ã

جزر نانجي

إلى جزيرة نانجي المنعزلة

استطلاع مها ما جيا       عدسة: جيانغ جيون

شاطئ داشاآو

صخرة تشبه الحمامة

أحجار متآكلة بفعل نحر البحر

"نانجي" تعني بالصينية الأيّل الجنوبي، وقد سميت تلك الجزر، التي تغطي مساحة تقترب من عشرين ألف هكتار، بهذا الاسم لأنها فعلا تشبه الأيّل. يبلغ طول خطها الساحلي المتعرج نحو 25 كيلومترا على بحر الصين الجنوبي بمحافظة بينغيانغ، في مقاطعة تشجيانغ. وتبعد مجموعة الجزر المكونة من ثلاث وعشرين جزيرة مائة وخمسين كيلومترا فقط عن مقاطعة تايوان. في عام 1990 أدرجتها الحكومة الصينية ضمن قائمة المحميات الطبيعية على المستوى الوطني من أجل حماية المحار والطحالب وبيئتها الأيكولوجية المتميزة، إذ يوجد بها أكثر من أربعمائة نوع من البحار البحري تمثل ما يربو على 20% من كافة أنواع المحار بالصين و19 نوعا من المحار سُجلت لأول مرة في الصين. وبها من الطحالب نحو مائة وخمسة وسبعين نوعا، إضافة إلى الأنواع الكثيرة من الأحياء البحرية.

 

عندما أخبرتهم بأنني في طريقي إلى نانجي، سألني الأصدقاء بدهشة: هل ثمة مكان في بلادنا بهذا الاسم؟ أين يقع وكيف الوصول إليه؟ لم أدهش لما قاله الأصدقاء، ذلك أن معظم أبناء شمالي الصين، وأنا منهم، لا يعلمون شيئا عن هذا المكان، الذي عرفته أنا نفسي مصادفة من شبكة الإنترنت، واكتشفت أن نانجي من أجمل عشر جزر بحرية في الصين اختارتها مجلة الجغرافية الوطنية الصينية سنة 2005.

الصور التي رأيتها لنانجي جعلتني أحزم أمري وحقائبي وأستقل القطار وأغلق هاتفي النقال وأرحل إلى تلك الجزر البعيدة. كان ذلك في شهر يوليو. بعد رحلة استمرت يومين كاملين قطع خلالها القطار ألفين ومائة كم وصلت ميناء آوجيانغ بمحافظة بينغيانغ التي تتبعها نانجي. كنت متعبة مرهقة أتصبب عرقا في هذا الجوّ الحار الخانق، ولكن لابد أن أستقل زورقا بخاريا من هذا الميناء لكي أصل إلى جزر نانجي. ساعة وعشر دقائق والزورق يمرق بين أمواج البحر الهائجة، انقلبت معدتي وأصابني دوار البحر وتقيأت، واسودت الدنيا في عيني، وسألت نفسي: "ما الذي أتى بي إلى هذا المكان البعيد المرهق؟ هل فعلا يستحق تلك المعاناة؟" كانت الإجابة تنتظرني لحظة وصولي إلى الجزيرة، فقد أجاب المكان سؤالي. هذا مكان يستحق عشرة أضعاف العناء الذي عانيته.

مياه صافية زرقتها واضحة، وعلى الشاطئ صفوف من بيوت قديمة. أشعة الشمس قوية ولكن نسمات البحر تلطفها وتنعشني. في هذه الجزر الفصول الأربعة تأتي متأخرة أربعين يوما عن الأماكن التي تقع على نفس خط العرض في برّ الصين الرئيسي، لذلك يكون جوها دافئا في الشتاء ومعتدلا في الصيف.

الجزيرة الرئيسية، التي تحمل اسم نانجي، بها  شاطئ يسمى داشاآو، حيث يمتد الشاطئ الرملي البديع ستمائة متر طولا وثمانمائة متر عرضا، عليه قليل من البشر، وأحيانا كنت لا أرى أحدا غيري على الشاطئ، فأشعر بأنه خاص بي وحدي. عندما ينحسر المد يمكن جمع المحار الصغير، وحمله إلى أقرب مطعم لإعداد طبق شهي منه فتأكل من كدك وعملك. في الليل، تقام حفلات نار المخيم على الشاطئ، الكل يرقص تحت ضوء القمر.

على الرغم من وجود بعض الفنادق هنا، اخترت أن أنزل في بيت صيّاد، فالسعر أرخص، ويقدم الثلاث وجبات يوميا. حياة الصيادين بسيطة فالواحد منهم يخرج كل صباح إلى البحر، ونساؤهم يذهبن إلى الشاطئ لجمع المحار، أو يبقين في البيوت لعمل أشغال فنية يدوية من الأصداف والمرجان واللؤلؤ لبيعها للسائحين.

