تقع مدينة تشيتشو على ضفة نهر اليانغتسي بمقاطعة آنهوي. هذه المدينة التي نالت نصيبا غير قليل من الشهرة في الماضي، عادت في السنوات الأخيرة من بوابة السياحة إلى تألقها، حيث أضحت سياحة تشيتشو، علامة تجارية تثير الانتباه على نحو متزايد، في ظل توجه تتبناه حكومات المدن الصينية بالاهتمام بالسياحة كصناعة ناشئة. تشيتشو تبز غيرها بما لديها من تسعين مقصدا أو ينيف للمناظر الطبيعية والمواقع التاريخية المصنفة على مستوى الدولة والمقاطعة والمحافظة، ونذكر منها جبل جيوهو، المكان المقدس للبوذية والذي يعتبر "مملكة اللوتس البوذية" وبحيرة شنغجين، محمية الأرض الرطبة الطبيعية على مستوى الدولة، وتعتبر "بحيرة الكركي في الصين" ومنطقة كونيوجيانغ للسياحة البيئية، التي تعد مستودع المورثات الحيوانية والنباتية لشرقي الصين وفردوس جبل قويتشيتشي – نهر تشيوبو ومجموعة الكهوف الكارسيتية في شيتاي الخ.
وقد حصلت تشيتشو في عام 2006 على عدة ألقاب شرفية، هي "المدينة السياحية الممتازة في الصين" و"مدينة الحدائق في مقاطعة أنهوي" و"من أقوى مائة مدينة في القدرة التنافسية السياحية في الصين"، وبفضل هذا لقيت اهتماما أكبر من أجهزة الإعلام الصينية والأجنبية.
في حديثه حول حماية البيئة والتنمية الاستراتيجية لصناعة السياحة في تشيتشو، قال تونغ هواي وي، أمين الحزب بمدينة تشيتشو، إن بيئة تشيتشو تتميز بخمس سمات:
أولا، المساحة الواسعة وقلة عدد السكان، وارتفاع متوسط نصيب الفرد من الموارد، وانسجام العلاقة بين الإنسان والبيئة؛
ثانيا، ارتفاع نسبة الغطاء الأخضر بها، حيث تصل 60%، ووفرة موارد المياه العذبة مما يضع أساسا قويا لبيئة طبيعية جيدة؛
ثالثا، المساحة الكبيرة للمحميات، حيث يوجد بها أربع محميات طبيعية وحديقتان للغابات وأربع مناطق للمناظر الطبيعية الجميلة والمواقع التاريخية المشهورة على مستوى الدولة والمقاطعة؛
رابعا، وفرة الموارد النباتية والحيوانية، حيث يوجد بها أكثر من ألف نوع من النباتات، وأكثر من 430 نوعا من الحيوانات؛
خامسا، معقولية هياكل الصناعات، حيث تتركز صناعاتها في المدن والبلدات التابعة لها على طول ضفة نهر اليانغتسي رئيسيا، وهذا يجعل التلوث بها خفيفا وسهل المعالجة.
في عام 1996 أصبحت تشيتشو أول منطقة نموذجية لاقتصاد البيئة في الصين بموافقة مصلحة الدولة العامة لحماية البيئة، وبعد ذلك حرصت حكومتها على وضع استراتيجية تطورها حسب خصائصها وتفوقاتها، من أجل بناء المدينة على أساس البيئة وتقوية المدينة بتوظيف الصناعة وتنشيط المدينة من خلال السياحة وإنعاش المدينة عبر التجارة.
قال تونغ هواي وي: "إن تشيتشو وهوانغشان هما المدينتان الوحيدتان في آنهوي اللتان طرحتا استراتيجية بناء المدينة على أساس البيئة، إدراكا من حكومتيهما بأن الحماية الجيدة للبيئة هي أكبر قدرة تنافسية لهما. قد لا تتفوق تشيتشو على غيرها من المدن في مجال الناتج المحلي الإجمالي والدخل المالي، ولكنها تستطيع منافسة غيرها في مجال الخصائص والتطور بفضل تفوقها. وتؤكد حكومة تشيتشو على أن ما تحتاجه في المستقبل هو الناتج المحلي الأخضر، وليس إجمالي الناتج المحلي على حساب البيئة. علينا أن نطور تشيتشو على أساس مفهوم البيئة، وهذا لا يعني حماية البيئة فقط، وإنما الأهم هو بناء مفهوم التناغم البيئي في مجال معدل النمو الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة الشعب، فنحن نريد تطور الاقتصاد والبيئة الجيدة في نفس الوقت".
في سبتمبر عام 2006 وضعت حكومة تشيتشو خطة لبناء المدينة في أربعة مجالات في إطار الخطة الخمسية الحادية عشرة، وهي بناء تشيتشو ذات القوة الحقيقية والحيوية والجاذبية الكبيرة والمتناغمة، والسعي لبناء تشيتشو الجديدة ذات المناظر الطبيعية الجميلة، وجعلها مدينة مشهورة مناسبة للإقامة، وذات استقرار سياسي ووحدة بين الشعب، ومدينة غنية وقوية.
بشأن صناعة السياحة، ينص ((برنامج الخطة الخمسية الحادية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدينة تشيتشو)) الذي وضع في عام 2006 على تنمية صناعة الخدمات السياحية بقوة جبارة، وتنفيذ استراتيجية "ثقافة جبل جيوهوا الكبيرة والسياحة الكبيرة والصناعة الكبيرة" لبناء منطقة مشهورة للسياحة والاستجمام على المستوى العالمي لتكون تشيتشو مدينة سياحة ممتازة في الصين، وجعل صناعة السياحة لتصبح صناعة رئيسية للناتج المحلي الإجمالي، وإتمام تحويلها من مدينة كبيرة في مجال موارد السياحة إلى مدينة قوية في مجال اقتصاد السياحة، وبناء موقع استراتيجي للمدينة كمركز لسياحة نهر وانجيانغ ومركز لتوزيع وتجميع السائحين، وبناء تشيتشو لتصبح المقصد السياحي الأفضل في منطقة نهر وانجيانغ، وعلى الدرجة الأولى في الصين، ومشهورة عالميا.
لمعلوماتك
تقع مدينة تشيتشو في جنوب غربي مقاطعة آنهوي، على الضفة الجنوبية لنهر اليانغتسي، وتتاخم منطقة جبل هوانغشان السياحية جنوبا. يبلغ عدد سكانها 55ر1 مليون نسمة. تشيتشو منطقة نموذجية مشهورة للاقتصاد البيئي في الصين، ونقطة تجريبية لـ((أجندات القرن الحادي والعشرين((، وأول قاعدة لتطوير الصناعات غير المعدنية في الصين.
ترك عدد كبير من المشاهير آثارهم في المناظر الطبيعية الجميلة والمواقع التاريخية المشهورة في تشيتشو، التي تعتبر "موطن الشعراء منذ قديم الزمان". أثرى تاريخها العريق الثقافة والفنون القديمة بها، ومنها أوبرا نوه قويتشي التي تعتبر أحفورة حية لفن أوبرا، فهي الأوبرا الأقدم في الصين، وتشيتشو هي منبعها.