ã

((الصين اليوم)) تضيء شمعتها الخامسة والخمسين

قونغ شي شيانغ ولي هاي بوه

رئيس المجموعة الصينية للنشر الدولي تساي مينغ تشاو في لقاء مع وزير الإعلام المصري السابق ممدوح البلتاجي

قونغ شي شيانغ، رئيس مجلة الصين اليوم

لي هاي بوه، رئيس التحرير لمجلة الصين اليوم

بمناسبة مرور خمسة وخمسين عاما على صدور ((الصين اليوم))

هناك علاقة لا تنفصم عراها بين ((الصين اليوم)) والسيدة العظيمة سونغ تشينغ لينغ، الرئيسة الفخرية السابقة لجمهورية الصين الشعبية وعقيلة سون تشونغ شان(صون يات صن). سونغ تشنغ لينغ ليست فقط مؤسسة ((الصين اليوم)) التي تصدر بلغات متعددة وتسعى إلى تقديم صور موضوعية للصين وتعزيز التفاهم والصداقة بين الصينيين وشعوب العالم، وإنما أيضا تركت بصمات فكرها على طريقة عمل وأهداف المجلة. والحقيقة أن مهمة الإعلام الخارجي التي تنهض بها ((الصين اليوم)) جزء مهم من القضية العظيمة التي تبنتها سونغ تشينغ لينغ.

 

سونغ تشينغ  لينغ و((الصين اليوم))

تأسست ((الصين اليوم)) (بناء الصين سابقا) عام 1952، بمبادرة من تشو ان لاي وتحت إشراف مباشر من سونغ تشينغ لينغ، التي كانت تشغل منصب نائبة رئيس الحكومة الشعبية المركزية ورئيسة الجمعية الصينية للرعاية الاجتماعية. في أكتوبر عام 1950 اقترح السيد تشو ان لاي على السيدة سونغ تشينغ  لينغ تأسيس مجلة لتقديم الصين للعالم، فقبلت السيدة سونغ الاقتراح بسرور، خاصة أنها اقترحت في عام 1949 إقامة هيئة دولية لتعريف شعوب الدول الأخرى بالإنجازات التي حققها الشعب الصيني في مسيرة بناء دولته الجديدة بالاعتماد على نفسه. 

في بداية عام 1951 التقت السيدة سونغ تشينغ لينغ، مع خبير القضايا الدولية تشن هان شنغ، وصديقها جين تشونغ هوا، خبير الإعلام الدولي، والصحفي العالمي المشهور أ.أبشتاين، لاستطلاع آرائهم بشأن  تصور المجلة، من حيث الاسم وطريقة عملها وأسلوب تحريرها وغير ذلك .وأخيرا تم الاتفاق على اسم ((بناة الصين)) ( "China Reconstructs) وإن كانت صدرت بالعربية باسم ((بناء الصين)). كانت المجلة تصدر باللغة الإنجليزية عددا كل شهرين في البداية، وكان هدفها إثارة اهتمام الإعلام الدولي بالتنمية الصينية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، للتعرف على أحوال تطور بناء الصين والجهود التي يبذلها الصينيون. وقالت سونغ تشينغ لينغ: "أتمنى أن تجعل الجهود التي بذلناها وسنبذلها مجلتنا ممتازة لتقديم الصين للعالم وتعزيز السلام. وأن تكون محتوياتها ثرية وأسلوب مقالاتها سلسا".

واهتمت سونغ بالارتقاء بمستوى المجلة فكانت تكتب مقالات مهمة لها، وتقرأ كل عدد جديد وتعلق عليه وتقدم النصائح للعاملين بالمجلة.

وأشارت سونغ تينغ لينغ إلى أهمية التركيز على الموضوعات الثقافية والفنية ونشر مقالات حول البناء الصناعي والزراعي لإثراء محتويات المجلة. كما نوهت إلى ضرورة الاهتمام بالواقع الداخلي للصين والتصدي للإعلام الإمبريالي السلبي.

ومن حيث التصميم الفني والإخراج الصحفي، أكدت سونغ تشينغ لينغ على ضرورة الاهتمام  بالتصميم، على نحو يجعل القراء يشعرون بحيوية المقالات، مع أهمية ترتيب الأبواب والصور والأشكال الفنية.

