مقاطعة فوجيان الواقعة على الضفة الغربية لمضيق تايوان بجنوب شرقي الصين، وتمر بها كثير من خطوط النقل البحري الصيني والدولي، تتمتع بموقع جغرافي هام وظروف جيدة لتنمية النقل البحري. يبلغ طول الخط الساحلي للمقاطعة 3324 كيلومترا، تنتشر عليه كثير من مواني المياه العميقة. هذا إضافة إلى خليج شاتشنغ وخليج ساندوآو وخليج لويوان وخليج شينغهوا وخليج ميتشو وخليج شيامن وخليج دونغشان بالمقاطعة، والتي يمكن أن يبنى بها العديد من المواني لسفن حمولتها مائة ألف طن. وتخطط المقاطعة استخدام 480 كيلومترا من خطها الساحلي، منها 246 كيلومترا صالحة لبناء موان عميقة المياه، وحوالي 40 كيلومترا تناسب بناء موان عميقة المياه لسفن حمولتها 200 أو 300 ألف طن.

 

مواني الضفة الغربية لمضيق تايوان

المواني في فوجيان لها تاريخ عريق، فالنقل البحري وسيلة مواصلات هامة في المقاطعة منذ زمن طويل. وقد كانت تشيوانتشو (مدينة الزيتون) في فترتي سونغ (960- 1279م) ويوان (1271- 1368م) أحد أهم المواني في شرق العالم، وكانت نقطة البدء لطريق الحرير البحري المعروف باسم طريق البخور.

خلال فترة الخطة الخمسية العاشرة (2001- 2005م)، تطورت البنية الأساسية للمواني في فوجيان بسرعة ملحوظة، حيث بدأ بناء مجموعة من المواني الخاصة، وأصبح ميناء فوتشو، الذي تم توسيعه إلى خارج منطقة مينجيانغكو المينائية، ميناء هاما بالمناطق الساحلية الصينية؛ وأنشئ عدد كبير من أرصفة الحاويات بميناء شيامن، فأضحى ميناء إقليميا هاما بالمناطق الساحلية في جنوب شرقي الصين وواحدا من الثمانية مواني حاويات الكبرى في الصين؛ وبنيت أرصفة لنقل البترول والمنتجات البترولية على ساحل خليج ميتشو الجنوبي، مما شكل ميناء ضخما خاصا للبترول؛ أما منطقة هوتشو ومنطقة شيهو بميناء تشيوانتشو، وهو أكبر ميناء لنقل حاويات التجارة الداخلية بالمقاطعة، فمتخصصتان في نقل الحاويات والبضائع للتجارة الداخلية والساحلية. بعد فترة الخطة الخمسية العاشرة، تشكلت مجموعة من المواني في فوجيان بشكل أولي، ومنها ميناء شيامن وميناء فوتشو، وهما من المواني الهامة على مستوى الدولة.

ومع تعاظم بناء المواني، زادت قدرة الشحن والتفريغ لمواني فوجيان بسرعة. وفي عام 2005، بلغ حجم الشحن والتفريغ لمواني المقاطعة 196 مليون طن، منها 92ر4 ملايين حاوية قياسية، وبلغ حجم الشحن والتفريغ لميناء فوتشو 74 مليون طن، مما وضعه في المركز الثاني عشر في هذا المجال بالصين؛ وبلغ عدد الحاويات التي تم شحنها وتفريغها في ميناء شيامن 34ر3 ملايين حاوية قياسية، ليحتل المركز السابع في هذا المجال بالصين؛ كما بلغ عدد حاويات التجارة الداخلية التي تم شحنها وتفريغها بميناء تشيوانتشو 600 ألف حاوية قياسية، ليحتل المرتبة الرابعة في هذا المجال بالصين.

