ã

حراسة مجلة ((الصين اليوم))

مراسلة مجلة ((الصين اليوم)) تشانغ هونغ

رئيس الصين الراحل ماو تسي تونغ في زيارة للسيدة سونغ تشينغ لينغ بشانغهاي، وفي عام 1958 أثنى ماو تسي تونغ على مجلة ((بناء الصين)) بأنها تنقل الحقائق والوقائع وعلى الإعلام الخارجي أن يحذو حذوها.

في إبريل عام 2005 زار الرئيس الصيني هو جين تاو، السيد أ. أبشتان، رئيس التحرير الفخري للمجلة في عيد ميلاده التسعين

شن سو رو

 

أمام بوابة هذه العمارة السكنية العادية جدا في بكين، يقف المترجم المرموق شن سو رو، بقامته الممشوقة، وعيونه المبتسمة. يرتدي قميصا يجمع بين اللونين الأزرق والأحمر، وبنطلونا كاكي، وحزاما يضع تحته القميص داخل أعلى البنطلون. لم تترك السنوات بصماتها على ملامح هذا العجوز الذي يبلغ من العمر 88 سنة.

 

يجمع هذا البيت بين الأسلوبين الصيني والغربي، وفي خزانة الكتب لوحة لفن الخط من أعمال الصحفي الكبير قان شي فن، وعلى منضدة الشاي ورقة عليها كلمات إنجليزية. عندما يكون الحديث عن مجلة ((الصين اليوم))، (بناء الصين سابقا قبل عام 1990)، لا بد من ذكر اسم شن سو رو، الذي يفخر بأنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة، دون أن يذهب إلى دولة أجنبية للدراسة ولو مرة، فقد تعلمها في الصين فقط. يعرفه طلاب كليات الصحافة جيدا، ومنهم من يعشقونه مثل نجوم السينما، كما أنهم يدرسون مؤلفه حول التحقيق الصحفي للإعلام الخارجي.

ينتمي شن سو رو إلى أسرة مشهورة، ابن عمه شن جيون رو من خبراء القانون المرموقين في الصين حاليا، وكان رئيس محكمة الشعب العليا سابقا، وحماه تاو شي شنغ كان سكرتيرا لتشيانغ كاي شيك (رئيس جمهورية الصين سابقا)، وكان الكاتب الأكثر تأثيرا في ((الصحيفة المركزية)) للكومينتانغ. في عام 1949 قبل ولادة الصين الجديدة، انسحب الكومينتانغ إلى جزيرة تايوان الصغيرة، ولكن شن سو رو، الذي كان شابا طويل القامة، اختار أن يبقى مع كل أفراد أسرته لاستقبال تحرير الصين.

بعد تأسيس الصين الجديدة بأربع عشرة سنة، بدأ شن سو رو العمل في مجلة ((بناء الصين))، ومنذ ذلك الوقت ارتبط مصيره بهذه المجلة التي أسستها سونغ تشينغ لينغ (عقيلة صون يات صن)، وقبل ذلك عمل محررا في صحيفة ((أخبار شانغهاي))، أول صحيفة صينية تنشر بلغة إنجليزية في الصين الجديدة، ومجلة ((الصين الشعبية))، أول مجلة تنشر باللغات الأجنبية.

في ((الصين اليوم)) لاحظ شن سو رو أن عددا كبيرا من العاملين بها درسوا في الخارج وأن مستوى معلوماتهم ومعارفهم أعلى، وفي نفس الوقت، يتصرفون مثل الأجانب، فهم يرقصون، رجالا ونساء معا.

في ذلك الوقت كانت هيئة تحرير ((الصين اليوم)) تضم ثلاثة نواب لرئيس التحرير، أولهم لو بينغ، خريج جامعة سانت جون، الذي تولى لاحقا رئاسة مكتب هونغ كونغ ومكاو بمجلس الدولة، وثانيهم لي بوه دي، الذي مارس العمل الصحفي، قبل انضمامه إلى ((الصين اليوم))، في مكتب تشونغتشينغ وشانغهاي لمجلة ((تايم)) الأمريكية، وثالثهم تشن روي لين، عميد كلية اللغات الأجنبية بجامعة جينان في شانغهاي، وكان شن سو رو، واحدا من طلابه، وقد عمل نواب رئيس التحرير تحت رئاسة لجنة التحرير المكونة من شخصيات معروفة في الأوساط المختلفة، من بينهم أبشتاين، الصحفي المشهور عالميا، والذي كان من أعز أصدقاء سونغ تشينغ لينغ، واشترك في تأسيس ((بناء الصين))، وعمل محررا تنفيذيا لها في البداية، ثم تولى رئاسة تحريرها. ((بناء الصين)) من أوائل المطبوعات الصينية الموجهة للقراء خارج الصين، وعدد كبير من المحررين والصحفيين بها كانوا من العائدين من خارج البلاد، ولذلك كانت المقالات التي تنشرها ذات طابع فريد ومميز عن المطبوعات الأخرى في الصين، ومازالت المجلة لها انطباع عميق بين متوسطي العمر من الصينيين حتى الآن.

 

مقابلة الإمبراطور الأخير

بعد وقت قصير من بداية عمله في ((بناء الصين)) قبل شن سو رو مهمة خاصة لإجراء مقابلة صحفية مع الإمبراطور الأخير، في وقت لم يكن الإمبراطور نشر مؤلفه ((النصف الأمامي لحياتي))، ولذلك كان كل شيء عن حياته يثير فضول الصينيين والأجانب على حد سواء.