كما أولت سونغ اهتماما بالغا لنشر المجلة فقالت: "علينا أن نفكر جديا في الأعمال المطلوبة في إطار النشر وكيفية القيام بها. نحن نعمل في ساحة، التنافس فيها شديد، فعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا". كما اجتهدت من جانبها في ممارسة النشر الخارجي، فكانت ترسل عشرات النسخ من كل عدد جديد إلى أصدقائها خارج الصين لتوسيع نفوذ المجلة. وفي نفس الوقت اهتمت بالتبادل مع القراء فكانت تكتب رسائل لأصدقائها في الخارج لجمع آرائهم حول مقالات المجلة وصورها، وكانت ترد على رسائل القراء، وهذا التقليد أي "لكل رسالة رد" الذي أسسته سونغ تشينغ لينغ مازال مستمرا، ويساهم في تعزيز التواصل بين ((الصين اليوم)) وقرائها.

كتبت سونغ للمجلة أكثر من 20 مقالة ورسالة منذ تأسيسها عام 1950، حتى وفاة هذه السيدة العظيمة عام 1981. وفي الذكرى العاشرة لتأسيس ((بناء الصين)) كتبت مقالة خاصة بعنوان "تقليد نقل الأخبار الحقيقية" استعرضت فيها أيام المقاومة ضد العدوان وكيفية تأسيس حلف حماية الصين ونشرته ((مراسلات إخبارية)) وكيفية تعريف العالم بأحوال الصين والعلاقة بين ((مراسلات إخبارية)) ومجلتنا. وجاء في مقالتها: "حافظنا على تقليد نقل الأخبار الحقيقية خلال السنوات العشر المنصرمة وسنستمر في تقديم خدمتنا للحقيقة مع التطلع إلى المستقبل". فأصبح تقليد "نقل الأخبار الحقيقية" مبدأ أساسيا للمجلة وسببا أساسيا لإعجاب القراء بها.

بفضل رعاية وإرشاد سونغ تشينغ لينغ وتشو ان لاي سلكت ((بناء الصين)) طريق تنميتها فشكلت تدريجيا أسلوبها الإعلامي المميز كمجلة جامعة، وحافظت على تقليد نقل الأخبار الحقيقية والتعريف بتغيرات الصين الجديدة من خلال الوقائع وحياة الشعب والمحتويات الوافرة والمتنوعة والمقالات البسيطة والصور الحيوية، وهذا هو الأسلوب المستمر حتى الآن.

بدأت ((بناء الصين))، بستة عاملين عند تأسيسها سنة 1952 وكانت تصدر بضعة آلاف نسخة بالإنجليزية لكل عدد. وعندما رحلت سونغ تشينغ لينغ كانت ((بناء الصين)) تصدر بالإنجليزية والأسبانية والفرنسية والعربية والألمانية والبرتغالية والصينية وتوزع في أكثر من 140 دولة ومنطقة، وبلغ عدد المحررين والفنيين بها أكثر من مائة شخص.

وأصبحت المجلة نافذة مهمة لكسر حصار الرأي الغربي وإظهار صورة الصين العظيمة أمام العالم، ورثت وطورت تقليد نقل الأخبار الحقيقية الحميدة ولعبت الدور الذي يليق بها لتعميق معرفة الأجانب بالصين وتعزيز الصداقة بين شعوب العالم ودفع السلام والتنمية للبشرية جمعاء.

 

تاريخ مشرف

حظيت ((الصين اليوم)) باهتمام بالغ ورعاية كبيرة من القيادات الصينية في مختلف الأجيال، فالسيد تشو ان لاي هو الذي اتخذ قرار إنشائها، وكتب تشو ان لاي والجنرال تشن يي والسيدة سونغ تشينغ لينغ وغيرهم من القادة الكبار عبارات تشجيع أو مقالات خاصة للمجلة، التي حرصوا على زيارة مقرها كلما صدرت لها طبعة بلغة جديدة وفي الاحتفالات السنوية بذكرى تأسيسها.

في عام 1958 أثنى الرئيس ماو تسي تونغ على أسلوب ((بناء الصين))، وقال إن ((بناء الصين))، التي تنشر الحقائق، تتفق مع هدف الإعلام الخارجي. وفي الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس المجلة قدم تشو ان لاي إرشادات ونصائح وتشجيعا للعاملين بها، بل وزار المجلة من أجل التعبير عن تقديره للعاملين.

وعبر دنغ شياو بينغ، مهندس سياسة الإصلاح والانفتاح، في أكثر من مناسبة عن تقديره للمجلة، واستقبل رئيس تحريرها الفخري أ.أبشتاين في قاعة الشعب الكبرى لتهنئة بعيد ميلاده السبعين.

