ã

ليانيونقانغ الساحلية تتغير

وو مي لينغ

لي يوان تشاو، أمين لجنة الحزب في مقاطعة جيانغسو، في زيارة تفقدية لشرق ليانيونقانغ

وانغ جيان هوا، أمين لجنة الحزب مع ليو يونغ تشونغ، عمدة مدينة ليانيونقانغ، في زيارة

 

ليانيونقانغ مدينة ساحلية، كانت قبل مئات السنين قطعة أرض مغمورة تحت البحر، والآن صارت نقطة البداية للجسر الأوراسي البري الجديد، وتصل إليها المواد والبضائع من وسط وغرب الصين لتنقل بحريا وبريا إلى خارج الصين، كما أنها نقطة البداية الشرقية لسكة حديد ليانيونقانغ – لانتشو وسكة حديد لانتشو – أورومتشي، فهي همزة الوصل الاقتصادية للمقاطعات الواقعة على السكة الحديد من مدينة ليانيونقانغ في مقاطعة جيانغسو إلى مدينة لانتشو في مقاطعة قانسو والمناطق الساحلية المتطورة.

 

مدينة الثقافة والاقتصاد المتطور

عاشت قبيلة اسمها شاوهاوشي، قبل أربعين أو خمسين ألف سنة، في ليانيونقانغ، التي كانت موطن الأساطير في غابر الزمان. سميت قديما ولاية ينغتشو، وأقيمت بها محافظة جيويشيان في أسرة تشين، وولاية هايتشو في أسرة وي الشرقية، ولأنها دائما موطن الأفذاذ والموارد الوافرة والثروة السمكية والملح، ظلت تحمل لقب "المحافظة المشهورة على شاطئ البحر الشرقي" و"البلدة الضخمة عند مصب نهر هوايخه إلى البحر". كانت ليانيونقانغ قديما تقع عند مصب النهر الأصفر إلى البحر، ولكن خلال سبعمائة عام، من عهد الإمبراطور جيان يان في أسرة سونغ الجنوبية إلى عهد الإمبراطور شيان فنغ في أسرة تشينغ، ونتيجة ترسب الغرين زحف الشاطئ 120 كيلومترا إلى داخل البحر، وخلال أكثر من مائة عام من التنمية والبناء تحولت من قرية صغيرة للصيادين إلى مدينة ساحلية جميلة. والآن ليانيونقانغ من "المجموعة الأولى من المدن الساحلية الصينية المنفتحة على الخارج ورأس الجسر الأوراسي البري الجديد ومن أكبر عشر مواني ومدن سياحية ممتازة، وعاصمة البلور ومهد ثقافة رواية ((رحلة إلى الغرب)).

يحظى جبل كونغوانغ بشهرة كبيرة، كونه المكان الذي اختاره كونفوشيوس، قبل أكثر من ألفي عام، ليتطلع من أعلى قمته على البحر. يرتفع الجبل 123 مترا، وبه آثار لكونفوشيوس، مؤسس الكونفوشية وأقدم المنحوتات الحجرية البوذية على الأجرف في الصين، ومنها مشهد نيرفانا لساكياموني والإلهة شيوانغمو للطاوية الصينية.

المنحوت الحجري الرمز لليانيونقانغ هو تمثال حجري لفيل راكض قوي مفعم بالحيوية. بعد توحيد الصين زار الإمبراطور تشين شي هوانغ جبل كونغوانغ، واتخذه بوابة شرقية لأسرة تشين، بعد أن أمر ببناء بوابة من حجرين ضخمين، استخدم أحدهما في فترة أسرة هان لنحت تمثال لفيل ارتفاعه 6ر2 متر، وطوله 8ر4 أمتار، كفله مرتفع وظهره منحن، له عينان كبيرتان تخيف من ينظر إليهما، ولكن من يقف على أي من جانبيه، يشعر بأنه وديع لطيف.

ويطالب أبناء ليانيونقانغ باتخاذ تمثال الفيل الحجري رمزا للمدينة. ويقول وانغ جيان هوا، أمين لجنة الحزب في ليانيونقانغ إن هذا التمثال هو أول تمثال حجري للفيل في الصين، يرجع تاريخه إلى أكثر من ألف عام، وهو دليل قوي على تاريخ ليانيونقانغ العريق، وفي نفس الوقت يجسد ملامحها الروحية، وبفضل التراث التاريخي والثقافي، ومنه تمثال الفيل، تتمتع المدينة بمضمون ثقافي وافر، وهو عنصر ثقافي لا غنى عنه لهذه المدينة.

في ثمانينات القرن العشرين اكتشفت على أجرف الجبل منحوتات حجرية بوذية، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 1800 عام، وأدهش اكتشافها العالم، فهي أقدم من كهوف دونهوانغ بثلاثمائة عام، ويسميها العلماء من داخل الصين وخارجها "أول منحوتات حجرية بوذية على الأجرف في الصين" و"الكهف الأم للأمة الصينية". يوجد من بينها منحوت حجري للإلهة الطاوية شيوانغمو الجالسة في أعلى مكان بالوسط، وتماثيل بوذا جالسة وواقفة ومشهد نيرفانا لساكياموني، وهي تتيح فرصة للاستمتاع بالفن والمهارة الفائقة للفنانين القدماء، وفي نفس الوقت الإلمام بالمعارف البوذية. بالإضافة إلى ذلك توجد من بين هذه المنحوتات الحجرية بعض المنحوتات الحجرية تصور الحياة في الدنيا، ومنها منحوت حجري لرجال يرقصون، ومنحوت حجري لرجال يشكلون هرما بأجسادهم.

جبل هواقوه أروع جبل في منطقة يونتاي الجبلية، وهي من مناطق المناظر الطبيعية الجميلة والمواقع التاريخية المشهورة الرئيسية للدولة. قمة يوينيوي هي أعلى قمة في يونتاي، يبلغ ارتفاعها 3ر625 مترا، وهي أيضا أعلى قمة في مقاطعة جيانغسو. في زمن أسرة مينغ، اتخذ الكاتب وو تشنغ ان جبل هواقوه مصدرا ومرجعا لروايته ((رحلة إلى الغرب))، ومنذ ذلك الوقت اشتهر الجبل في الصين مع حكايات بطل الرواية، سون وو كونغ.

يتميز هواقوه بكثافة الغطاء النباتي والأشجار القديمة العالية وموارد النباتات البرية الوافرة، حيث يبلغ عدد أنواع النباتات به أكثر من 1700 نوع، وأشهرها Phyllosctachys aureosulcata f.spectabilis . وقد صدر طابع بريد صيني يحمل صورة الجبل الذي يحتضن كهف شويليان (الستارة المائية)، الذي يقع خلف شلال مثل ستارة مائية وفي داخله نبع يسمي هاييان (عين البحر)، ويقال إن سون وو كونغ ذهب إلى قصر الملك التنين البحري في قاع البحر عن طريق هذا النبع. بالإضافة إلى ذلك توجد في ليانيونقانغ مزارات مثل مكان أول كتاب نزل من السماء في الشرق الذي يقع في جرف جيانغجيون (الجنرال) وعاصمة قومية دونغيي مبدعة ثقافة دونغيي وغيرهما.

مدينة الميناء

في عام 1984 اختيرت ليانيونقانغ ضمن المجموعة الأولى للمدن الساحلية المنفتحة في الصين، وبفضل هذا صار متوسط نصيب الفرد بها من إجمالي الناتج المحلي أعلى من متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في كل الصين، ولكنه الآن أقل بثلاثة آلاف يوان من متوسط نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في كل الصين. يقول لي يوان تشاو، أمين لجنة الحزب في مقاطعة جيانغسو، إن ليانيونقانغ عندما أدرجت في قائمة المجموعة الأولى من المدن الساحلية المنفتحة قبل عشرين عاما، كان يمكنها أن تصبح رأس الجسر الأوراسي البري الجديد في الشرق وأكبر ميناء لنقل المواد والبضائع من منطقة هوايهاي الاقتصادية ومنطقة الوسط والمنطقة الغربية إلى خارج الصين بحريا، وقاطرة منطقة شمال جيانغسو للتخلص من الفقر والسعي لتحقيق الثراء، ولكنها افتقرت إلى قاطرة تطور بها نفسها، ولهذا لم تستطع أن تصبح قاطرة للتنمية الإقليمية.

يقول وانغ جيان هوا، إن الخط الساحلي لليانيونقانغ من نوعية ممتازة، وهو من الموارد الاستراتيجية، ولكن ليانيونقانغ لم تستفد من تفوق الميناء لأنها لم تطور صناعات تدعم هذا الميناء، ولذلك عليها أن تسرع في بناء الميناء، وتضع خطة تطور طويلة المدى له، وتجري استكمالا وتنظيما أفضل لموارد الميناء ليكون ميناء كبيرا بطاقة شحن وتفريغ مائة مليون طن سنويا، مع التركيز على تطوير الحاويات وإقامة منطقة تنمية اقتصادية وتكنولوجية من الدرجة الأولى في نفس الوقت لتحقيق تطور سريع ومستدام لها.

بعد دراسة متأنية وتحقيق عميق طرحت حكومة مدينة ليانيونقانغ عام 2005، مستفيدة من آراء العلماء، مشروع بناء ليانيونقانغ لتكون مدينة ساحلية دولية جديدة في شرقي الصين، مساحتها 260 كيلومترا مربعا، وتضم مجموعة من البنايات الرائعة والطرق المشجرة المتقاطعة والمستنقعات الواسعة عند مدخل النهر إلى البحر والغابات داخل المدينة، وبناء قاعدتين صناعيتين على طول سكة حديد ليانيونقانغ – لانتشو وشاطئ البحر الذي يبلغ طوله 176 كيلومترا، والإسراع في بناء الميناء المركزي الدولي الإقليمي والميناء الرئيسي للحاويات والميناء المتكامل الكبير الذي يساهم في دفع التطور الإقليمي بين دلتا نهر اليانغتسي وخليج بحر بوههاي.

يقول وانغ جيان هوا، إن تطور ليانيونقانغ في المستقبل لا بد أن يعتمد على التصنيع، فذلك هو المحرك القوي، وعليها أن تطور الصناعة والمجموعات الصناعية المتجهة نحو الميناء بقوة جبارة لتدفع تطور الميناء، وأن تكون منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانغ قاطرة للتنمية، وعليها أن تطور اقتصاد منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ليكون كبيرا وقويا، وتنعش الميناء اعتمادا على تطوير الصناعة لتحقيق الدفع المتبادل بين الصناعة والميناء، هكذا يمكنها أن تحقق هدفها لتصبح مدينة ساحلية دولية ومدينة مينائية حديثة ومدينة سياحية مشهورة تجمع بين المزارات الجبلية والبحرية.

نفذت حكومة مدينة ليانيونقانغ استراتيجيتها الجديدة في بناء منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانغ جيدا، ويقول أحد العاملين في منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية إن المنطقة كانت في السابق ملاحات لإنتاج الملح بكميات متواضعة، ولم يكن بها طريق لدخول السيارات قبل عامين، ولكن الآن بها طرق عامة من الدرجة العالية تؤدي إلى كل الجهات، وعلى جانبي الطرق ترتفع الأشجار، وبعد عيد الربيع في عام 2006 بدأ بناء منطقة بانتشياو الصناعية الفرعية داخل المنطقة، وقد وسعت المنطقة مساحتها إلى منطقة الملاحات في جنوب جبل تيانتاي، والآن بها مجموعة من مشروعات الصناعات الجديدة مثل أجهزة توليد الكهرباء باستخدام طاقة الريح والسيارات الخاصة باستخدام الطاقة الشمسية والطب والأدوية الأحيائية والتلفزيون الرقمي والألياف الكربونية الخ. في عام 2007 تشكلت خمس مناطق فرعية داخل المنطقة، وهي حديقة الصناعة الدولية ومنطقة سونغتياو – دابو الصناعية ومنطقة تشونغيون ومنطقة بانتشياو الصناعية، وتم بناء منطقة دولية وبيئية ومنطقة للعلوم والتكنولوجيا العالية لتنمية الاقتصاد والتكنولوجيا في ليانيونقانغ.

يقول شي تونغ فو، أمين لجنة الحزب في لجنة الصناعة بمنطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانغ، إن بناء مناطق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في المناطق الساحلية بشرق الصين قد اكتمل تقريبا، والحكومة عززت قوتها في التنسيق والسيطرة الكلية، وإقامة منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانع بعد اكتمال بناء مناطق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية الأخرى له مزايا واضحة، فهي تتمتع بالسياسات الجديدة في مجال منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية للحكومة والموقع الإقليمي والأرض وموارد الأيدي العاملة والبيئة الخ. وهذا التفوق هو الرصة الأخيرة لها لتسبق غيرها في المنافسة الجديدة مع المدن الأخرى.           

يقول تانغ قوه هاي، مدير لجنة الصناعة في منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانغ، إن الميناء لا يمكنه أن يتطور سريعا إلا على أساس صناعي قوي، وتتخذ حكومة مدينة ليانيونقانغ منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية قاطرة لتنمية ليانيونقانغ في المستقبل، وهذا يتطلب منا أن نهتم بعدد المشروعات التي تقام بها، وبنوعيتها وحجمها وتشكيل مجموعات صناعية بها في نفس الوقت لأنها ستنافس غيرها اعتمادا على النوعية والحجم وتشكيل المجموعات الصناعية. على المنطقة أن تبتكر طريق تصنيع مميز لها، وتستفيد من تفوقها كواحدة من مجموعة الموانئ الساحلية، وتطور الصناعات المتجهة نحو الميناء التي يمكنها أن تدفع تطور عدد أكبر من الصناعات ذات العلاقة بها، وتطور خدمات السوق وصنع السفن وغيرهما لتكون متناسقة مع تطور الصناعات المتجهة نحو الميناء لتدفع التنمية القافزة لاقتصاد

مدينة ليانيونقانغ.

يقول شي تونغ فو، وهو مسئول كبير سابق بمنطقة جيانغنينغ للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية في مدينة نانجينغ، إن لكل منطقة متطورة جيدة منطقة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية تتطور جيدا، وعلى كل منطقة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية أن تكون منطقة ذات خصوصية، وتختلف عن المناطق الأخرى خارجها. استفادت منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانغ من نمط إدارة الشركات الحديثة حسب فكرة التكيف مع اقتصاد السوق ومواكبة الأعراف الدولية واختلاف المنطقة عن الأحياء الإدارية الأخرى، ونفذت إصلاحا شمل إقامة ملفات لكل العاملين ونظام عقود عمل للجميع وتحديد الراتب حسب المنصب والحصول على العمل الجديد من خلال المنافسة وإجراء دعوة رجال الأعمال حسب آلية السوق.

يقول تانغ قوه هاي، إن إبداع الجديد هو الأساس في بناء منطقة تنمية اقتصادية وتكنولوجية دولية من الدرجة الأولى، ولا بد أن تتطور منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في ليانيونقانغ عن طريق إبداع الجديد في مجال النظام والآليات.

تحتاج تنمية منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية تمويلا كبيرا، ومن أجل حل مشكلة الافتقار إلى الاستثمار، تتخذ المنطقة طريقة تحويل الموارد المتفوقة لها مثل الأرض وموارد الطاقة وغيرهما إلى استثمارات، وتجذب الاستثمار الأهلي والدولي ليشترك في بناء المنشآت الأساسية والمرافق العامة عن طريق التنازل عن حق الإدارة بإذن خاص. خلال السنوات الأخيرة تعزز المنطقة قوتها في زيادة الاستثمار من الحكومة، وتوسع قنوات جمع الاستثمار عن طريق الحصول على القروض من البنوك وتحويل الأرض إلى استثمار وغيرهما. في عام 2006 جمعت المنطقة استثمارات قدرها ملياري يوان، وخلال الفترة بين عامي 2004 و2005 استثمرت 1824 مليون يوان في بناء مرافق البنية الأساسية بمنطقة الصناعات حول الميناء، وفي عام 2006 استثمرت 2750 مليون يوان في بناء أنوع مختلفة من مرافق البنية الأساسية.