بو يي الذي كان إمبراطورا يأمر الريح والمطر في القصر الإمبراطوري في الماضي، رآه شن سو رو عندما التقى معه، عجوزا ضئيلا نحيفا يلبس بزة زرقاء، مثل كل الصينيين، ويحمل حقيبة صغيرة، ويذهب إلى العمل ويعود منه في المواعيد المحددة.

بعد لقاءات متعددة بين شن سو رو والإمبراطور الأخير بو يي، بدأ حذر الأخير من الأول يزول تدريجيا، وفتح الإمبراطور قلبه لهذا الشاب. وكان من أهم ما قاله الإمبراطور أنه لم يتقابل مع أي شخص من عامة الشعب من قبل، ولكنه الآن يود أن يكون واحدا منهم.

قدم بو يي الطعام في بيته للصحفي شن سو رو، وذات مرة طلب منه أن يدخل غرفة نومه ليرى صورة معلقة فوق سريره تجمعه مع الرئيس ماو تسي تونغ في حديقة بحيرة تشونغنانهاي التي يسكن فيها كبار المسئولين الصينيين. لم يجرأ بو يي على تعليق الصورة في قاعة الاستقبال كما هي العادة، لأنه كان إمبراطورا لحكومة دولة مانتشو العميلة التي أسسها اليابانيون، وخلال عهده استحكمت السيطرة الاستعمارية اليابانية على شمال شرقي الصين لمدة أربع عشرة سنة، ولهذا السبب اعتبر بو يي من مجرمي الحرب بعد تأسيس الصين الجديدة، وبعد ذلك صار مواطنا عاديا بعد حصوله على عفو خاص من حكومة الصين.

في عام 1964 كتب شن سو رو في العدد الأول لمجلة ((بناء الصين)) ذلك العام، مقالة من خمسة آلاف مقطع صيني بعنوان ((من إمبراطور إلى مواطن)) استعرض فيها رحلة تحول بو يي من إمبراطور مؤله إلى شخص عادي. وقد حظيت هذه المقالة بأكبر نسبة قراءة بين مقالات ذلك العدد من ((بناء الصين))، ومنذ ذلك الوقت يتذكرها الناس دائما، ويتخذونها كمقالة نموذجية، وعندما ترجمت السيرة الذاتية لبو يي ((النصف الأمامي لحياتي)) إلى اللغة الإنجليزية، استخدم لها عنوان ((من إمبراطور إلى مواطن)). 

في ثمانينات القرن الماضي كان شن سو رو نائب رئيس تحرير ((بناء الصين))، وركز اهتمامه على عمل القيادة، وكان أكبر إنجاز له هو تأسيس طبعة اللغة الصينية في أكتوبر عام 1980، التي اعتبرها ابنا له، فقد كانت هذه الطبعة القضية الأخيرة لسونغ تشينغ لينغ. وقد قال شن سو رو إن كل قضايا حياة سونغ تشينغ لينغ كانت مثل أبنائها، وكانت الطبعة الصينية آخر العنقود، فنالت منها حبا جما، وكتبت في أول عدد لها كلمة تذكارية، وعبرت عن تقديرها لهذه الطبعة في رسالتها الأخيرة إلى العاملين بالمجلة.

عمل شن سو رو في مجالي التحرير والترجمة، وكان مترجما مدققا فمن أجل ترجمة الكلمة الإنجليزية cousin في موضوعات حول أسرة نابليون، قام بمراجعة شجرة عائلة نابليون ذلك أن كلمة cousin التي تعني ابن وابنة العم والعمة والخال والخالة، لا تعبر عن المعنى بالصينية حيث توجد تسمية مختلفة لكل الأقارب من ناحية الأب ومن ناحية الأم.

 

أسرة المجلة

قال شن سو رو إن مجلة ((الصين اليوم)) تشبه أسرة كبيرة، وهذا الفضل يرجع إلى مؤسسة المجلة سونغ تشينغ لينغ، التي وصفها بأنها شخص يعبر بسهولة عن عواطفه ومشاعره في رسائلها ويومياتها، وقد عرفها شن سو رو من خلال ترجمة عدد كبير من رسائل هذه السيدة التي عرفت باهتمامها بالمشاعر بينها وبين الآخرين وذات السمات الأنثوية الواضحة، من تسريح شعرها كعكة خلف رأسها، واتزانها في تصرفاتها.

وقد تشرفت ((بناء الصين)) بأن تولى رئاسة تحريرها أبشتاين، المولود في بولندا، وقد ترجم شن سو رو مؤلفه ((سونغ تشينغ لينغ .. سيدة القرن العشرين العظيمة))، الذي نشر بمناسبة ذكرى عيد الميلاد المائة عام لسونغ تشينغ لينغ، وحقق مبيعات عالية، وحصل على جائزة الدولة للكتب.

يحتفظ شن سو رو بصورة قديمة، التقطت بمناسبة ذكرى مرور عشر سنوات على تأسيس ((بناء الصين)). وفي الصورة العاملون مع سونغ تشينغ لينغ وشو إن لاي ودنغ ينغ تشاو (زوجة شو إن لاي) وتشن يي وأبشتاين وغيرهم مصطفون بدون ترتيب يميز بين كبار المسئولين والموظفين العاديين أو بين الكبار والصغار.

عندما سُئل شن سو رو حول كيفية ترجمة كلمة جيون تسي (الرجل الشهم) في اللغة الصينية إلى اللغة الإنجليزية، أجاب بأنها جنتلمان gentleman، وشن سو رو، الذي يكرس حياته لمساعدة القراء الأجانب على معرفة الصين، ومساعدة الصينيين على معرفة العالم هو نفسه جنتلمان.   

   

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn