرى في إحدى العواصم الإفريقية، وأول مرة عقد في بكين ثم في أديس أبابا  ثالث مرة في بكين والمرة القادمة عام 2009 سيعقد في القاهرة، وبالتالي فإن الدولة التي ستستضيف المنتدى تتولى رئاسته خلال هذه الدورة، ولذا فإن مصر ترأس المنتدى من عام 2006 حتى عام 2009 رئاسة مشتركة مع الصين. وقد تم استحداث الاجتماع الوزارى للتشاور كل سنة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر من كل عام، بحضور وزراء خارجية الدول الإفريقية ووزير خارجية الصين. ولهدف من هذا الاجتماع هو مراجعة ما تم تنفيذه من مسيرة التعاون بين الصين وإفريقيا ومراجعة الخطوات التي أخذت وضع خطة بكين موضع التنفيذ وما يتعين القيام به حتى الاجتماع القادم الذي سيعقد في شرم الشيخ عام 2009. إذن نحن هنا نتحدث عن آلية متطورة ومتجددة والأمر لا يقتصر على اجتماع قمة ثم تهدأ الأمور. الهدف هو ما قرره الرؤساء في بكين ويتعين أن نعمل على تنفيذه حتى نصل عام 2009 ويكون لدينا كشف حساب كامل عما تحقق لصالح الجانبين في مختلف المجالات.

 

الصين اليوم: لماذا تهتم الدول العظمي بالتعاون مع الدول الإفريقية؟

إبراهيم علي حسن: إفريقيا قارة واعدة، مليئة بالموارد الطبيعية والتراث، وقارة لم يتم استثمارها بالشكل الكافي وبها 800 مليون نسمة وسوق واعدة لمنتجات الدول المتقدمة، وبها أراضي واسعة للزراعة ومياه متوفرة ومناجم. وإفريقيا أيضا،ً كمجموعة، تمثل ما يزيد على ربع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. هناك 53 دولة إفريقية وتضع بنفسها خريطة طريق لتنمية اقتصادها وهذا من أسباب اتجاه الدول للتعاون مع إفريقيا. وهناك إرادة سياسية للزعماء الأفارقة لتحقيق الممارسة الديمقراطية وتعزيز احترام حقوق الإنسان ودعم الشفافية. وعلى الجانب الآخر تعاني إفريقيا العديد من المشاكل مثل انتشار مرض الإيدز والملاريا، ولا يملك العالم سوى التحرك لدعم وتنمية إفريقيا. وهذا ليس لصالح إفريقيا فقط لأن في تنمية إفريقيا مصلحة لكافة دول العالم، فالعالم سيستفيد من السوق الإفريقية وسيستفيد من قيام صناعات في إفريقيا وسيستفيد من استغلال الموارد في إفريقيا، وذلك في وقت أصبح تسويق المنتجات في أسواق الدول المتقدمة مشكلة حقيقية.

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn