ã

صباح الخير بكين

أنيسا بلسكاتشيوكايا

أطفال يمارسون الرياضة البدنية في حديقة عامة

تمرينات الصباح بالسيف الطويل

يبدأ ملايين من الصينيين صباحهم في الصيف بقتال في معركة من أجل مكان في الظل بحديقة عامة. ومن بين هؤلاء، العجوز باي يي شو، ذات الاثنين وسبعين ربيعا. في كل صباح تنهض من فراشها السادسة صباحا، تتناول الزبادي وفطيرة صغيرة، وتهرع إلى حيث يوجد أترابها من جيران الحي من أجل أداء تمريناتها الصباحية اليومية. هناك تلتقي العشرات من أترابها، الكل يتسابق من أجل موقع تحت الظل يحمي أولئك المتحمسين لصحتهم من حرارة الشمس اللافحة، حيث تتجاوز حرارة الصيف في بكين ثلاثين درجة مئوية، حتى في الصباح. أما عن التمرينات الرياضية، فالاختيارات غير محدودة، حيث يوجد الإيروبك، تايجي تشيوان (ملاكمة الظل)، اللعب بالسيف وتمرينات تشيقونغ (التنفس). بعد ساعتين من تلك النشاطات، يشكل الجميع مجموعات، كل واحدة من اثنين، ويبدءون في الرقص. 

تقول باي يي شو، التي تشارك في تلك التمرينات البدنية الجماعية منذ أكثر من خمس عشرة سنة، :"لا أتخيل أنني يمكن أن أعيش بدون التمرينات. إنها تجعلني أشعر بالحيوية وتجعل مزاجي جيدا طوال اليوم. نحن نلتقي هنا، أيا كان هناك مطر أو شمس أو برد، وفي كل فصول السنة. وقد شكلنا صداقات قوية عبر السنين. نحن لسنا صاغر السن، ولكن تمرينات الصباح تطيل أعمارنا".

تدفع باي يي شو، وكل فرد من رفاقها، يوانين (أقل من ربع دولار أمريكي)، ثمنا لتذكرة دخول للحديقة صالحة لمدة شهر. وقبل عدة شهور قررت مجموعتها أن تشتري كاسيت أفضل للرقص على موسيقاه، ساهم كل فرد بعشرة يوانات (1,3 دولار أمريكي) من ثمنه. 

ولكل مجموعة قائدها، الذي، أو التي، يكون مسئولا عن إحضار الكاسيت إلى الحديقة كل يوم، والوصول أولا لحجز مكان تحت الظل. والقائد يقدم خدماته متطوعا، ففي الصين المكانة والبرستيج أكثر أهمية من المال.

الحكومة من جانبها تساعد، فهي تدعم وتشجع المتحمسين للياقة البدنية، مثل باي يي شو. وتنفذ الحكومة برنامجا على مستوى البلاد بعنوان "اللياقة للجميع"، وأقامت أو أصلحت تجهيزات للياقة البدنية في أماكن مفتوحة بالتجمعات السكنية في أرجاء البلاد، بتمويل من عائدات يانصيب الرياضة. هذه التجهيزات بسيطة، ولكنها توفر لمستخدمها احتياجاته. وهي مشهورة كثيرا بين كبار السن والأطفال، وأولئك الذين لا يذهبون للقاعات الرياضية المميزة.

والحقيقة أن "فجوة الأجيال" في الصين حاليا في أشد مراحلها عندما يتعلق الأمر بالتمرينات البدنية. كبار السن، مثل باي يي شو، يقصدون إلى الحدائق العامة الرخيصة كل صباح، بينما الشباب من ذوي الياقات البيضاء، يفضلون الأندية الرياضية وقاعات الجمنزيوم. ومع اهتمام مزيد من شباب الصين بشكل وهيئة بنية أجسامهم، تنتشر أندية الرشاقة بشكل كبير في المدن الصينية. والمزيد من المنافسة تعني أسعارا يمكن تحملها، أيضا. في العام الماضي، كان من الصعب أن تجد اشتراكا سنويا بتلك الأندية أقل من ستة آلاف يوان (750 دولارا أمريكيا)، ولكن الآن بوسعك أن تنظم إلى جمنزيوم مقابل 4500 يوان لثمانية عشر شهرا.

أليونا فوستريكوفا، مديرة أحد أندية الرشاقة ببكين، تقول: "يجري العمل في ناد رياضي جديد بالقرب من هنا، ومن ثم نبذل قصارى جهدنا لجذب الزبائن المحتملين". أليونا من مواليد بلاغوفيشنسك، بأقصى شرقي روسيا، وتخرجت في معهد خاباروفسك للثقافة البدنية، وأمضت التسع السنوات الماضية في بكين. وبفضل موجة الرشاقة التي تجتاح الصين، عملت مدربة للرشاقة ثم مديرة لناد، وفي النهاية افتتحت ناديا لها باسم يوغا. العديد من زبائنها شباب صينيون، وفي وقت النهار معظم زبائنها من النساء، زوجات وصديقات الأثرياء الجدد في الصين، اللاتي يشعرن أكثر من غيرهن بالحاجة إلى الحفاظ على المظهر والرشاقة. الأجانب يشكلون 10% من زبائنها، وهم مغرمون أكثر بتمرينات الدراجة. تقول أليونا إن السبب الرئيسي لذلك هو الاختلاف في هيئة الجسم وشكله، فالصينيون لا يفضلون التمرينات المكثفة، فهم يفضلون التمرينات اللينة مثل اليوغا.

تشير الإحصاءات إلى أن الفرد في بكين ينفق سنويا مائة دولار أمريكي في المتوسط على نشاطات التمرينات البدنية، فالحياة الصحية حاليا توجه قوي. والسبب الرئيسي لاختيار الشباب مراكز اللياقة البدنية وليس الذهاب الحدائق العامة الرخيصة مع الآباء والأمهات، هو المكانة التي تعطيها للفرد قاعة الجمنزيوم المعروفة. وتشجع كثير من الشركات العاملين بها على الانضمام لمثل هذه الأندية، بل إن بعضها تدفع الاشتراكات لهم. يقول واحد من رواد أندية اللياقة: "كانت شركتي تدفع لي الاشتراك، وعلى الرغم من أنها توقفت عن هذا مؤخرا، مازلت مغرما بالجمنزيوم، وأدفع الاشتراك من جيبي الخاص، فأنا أعتبر ذلك استثمارا للمستقبل".

يوجد أكثر من ألف مركز للرياضة والترفيه في بكين، منها مائة فقط قاعة جمنزيوم رياضية. وفي المدن الصينية الأخرى، العدد أقل. في الولايات المتحدة، يوجد مركز للياقة البدنية لكل عشرة آلاف فرد، وفي الصين يوجد واحد لكل مليون فرد. ويقول الخبراء، إن هذا يعني أن فرصا هائلة في الأفق تنتظر مديري مراكز اللياقة المتخصصين، ولا تنسى أن الأولمبياد قادمة أيضا.         

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn