جاء في تقرير للمركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية CSIC أن انخفاض نسبة مواليد السكان وطول أعمارهم هما القوتان الرئيسيتان اللتان  تدفعان شيخوخة المجتمع الصيني وانخفاض العدد النسبي للسكان في سن العمل بالصين. وذكر التقرير أن الصين ستشهد تغيرا سكانيا مذهلا، حيث ستتحول من دولة فتية إلى دولة عجوز مباشرة.

والحقيقة أن الصين دخلت مجتمع الشيخوخة بالفعل، فأحد المعايير الهامة لشيخوخة المجتمع في دولة ما هو أن يمثل عدد السكان فوق سن الستين أكثر من 10% من العدد الإجمالي لسكان تلك الدولة. وحسب الإحصاء السكاني بالصين لعام 2005، بلغ عدد السكان الذين جاوزوا سن الستين 144 مليونا، أي 11% من إجمالي عدد سكان الصين.

لقد استغرقت رحلة الدول المتقدمة إلى مجتمع السيخوخة أكثر من 45 سنة، وفي فرنسا استغرقت 130 سنة، وفي السويد 85 سنة، وفي أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية نحو 79 سنة. لكن الصين أنجزت هذه العملية خلال 27 سنة فقط، ومن المتوقع أن تتواصل الزيادة في عدد المسنين لفترة طويلة في المستقبل بالصين، التي تعتبر من أسرع الدول وصولا إلى مجتمع الشيخوخة.

عندما دخلت الدول المتقدمة مجتمع الشيخوخة كان متوسط دخل الفرد من خمسة آلاف إلى عشرة آلاف  دولار أمريكي، ولكن الصين دخلت مجتمع الشيخوخة بينما متوسط دخل الفرد بها يزيد على الألف دولار أمريكي قليلا، أي أنها تنتمي إلى الدول الشريحة الدنيا من الدول المتوسطة الدخل، ومازالت قدرتها الاقتصادية ضعيفة نسبيا لمواجهة متطلبات مجتمع الشيخوخة، فقد شاخ سكانها قبل أن تحقق الثراء.

يضاف إلى ما سبق، حقيقة أن الصين شهدت عملية تحول من نظام الاقتصاد المخطط، حيث لا يوجد تراكم مالي لرعاية المسنين، إلى نظام اقتصاد السوق، فبقيت هذه المشكلة حتى الآن.

((الصين اليوم))، تستعرض في هذا العدد قضية الشيخوخة من حيث جذورها الثقافية وانعكاساتها الاقتصادية والضغوط التي تفرضها على الحكومة وعلى المواطن أيضا في بلد تحتل فيه ثقافة البر بالوالدين مكانة خاصة.