وكتب جيانغ تسه مين، نواة الجيل الثالث للقيادة الصينية، بخط يده لمجلتنا "تقديم أحسن خدمة للتحديث الاشتراكي الصيني والسلام العالمي وتطور البشرية." كما أرسل خطاب تهنئته لمجلتنا بمناسبة ذكرى مرور خمسين عاما على تأسيسها، واستقبل أ.أبشتاين لتهنئة بعيد ميلاده الثمانين .

وزار هو جين تاو، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس الدولة، وون جيا باو رئيس مجلس الدولة أ.أبشتاين في بيته لتهنئته بعيد ميلاده التسعين، وحضر هو جين تاو وون جيا باو وجيا تشينغ لين ولي تشانغ تشون وغيرهم من قادة الصين جنازة أ.أبشتاين في مقبرة باباوشان الثورية.      

 

الإنجازات الباهرة مرة أخرى

على مدى خمس وخمسين سنة، حرصت ((الصين اليوم)) على الالتزام بالمبدأ الذي وضعه لها السيد تشو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الصيني السابق، وهذا المبدأ هو: أن يكون البناء الاشتراكي هو إطارها ومعيشة الشعب هي مضمونها، لتقديم صورة شاملة للصين، وتتمسك المجلة بتقاليدها التي أرستها السيدة سونغ تشينغ لينغ وعلى رأسها أن يكون الخبر متفقا مع الحقيقة، ونشر أخبار الإنجازات والتغيرات الصينية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بصورة شاملة وموضوعية، ومواكبة التغيرات التاريخية في الصين الجديدة. وقد أصبحت ((الصين اليوم)) شاهدا على اندماج الصين في العالم، وعلى تحولها من دولة زراعية متخلفة إلى رابع أكبر كيان اقتصادي في العالم.

وتواصل ((الصين اليوم)) تطورها من خلال متابعة الإنجازات الصينية الباهرة وتسجيل تغيراتها التاريخية منذ خمس وخمسين سنة. و((الصين اليوم)) حاليا تصدر بست لغات، هي العربية والإنجليزية والأسبانية والفرنسية والصينية والتبتية، وكلها تصدر على الإنترنت إضافة إلى طبعة اللغة الألمانية. توزع ((الصين اليوم)) في أكثر من 150 دولة ومنطقة.

وتضم أسرة ((الصين اليوم)) حاليا كفاءات مهنية عالية، من مراسلين ومحررين ومصورين ومترجمين، يتابعون الأحداث في المناطق الجبلية النامية والصحراء في المناطق الغربية، ويتعرفون على حياة عامة الشعب. كما أنهم  يهتمون بالتنمية الاقتصادية وحملة القضاء على الفقر ودعم العملية الديمقراطية ومكافحة الفساد الخ من المشكلات الواقعية لتوفير معلومات مباشرة للقراء. و((الصين اليوم)) لا تضم في أسرتها خبراء وعلماء من كافة الأواسط الصينية فحسب، وإنما أيضا تستعين بمراسلين وخبراء من مختلف الدول في أعمال التحرير وتتبادل معهم الآراء حول بعض القضايا الصينية، كما أنهم يقومون بالتحقيقات الصحفية وكتابة المقالات.

تعتبر ((الصين اليوم)) القراء أنفس ثروتها، لذا فإنها ترد على كل رسالة تصلها من القراء، وتقيم النشاطات والفعاليات لهم، بل تنظم رحلات لبعضهم إلى الصين ودار المجلة لزيارتها والتعرف على هذه الدولة الشرقية العريقة.

بحلول القرن الجديد وارتفاع القوة الشاملة للصين ومكانتها الدولية، بدأت شعوب العالم تهتم أكثر بتطور الصين، الأمر الذي أتاح لمجلة ((الصين اليوم)) أفقا أوسع لتطوير قضية النشر الموجه للخارج. ومع الالتزام بالمبدأ الذي وضعه تشو ان لاي، تعزز متابعة أخبار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعيشية للصينيين، الأمر الذي يجعلها مواكبة للحياة العصرية ويقربها من قرائها الأجانب.