في عام 2006، أنجزت الخطوة الأولى لتطوير المواني في فوجيان لفترة الخطة الخمسية الحادية عشرة (2006- 2010م)، كما تحققت سلسلة من الأرقام القياسية الجديدة في بناء المواني وحجم الشحن والتفريغ. بلغ حجم الاستثمار في بناء المواني بالمقاطعة 47ر5 مليارات يوان (الدولار الأمريكي يساوي حوالي 5ر7 يوانات)، وبلغ حجم الشحن والتفريغ لمواني المقاطعة 237 مليون طن، منها 88ر5 ملايين حاوية قياسية، وبلغ عدد الحاويات التي تم شحنها وتفريغها بميناء شيامن أكثر من أربعة ملايين وبميناء فوتشو أكثر من مليون حاوية قياسية. وفي نهاية عام 2006، بلغ عدد أرصفة النقل بمواني المقاطعة 402 رصيف، منها 80 رصيفا لسفن حمولتها أكثر من عشرة آلاف طن و25 رصيفا خاصا للحاويات، ويمكن أن تستوعب مواني المقاطعة سفنا حمولتها الإجمالية 146 مليون طن في وقت واحد، وبلغت قدرة شحن وتفريغ الحاويات 98ر5 ملايين حاوية قياسية.

 

النقل البحري بين فوجيان وتايوان

يتم النقل البحري بين المواني في كل من فوجيان وتايوان بطرق متنوعة.

وقد بدأ في التاسع عشر من إبريل سنة 1997، تشغيل أول خط بحري مباشر للحاويات بين مينائي فوتشو وشيامن بفوجيان وميناء قاوشيونغ بمقاطعة تايوان بشكل رسمي، ولكن السفن من فوجيان كانت تفرغ حمولتها لإعادة شحنها في سفن أخرى من تايوان بالقرب من ميناء قاوشيونغ. وخلال العشر سنوات الماضية، عملت عشر سفن من عشر شركات للشحن البحري على هذا الخط، الذي بلغ عدد رحلات السفن عليه 16952 رحلة وعدد الحاويات التي تم شحنها وتفريغها 4393ر4 ملايين حاوية قياسية في نهاية عام 2006.

وفي عام 1998، بدأ تشغيل خطوط ملاحة بحرية للحاويات بين مينائي فوتشو وشيامن بفوجيان وميناء قاوشيونغ بمقاطعة تايوان دون حاجة إلى إعادة الشحن، وخلال تسع سنوات من التشغيل، عملت على هذه الخطوط خمس سفن حاويات من أربع شركات شحن بحري من مقاطعة فوجيان وسفينتا حاويات من شركتا شحن بحري من مقاطعة تايوان. وفي الفترة من عام 2003 حتى نهاية عام 2005، بلغ عدد رحلات السفن لشركات النقل من مقاطعة فوجيان التي عملت على هذه الخطوط، 1222 رحلة، وبلغ عدد الحاويات 301652 حاوية قياسية.

وفي الثاني من يناير عام 2001، بدأ تشغيل خطوط بحرية مباشرة لنقل الركاب بين المناطق الساحلية بمقاطعتي فوجيان وتايوان بشكل رسمي. وبدأ تشغيل خط شيامن- جينمن وخط ماوي (فوتشو)- ماتسو وخط شيجينغ (تشيوانتشو)- جينمن، وكلها خطوط دورية للنقل البحري للركاب، وبدأ تشغيل خط تشانغتشو- جينمن وخط تشيوانتشو- جينمن وخط جزيرة ميتشو (بوتيان)- جينمن وخط تشيوانتشو- بنغهو للرحلات غير الدورية للنقل البحري للركاب. وتعمل 16 سفينة بها 5710 مقاعد من جانبي مضيق تايوان على هذه الخطوط، وفي نهاية عام 2006، بلغ عدد الرحلات على تلك الخطوط 17146 رحلة نقلت 9014ر1 مليون راكب.

وبدأ في السابع والعشرين من أغسطس عام 2001، تشغيل خطوط بحرية مباشرة لشحن البضائع بين المناطق الساحلية بكل من مقاطعتي فوجيان وتايوان بشكل رسمي. والآن، تعمل عشرة خطوط غير دورية للشحن البحري من فوتشو وشيامن وتشيوانتشو ونينغده إلى ماتسو وبنغهو. وتعمل 24 سفينة حمولتها الإجمالية 21809 أطنان من جانبي المضيق على هذه الخطوط، وحتى نهاية عام 2006، بلغ عدد الرحلات عليها 3876 رحلة وبلغ حجم نقل البضائع 6435ر4 ملايين طن.

 

تطوير مواني الضفة الغربية لمضيق تايوان

تعتبر المواني أساسا هاما وموردا استراتيجيا لبناء منطقة التنمية الاقتصادية على الضفة الغربية لمضيق تايوان، ولهذا أولت حكومة مقاطعة فوجيان اهتماما بالغا لتنمية المواني. وقد تضمنت الخطة الخمسية الحادية عشرة للتنمية الاقتصادية لفوجيان، تأكيدات على أهمية تنمية المواني، وطالبت بسرعة بناء مركز مواصلات متكامل محوره المواني لنقل الركاب والبضائع يربط بين الطرق السريعة والسكك الحديد السريعة والطرق العامة على مستوى المقاطعة والدولة والمطارات الخصوصية، من أجل تشكيل شبكة مواصلات متكاملة حديثة على الضفة الغربية لمضيق تايوان، تتصل بمرافق المواصلات الكبرى في داخل الصين وخارجها، وتعزز تبادل المقاطعة مع خارجها.

وفي يوم 25 نوفمبر عام 2005، أجيز مشروع إصلاح نظام الإدارة للمواني بخليج شيامن في الدورة الرابعة والأربعين لمؤتمر الشؤون الإدارية لحكومة مقاطعة فوجيان الشعبية، وقررت الحكومة في المشروع تحطيم حدود التقسيم الإداري لحل مشكلة الازدواجية الإدارية وإعادة ترتيب نظام الإدارة للمواني بخليج شيامن، مما عكس عزيمة حكومة المقاطعة على بناء منطقة التنمية الاقتصادية على الضفة الغربية لمضيق تايوان بالاعتماد على المواني. وفي يناير عام 2006، تشكلت مصلحة إدارة مواني خليج شيامن بشكل رسمي وفقا للنظام الجديد، الأمر الذي كان ابتكارا وإبداعا في نظام إدارة المواني العابر للتقسيم الإداري. بالإضافة إلى ذلك، أدت إعادة ترتيب مواني خليج شيامن إلى فتح صفحة جديدة لبناء مجموعة من المواني على الضفة الغربية لمضيق تايوان، ودفع التنمية الاقتصادية الإقليمية السريعة في فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة، التي ستكون موارد مواني فوجيان المتفوقة خلالها قوة دافعة عظيمة لتنمية المنطقة الاقتصادية على الضفة الغربية لمضيق تايوان، في الوقت نفسه، ستتعاظم يوما بعد يوم مكانة فوجيان الاستراتيجية ودورها.

وفي إطار تنمية المواصلات بمقاطعة فوجيان في فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة، ستبنى أربعة ممرات كبرى في منطقة التنمية الاقتصادية على الضفة الغربية لمضيق تايوان على أساس المواني من أجل الاتصال بالمناطق الوسطى والغربية في الصين وتوسيع ميناء فوتشو وميناء شيامن وميناء خليج ميتشو وميناء نينغده إلى المناطق الاقتصادية الداخلية؛ وسيبنى مركز مواصلات وشبكة مواصلات على أساس المواني أيضا، حيث تستهدف المقاطعة خلال فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة بناء 156 رصيفا عميق المياه باستثمارات تصل 7ر29 مليار يوان، منها 90 رصيفا جديدا لزيادة طاقة الشحن والتفريغ 190 مليون طن (منها 9ر7 ملايين حاوية قياسية)؛ وإقامة 17 مشروعا لبناء خطوط ملاحة ساحلية على امتداد 398 كيلومترا، طول الخطوط الجديدة منها 261 كيلومترا، بغرض الوصول بطاقة الشحن والتفريغ لمواني المقاطعة إلى أكثر من ثلاثمائة مليون طن (منها 12 مليون حاوية قياسية) في نهاية فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة، وتشكيل مجموعة هامة جديدة من المواني في الصين- على الضفة الغربية لمضيق تايوان، ورفع قدرة الشحن والتفريغ لكل من ميناء فوتشو وميناء شيامن إلى مائة مليون طن.

الفترة الحالية فترة حاسمة لتنمية المواني بمقاطعة فوجيان، ويتمتع كل من الضفتين الشرقية والغربية لمضيق تايوان بموارد مينائية وافرة، فمضيق تايوان يمكن أن يكون ميناء طبيعيا ممتازا إذا تعاون الجانبان على ضفتيه، ويمكن أن تقدم المواني على الضفتين خدمات نقل بحري ممتازة للتجارة الدولية بمنطقة آسيا والمحيط الهادي.