دورة أولمبية خضراء

توظف العاصمة الصينية تكنولوجيات صديقة للبيئة في وسائل النقل وإمدادات الكهرباء وإدارة المياه والمخلفات من أجل ضمان دورة أولمبية خضراء. كما تخطط بكين استخدام مائة حافلة تعتمد على الطاقة المهجنة من الكهرباء والبنزين في المواقع الأولمبية، إضافة إلى مئات من العربات الكهربائية التي ستكون في خدمة العمل اللوجستي بالقرية الأوليمبية وجميع الإستادات، وسيتم توفير دراجات كهربائية في المنطقة الأوليمبية الرئيسية. يشمل هذا المشروع أيضا نظام النقل العام في بكين، حيث من المستهدف تشغيل 80% من الأتوبيسات و70% من سيارات الأجرة بالطاقة النظيفة بحلول عام 2008. وكجزء من هذه الجهود، تم تسيير 14 حافلة نقل عام كهربائية منذ عامين في بكين كمشروع استكشافي بينما تم تشغيل 1300 حافلة بالغاز الطبيعي.

وذكرت وزارة العلوم والتكنولوجيا أن نحو سبع وعشرين في المائة من المنشآت التي ستستخدم في دورة بكين والتي تغطي مليوني متر مربع، ستزود بكهرباء مولدة من الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والرياح والحرارة الجوفية. وسيتم تزويد الملاعب السبعة الرئيسية في بكين بمولدات طاقة شمسية سعتها الإجمالية 480 كيلووات بينما سيتم توفير 90% من الإنارة خارج الإستادات وإمدادات المياه الساخنة في القرية الأوليمبية من خلال الطاقة الشمسية. وسيتم إنشاء أول محطة طاقة رياح في بكين بحلول نهاية العام الحالي بسعة 50 ألف كيلووات وهى المحطة التي ستزود الملاعب الرئيسية بالكهرباء.

وذكرت الوزارة أيضا أن الإستادات الرئيسية مزودة بأجهزة لتجميع مياه المطر ومرافق لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي لتوفير المياه، وأن 90% من مياه الصرف الناتجة عن المرافق الأولمبية سيتم تحويلها إلى محطات الصرف لفرزها وإعادة تدويرها.

 

شرح الصورة: عربة تنظيف جديدة ستشغل في القرية الأولمبية

القرية الأولمبية الصينية: عناصر صينية واقتصاد للطاقة وحماية للبيئة

 

ستصبح القرية الأولمبية ببكين، أثناء فترة أولمبياد 2008، "القرية الأولى بالعالم".

عناصر صينية في مساكن اللاعبين

بمجرد دخول المسكن في القرية الأولمبية، يشعر الفرد بالنكهة الصينية، فالتصميم يحاكي أسلوب بوابات المدينة الصينية القديمة، واللون البني في المسكن يشعر الزائر بعراقة التاريخ، وعلى الباب صفوف من المسامير الكبيرة وحلقتان.

ويتكون المسكن النموذجي في القرية الأولمبية من أربع غرف، وعلى منصة عرض تواجه الباب ثلاثة تماثيل صلصالية لصينيين من العصور القديمة. وتتوسط الصالة منضدة شاي مغطاة بمفروشات حمراء مطرزة بمقاطع صينية وفوقها أدوات شاي خزفية بنفسجية، وعلى يسار النافذة ويمينها مصابيح على شكل الفوانيس الصينية التقليدية.

أربع غرف لاثنى عشر فردا

في المسكن المكون من أربع غرف، يمكن تحويل المطبخ وغرفة المكتب إلى غرفتين للنوم مؤقتا، لإقامة مزيد من اللاعبين. بهذا الأسلوب توجد ست غرف نوم في هذا المسكن الذي تبلغ مساحته 251 مترا مربعا، وفي كل غرفة سريران، فيمكن لكل شقة أن تتسع لاثنى عشر فردا.

المواد مقتصدة في الطاقة وصديقة للبيئة

كل المواد المستخدمة في الديكور الخارجي والداخلي للمساكن بالقرية الأولمبية متفقة مع المعايير الوطنية لحماية البيئة، بل أعلى من هذه المعايير. فالزجاج من نوع LOW-E مقتصد في الطاقة، ويؤدي الديكور الخارجي باللوحات الزخرفية المقتصدة للطاقة وظيفة التدفئة. والشرفة نصفها مغلق ونصفها الآخر مكشوف، الأمر الذي يفيد في التهوية ويحفظ الخصوصية الشخصية، اللوحات البلاستيكية الخشبية المستخدمة فيها صديقة للبيئة.