  وفي هذا العهد الجديد، تحظى القضية العظيمة التي تبنتها السيدة سونغ تشينغ لينغ والمتمثلة في "تأسيس جسور الصداقة والتعارف بين الشعب الصيني والشعوب الأجانب" بمزيد من التطوير. وتتابع ((الصين اليوم)) كل خطوات تطور الصين الحديثة، ومن ذلك انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية وحملة مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الحاد - سارس- وتنمية المنطقة الغربية وحملة النهوض بشمال شرقي الصين ونجاح إطلاق المركبة الفضائية المأهولة وتشغيل سكة حديد تشينغتسانغ (تشينغهاي- التبت) الخ. كما تتابع التنمية الاقتصادية وتوجهات السوق وبيانات التجارة الصينية. وعبر ((الصين اليوم))، استفاد أبناء مختلف الدول من التجارب والثمار الصينية في مسيرة إصلاحها الاقتصادي والقضاء على الفقر والتعرف على الجهود التي تبذلها الصين لتحقيق الحكم القانوني والديمقراطي وبناء المجتمع المتناغم والسعي إلى الناتج المحلي الأخضر، أي الصديق للبيئة، والالتزام بالواجبات الدولية الخ.

في أكتوبر عام 2004، بدأت ((الصين اليوم)) تنفيذ استراتيجية التوطين، حيث أقامت فرعا لها في أمريكا اللاتينية بالمكسيك، وآخر في الشرق الأوسط بمصر، وتم نقل عملية التخطيط والتحرير والتصميم والطباعة والتوزيع من الصين إلى هذين الفرعين مما يجعل المجلة أكثر قربا من القراء وتلبي احتياجاتهم من المعلومات، من حيث اختيار العناوين والمضمون، وحل مشكلات أهداف المضمون ومدى فعالية النشر الخ التي تواجهها المجلات الموجهة للخارج. وتدعو المجلة كتابا محليين وناشرين للاشتراك في اختيار الموضوعات وتصميم وإخراج الصفحات والتوزيع، كما أقامت أندية للقراء لكي تتاح لهم فرصة التمتع بجاذبية الصين الحديثة، وتوظف شخصيات إعلامية مشهورة محلية كمستشارين لها لكي يقدموا اقتراحاتهم من أجل الاندماج في السوق المحلية. كل هذه الإجراءات تقلل المسافة بين المجلة والقراء وتعمق تأثير المجلة في الدول المستهدفة.

يعيش الإعلام الصيني الموجه للخارج عصره الذهبي في القرن الجديد مع نهوض الاقتصاد الصيني، وهذا يعني أن مجلة ((الصين اليوم)) التي تتحمل مسؤولية تعريف العالم بالأخبار الصينية دخلت مرحلة تاريخية جديدة بالتعاون مع أجهزة الإعلام الأجنبية. على سبيل المثال، تم توقيع اتفاقات تعاون لتبادل المقالات والإعلانات مع وكالة الأنباء المكسيكية               ومع جريدة ((metro)) في تورنتو وتتعاون في مجال حقوق النشر مع الشركة الأمريكية  EBSCO (EltonB.Stephens Company)  والشركة البريطانية   Proquest Information and Learning Company وهما من أكبر الشركات في مجال قواعد البيانات، وأنشأت ربطا مع كافة مواقع الإنترنت في أوربا وأمريكا الشمالية و الشرق الأوسط. وأقامت علاقات تعاون مع كوريا الجنوبية وماليزيا لنشر طبعة باللغة الكورية وطبعة إنجليزية موجهة لماليزيا. كما عبرت هيئات من البرازيل والهند وتركيا ومنطقة مكاو الإدارية الخاصة عن رغبتها في صدور طبعات خاصة من ((الصين اليوم)) لكل منها.

 بعد خمسة وخمسين عاما من الجهود الشاقة، تطورت ((الصين اليوم)) من مجلة تصدر بطبعة واحدة إلى مجلة لها ست طبعات ورقية وسبع طبعات على الإنترنت، وتوسع نطاق عملها إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وأوقيانوسيا وآسيا، الأمر الذي يجعلها المجلة الصينية الأكثر تنوعا في اللغات التي تصدر بها.

استلهاما من روح السيدة سونغ تشينغ لينغ، يلتزم العاملون في ((الصين اليوم)) بتقاليدها في نقل الأنباء واقعيا وإبداع المواضيع تدريجيا وتوسيع نطاق النشر حقيقيا وبذل الجهود  لتعريف مزيد من القراء بالأحوال الواقعية للصين ودعم القضية العظيمة التي بدأتها السيدة سونغ تشينغ لينغ لتعزيز السلام والصداقة وتحقيق إنجازات باهرة جديدة. 

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn