سؤال: كانت الصين تفتخر بأنها لم ترسل عسكريا واحدا إلى خارج حدودها. ولكن الصين شرعت منذ تسعينات القرن الماضي ترسل قوات لحفظ السلام في الدول الأخرى. ما هو سبب هذا التغير؟ وما هي مهمة القوات الصينية؟

 

إجابة: السبب الرئيسي لهذا التحول هو تغير موقف الصين في الأمم المتحدة والعالم. لأسباب تاريخية وواقعية، تطورت مشاركة الصين في شؤون الأمم المتحدة من المشاركة غير النشيطة إلى المشاركة النشيطة. بعد استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، ونظرا لافتقار الصين للمعرفة بشؤون المنظمة الدولية، إضافة إلى أحداث ما سمي بـالثورة الثقافية (1966-1976) في الصين، لم تتشكل بالصين معرفة واضحة للدبلوماسية المتعددة الأطراف، لذلك اتخذت موقف تجنب الانخراط في بعض قضايا الأمم المتحدة، مثل موقف عدم المشاركة وعدم التصويت وعدم تحمل تكاليف أعمال حفظ السلام. مع زيادة معرفة الصين بالأمم المتحدة وانتهاجها سياسة الإصلاح والانفتاح، تولي الصين اهتماما متزايدا للدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتصبح مشاركتها في شؤون الأمم المتحدة أكثر نشاطا وعمقا. بعد الثمانينات، قررت الصين تدريجيا العمل وفقا لمبدأ المشاركة الشاملة والتعميق التدريجي.

بصفتها عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي، تهتم الصين وتدعم الأمم المتحدة لتؤدي دورها الضروري في حفظ السلم والأمن الدوليين تحت إرشاد روح ميثاق الأمم المتحدة. منذ انضمامها للجنة الخاصة لحفظ السلم للأمم المتحدة عام 1988، نفذت الصين بجدية تعهداتها للأمم المتحدة. في عام 2001، أقامت الصين رسميا مكتب شؤون حفظ السلام في وزارة الدفاع الوطني، ليكون مسؤولا عن التنسيق والإدارة الموحدة لأعمال مشاركة القوات الصينية في مهمات حفظ السلام للأمم المتحدة. والصين ترسل حاليا قوات غير قتالية مثل القوة الهندسية والصحية وقوات الدعم اللوجستي إلى مناطق مهمات حفظ السلام للأمم المتحدة. حتى نهاية يونيو 2007، بعثت الصين أكثر من 7293 فردا إلى الشرق الأوسط وسيراليون والكونغو وأثيوبيا وليبيريا وغيرها من المناطق والدول لأداء 17 مهمة لحفظ السلم للأمم المتحدة، وضحى ثمانية منهم بحياتهم، وبذلك أصبحت الصين أكثر عضو في مجلس الأمن في عدد العسكريين المبعوثين لحفظ السلام.

إلى جانب ذلك، ذهبت الدفعة الأولى من الشرطة الصينية لحفظ السلام إلى منطقة حفظ السلام في تيمور الشرقية، ثم بعثت الصين 588 فردا من قوات الشرطة لأداء مهام حفظ السلام في البوسنة وليبيريا وأفغانستان وكوسوفو وهايتي والسودان.

منذ اشتراكها في أعمال حفظ السلم نالت القوات الصينية المشاركة في عمليات حفظ السلام تقديرا عاليا من قبل الجهاز القيادي لأعمال حفظ السلم وشعوب مناطق حفظ السلم بفضل أسلوب عملها ونوعيته الرائعة وقدرة عملها العظيمة، وأظهرت صورة طيبة للجيش الصيني الشجاع والسلمي، مما رفع سمعة الصين العالمية، وأكد مكانتها كدولة كبيرة مستقلة ومسؤولة.

تتمسك الصين في مشاركتها في أعمال حفظ السلام للأمم المتحدة بثلاثة مبادئ معروفة تتمسك بها الأمم المتحدة منذ أكثر من خمسين سنة: أولا، أن القيام بأعمال حفظ السلام يحتاج إلى موافقة الدولة والطرف ذي العلاقة؛ ثانيا، الحفاظ على الحياد؛ ثالثا، عدم اللجوء إلى القوة العسكرية إلا في حالة الدفاع عن النفس. تدعو الصين دائما إلى أن تلتزم أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حفظ السلم المعروفة، وتدعم إصلاح أعمال حفظ السلم للأمم المتحدة، وتتمنى تعزيز قدرة الأمم المتحدة على حفظ السلم.