قرية صينية

تقع القرية الأولمبية في شمال غربي المنطقة المركزية الأولمبية ببكين، وتتصل بحديقة الأولمبياد شمالا، ومجموعات بنايات الملعب الرياضي الرئيسي جنوبا، ومكونة من منطقة سكنية ومنطقة دولية، مساحتها 66 هكتارا، وسيعيش فيها نحو سبعة عشر ألف لاعب ومدرب ومسؤول إداري سيشاركون في دورة بكين. حسب الخطة، ستفتتح القرية رسميا قبل أسبوعين من بدء دورة بكين، وأثناء الدورة، لن يسمح بدخولها إلا لمن يحمل إذن الدخول.

والمنطقة السكنية هي الجزء الرئيسي من القرية الأولمبية، وإلى جانب مساكن اللاعبين، فيها عيادات شاملة ومطاعم ومكتبات متعددة الوظائف ومركز تسلية ومنطقة للراحة وممارسة الرياضة البدنية وغيرها من منشآت الخدمات. بمنطقة الراحة وممارسة الرياضة البدنية صالات رياضية وأحواض سباحة وملعب لكرة الطاولة وملعب لكرة السلة ومضمار للجري البطيء وغيرها.

ويبلغ إجمالي مساحة البنايات في مساكن القرية الأولمبية 370 ألف متر مربع. وتقع كل المساكن في البنايات الدائمة المكونة من 22 بناية من ستة طوابق و20 بناية من تسعة طوابق، أسلوب بنائها موحد، ويتجاوز معدل نصيب الفرد من المساحة السكنية 22 مترا مربعا. ويشعر زوار هذه المساكن بالجمع الرائع بين الخصائص الصينية والتصميم الإنساني، حيث تتناسق الجدران البيضاء والبلاط البني والأثاث الرصاصي بعضها مع بعض. ويبرز الجو الصيني من بين أعمال الختم والخط الصيني المعلقة على جدران الصالة وغرف النوم، بينما تضفي النباتات الخضراء المتنوعة حيوية على كل غرفة.

وإلى جانب ذلك، تتوفر في كل مساكن اللاعبين خطوط الخدمة الرقمية للإنترنت(DSL) والهاتف والتلفزيون الكابلي والدائرة التلفزيونية الداخلية ونظام الإنذار ضد السرقة وقفل يعمل ببصمات الأصابع. وستقدم الدورة الأولمبية لكل "أبناء القرية الأولمبية" بطاقة هوية شخصية ووسيلة شراء على الإنترنت، وسيقام داخل القرية ناد للإنترنت، ويمكن للاعبين استخدام الإنترنت مجانا في القرية، وستقدم بعض المواقع تسهيلات للنشاطات الدينية المختلفة.

تختلف المنطقة الدولية عن المنطقة السكنية من حيث الوظائف، لأنها منطقة تقام فيها مراسم الترحيب بالوفود والاستقبال. وأكثر ما يجذب الأنظار فيها هو ساحة أولمبية مساحتها نحو 20 ألف متر مربع، وستقيم اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين فعاليات ثقافية وتسلية متنوعة فيها، مثل العروض الفنية في الهواء الطلق والمعارض المكشوفة والنشاطات العامة بالقرية. وتقع ساحة رفع الأعلام في وسط الساحة الأولمبية، ومساحتها نحو 6000 متر مربع، وسترفع بها الأعلام الوطنية لنحو 200 بلد في فترة دورة بكين.

قرية مقتصدة في الطاقة

تجسد القرية الأولمبية من التصميم إلى تنفيذ بنائها المفاهيم الثلاثة لدورة بكين الأولمبية وهي "دورة خضراء، علمية وتكنولوجية، وإنسانية"، وإحدى ميزاتها هي تسخين الماء للأغراض المعيشية بالطاقة الشمسية.

وقبل فترة نقلت إلى ميدان بناء القرية الأولمبية لوحات الطاقة الشمسية التي ستركب على سطوح 18 بناية في المناطق A,B,C,D بالقرية لتوفير احتياجات اللاعبين من الماء الساخن. وتصلح هذه الأجهزة للعمل 20 سنة، وبذلك ستصبح القرية الأولمبية أول تجمع سكني يستخدم الطاقة الشمسية في تسخين ماء المعيشة بحجم كبير في الصين. وستوفر هذه الأجهزة 578ر4 ملايين يوان (الدولار الأمريكي يساوي حوالي 5ر7 يوانات) من تكاليف الكهرباء سنويا، وخلال استخدامها 20 سنة، ستوفر 24ر183 مليون كيلووات/ساعة من الكهرباء، و56ر91 مليون يوان من تكاليف الكهرباء.