والناس هنا يأكلون رئيسيا المنتجات البحرية، ومنها الحلزون البحري وسمك اللوز والمحار وبلح البحر والجمبري والقواقع والكابوريا والاستاكوزا الخ، وكلها طازجة وبأسعار رخيصة للغاية.

نصحني صياد بأن أستقل سيارة تاكسي أو أتوبيس إلى مكان اسمه سانبانوي، في جنوب شرقي الجزيرة لمشاهدة شروق الشمس. في اليوم التالي، نهضت مبكرا من نومي وبعد خمس عشرة دقيقة في الأتوبيس وصلت المكان لأستمتع بمشهد الشمس وهي تشرق متهادية من خدرها ناشرة لونها الذهبي على كل شئ بين السماء والأرض.    

سانبانوي عبارة عن حديقة من الأحجار الطبيعية المتنوعة الأشكال بفعل نحر البحر لها، منها ما يشبه البندا والقرد أو الأسد والفيل الخ. كما يوجد بها كثير من النباتات والزهور البرية، وفي أحد سفوحها مرج طبيعي يفترشه الناس حيث يتناولون غداءهم في الهواء الطلق.

من الجزر الأخرى الموجودة في نانجي، جزيرة شويشيانهوا (النرجس) وجزيرة نياوداو (الطيور) وجزيرة شهداو (الثعبان)، التي يمكن الوصول إليها بقوارب الصيادين. وقد سميت "النرجس" بهذا الاسم لأن زهور النرجس التي تتفتح بها في الربيع تفوح عطرا عبقا، أما جزيرة "الطيور" فهي بيت النورس هنا، وفي يونيو ويوليو، تشاهد آلاف النوارس محلقة هنا.

سبعة أيام في أحضان البحر، أصبح خلالها لون بشرتي برونزيا وارتاح قلبي وهدأ بالي، وصرت مندمجة في حياة الناس هنا، ولكن يبدو أن الزمن هنا يمر بسرعة، لا بد أن أعود إلى بكين لأواصل حياتي وعملي، ولتبقى ذكرى تلك الجزر البعيدة في أحلامي فقط. 

 

معلومات سياحية:

سعر تذكرة دخول الجزر:

100 يوان (الدولار الواحد يساوي 5ر7 يوان) في الفترة من أول مايو إلى الثامن من أكتوبر، و50 يوانا في الشهور الأخرى. 

المواصلات:

من بكين: يمكن السفر بالطائرة أولا إلى ونتشو، وسعر التذكرة حوالي 1550 يوان، وتستغرق الرحلة نحو ساعتين ونصف، أو بالقطار، وسعر التذكرة حوالي 600 يوان، وتستغرق الرحلة نحو ثلاثين ساعة، وبالأوتوبيس السريع، وسعر التذكرة 350 يوان، وتستغرق الرحلة 22 ساعة. ثم مواصلة الرحلة بالأوتوبيس السريع إلى ميناء آوجيانغ، مقابل 19 يوان، ولمدة ساعة وربع الساعة، وبعد ذلك التوجه إلى نانجي بزورق بخاري مقابل تسعين يوانا ولمدة ساعة وعشر دقائق.

من شانغهاي: يمكن السفر إلى ونتشو بالطائرة، وسعر التذكرة حوالي 700 يوان، وتستغرق الرحلة ساعة واحدة، أو بالقطار، وسعر التذكرة 176 يوانا، وتستغرق الرحلة عشر ساعات ونصف الساعة، أو بالأوتوبيس السريع، وسعر التذكرة 150 يوانا، وتستغرق الرحلة ست ساعة ونصف، ثم مواصلة الرحلة إلى نانجي.

 

 

 

 

 

 

 

 

Address: 24 Baiwanzhuang Road, Beijing 100037 China
Fax: 86-010-68328338
Website: http://www.chinatoday.com.cn
E-mail: chinatoday@chinatoday.com.cn
Copyright (C) China Today, All Rights Reserved.

فرع مجلة ((الصين اليوم)) الإقليمي للشرق الأوسط بالقاهرة
رئيس الفرع: حسن وانغ ماو هو
العنوان: 5 شارع الفلاح، المتفرع من شارع شهاب
- المهندسين- الجزيرة- مصر
تليفاكس: 3478081(00202)
  ص.ب208 – الأورمان – الجزيرة – القاهرة – مصر
   الهاتف المحمول: 0105403068(002)
البريد الإلكتروني: kailuofenshe@yaoo.com.cn