خلال السنوات الأخيرة أنشأت المنطقة ثلاث قواعد لصناعات التكنولوجيا العالية والجديدة على مستوى الدولة، ووضعت عددا كبيرا من السياسات والإجراءات في مجال إبداع الجديد بالاعتماد على الذات والتخطيط العلمي وتهيئة الظروف الجيدة وجذب المتخصصين الأكفاء وبناء منصة للبحوث والتطوير ودعوة رجال الأعمال والمساعدة في تطوير الشركات الركائزية الخ، واحتل استثمارها في العلوم والتكنولوجيا أكثر من 24% من الموازنة العامة لها سنويا.

تنفذ منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا منذ عام 2006 مشروع إزالة البنايات القديمة وبناء عمارات جديدة، وقد بدأت بناء طرقها المكونة من طريقين أفقيين وسبعة طرق رأسية، وأتمت عددا كبيرا من مشروعات البناء خلال وقت قصير، وحققت فوائد جيدة، مثلا أتمت بناء شركة دونغفانغ الدولية المحدودة للحاويات باستثمار قيمته 23 مليون دولار أمريكي خلال خمسة شهور في ظل ظروف جيولوجية سيئة. وقد أثنى المستثمرون عليها بأن سرعتها في إقامة هذا المشروع  تحتل الدرجة الأولى في العالم. 

تم التشغيل التجريبي لقسم الخدمات للإدارة الصناعية والتجارية في مركز الخدمات الإدارية بالمنطقة، وفي يناير عام 2007 أتمت شركة جياسي المحدودة للصناعة والتجارة في ليانيونقانغ التي تبلغ قيمة استثماراتها 8ر29 مليون دولار أمريكي، ورأسمالها المسجل 12 مليون دولار أمريكي، إجراءات التسجيل لها خلال عشرين دقيقة فقط. خلال السنوات الأخيرة تعزز المنطقة قوتها في ترسيخ مفاهيم جديدة في قلوب العاملين بها، مثل: تقديم الخدمات الفعالة والعالية النوعية إلى رجال الأعمال من أجل تحقيق الثراء، وشعارها هو "نسعى ليحصل المستثمر على أكبر فائدة" و"المستثمر في المقام الأول"، والآن يقدمون خدمات إلى رجال الأعمال عن طريق نظام مسئولية الخدمات وإتمام الإجراءات في مكان واحد والإدارة الميدانية الخ، وتحظى المنطقة بتقدير من رجال الأعمال، وارتفعت نسبة استثمارهم لثاني مرة في المنطقة من أقل من 10% في الماضي إلى 50% حاليا.

الاتجاه شرقا

لأسباب تاريخية، يقع مركز ليانيونقانغ بعيدا عن شاطئ البحر بثلاثين كيلومترا، مما يحرم أهلها من الاستمتاع بساحلها، باستثناء الجزء الشرقي منها المجاور للشاطئ. غير أن المدينة تشهد في الفترة الأخيرة توجها قويا نحو الشرق، وهو ما سيبرز سمات المدينة وتفوقها كميناء هام.

تقع ليانيونقانغ على سفح جبل هواقوه، في منتصف الخط الساحلي الصيني، وهي نقطة البداية من جهة الشرق لسكة حديد ليانيونقانغ – لانتشو وسكة حديد لانتشو – أورومتشي، كما أنها تعتبر رأس الجسر الأوراسي البري الجديد وهي أنسب وأيسر حلقة لنقل المواد والبضائع من وسط الصين وغربها إلى خارجها بحريا. في عام 1933 بنى بها ميناء. وقد تطور الميناء بها من مرفأ صغير لا تتجاوز طاقة الشحن والتفريغ السنوي له آلاف الأطنان، إلى واحد من خمسة وعشرين ميناء ساحليا رئيسيا واثنى عشر عقدة مواصلات بحرية إقليمية رئيسية في الصين.

يقول وانغ جيان هوا، إن ميناء ليانيونقانغ هو قاطرة تطور المدينة، ولكن تفوق الميناء في مجال الموقع الإقليمي والجغرافي لم يستغل بعد. ويتميز الميناء بوفرة موارد شاطئ البحر الممتازة، ولكن الأحياء السكنية والمناطق السياحية لليانيونقانغ ظلت تتطور في مكان ضيق نسبيا، كما أن تطور مدينة ليانيونقانغ لم تكن متناسقا.

في رأس السنة الجديدة عام 2007 قام ون جيا باو، رئيس مجلس الدولة، بزيارة تفقدية إلى ليانيونقانغ، حيث قال إن ليانيونقانغ ترتبط بدلتا نهر اليانغتسي جنوبا، وبخليج بوههاي شمالا، وتواجه شمال شرقي آسيا شرقا، وتربط بوسط الصين وغربها ووسط آسيا عن طريق سكة حديد ليانيونقانغ – لانتشو غربا، وتحتل مكانة استراتيجية هامة في التنمية المتناسقة للاقتصاد الإقليمي في الصين، وعليها أن تكون عقدة مواصلات بحرية دولية وإقليمية ترتبط بمدينتي تشينغداو وشانغهاي واليابان وكوريا الجنوبية ووسط آسيا.

بعد هذه الزيارة التفقدية بدأت الوزارات واللجان المعنية أعمالها لتنفذ توجيهات رئيس مجلس الدولة بسرعة، وأعلنت وزارة المواصلات ولجنة الدولة للتنمية والإصلاح ووزارة السكة الحديد والمصلحة العامة للجمارك أنها ستقدم مزيدا من المساعدات إلى ليانيونقانغ. وأتى عدد كبير من الشركات الكبيرة إلى ليانيونقانغ لتتشاور حول التعاون في مجال فتح خطوط بحرية وبناء الميناء والحدائق الفرعية داخل منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والتنمية الصناعية الخ، و عززت حكومة مقاطعة جيانغسو اهتمامها ودعمها لليانيونقانغ، وعقدت مؤتمرا خاصا لمناقشة سبل تطوير ليانيونقانغ، وقامت بحل المشاكل التي تعيق تطوير الميناء مستفيدة من قوة المقاطعة، وأسرعت في دفع بناء المشروعات الرئيسية لها.

والآن يسير العمل بخطى سريعة في مشروعات الاتجاه شرقا وبناء ميناء كبير يبلغ حجم الشحن والتفريغ السنوي له مائة مليون طن لتقديم خدمة للتنمية الكبيرة لوسط الصين وغربها. قال يوي شيانغ يانغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة ميناء ليانيونقانغ: "إننا سنحقق هدفنا لبناء الميناء الكبير الذي يبلغ حجم الشحن والتفريغ السنوي له 100 مليون طن في عام 2010، وسنستثمر 20 مليار يوان في بنائه، ونبني 16 مرسى جديدا، ونرفع حجم الشحن والتفريغ السنوي الجديد له 50 مليون طن، والقدرة على نقل الحاويات إلى مليوني حاوية. وقبل عام 2010 سننجز مشروعات مثل القناة العميقة لمرور سفينة حمولتها 150 ألف طن والمراسي الكبيرة الحجم للحاويات ومرسى لشحن وتفريغ المعادن الخام قدرته 250 ألف طن سنويا ومرسى لشحن وتفريغ أكسيد الألمنيوم قدرته 100 ألف طن، ومرسى لشحن وتفريغ الأسمدة قدرته السنوية 100 ألف طن الخ رئيسيا، وسيبلغ حجم الشحن والتفريغ السنوي لكل الميناء 100 مليون طن. سندفع تطور منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ليكون هناك دفع متبادل بين تنمية الميناء وتنمية المنطقة، وسنجتهد في تنشيط الميناء اعتمادا على الصناعات المتجهة نحو الميناء، وتنشيط المدينة اعتمادا على الميناء ليكون ليانيونقانغ ميناء رئيسيا جديدا للحاويات بين دلتا نهر اليانغتسي وخليج بحر بوههاي، وتحقيق هدف تحويل مدينة الميناء إلى مدينة ساحلية حديثة".      

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn