ã

في عالم لعب الأطفال

صغار الصين يفضلونها أجنبية!

تسي يان

سوق لعب الأطفال في شانغهاى

لعب تجذب أطفال

كشك SMOBY في شانغهاى

يتذكر أبناء الصين الذين تجاوز عمرهم العقد الثالث أن لعبهم في طفولتهم كانت المكعبات والنبلة والدمية المصنوعة من القماش، وكرات الرمل التي كانوا يصنعونها بأنفسهم. كانت أحوال الصينيين صعبة فقيرة، وكانت لعب الأطفال بسيطة، ولكن حياتهم كانت جد سعيدة. تغيرت الدنيا وتحولت معها لعب الأطفال، فالمكعبات البسيطة صارت مكعبات ذكية تتكون من مئات القطع تفك وتركب، وأصبحت النبلة عربة حربية ودراجة سباق وبندقية، وأضحت دمى القماش سلاسل من العروسة باربى التي تبدل ملابسها ومعها بعض مشاهد من الحياة، واللعب الوبرية التي تجسد صورا كارتونية، وتلك هي اللعب التي يفضلها أطفال اليوم.

 

اختيار الآباء

في ركن لعب الأطفال بأحد المتاجر، حيث توضع اللعب حاملة الماركات العالمية المشهورة في مكان بارز، دفعت سيدة 3298 يوانا (حوالي 450 دولارا أمريكيا)، لشراء  مجموعة من اللعب الفرنسية بعلامة SMOBY تشمل نموذج غابة وكوخا خشبيا وزلاقة. قالت الأم التي تعمل بالمحاماة وتحصل على راتب شهري عشرة آلاف يوان (1300 دولار أمريكي)، إنها انتقلت إلى بيت جديد مساحته كبيرة بشكل يتيح لابنها البالغ من العمر خمس سنوات أن يلعب باللعب الكبيرة، وحيث أنه لا توجد لعب كبيرة مصنوعة في الصين، لم يكن أمامها إلا المنتج الأجنبي برغم سعره الغالي.

الطفل الوحيد في الأسر الصينية يستهلك أكثر من نصف دخل والديه، وبالطبع من مفردات استهلاكه اللعب التي تنمي ذكاءه وشخصيته. وعندما يُسأل الآباء عن حجم  إنفاقهم على لعب أطفالهم يجيبون: "صعب التقدير".  لقد أصبح الصينيون أثرياء، لكنهم لم يصلوا إلى درجة القدرة على شراء كل ما يرغبون، ولكن سياسة "الطفل الواحد" وفكرة "تهيئة مستقبل واعد للطفل" تجعلهم مستعدين لإخراج ما في جيوبهم راضين.

  شركة ماتل، المنتجة لدمى باربي، هي أكبر شركة مستوردة للعب المصنوعة في الصين. يقول تشنغ جين هوي، مدير شركة تشونغوي بمدينة قوانغتشو، وكيل ماتل في الصين إن السوق الصينية للعب أصبحت منجم ذهب، فاهتمام الأسرة الصينية بتربية الطفل يجعل الصينيين لا يبخلون في الإنفاق على شراء اللعب الغالية والعالية الجودة.

  مع التقدم التكنولوجي، تشغل ألعاب الكمبيوتر كثيرا من وقت الأطفال، بل إن بعضهم أدمن عليها، لذلك يحاذر الآباء كثيرا من ألعاب الكمبيوتر، ويعوضونها بشراء اللعب المستوردة الإبداعية برغم ارتفاع سعرها.

في أحد  الفروع الصينية لشركة تويز آر أس  Toys 'R' Us أكبر شركة بيع بالمفرق للعب الأطفال في العالم، تباع اللعب الأجنبية بسعر أعلى من سعرها في الأسواق الأمريكية لأن الصين تفرض ضريبة استيراد 17%، ومع ذلك يرى الآباء الصينيون أن تلك اللعب تستحق ثمنها.   

 

فرص تجارية

وحسب ليانغ مي، نائبة رئيس الجمعية الصينية للعب والهدايا، هناك مستقبل واعد لسوق اللعب في الصين، التي يعيش على أرضها نحو أربعمائة مليون طفل تحت سن الرابعة عشرة. وحسب جمعية اللعب والهدايا بمقاطعة قوانغدونغ، يزداد استهلاك لعب الأطفال والهدايا في الصين بنسبة 30% إلى 40%  سنويا، وسيتجاوز 100 مليار يوان في عام 2010. وحسب استطلاع رأي أجري في الصين، يبلغ متوسط إنفاق الطفل الصيني سنويا على اللعب 35 يوانا في المدن، وأقل من 10 يوانات في الأرياف، مقارنة مع 400 دولار أمريكي في الولايات المتحدة. 

  قبل ثماني سنوات، طرحت شركة تومي TOMY اليابانية لأول مرة في أسواق الصين سلسلة من اللعب مثل نماذج فك وتركيب السيارات والسيارات التي يتم التحكم فيها بالريموت كنترول. وحسب مدير عام فرع شانغهاي لتومي، التي لها 85 فرعا في الصين، الصين دولة كبيرة في صناعة لعب الأطفال، وسوف تصبح أيضا دولة كبيرة في استهلاك اللعب، فالصين تحقق نموا اقتصاديا غير مسبوق، ولهذا فإن السوق بها كبيرة.

بالنسبة للعب الوبرية (الدببة)، تحتل منتجات الشركات الأجنبية والشركات الصينية الأجنبية مشتركة حوالي ثمانين بالمائة من السوق الصينية، ويقبل الأطفال أكثر على اللعب الأجنبية لأنهم يرون صورها دائما في أفلام ومسلسلات الكارتون، مثل   Mickey &Donald  وSnoopy وMashimaro.

قبل عشر سنوات، لم يفلح الرأسمال الأجنبي في الدخول إلى سوق اللعب في الصين، نظرا لقيود السياسات الصينية وضعف القدرة الشرائية للصينيين، آنذاك. الآن يعاود الرأسمال الأجنبي المحاولة. في كل أماكن بيع اللعب بالصين، تجد ليغو Lego الدانمركية وباربي Barbie وهاسبرو Hasbro الأمريكية. قال ين وي، مدير شركة كاليتو Kaleeto بشانغهاي إن شركته تعمل وكيلا لبعض اللعب المشهورة اليابانية والأمريكية والسويدية، وهذه اللعب لا تجد حظوة عند الأطفال فحسب، بل بين الشباب والكبار أيضا.

  عند التسويق، تُنصح شركات اللعب بأن تتكيف مع أذواق الآباء وأن تستغل فرص المناسبات والأعياد وعطلات نهاية أسبوع. وقد لفت الانتباه في اليوم العالمي للطفل في أول يونيو هذا العام، لعبة شاحنة LEGO في أحد ميادين بكين، حيث اجتذبت آلاف من الأطفال بصحبة آبائهم، وقفوا صفوفا لزيارتها، وبالقرب منها كان نموذج منفوخ لسنوبي  SNOOPY يلوح بيديه للأطفال مبتسما.

  في عام 2006، تضاعفت مبيعات شركة ماتل مقارنة مع عام 2005، وتتجه الشركة إلى المدن الصينية المتوسطة، وباتت المنافسة في الأسواق أشد. أما شركة Toys 'R' Us فقد افتتحت في ديسمبر العام الماضي أول منفذ بيع لها في حي بودونغ بشانغهاى، وستفتتح أربعة منافذ لها في مدن أخرى.

  في الدورة الثالثة للمعرض الصيني للعب والهدايا التي أقيمت في أكتوبر هذا العام بشانغهاى، عرضت حوالي 400 شركات صينية وأجنبية، منها سيمبا بيكيه SIMBA DICKIE الألمانية بضائعها الجديدة المتنوعة ذات الجودة العالية.

 

دولة لعب الأطفال في موقف صعب

   معظم اللعب الأجنبية التي تباع في الصين تحمل علامة "صنع في الصين". وقد أوضح تشنغ جنغ هوي أن 70% من بضائع شركة ماتل تصنع في الصين، ثم تنتقل إلى الخارج للتغليف والتصميم والدعاية، وتعود إلى الصين مرة أخرى. وقال شي شياو قوانغ، رئيس الجمعية الصينية للعب والهدايا إن الصين تصنع ثلاثة أرباع اللعب والهدايا في العالم، وقد أصبحت الصين المركز التجاري للعب في آسيا.

  في ركن اللعب بمتجر شينشيجيه ببكين، تحمل كل البضائع ورقة مسجل بها منشأ المنتج، حيث نجد أن بعض اللعب المستوردة مصنوعة في قوانغدونغ بالصين، غير أن لعب LEGO تصنع في الدانمارك، ولعب SMOBY تصنع في فرنسا، ولعب LITTLE OXFORD تصنع في كوريا.

  في ظل سيطرة اللعب الأجنبية ذات الماركات المشهورة على السوق الصينية، نهضت بعض الشركات الصينية وبدأت تطوير منتجات عالية الجودة وبتكلفة أقل، واصبح لها ماركات خاصة بها، وقد أصبحت لعب الطائرات المروحية التي يتم التحكم فيها بالريموت كنيرول بماركة "ينهوي" أكثر لعب الأطفال مبيعا  في Toys 'R' Us.

قال تيان رونغ شنغ، رئيس جمعية اللعب والهدايا بمدينة ووهان، إن الجمعية أقامت مركز بحوث للعب الكارتونية، واستقدم لها كثيرا من المتخصصين الأكفاء من شانغهاي وقوانغدونغ الخ، من أجل تطوير لعب أطفال ذات خصائص صينية.

 

 

 

  

 

        

     

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn